كانت لخسارة المنتخب الجزائري برباعية في مراكش أمام المنتخب المغربي مخلفات وأثر في أعلى مستويات الدولة. إذ لم يهضم المسؤولون في الحكومة الوضع الكروي المتردّي الذي تعيشه الجزائر وهو ما عكسه التصريح الذي أدلى به الوزير الأول السيد أحمد أويحيى من خلال حصة “ حوار الساعة” الذي أكد فيه، إجابة عن سؤال أحد الصحفيين عن موقفه من قضية جلب مدرب أجنبي كبير لخلافة بن شيخة، بأنه يعارض فكرة جلب الكفاءات من الخارج لأن الجزائر، حسبه، حقّقت أكبر الإنجازات بمدربين محليين على غرار مخلوفي في ألعاب البحر الأبيض والألعاب الإفريقية في السبعينيات، أو المشاركة في المونديال بفضل لاعبين محليين ومدربين جزائريين على غرار خالف، مخلوفي وسعدان الذي أثنى الوزير الأول على عمله في المنتخب وقال إنه قدم مشوارا إيجابيا في دورة كأس أمم إفريقيا عام 2004 ونجح في تأهيل الجزائر بعد غياب طويل إلى المونديال (جنوب إفريقيا2010)، وهو ما يكشف ضمنيا قناعة المسؤولين وثقتهم بأن الحل لتحسين أمور الكرة في الجزائر لن يكون أجنبيا. إشارة ضمنية لرفض دعم الكفاءة الأجنبية يعرف عن الوزير الأول أحمد أويحيى أن تصريحاته هي في الحقيقة مجموعة من الرسائل لمختلف الهيئات والشخصيات مهما كانت مسؤوليتها، ومن ثمة فإن حديثه عن ثقته في المدرب المحلي ورفضه السياسة التي تنتهجها حاليا الاتحادية بالاعتماد على اللاعبين المحترفين خارج الوطن لتشكيل المنتخب الجزائري هي إشارة إلى خلاف بين السلطات العمومية ورئيس الاتحادية المعروف عنه دعمه للخيار الأجنبي ورغبته في تكوين منتخب مشكل من الكفاءات الأجنبية ولاعبين تكوّنوا في فرنسا. ذلك أن اعتراض الحكومة، وبلسان وزيرها الأول، يكشف الخلاف الموجود بين رغبة الوزير في منح الفرصة لمدرب محلي لقيادة “الخضر“ وبين إصرار روراوة في جلب مدرب له سمعة عالمية. وأكيد أن خيار روراوة سيصطدم برفض السلطات في دعم الاتحادية ماليا في هذا المسعى المخالف لرغبة السلطات العليا في رؤية مدرب أجنبي ولاعبين تكونوا في فرنسا يدافعون عن ألوان الجزائر. السلطات تريد ماجر مدربا تحليل السيد أويحيى للوضع الكروي الراهن واعترافه ضمنيا بفشل سياسة روراوة في تطوير الكرة وضرورة العودة إلى التكوين في الجزائر لبناء منتخب قوي، كما قال الوزير الأول، مشكّل من لاعبين محليين يدعمهم لاعبان أو ثلاثة من الخارج كما كان في السابق، هو تقريبا الطرح نفسه لدى اللاعبين والمدربين القدامى يتقدمهم رشيد مخلوفي الذي يضغط على المسؤولين من أجل منح النجم الجزائري رابح ماجر مسؤولية قيادة العارضة الفنية. وهو الطرح الذي تحمس له وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار ولكنه لا يستطيع فرضه على روراوة بحكم استقلالية الاتحادية في قراراتها وتسييرها عن الوزارة. هل سيستقيل روراوة في جمعية 3 جويلية؟ وقد كشفت مصادر مقربة من الاتحادية أن محمد روراوة تضايق كثيرا من خرجة الوزير الأول أويحيى الذي انتقد فيها بشكل غير مباشر السياسة المنتهجة من طرف الاتحادية. وهناك أطراف تتحدث عن رغبة روراوة في الاستقالة من منصبه على ضوء الجمعية الطارئة ل “الفاف“ المزمع انعقادها يوم 3 جويلية القادم. فقد تكون هذه الجمعية مناسبة للرئيس الحالي لتقديم استقالته بعد الضغط المفروض عليه من كل الجهات تطالبه بسلوك نهج المدربين والاعتراف بفشله في مهمته، رغم أن روراوة سبق له التصريح أنه يعتزم إكمال عهدته المنتهية عام 2013.