يعيش الشارع الرياضي الصربي مثلما هو الحال عندنا في الجزائر على وقع إستعادة منتخبه الأول لروح المنافسة بعد أشهر من الغياب، تلت آخر لقاءاته الودية أمام المنتخب الكوري الجنوبي يوم 18 نوفمبر من العام الماضي.. وإن كانت حدة الأمر وخصوصيته عندنا تفوق الصرب بمراحل، فالمُطّلع على أحوال المنتديات أو مواقع الإنترنت الرياضية الصربية يكتشف اهتماما شديدا جدا بمنتخب بلادهم وبتحديه القادم الذي يواجه فيه “الخضر” بعد أيام من الآن، لذا حاولنا التجول في المنتديات الصربية لنقل الانطباع السائد قبل وبعد الإعلان عن مواجهة المنتخبين والجديد الذي جلبته الأيام الأخيرة على الجانبين بوجهة نظر صربية. حلموا بمواجهة كوت ديفوار وديا، صُدموا لملاقاة الجزائر، لكن كأس إفريقيا قلبت الموازين كان معروفا لدى الصرب أن بلادهم ستواجه منتخبا إفريقيا في مشوار تحضيراتها للمونديال بحكم أنها وقعت في القرعة إلى جانب غانا، والحلم يومها من قبل الأنصار كان ملاقاة منتخب كوت ديفوار القوي لأنه على الورق أفضل منتخب إفريقي من حيث الأسماء أو في أسوأ الحالات ملاقاة أسود الكامرون غير المروضة، فمنطق النجومية ومعرفتهم ديديي دروڤبا وصامويل إيتو جعلهم يوقنون بأن مواجهة أصحاب البشرة السوداء ستعود بالفائدة على رفقاء فيديتش قبل التصدي لرفقاء النجم الغاني مايكل إيسيان، ليأتي في الأخير الإعلان عن مواجهة الجزائر مطلع شهر ديسمبر صادما للأنصار، لكن الأمور تغيرت بعد ذلك التاريخ بحوالي شهر ونصف حين صعد “الخضر” على حساب كوت ديفوار إلى نصف نهائي كأس إفريقيا، وقد تفاجأت الصحافة والجماهير الصربية كثيرا بما حدث، ليكون رد رفقاء مطمور بأن الصرب أحسنوا اختيار منافسهم الإفريقي. بلحاج عرّفهم بالجزائر ومنبهرون بفنيات مغني رغبة الصرب في ملاقاة كوت ديفوار لا تعني بالمرة إنقاصهم من مستوى المنتخب الوطني، فهم على دراية بما يحتويه تعداد المنتخب الوطني من أسماء بدأت المنتديات الرياضة هناك في تداولها حتى قبل إعلان مواجهة البلدين، يأتي في مقدمتها نذير بلحاج الشهير جدا هناك باعتبار أن البطولة الإنجليزية والنجوم الصربية المحترفة هناك (فيديتش “مانشستر يونايتد“، إيفانوفيتش “تشيلزي”، ميلياس “ ولفرهامبتون“) تحظى بمتابعة واسعة لدى الجماهير، حيث يرونه أحسن لاعب جزائري بل ومن أحسن مدافعي الأروقة في أوروبا، إضافة إلى بلحاج يعرف الصرب أيضا الدولي الجزائري مراد مغني لأنه زميل الظهير الأيسر ألكسندر كولوروف، والانطباع السائد عن مغني أنه لاعب مهاري من الدرجة الأولى لكنه سيئ الحظ، وبشكل عام أعجب الصرب بتواجد الجزائريين في بطولات كبرى متنوعة، مثلما هو الحال في تعدادهم تماما. يقولون عن بوڤرة: “من هذا العملاق! الجزائر تملك منافسا ل فيديتش على البارصا” آخر الملتحقين بقائمة المعروفين لدى الصرب هو صخرة الدفاع الجزائري مجيد بوڤرة والأمر يرجع لربطه من قبل الصحافة العالمية مؤخرا بالعملاق الإسباني برشلونة، حيث شكّل الخبر في البداية مفاجأة كبرى لهم لأنهم لم يكونوا على دراية بأن الجزائر تملك مدافعا من طينة الكبار بإمكانه الدخول ضمن مخططات عملاق ك”البارصا”، وعرضت بعض المنتديات الصربية على شبكة الأنترنت صورة بوڤرة الذي أخافهم نظرا لضخامته، والطريف فيما تم تداوله ضمن المنتديات الصربية هو التعليقات التي تخص بوڤرة لأنه بدخوله أجندة النادي الكتالوني قد شوّش قليلا على اهتمام ڤوارديولا بالمدافع الصربي الشهير نيمانيا فيديتش، لكنهم أطلقوا تعليقاتهم هذه من باب الطرافة فقط لأن فيديتش -حسبهم- غير قابل للمنافسة. لحسن غير محبوب ومعروف بمنافسته ل“زيڤيتش“ رغم أن لحسن لم يرتد بعد قميص”الخضر” إلاّ أن إسمه أيضا متداول لدى الصرب، بل ومعروف جدا منذ الموسم الماضي، والسبب يعود إلى إلمام الجماهير الصربية بكل كبيرة وصغيرة تخص نادي راسينغ سانتاندير وهو الفريق السابق لنجم الهجوم الصربي نيكولا زيڤيتش المنتقل هذا الموسم إلى فالنسيا، ويمكننا الجزم أيضا بأن الجماهير الصربية لا تحمل لحسن في قلوبها لكنها لا تبغضه بشدة بسبب التنافس الشديد بينه وبين نجمهم زيڤيتش حتى وإن كان منصبا اللاعبين مفصولين تماما، لأن الجزائري كان متألقا للغاية الموسم الماضي موازاة مع الأهداف الكثيرة ل زيڤيتش ليكون لحسن منافسه الأول على النجومية في “الراسينغ”. صورة الجزائر في صربيا لا زالت مشوّهة أمنيا لم يكن المنتخب الوطني بأسمائه وفنييه مكمن التساؤل الوحيد عند الصرب بل كانت الجزائر ككل بمدنها، أمنها ومنشآتها ضمن مجالات البحث في المنتديات الصربية، لكن الإجماع على الجانب الأمني كان وللأسف سيئا للغاية ومخالفا لحقيقة الواقع، فالأخبار المتداولة في مجملها تتحدث عن أحداث دموية وانفلات أمني كبير وكأن الأمر يخص العشرية السوداء بكل دمويتها، حتى أن وضع اسم الجزائر في محركات البحث الخاصة بالمواقع الإخبارية الصربية يجلب لك كما هائلا من الأخبار المسيئة للجزائر. أعجبوا كثيرا بملعب 5 جويلية ولقبوه بالملعب “السوفياتي” كان ملعب 5 جويلية أيضا في طليعة اهتمام الجماهير التي تساءلت في بادئ الأمر عن مكان إقامة المباراة، ورغم المغالطات القليلة المسجلة في المنتديات الصربية عن رداءة الملعب (تم تداول صور الملعب قبل تجديده ومن دون كراسي)، إلاّ أن الأغلبية أفلحت في وضع الصورة الصحيحة عن الملعب وقد أجمعت الآراء على جمال 5 جويلية واستحقاقه احتضان مباراة دولية كبيرة، لكن الطريف هو نعته ب”الملعب السوفياتي” لأنه يشبه كثيرا جل ملاعب الإتحاد السوفياتي سابقا (أولمبي ولونه بلون الإسمنت). سيُتابعون المباراة عبر التلفزيون الحكومي الصربي تملك صربيا كما هائلا من القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة والكثير منها متخصصة في شتى المجالات خاصة الرياضة، حيث توجد على الأقل 6 قنوات ناطقة بالصربية وتُعنى بكرة القدم، كرة اليد وكرة السلة، إضافة إلى الرياضات الشتوية، كما أن التلفزيون الحكومي يمنح هو الآخر مجالا واسعا حيث يبث بعض البطولات الأوربية (بث أرضي)ومباريات المنتخب، وبخصوص هذا الأخير ذكرت مواقع صربية أن لقاء الجزائر وصربيا الودي سينقل على التلفزيون الحكومي الصربي لكنها لم تشر إن كان بثه فضائيا أم أرضيا فقط. الجماهير الصربية تحلم بنتيجة ثقيلة من خلال متابعة آراء الجماهير الصربية حول “الخضر” نجد إجماعا على قدرة رفقاء فيديتش على الإطاحة بالجزائر وبنتيجة ثقيلة أيضا، حيث يعتقد رواد المنتديات الصربية أن منتخبهم فوق كل مقارنة بينه وبين منتخب الجزائر الذي ورغم تأهله للمونديال إلا أنه –حسب الصرب- لن يقف عقبة أمام “النسور” (كنية المنتخب الصربي) الطامحة إلى قلب موازين كرة القدم في العالم والوصول إلى أبعد مرحلة في المونديال، يضاف إلى ذلك جزئية أشار إليها بعض المتصفحين الصرب وهي إرسال تحذير من قلب إفريقيا للعالم أجمع بأن بلادهم ستفعل شيئا في جنوب القارة. ------------------------------------------ صربيا بكامل نجومها في الجزائر رادومير أنتيتش يعلن عن قائمة اللاعبين المشاركين في مواجهة “الخضر“ كشف مدرب المنتخب الصربي رادومير أنتيش عن قائمة اللاعبين 22 المعنيين بالتنقل إلى الجزائر لمواجهة المنتخب الوطني يوم 3 مارس المقبل بملعب 5 جويلية، حيث وجّه الدعوة