بعد أن كان مقرّرا مشاركة مجيد بوڤرة صخرة دفاع “الخضر” أساسيا في مباراة أمس أمام صربيا، إلا أن ذلك لم يتحقق ولم تتحقق معها رغبة “الماجيك”، والسبب هو تلقيه لإصابة في آخر حصة تدريبية أجراها مع رفقائه على الملعب العسكري لبني مسوس، شعر فيها بآلام جعلته يخضع لفحوصات حتمت على الناخب الوطني رابح سعدان إعفاءه من لعب اللقاء. بوڤرة سبق أن أكد إصابته ل “الهدّاف” إصابة بوڤرة ليست جديدة بل تعود إلى اللقاء الكبير من البطولة الإسكتلندية، و”الداربي” الذي جمع فريقه “ڤلاسڤو” أمام “سيلتيك” يوم السبت الفارط، حيث أكد اللاعب عقب نهاية اللقاء في حوار حصري ل”الهداف” أن الإصابة التي تعرّض لها قد تمنعه من المشاركة أمام صربيا، لكن اللاعب لم يكن يتوقع أنها ستكون هي السبب الرئيسي في غيابه أمس، طالما أنه بدا في الأيام السابقة متحمّسا ورغبته شديدة جدا للعب اللقاء، لكن الإصابة التي تعرّض لها ليلة اللقاء والآلام التي شعر بها كانت في نفس مكان الإصابة القديمة. سعدان يُقرّر إعفاءه ليلة المباراة وبالنظر إلى الحالة الصحية الصعبة التي كان يعاني منها بوڤرة، راع المدرب سعدان إلى مصلحة لاعبه ولم يفضل المغامرة به، حيث قرّر بعد تقديم تقرير مفصل له من قبل الطاقم الطبي أن يعفي لاعبه ويتركه يستريح بدل المغامرة به. ... ويُغامر ب حليش المصاب وعنتر يحيى قليل المنافسة ولو أن سعدان فضّل ترك بوڤرة لإراحته، فإنه في مقابلها دفع بمدافع “ماديرا” حليش رفيق، الذي كان يشتكي هو الآخر من إصابة كان تلقاها الأسبوع الماضي مع فريقه في البطولة البرتغالية، حيث كانت نسبة مشاركته ضئيلة نظرا لما كان يشعر به، لكن أمام إصابة بوڤرة لم يجد سعدان من حلّ سوى الاعتماد عليه، خاصة أن حليش أكد له شعوره بتحسّن، ويضاف إلى حليش المدافع الثاني عنتر يحيى الذي يشتكي من قلة المنافسة ولم يلعب ولا مباراة مع فريقه “بوخوم” منذ عودته مع “الخضر” من نهائيات كأس أمم أفريقيا بأنغولا. دخول العيفاوي كان متأخرا وأمام الإصابة التي كان يشتكي منها رفيق حليش والتي شعر بها مجدّدا في المباراة، وجد سعدان نفسه أمام الأمر الواقع حيث كان خياره إما زاوي سمير أو عبد القادر العيفاوي، ليستقرّ رأيه على إقحام العيفاوي الذي دخل وبرهن أنه كان قادرا على تعويض رفقائه المصابين، بل كان بوسعه لعب 90 دقيقة كاملة وتفادي المغامرة ب حليش، والشيء نفسه مع زاوي سمير الذي دخل بديلا هو الآخر مكان زياني المصاب. الأنصار طالبوا بدخول بوڤرة مباشرة بعد تسجيل الهدف الأول للمنتخب الصربي، اهتز الملعب بأكمله مناديا بدخول صخرة الدفاع مجيد بوڤرة، ولكن الأنصار لم يكونوا يعلمون أن مدافع نادي ڤلاسڤو رانجرز الأسكتلندي كان خارج قائمة ال 18 في لقاء أمس، وفضل الناخب الوطني إراحته بحكم أن “الماجيك“ يعاني من إصابة طفيفة على مستوى الكاحل وتفادى بذلك المجازفة في مباراة ودية، وتجدر الإشارة إلى أن الثنائي عنتر يحيى- حليش قام بدوره الدفاعي على أكمل وجه ولم نشعر بغياب بوڤرة طيلة اللقاء. جبور بحلاقة جديدة دخل المهاجم الجزائري رفيق جبور مباراة أمس أمام المنتخب الصربي، بحلاقة جديدة “فرطسها” لم نعتد عليها من قبل خلال المباريات التي شارك فيها مع المنتخب الوطني الجزائري في التصفيات الخاصة بكأسي إفريقيا والعالم، حيث فضل هذه المرة أن يحلق طريقة “فيالي” اللاعب السابق لنادي “جوفنتوس” الإيطالي سابقا، لكن لسوء حظه فإن دخوله في المرحلة الثانية لم يغير من نتيجة المباراة التي كانت لصالح المنتخب الصربي. أنصار “الخضر” يُغادرون بعد الهدف