تكرم الاثنين المقبل الجمعية الثقافية الوطنية رابطة أهل القلم بسطيف بالتنسيق مع مديرية الثقافة الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، عرفانا وتقديرا لمسيرته الإبداعية التي شكلت حراكا أدبيا داخل وخارج الوطن. تحتفي الجمعية الثقافية الوطنية رابطة أهل القلم بالروائي العالمي الدكتور واسيني الأعرج حيث سيتم تقديم قراءات في روائعه يقدمها ثلة من أساتذة من مختلف جامعات الوطن، كما سيكون هناك حوار مفتوح مع الروائي واسيني الأعرج مع عشاقه ومحبيه ومتتبعيه، وسيختتم اللقاء بتنظيم بيع بالإهداء لكتبه على غرار" مملكة الفراشة " الحائزة على جائزة الرواية العربية "كتارا " القطرية، والتي سيتم تحويلها إلى فيلم أو إلى مسلسل تلفزيوني قبل نهاية السنة الجارية حتى يتم عرضه في الدورة ال 2 للجائزة العام المقبل، والتي تدور حول النهايات التراجيدية والمآلات القاسية لعائلة جزائرية تعيش في ظل عزلة شديدة وتفكك كبير فرضته الحرب الصامتة التي أعقبت فترة التسعينيات من القرن الماضي، غير أن الحياة تستمر رغم كل ذلك، إلى جانب رواية "سيرة المنتهى عشتها كما اشتهي" الصادرة ضمن سلسلة كتاب دبي الثقافية، وراوية "رماد الشرق" بجزئها الأول الذي يحمل عنوان "خريف نيويورك الأخير" وجزئها الثاني "الذئب الذي نبت في البراري" الصادر سنة 2013، وروايته الأخيرة "2084: حكاية العربي الأخير". ومن المنتظر أن ينشط اليوم وغدا الروائي واسيني الأعرج بالمملكة الاردينة وفي إطار جولته أدبية التي انطلق فيها هذا الشهر محاضرتين، الأول بالمركز الثقافي بالمنتدى الثقافي لمؤسسة شومان في العاصمة عمان وتحمل عنوان "العربي الأخير: نهاية الزمن العربي وبداية عصر مبهم"، أما الثانية والتي سينشطها بمحافظة الكرك فتحمل عنوان"الرواية في زمن المحو"، ويعقب المحاضرتين حوار مفتوح مع الجمهور. كما حل الروائي واسيني الأعرج ضيفاً على فلسطين في الفترة بين 12و14 ماي الجاري، حيث قدم ندوة في رام الله تحت عنوان "فلسطين في الرواية العربية" نشطها الأستاذ يحيى يخلف، تحدث فيها عن صورة فلسطين في روايتيه "رماد الشرق" و"سوناتا لأشباح القدس"، وقد عقب الندوة توقيع رواياته منها الأخيرة "حكاية العربي الأخير" الطبعة الفلسطينية، وروايتين "أنثى السراب" و"مملكة الفراشة" الصادرتين عن المكتبة الشعبية ناشرون بحديقة مكتبة بلدية نابلس. وكان الكاتب والروائي واسيني الأعرج تحدث في حوار له في ملحق الخليج الثقافي عن كتابه "الأمير مسالك باب الحديد" الحائز عن جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2007، وقال "أوافق النقاد والدارسين الذين اعتبروا الكتاب حوار الحضارات، باعتباره يتحدث عن المناضل الأمير عبد القادر، مؤكدا أن هذا الرجل أراد أن يحرر أرضه من الاستعمار الذي عرف بأنه استعمار حضاري وثقافي وتاريخي"، وبخصوص رؤيته لمستقبل الوطن العربي يقول" مشكلتنا نحن العرب الآن صارت مشكلة وجودية، توجد معطيات حضارية سابقة علينا، مثل ما حدث مع الهنود الحمر، ماذا بقي منهم، كان لهم حضارة كبيرة بكل تفاصيلها، غيرت الأمم وأعطتها ثقافة، وماذا بقي لهم، نحن كعرب غيرنا العالم ومنحناه قيما، وبعد ذلك انسحبنا، وعندما نقرأ عن حضارات المايا والأزتيك اللتين هما من أعظم حضارات العالم في السابق، ومع ذلك محوا تماما ولم يبق منهما شيئا، وحتى أمريكا اللاتينية هي إسبانية من الناحية اللغوية"مضيفا"لا أقول إن هذا سيحدث الآن، ولكن يمكنني أن أتوقعه بناء على معطيات حصلت، وهذا ما قلته في رواية العربي الأخير، وقلته بهذا المنطق، لأن في ذهني رؤى لأمم اندثرت، لأنها أصبحت مثار تساؤل ليس في السياسة، ولا في الأفكار ولكن في وجودها كأمة، ونحن اليوم لدينا علامات أولية لهذا الاندثار للأسف، إذا لم يتم استدراك الحال". للإشارة واسيني الأعرج، المولود 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية بتلمسان، جامعي وروائي جزائري، يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السور بون في باريس، يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي سنة 1997، كما تحصل في سنة 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، و2006 على جائزة المكتبيين الكبرى على روايته: كتاب الأمير، التي تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا، في السنة، وفي 2007 على جائزة الشيخ زايد للآداب، تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدنمركية، العبرية، الإنجليزية والإسبانية.