لأفضل نجوم صربيا يتقدمهم المدافع القوي لنادي مانشستر يونايتد نيمانيا فيديتش الذي كانت تحوم الشكوك بخصوص مشاركته في هذه المباراة والذي يكون قد تعافى تماما من الإصابة التي أبعدته لعدة أسابيع عن المنافسة مع ناديه، وسيكون أنصار المنتخب الوطني على موعد يوم 3 مارس مع مجموعة من أفضل نجوم الكرة العالمية الذين تزخر بهم الكرة الصربية على غرار نجم إنتير ميلان دراڤان ستانكوفيتش، مدافع تشيلزي برانيسلاف إيفانوفيتش والنجم الصاعد ميلان جوفانوفيتش لاعب ستاندار لياج البلجيكي والمطلوب من ليفربول وميلان تحسبا للموسم المقبل. يتربصون قرب بلغراد ويُحضون ل “الخضر” في رحلة خاصة وضرب مدرب المنتخب الصربي موعدا لأشباله للتنقل إلى بلغراد يوم 1 مارس المقبل للتجمع في فندق “الرئيس“ على بعد 12 كلم من العاصمة الصربية بلغراد وهذا قبل الحضور إلى الجزائر في رحلة خاصة، وستكون البعثة الصربية مرفقة بوفد هام من الإعلاميين ورجال الأعمال الذين يموّلون المنتخب، وستكون إقامة الصرب بفندق “شيراتون“ وسيوضع ملعب 5 جويلية تحت تصرفهم كما سيستفيدون من حصة معتبرة من تذاكر المنصة الشرفية ستمنح للمرافقين للمنتخب ولأفراد الجالية الصربية المتواجدة في الجزائر. قائمة لاعبي المنتخب الصربي الحراس: فلاديمير ستويكوفيتش (ويڤان)، زيلكو بريكيتش (فوجفودينا نوفي ساد) المدافعون: برانيسلاف إيفانوفيتش (تشيلزي)، أنتونيو روكافينا (ميونيخ 1860)، نيمانيا فيديتش (مانشستر يونايتد)، نيفين سوبوتيش (بوروسيا دورتموند)، ألكسندر لوكوفيتش (أودينيزي)، ألكسندر كولاروف (لازيو)، إيفيكا دروتينوفيتش(إشبيلية). لاعبو الوسط: دراڤان ستانكوفيتش (إنتير ميلان)، نيناد ميليجاس (ولفرهامبتون)، كوجكو كاسار (هيرتا برلين)، زدرافكو كوسمانوفيتش (شتوتغارت)، ردوزاف بيتروفيتش (بارتيزان بلغراد)، بوسكو جانكوفيتش (جنوة)، ميلان كرازيتش (سيسكا موسكو)، زوران توزيتش (كولون)، ميلوس نينكوفيتش (دينامو كييف)، ميلان جوفانوفيتش (ستاندار لياج). المهاجمون: نيكولا زيڤيتش (فالنسيا)، دانكو لوزوفيتش (أيندهوفن)، ماركو بانتيليتش (أجاكس)، ديجان ليكيتش (بارتيزان بلغراد). --------------------------------------------- لعروم: “سنُعاين كلّ منافسي الجزائر... ومع روراوة لا خطر على الخضر” في تصريح مقتضب إلى جريدة “الهدّاف الدولي“، قال المدرب المساعد للمنتخب الوطني بوعلام لعروم إنه وباقي مساعدي المدرب الوطني رابح سعدان سيقومون بمعاينة كل من منتخبات إنجلترا وسلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية خلال كل اللقاءات الودية التحضيرية التي تخوضها المنتخبات الثلاثة في تواريخ الفيفا -إلاّ منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي قد يلعب لقاء وديا خارج هذه التواريخ- إستعدادا ل “مونديال“جنوب إفريقيا”، وأكد على أن مهمة “الخضر“ لن تكون سهلة أمام هذه المنتخبات، والتي تملك -حسبه- العديد من الإيجابيات. حيث أكد أن المنتخب السلوفيني منتخب سريع ويمتلك المهارات الفردية بالإضافة إلى توفره على ميزة التسديد من بعيد، كما أن المنتخب الإنجليزي معروف زيادة على أنه تطور كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية، إذ أصبح أكثر سرعة واعتمادا على المهارات الفردية في شاكلة نجمه واين روني، كما أنه قوي في الكرات الطويلة والعالية. في حين ثمّن لعروم التطوّر الذي يشهده المنتخب الأمريكي الذي يعتبر مزيجا بين الأسلوب الأوروبي والأمريكي اللاتيني، كما أقرّ بالعمل الجبار الذي يقوم به رئيس “الفاف“ محمد روراوة الذي يطمئن الجميع على مستقبل “الخضر“ بوجوده.