الثالث لم يهضم أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا سهرة أمس إلى ملعب 5جويلية بأعداد هائلة من أجل مساندة “الخضر” في مهمتهم الودية أمام صربيا، الهزيمة التي مني بها رفقاء زياني، فمجرد أن تمكن الزوار من إضافة الهدف الثالث، فضل عدد كبير من الأنصار مغادرة المدرجات تعبيرا عن عدم رضاهم بهذه الهزيمة غير المتوقعة. اللاعبون خرجوا تحت التصفيقات في الشوط الأول رغم أن الجزائريين كانوا منهزمين في الشوط الأول، إلا أن الجماهير الحاضرة فضلت أن تشجع رفقاء زياني على بذل أقصى جهودهم وحتى لا يتأثروا بالنتيجة لأنها مجرد مباراة ودية، ويعد هذا التصرف حضاريا من طرف الجزائريين. شخصيات سياسية بارزة كانت حاضرة والجالية الصربية بقوة مثلما سبق أن أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، فإن اللقاء حضرته شخصيات بارزة من البلدين، سواء رياضية على غرار رئيسي اتحاديتي البلدين، أو النجم زيزو أو حتى سياسية، كما كان هناك حضورا قويا لرجال أعمال صربيين إلى جانب عدد لا بأس به من الجالية الصربية بالجزائر. زياني، حليش وبلحاج “قتلهم البرد” لم تقدم شركة “بيما” لحد الآن الألبسة الشتوية للمنتخب الوطني، حيث دخل اللاعبون بأقمصة ذات كم قصير، وبما أن الأجواء كانت باردة قليلا فإن بعض اللاعبين فضلوا لبس قميص بكمين طويلين تحت قميص “الخضر” على غرار زياني، بلحاج وحليش رغم أن هذا الثلاثي ينشط في بلدان تتميز بالبرودة الشديدة، على غرار ألمانيا وإنجلترا. المنتخبان لم تعجبهما أرضية الميدان رغم أن ملعب 5جويلية بقي مغلقا مدة شهر تقريبا حتى يكون جاهزا للقاء الأمس، إلا أن الجميع اعترف أن أرضية الميدان لم تكن جيدة، حيث أعاقت اللاعبين كثيرا وكانت صلبة أكثر من اللازم، وهو الأمر الذي أكد عليه لاعبو كلا المنتخبين الذين أبدوا امتعاضهم من سوء أرضية الميدان، هذا الأمر يطرح العديد من الأسئلة حول الذي يحدث في المركب الأولمبي. خروج خاطئ ل ڤاواوي في لقطة الهدف الأول لم يحسن الوناس ڤاواوي التقدير في لقطة الهدف الأول للمنتخب الصربي في (د16) حين كان خروجه عشوائيا، ما أحدث ترددا كبيرا في محور الدفاع تمكن على إثره الفريق المنافس من فتح باب التسجيل، وبهذا المردود المتوسط للحارس، فإن العديد من التساؤلات تطرح خاصة أن هذا الأخير لا يوجد في أحسن أحواله لاسيما أنه بقي بعيدا عن المنافسة لقرابة الشهرين بسبب إجرائه العملية الجراحية، في الوقت الذي كان من المفترض أن يعتمد الشيخ سعدان على زماموش أو أوسرير بحكم جاهزيتهما ومشاركتهما بانتظام في البطولة الوطنية في انتظار عودة الحارس شاوشي إلى بيته من جديد قبل المونديال. بوڤرة أعجب بالأجواء و”شبع تصاور” مثلما كان منتظرا، اكتظت مدرجات 5جويلية بالأنصار الذين صنعوا أجواء أقل ما يقال عنها أنها رائعة، هذا الأمر لم يفوته صخرة دفاع “الخضر” مجيد بوڤرة الذي فضل أن يخلّد هذه اللحظات وبقي يصور المشاهد التي كان يصنعها الجزائريون في المدرجات بعد دخول اللاعبين إلى الملعب من أجل التّسخين. لاعبو المنتخب الصربي لم يُصدّقوا ما شاهدوه رغم أن كل لاعبي المنتخب الصربي ينشطون في أندية قوية للغاية في البطولات الأوربية، إلا أنهم لم يصدقوا ما شاهدوه أمس في ملعب 5 جويلية، خاصة الحضور القوي للجمهور والأهازيج التي لم تتوقف طيلة المباراة، كل هذا جعل الصربيين يصابون بالذهول، حيث لم يكونوا يتصورون أن يجدوا مثل هذه الأجواء في الجزائر. ...