تشهد شواطئ العاصمة، استعدادا لافتتاح موسم الاصطياف، الذي يتزامن ككل سنة مع الفاتح جوان حملات تنظيف ورفع النفايات. وبفضل العمل المتواصل، الذي يقوم به عمال البلديات ووكالة حماية وترقية الساحل العاصمي و"اكسترا نيت"، منذ بداية هذا الشهر، بدأت شواطئ العاصمة تستعيد جمالها لاستقبال المصطافين. وقد أطلقت البلديات الساحلية، في الفاتح افريل، حملة واسعة لتنظيف الشواطئ، تحسبا لافتتاح موسم الاصطياف هذه السنة. وأوضحت المكلفة بالبيئة ببلدية سطاوالي، لامية درغن، أن عملية التنظيف تتم تحت إشراف المكلفين بالبيئة على مستوى كل البلديات الساحلية، مضيفة أنه تم تجنيد كل الوسائل البشرية والمادية لإنجاح العملية. وأكدت المتحدثة، التي تشرف على عمليات التنظيف بشواطئ سيدي فرج وشاطئ النخيل والشاطئ الأزرق والرياض (سيدي فرج)، أن هذه الأخيرة ستكون في غاية النظافة يوم انطلاق موسم الاصطياف. وانطلاقا من شواطئ سيدي فرج وشاطئ النخيل والشاطئ الأزرق إلى غاية شواطئ المرسى وسوركوف (عين طاية) والقادوس ورغاية البحري، يمكن للزائر أن يرى عشرات العمال، وهم ينظفون محيط الشواطئ بحضور العديد من المتجولين الذين جاؤوا لاستنشاق نسيم البحر. وتشهد شواطئ زرالدة وسيدي فرج وشاطئ النخيل والشاطئ الأزرق، حاليا إقبالا كبيرا لعشاق البحر. يقول رفيق رب عائلة، أنه يتوجه كل سبت رفقة أبنائه إلى شاطئ زرالدة ليتأمل البحر، مضيفا أنه "يبدو الشاطئ هذه السنة أكثر نظافة هذا رائع، ويمكن للأطفال التسلي في أمان". كما تشهد شواطئ القادوس وديكا بلاج وطارفايو (بلدية هراوة) بشرق العاصمة، والتي تعكس منظرا جد نقي توافدا كبيرا للمواطنين، للتمتع بهذا الطقس الربيعي بفضاءات اللعب (المجانية) وسط الغابات المحيطة للشواطئ. ولم يخف جمال، الذي كان مرفوقا بأبنائه الثلاثة، وهم يتوجهون إلى غابة شاطئ القادوس فرحته الكبيرة بعد أن وجد الشاطئ نظيفا". وقال "آمل في أن يعمل المصطافون على الحفاظ على الصورة الجميلة لهذا الشاطئ وعدم تشويهها بالنفايات". وفي جولة عبر الشواطئ الصغيرة، التي تزخر بها بلديات الحمامات ورايس حميدو (غرب العاصمة) نلاحظ بالرغم من جمال المنظر الذي تصنعه هذه الشواطئ تراكم النفايات الواردة من المساكن المبنية على منحدرات الشواطئ. وأكد زيد كريم، مسؤول ببلدية الحمامات، بأن البلدية كانت قد باشرت، بالتنسيق مع وكالة ترقية وحماية الساحل عملية واسعة لتنظيف الشواطئ. وقال في هذا السياق، أنه "سيتم حرق النفايات المتراكمة على المنحدرات قبل انطلاق موسم الاصطياف". وأضاف أن "مديرية الري ستتكفل من جهتها، بتنظيف أحواض المراحيض والبالوعات الموجودة على مستوى الشواطئ"، بالإضافة إلى جمع المياه المستعملة القادمة من السكنات المجاورة. وبرمجت الجمعية التطوعية "التويزة" لولاية الجزائر، التي تشارك بالتنسيق مع جمعيات أخرى في عمليات حماية البيئة عمليات تنظيف واسعة للساحل، بولاية الجزائر خلال شهر ماي. وقال رئيس الجمعية، سفيان خوخي، "يجب تحسيس المواطنين بضرورة تبني سلوكات ايكولوجية ومدنية من أجل الحفاظ على الطبيعة والبيئة"، معتبرا أن الحفاظ على نظافة الشواطئ بشكل "دائم" يقتضي "أولا تغيير الذهنيات". وأضاف أن "تنظيف الشواطئ أمر يخص الجميع"، مشيرا إلى ضرورة القيام بعمل تحسيس كبير قبل انطلاق موسم الاصطياف، من أجل مكافحة بشكل "فعال" التلوث الذي يحول شواطئنا إلى مفرغات عشوائية.