عندما إتصلنا به هاتفيا كان يتأهب إلى الخروج من مطار أبو ظبي الدولي، بعدما أنهى كلّ المفاوضات مع قناة “أبو ظبي الرياضية” التي سيُوقع معها عقدا جديدا لتحليل مباريات البطولة الإنجليزية، “عندما فازت الجزائر على كوت ديفوار، كابيلو هدم كلّ حساباته وصار قلقا“ “شحاتة يتحمّل المسؤولية الكبرى في عدم وصول مصر إلى المونديال“ “أحترم عنتر يحيى كثيرا لأخلاقه وبوڤرة يستحقّ أكثر من ڤلاسڤو“ “الجزائر تستحقّ الوصول إلى كأس العالم وسعدان هو سبب خروجكم من كأس إفريقيا“ “بلحاج أحسن بكثير من أبيدال ويستطيع اللعب أساسيا في برشلونة“ “ستخرجون صفر النقاط من المونديال إذا إستصغرتم سلوفينيا“ “طرد لموشية من المنتخب خطأ لا يُغتفر ومكانته الأساسية لا نقاش فيها“ وقد بدا مسرورا للغاية عندما علم أننا من جريدة “ الهدّاف “ التي أسرّ لنا أنه يُطالعها باستمرار على شبكة الأنترنيت، بعدها طلب منا معاودة الإتصال به بعد ساعة زمن.. إنه المحلل المصري الشهير خالد بيومي رفيق درب محيي الدين خالف في قنوات “ آرتي“، وزميل محمود ڤندوز في برنامج “ صدى الملاعب “ على شاشة “ أم بي سي “ . أهلا بك في جريدة “الهدّاف”؟ مرحبا أخي، يُشرّفني أن أجري حوارا مع جريدة “الهدّاف” الجزائرية، وقد أفاجئك إن قلت إنني مُدمن على مطالعتها يوميا عبر شبكة الأنترنيت، لأنها وبكل أمانة صحيفة ذات مصداقية عالية، ونحن في مصر نحترم كثيرا إحترافيتها، ونعتبرها من أحسن الصحف العربية. ونحن أيضا لن نُجاملك إن قلنا إنك من أحسن المحلّلين العرب، والدليل حصولك على المركز الأول في جلّ الإستفتاءات، أليس كذلك؟ الحمد للّه، المشاهد العربي لم يعد ينظر إلى إسم المحلل بقدر ما يهمّه مضمون كلامه، خاصة أن القنوات الكبرى صارت تعتمد على المحللين لمجرّد شهرتهم كلاعبين سابقين، وللأسف الشديد بعضهم لا يُحضّر المباريات جيّدا ولا يُفيد المشاهد في شيء . هل نفهم أنك ضد فكرة وجود اللاعبين الدوليين على “بلاتوهات“ التحليل؟ لا، أنا لم أقصد هذا بالضبط، ولكني أردت القول إن إسم اللاعب وشهرته قد لا تكفيانه لتحليل المباراة بشكل مميّز، بل يجب عليه أيضا أن يتابع باستمرار ويبحث دائما عن المتغيّرات حتى يكون في الموعد يوم المباراة ويقدّم للمشاهد معلومات تساعده على فهم اللقاء وقراءته جيّدا من الناحية التكتيكية. ما رأيك في ظاهرة التحليل المُترجم؟ هي ظاهرة دخيلة على “استوديوهات“ التحليل، ومهما كان وزن المحلل الأجنبي، فإن الترجمة تُقلّل كثيرا من قيمة كلامه ولا تساعد أبدا على توثيق الإتصال بين المحلل والمشاهد. رغم الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها إلاّ أنك لم تلتحق بقناة “الجزيرة الرياضية” التي تعتبر في الوقت الراهن أحسن قناة رياضية عربية؟ قبل كأس إفريقيا الأخيرة اتصل بي بعض مسؤولي “الجزيرة الرياضية” من أجل إقناعي بالانضمام إلى كوكبة المحليلين الموجودين في تلك القناة، لكننا لم نتفق لعدة أسباب أهمها الجانب المالي وطريقة العمل. ربما عرض قناة “أم بي سي“ كان الأحسن؟ بالضبط، خاصة أنني استمتعت كثيرا بتحليل نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة مع الصحفي المحبوب مصطفى الآغا، والمحللين عادل السليمي ومحمود ڤندوز. لاحظنا خلال تحليلك لنهائيات كأس إفريقيا الأخيرة إلمامك الشديد بمنتخبات إفريقية مجهرية، من أين لك كلّ تلك المعرفة بمنتخبات مغمورة؟ أنا اعتبر نفسي متابعا جيدا للكرة الإفريقية، كما أني أشاهد الكثير من المباريات، وأحضّر نفسي بشكل ممتاز قبل الدخول إلى الأستديو. لكنك بالتأكيد تعاني بعض السلبيات التي تحاول التخلص منها نعم، أنا لم أدّع يوما الكمال، واعترف أني عصبي بعض الشيء، وهو الأمر الذي أحاول التخلص منه. رغم غضب الجزائريين من بعض الصحفيين والمحللين المصريين، إلا أنهم أغرقوك بعبارات الثناء والإعجاب من خلال آلاف الرسائل الإلكترونية، كيف تفسّر هذا؟ أولا الجمهور الجزائري واع، ولا يخلط بين الخبيث والطيب، وأنا أعتز كثيرا بمحبته، ومن جهتي أحاول أن أكون موضوعيا إلى أبعد الحدود. ثانيا أنا لا أعتقد أن العلاقات بين مصر والجزائر تصدّعت، كانت مجرّد مباراة في كرة القدم وانتهت. كيف تقول إنه لا يوجد شيء بين الجزائر ومصر، وأنت ترى أن الأمور تتطوّر دائما بشكل سيئ بين الطرفين منذ مباراة القاهرة؟ يا أخي شئنا أم أبينا سنبقى إخوة، نحن عرب ولنا تاريخ مشترك ومصير مشترك، صحيح أن هناك بعض الأطراف حاولت إثارة الفتنة.. (نقاطعه) من هي هذه الأطراف في رأيك؟ حتى أكون معك صادقا هناك صحيفة جزائرية لن اذكر اسمها، وهناك بعض القنوات المصرية التي تنقصها الاحترافية والموضوعية. ربما لهذا السبب يرفض خالد بيومي الظهور على القنوات المصرية؟ بالضبط، وصلتني الكثير من الدعوات للظهور على بعض القنوات المصرية مثل “مودرن سبورت“، لكنني رفضتها كلها، لأني اعتقد أن تعاطي “مودرن سبورت“ مع الأحداث غير احترافي وغير موضوعي وغير مهني، ولن اقبل بتلطيخ اسمي أو صورتي من أجل الظهور في قنوات هاوية. ما لم يفهمه الجزائريون أن البعض رفض الاعتراف بتأهل الجزائر إلى المونديال، واختفى وراء كذبة أحداث “أم درمان“؟ ها أنا أقولها لك دون تلكؤ لسان: الجزائر تستحق الوصول لكأس العالم لأنها ببساطة قدّمت مباريات رجولية في التصفيات، وتحصلت على أكبر عدد من النقاط، وكانت الأحسن. إذن من يتحمّل مسؤولية خروج مصر من كأس العالم؟ المدرب حسن شحاتة هو من يتحمّل المسؤولية كاملة، فرغم أننا كنا الأحسن نفسيا في مباراة “أم درمان“، إلا أن شحاتة لم يستفد جيدا من هذا العامل على عكس المدرب رابح سعدان الذي سارع لترميم معنويات لاعبيه بعد هزيمة القاهرة، لينتصر في السودان. الجزائريون أيضا لم يعترفوا بالخسارة أمام مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا، وحمّلوا المسؤولية إلى الحكم “كوفي كودجيا”؟ على الجمهور الجزائري أن يتأكد أن السبب الأول والأخير في خروج الجزائر من نصف نهائي كأس إفريقيا هو المدرب رابح سعدان الذي مرّ جانبا في تلك المباراة. كيف ذلك؟ المنتخب المصري كان أكثر جاهزية من الناحية البدنية، وسعدان لم يُحضّر على غير عادته أيّ مفاجأة ل شحاتة الذي كان يتوقع نفس التشكيلة التي واجهت كوت ديفوار، وقد أعدّ لها العدّة، كما أني استغربت كثيرا عدم تحرّك سعدان بعد تلقيه الهدف الأول وطرد حليش، كان يجب عليه إحداث تغيير لإعادة التوازن إلى الفريق. لكن الحكم غيّر المعطيات بطرد حليش غير المستحقّ ومنح ركلة جزاء إلى المنتخب المصري؟ للأمانة، الإنذار الأول الذي تحصل عليه حليش لم يكن مستحقا ولكنه يستحقّ الطرد المباشر في لقطة ركلة الجزاء. وهل يتحمّل اللاعبون المطرودون مسؤولية الخسارة أمام مصر؟ قلت لك لا، المسؤولية الكاملة يتحمّلها سعدان، لأن طرد لاعب في مباراة لا يعني أنك ستخسر بنتيجة ثقيلة، هناك فرق تفوز وهي منقوصة عدديا، مسؤولية الهزيمة يتحمّلها سعدان وحده لأنه ارتكب الكثير من الأخطاء التكتيكية في ذلك اللقاء. أرى أنك تعلق شماعة إخفاق مصر والجزائر في المدرّبين سعدان وشحاتة، رغم أنهما حققا انجازات غير مسبوقة لبلديهما؟ أنا احترم كثيرا “الشيخ“ سعدان ولكني أعيب عليه مثلا اعتماده على اللاعبين المحترفين وتهميشه الكلي للاعبين المحليين، ألم يلعب خالد لموشية دورا بارزا في تأهيل الجزائر لكأس العالم، لماذا يطرده سعدان لمجرّد احتجاجه على قراراته، أعتقد أن لموشية يملك مكانة أساسية في المنتخب دون نقاش، وسعدان ارتكب خطأ لا يغتفر عندما قام بإبعاد هذا اللاعب. لكنه قرار انضباطي، كما أن الجزائر تملك في منصبه لاعبين مميّزين جدا، آخرهم مهدي لحسن؟ مهدي لحسن أتابعه في البطولة الاسبانية، وهو لاعب ممتاز جدا، وسيقدّم الإضافة اللازمة لخط الوسط، أما بخصوص لموشية فإن سلوكه لم يكن عدوانيا، وكل يوم نسمع في البطولات الأوروبية أن بعض اللاعبين يحتجّون على قرارات مدربيهم، ولم نسمع أنهم طُردوا، من حق اللاعب أن يطمح للعب أساسيا، ومن حقه طلب تفسيرات من مدربه، ولا أرى الأمر خطيرا لحدّ الطرد. دعنا من قضية لموشية، وحدثني عن اللاعب الذي تراه الأحسن في المنتخب الجزائري؟ دون تردّد أقول إنه كريم مطمور، هذا اللاعب رائع جدا، ويفعل أشياء جميلة بالكرة، وقد شاهدناه أمام كوت ديفوار ماذا فعل عندما منحه سعدان بعض الحرية في اللعب، في رأيي مطمور يجب أن يوظف كمهاجم حرّ وليس على الرواق الأيمن. كنت أعتقد أنك ستختار زياني مثلما يفعل الجميع زياني لاعب جيّد ولكني أفضل مطمور، كما أني أعشق المدافعين مجيد بوڤرة ونذير بلحاج، واحترم كثيرا عنتر يحيى بسبب أخلاقه العالية. بمناسبة الحديث عن نذير بلحاج ومجيد بوڤرة، هل وصلك أمر اهتمام نادي برشلونة بخدماتهما؟ نعم، وصدقني أني لم أتفاجأ لاهتمام برشلونة بخدماتهما، خاصة نذير بلحاج الذي يستطيع اللعب في “البارصا“ أساسيا دون مشكل. لكن برشلونة يضمّ لاعبا إسمه أبيدال على الرواق الأيسر؟ اكتبها على مسؤوليتي: نذير بلحاج أحسن بكثير من أبيدال، وبإمكانه حجز مكانة أساسية في برشلونة بكل سهولة، بالنسبة لي بلحاج من أحسن لاعبي الرواق في العالم وليس في إفريقيا فقط. وبخصوص بوڤرة؟ بوڤرة يستحقّ أكثر من ڤلاسڤو رانجرز، لكني أصرّ أن نذير بلحاج يستطيع اللعب أساسيا في برشلونة دون مجاملة. مادام أنك تعترف بكفاءة اللاعبين الجزائريين، لماذا رشّحتهم في حوار سابق لموقع “ڤول العالمي” للخروج صفر النقاط في “المونديال“؟ نعم، خلال الحوار الذي أجريته مع موقع “ڤول العالمي“ قلت بالحرف الواحد إن المنتخب الجزائري سيخرج صفر النقاط في مشاركته “المونديالية“ القادمة في حال استصغاره للمنتخب السلوفيني، فقد لاحظت بعد إجراء عملية القرعة أن وسائل الإعلام الجزائرية لم تحترم المنتخب السلوفيني ووضعته ضمن خانة المنتخبات الضعيفة. بصراحة إجابتك لم تقنعني، كيف تجزم أن الجزائر لن تحصل على أيّ نقطة لمجرّد أن وسائل الإعلام الجزائرية استصغرت سلوفينيا؟ سأشرح لك أكثر، أنت تتذكر نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة حين استصغرت الجزائر مالاوي فخسرت بثلاثة أهداف كاملة، إذا استصغرتم سلوفينيا فإن سيناريو مالاوي سيتكرّر، ولن يكون بوسع الجزائر العودة من جديد لأنها ستقابل إنجلترا في المباراة الثانية، ومن الصعب جدا الفوز على المنتخب الانجليزي، لهذا قلت إن الجزائر إذا استصغرت سلوفينيا ستخرج صفر النقاط، ورأيي لم يتغيّر. هل نفهم أنك لا ترشّح الجزائر للمرور إلى الدور الثاني من “المونديال”؟ في كرة القدم كل شيء وارد، لكن لنكن منطقيين، أعتقد أن تأهل انجلترا أمر محسوم، والمركز الثاني سيتنافس عليه منتخبا سلوفينيا وأمريكا، وبدرجة أقلّ الجزائر التي يجب عليها تفادي الإنهزام في المباراة الأولى إذا أرادت التأهل. لماذا تبدو متأكدا من مرور إنجلترا في المركز الأول؟ لأني أعرف المنتخب الانجليزي جيّدا، وأعرف أيضا مدربه الايطالي كابيلو الذي تجمعني به علاقة حميمية منذ وقت طويل، وأتحدّث معه بشكل مستمرّ، لا تنس أنني قضيت 15 سنة في إيطاليا بحكم عملي، إنه مدرّب كبير ويحترم منافسيه كثيرا، ولا يترك أيّ مجال للصدفة، وسيحقق لانجلترا شيئا ما في الدورة القادمة. قلت إنك تتحدّث مع المدرب كابيلو بشكل مستمرّ، هل تحدثتما عن المنتخب الجزائري؟ أكيد، بعد عملية القرعة تحدّثت مع كابيلو، وقد أكد لي أن المنتخب الجزائري منتخب مقاتل ومكافح على أرضية الميدان، حيث يبدو متماسكا إلى درجة أنك تشعر أنه يلعب على شكل كتلة واحدة، لكنه عاد وغيّر رأيه. كيف ذلك؟ مباشرة بعد مباراة كوت ديفوار اتصل بي كابيلو من جديد، وأبلغني أنه هدم كل حساباته السابقة وغيّر نظرته عن الجزائر، وقد أكد لي أنه صار الآن أكثر قلقا من مواجهة المنتخب الجزائري. هل طلب منك كابيلو معلومات عن المنتخب الجزائري؟ قلت لك إن كابيلو لا يترك شيئا للصدفة، وقد خصّص بعض مساعديه لمعاينة المنتخب الجزائري عن قرب، وحتى إن طلب مني معلومات ما كنت لأعطيه أسرار المنتخب الجزائري، وكنت سأكتفي بإعطائه بعض الأمور العامة التي يعلمها الجميع. اسمح لي أن اختم معك الحوار بمعرفة رأيك في مجموعة الجزائر ومجموعة مصر في التصفيات الإفريقية القادمة؟ للأسف الشديد فقد أوقعت القرعة الجزائر والمغرب جنبا على جنب، والمغرب ليس منتخبا سهلا كما يعتقد البعض، ورغم عدم تأهله لكأس إفريقيا في أنغولا إلا أني ما زلت أعتبره من بين أحسن الفرق الإفريقية، لذا أظنّ أن التأهل في هذه المجموعة سيلعب في المواجهتين المباشرتين بين الجزائر والمغرب، بمعنى أن المنتخب الذي يستطيع العودة بنقطة التعادل من ميدان منافسه هو الذي سيتأهل. أما مجموعة مصر فهي سهلة جدا، مع الحذر من منتخب جنوب إفريقيا. ---------------- على السريع أفضل محلّل عربي محيى الدين خالف أستاذي وتعلّمت منه الكثير.. نبيل معلول وخالد الشنيف. أكلتك المفضّلة المحشي... وكنت أستمتع بأكل الكسكسي عند أصدقائي الجزائريين في إيطاليا. نوع سيارتك BMW معلقك المفضّل علي سعيد الكعبي ناديك المفضّل عالميا ومحليا ميلان الايطالي و الإسماعيلي المصري أحسن فريق عربي الأهلي المصري. منتخبك المفضّل عالميا إيطاليا. أحسن برنامج رياضي عربي؟ “صدى الملاعب“ و “الكرة مع شوبير“ هل تتابع الدوري الجزائري؟ نعم. هل أعجبك فريق معين؟ محيي الدين خالف حبّبني في شبيبة القبائل، لكن مولودية الجزائر فريق عريق. ماذا يجب أن يفعل سعدان لأجل هزم إنجلترا؟ الإعتماد على عنصر المفاجأة مثل تجربة جدو في كأس إفريقيا. هل ستشجّع الجزائر في “المونديال”؟ أكيد، لكن إذا لعبت مع إيطاليا سأشجّع إيطاليا (يضحك) هل زرت الجزائر من قبل؟ زرت كل البلدان العربية إلاّ المغرب والجزائر التي سأزورها في أقرب فرصة.