وبقوا يُصوّرون طيلة ربع ساعة الأجواء التي صنعها أنصار “الخضر” سلبت عقول لاعبي المنتخب الصربي، وهو ما جعلهم يبقون على أرضية الميدان مدة ربع ساعة تقريبا قبل انطلاق اللقاء، حيث صوروا ملعب 5جويلية وأنصاره، وتفاعلوا مع اللقطات التي كان يصنعها الجزائريون. بزاز حاضرفي مقعد الإحتياط رغم أنه غير معني بهذا اللقاء ومن الممكن جدا أن يغيب عن كأس العالم القادمة بسبب الإصابة التي يعاني منها، إلا أن ياسين بزاز فضل أن يكون حاضرا في لقاء أمس ويساند رفاقه، حيث كان متوجودا في دكة الاحتياط ليقدم الدعم اللازم لزملائه في المنتخب. لاعبو لشنشتاين حضروا اللقاء وذهلوا بالأجواء حضر وفد ليشنشتاين لقاء الجزائر مع صربيا مساء أمس، وهذا بعد أن أنهى لقاءه أمام منتخب المحليين بالقليعة، وقد انبهر لاعبو هذا المنتخب بالأجواء التي صنعها الأنصار في المدرجات، واندهشوا بالحضور الجماهيري القوي للجزائريين، حيث لم يفهموا شيئا فيما كانوا يشاهدون، خاصة أنهم من بلد عدد سكانه لا يتجاوز 35 ألف نسمة. الزغرودات الجزائرية حاضرة خلال عزف النشيد كالعادة تصنع النساء الجزائريات أجواء رائعة عندما يتعلق الأمر بانجازات المنتخب الجزائري، وقد كان العنصر النسوي حاضرا بقوة في لقاء الأمس، حيث دوت الزغاريد ملعب 5جويلية عندما كان يعزف النشيد الوطني. الأنصار هتفوا باسم شاوشي بعد هدف صربيا الأول بعد تسجيل المنتخب الصربي الهدف الأول، والذي كان الحارس ڤاواوي السبب الرئيسي فيه، هتف الأنصار مطولا باسم الحارس فوزي شاوشي الذي أبعده سعدان لأسباب انضباطية، حيث فضل الأنصار أن يساندوا شاوشي ويوجهوا رسالة واضحة لسعدان بأنهم يريدون عودة هذا الحارس الممتاز. عدم إقحام الشاذلي يُثير التساؤلات أثار عدم إقحام المدرب سعدان لوسط الميدان الجزائري عمري الشاذلي، في اللقاء الودي أمس العديد من التساؤلات وسط الشارع الكروي الجزائري، ويرى البعض أن المباراة الودية هي فرصة للجميع لكي يثبتوا إمكاناتهم، لكن الشاذلي في نظر العديد من محبي “الخضر” لم يحظ بهذه الفرصة، دون أن يعرفوا السبب الذي دفع بسعدان إلى عدم إقحامه. تنظيم سيّء ورشق بالقارورات عكس ما كان ينتظر الجميع أن تكون مباراة الجزائر وصربيا فرصة لآلاف الأنصار مشاهدة “الخضر” لأول مرة منذ كأس إفريقيا، لم تكتمل فرحة الأنصار ليس بسبب الخسارة الثقيلة التي مني بها رفقاء غزال، ولكن بسبب التنظيم سيء الذي ميّز المباراة جعل الأنصار يرشقون بالقارورات في كل اتجاه، وزادت حدّتها عقب نهاية المباراة، لتؤكد إدارة ملعب 5 جويلية فشلها في التحكم في المناسبات الكبيرة. “تبهديلة” في نهاية المباراة والضيوف هربوا ولم تبق الأمور عند هذا الحدّ ولكن تطوّرت بمجرّد إضافة المنتخب الصربي الهدف الثالث، ليشرع الأنصار في رشق القارورات في كل اتجاه خاصة في المدرّجات الرسمية محدثين “تبهديلة كبيرة”. وأمام ثورة الأنصار وتصاعد الأمور اضطر عدّة ضيوف حضروا المباراة على غرار منتخب لشينشتاين وبعض مرافقي منتخب صربيا إلى مغادرة المدرّجات الشرفية واشتدت أكثر مع نهاية المباراة، معبّرين عن سخطهم من الخسارة التي مني بها الفريق والتنظيم السيء في الملعب. “سعدان المهبول... دارت حالة” وفي الوقت الذي حاول الأنصار مواصلة دعمهم ل “الخضر” رغم تقدّم الصربيين في النتيجة، إلا أن الهدف الثالث جعل الأنصار ينقلبون رأسا على عقب ويثورون على الطاقم الفني وفي مقدمتهم المدرب الوطني رابح سعدان، ولم يتوقفوا عن انتقاده من خلال عبارة “سعدان المهبول” خاصة عند نهاية المباراة، حيث حمّلوه مسؤولية الخسارة من خلال الإختيارات التي قام بها، منتقدين إبعاد شاوشي من الفريق.