توجّهت الأنظار صبيحة أمس إلى مقرّ الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الذي احتضن ندوة صحفية عقدها رئيس اللجنة الطبية ل “الفاف” الدكتور ياسين زرڤيني وعاد خلالها إلى الحالة الصحية للدولي الجزائري لزهر حاج عيسى الذي عانى من أعراض في القلب في الفترة الأخيرة خلفت تأويلات عدّة إلى درجة أن عدة أطراف تتحدث عن توقفه النهائي عن ممارسة كرة القدم.. إلى غيرها من التأويلات التي دعّمها الصمت الرّهيب الذي التزمه اللاعب والأطباء الذين فحصوه بالإضافة إلى “الفاف”، ولحسن الحظ أن نهاية مسلسل حاج عيسى كانت سعيدة بعدما عاد اللاعب والدكتور زرڤيني مؤخرا من إيطاليا ومعهما أخبارا مطمئنة تؤكد أن اللاعب لا يعاني من أي شيء خطير، وأنه سيكون بمقدوره أن يداعب الكرة من جديد متى شاء الطاقم الفني لوفاق سطيف ومتى أراد مدرب المنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة. “سحبنا إجازته من الرابطة حفاظا على حالته الصحية” وخصص الدكتور زرڤيني ندوته هذه من أجل الحديث عن العديد من القضايا التي تهم الجانب الطبي في مجال كرة القدم الجزائرية، وتمحور حديثه حول ثلاث نقاط أساسية هي الملفات الطبية للاعبين، النظام الطبي للمنتخبات الوطنية ومحاربة المنشطات، غير أن هذه الملفات لم تكن تهم الحضور بقدر ما اهتم الإعلاميون بطرح الأسئلة حول إصابة حاج عيسى وبدرجة أقل دراڤ لاعب مولودية الجزائر، ولم يجد زرڤيني حرجا في الحديث عن مسلسل حاج عيسى من بدايته إلى نهايته قائلا: “بعدما جلب لي الطاقم الطبي للوفاق ملفه الطبي وجدنا أن الأمر يتعلق بمشكلة حقيقية في القلب، وعلى الفور سحبنا إجازته من الرابطة الوطنية حفاظا على صحته وسلامته لأنه حينها كان مطالبا بعدم اللعب أو مداعبة الكرة إلى حين اتضاح الرؤية بخصوص الأعراض الطبية التي تأكد أنه يعاني منها”. “الأطباء اختلفوا في تشخيص مرضه في البداية” وأضاف الدكتور زرڤيني: “تكفلنا به بصفته لاعبا دوليا من جهة فضلا على أنها مسؤوليتنا كأطباء ومسؤولية الاتحادية أيضا تجاه لاعب يلعب في صفوف الخضر، وفي الحقيقة أن كل الأطباء الذين فحصوه وعاينوا ملفه الطبي لم يتوصلوا إلى إجماع حول تشخيص مرضه بالضبط، حيث ذهبت مجموعة من الأطباء إلى التأكيد على أنّه قد لا يلعب كرة القدم مجددا، فيما ذهبت مجموعة أخرى إلى التأكيد على ضرورة القيام بفحوص أخرى. لا أقول إن الأطباء أخطأوا في تشخيصهم لحالته لكننا لم نفقد الأمل منذ البداية وقررنا المضي إلى الأمام إلى غاية تشخيص مرضه وتحديد ما إذا كان باستطاعته أن يلعب مجددا أم أنه سيكون مجبرا على إنهاء مشواره الكروي”. “زيوريخ وجهتنا الأولى لكن الأطبّاء ظهر عليهم نوع من الارتباك” وواصل زرڤيني حديثه: “نقلناه على جناح السرعة إلى زيوريخ بسويسرا وحتى هناك لم يتوصل الأطباء وأهل الاختصاص إلى إجماع حول حالته، وهناك أيضا ظهر عليهم نوع من الارتباك ولم نعد بنتيجة نهائية رغم الفحوص المعمقة التي خضع لها على مستوى قلبه”. “لجأنا بعد ذلك إلى فحص أفراد عائلته” عودة حاج عيسى من زيوريخ دون التوصل إلى نتيجة نهائية حول تشخيص حالته ونوع المرض الذي يعاني منه في قلبه أجبرت الأطبّاء على اللجوء إلى سبل أخرى وصلت إلى حد فحص أفراد عائلته على حدّ قول زرڤيني الذي صرح: “صراحة لقد ساورتنا الشكوك في أن مرضه وراثي لذلك لم نتوان لحظة واحدة في فحص أفراد عائلته واحدا بواحد لعل وعسى نجد منهم من يعاني من نفس الأعراض، لكننا لم نتوصل إلى أي شيء”، قبل أن يضيف قائلا: “تحدثت أيضا مع شقيقه الطبيب في نادي مولودية باتنة وتحدثت معه في الأمر لاسيما أنه كان أول من فحصه، لكننا لم نتوصل لنتيجة”. “دومينيكو كورادو في إيطاليا زفّ لنا الخبر السعيد” لتكون الوجهة بعد ذلك إيطاليا وبالضبط إلى “بادوفا” حيث خضع حاج عيسى مؤخرا لفحوص معمقة أخيرة كانت نتائجها إيجابية ومطمئنة حسب زرڤيني الذي تحدث عن الرحلة إلى إيطاليا قائلا: “عرضنا حالته مؤخرا على بروفيسور إيطالي مختصّ اسمه دومينيكو كورادو الذي يعد من أكبر المختصين في هذا النوع من الأمراض، حيث أجرى له كل الفحوص وتأكدوا أن الأخصائيين هناك استعملوا أحدث الآلات الطبية والحمد لله أننا في النهاية تحصلنا على الخبر اليقين منه وهو أن حاج عيسى بخير وبإمكانه أن يمارس الكرة من جديد”. “سنراسل الرابطة لإعادة إجازته أي أنه باستطاعته اللعب من جديد” وعن الموعد الذي سيكون بإمكان حاج عيسى الآن أن يعود فيه إلى أجواء التدريبات والمنافسة، أضاف منشط الندوة الصحفية قائلا: “حاج عيسى بخير والأمر يعود إلى فريقه وفاق سطيف ومدرب المنتخب الوطني إن أراد الاستفادة منه أيضا، نحن سنقوم بالإجراء اللازم وهو مراسلة الرابطة حتى ترفع الحظر عن إجازته التي سحبناها وحتى يتسنى له اللعب من جديد”.