لم تتمكن تشكيلة رائد القبة من الصمود وتحقيق نتيجة إيجابية لثاني مرة على التوالي، فبعد الانهزام في الديار أمام جمعية وهران في الجولة الماضية، أكدت انهيارها أول أمس في المقابلة التي كانت تبدو سهلة أمام أمل مروانة الذي يحتل وسط الترتيب وكانت نتائجه متذبذبة، ليتمكن من تحقيق أول فوز ثقيل له ربما منذ صعوده إلى القسم الثاني بعد تسجيله لرباعية كاملة في شباك القبة، ما يشير إلى أن التشكيلة ليست على ما يرام، أو بالأحرى لا تسير في الطريق الصحيح في الجولتين الأخيرتين بعدما بدأت الموسم بقوة، هذا التغيير المفاجئ في مردودها وقوتها لم يجد له القبيون سوى تفسير واحد وهو "التدبار" الذي يأتي من أشخاص لا يفقهون شيئا في ميدان كرة القدم، الأمر الذي جنت منه القبة هزيمتين غير منتظرتين . عشاء "دولمة" ليلة المقابلة "عمرها ما صرات" وبالعودة إلى مقابلة مروانة، فإن التحضير الخاص بالمباراة كان ناقصا من الانطلاق إلى غاية رحلة العودة، فعلى سبيل المثال تدخل أعضاء الإدارة ومن رافقهم إلى مروانة في تحديد وجبة العشاء كان له أثره السلبي على بعض أعمدة الفريق من التشكيلة وعلى أعضاء الطاقم الفني، حيث كان من المفترض أن يحدد الوجبة إمّا طبيب الفريق أو المدرب الرئيسي لأنهما ملمان بالغذاء الواجب تناوله في مثل هذه الحالات، وقد أشار لاعبون إلى أن تناول "دولمة" عشية اللقاء أمر لم يكونوا ينتظرونه على الإطلاق... "والحديث قياس". "مخدومة على راس مجاهد وربي يستر" كما أشار اللاعبون الذين كشفوا لنا الأمر إلى أن ما حدث لا يعدو أن يكون سوى "تخلاط" لحمل المدرب مجاهد على الانزعاج وبالتالي تكون ردة فعله غير عادية جراء تحديد وجبة العشاء من طرف الإدارة لتكون بذلك ذريعة لتنحيته، إلا أن المدرب التزم الصمت وحاول تحضير شبانه للعودة بنتيجة إيجابية، لكن للأسف مرت التشكيلة جانبا ولم تتمكن من المقاومة أمام إرادة وخبرة لاعبي مروانة. وأضاف هؤلاء اللاعبون مؤكدين أنهم فهموا جيدا الرسالة بأن الذين يدبرون على الإدارة التي تبقى حسبهم "نية" في هذا المجال، لديهم أهداف خاصة يريدون الوصول إليها ومن بينها تغيير المدرب لاستقدام المدرب الذي بإمكانهم "التشحام" معه سواء تعلق الأمر باستقدام اللاعبين أو بالتنقلات والمبيت مع التشكيلة مثلما يحلو لهم على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أنه إذا كانت الإدارة تفكر في إبعاد المدرب مجاهد فلا بد أن تنسى الأمر لأن الأمور ستعود إلى نقطة الصفر، ومؤكدين على أن المشكلة ليست في المدرب الذي حسبهم يقدم عملا رائعا واحترافيا، حيث يتمسكون بكل أعضاء الطاقم الفني ويرفضون أي تغيير على العارضة الفنية. في العودة اللاعبون كادوا يسددون ثمن العشاء من جيوبهم وأضاف اللاعبون أن الأمر لم يتوقف عند حد وجبة العشاء المحددة فحسب، وإنما تعداه إلى إهمال من نوع آخر بحيث بعد انتهاء المباراة وانهزامهم بنتيجة ثقيلة لم تكن منتظرة، لم يقفوا على أثر أي من أعضاء مجلس الإدارة وبقوا لوحدهم يصارعون مرارة الانهزام رفقة أعضاء الطاقم الفني، حيث كان الأجدر وقوف الإدارة إلى جانبهم لما يتعثرون لرفع معنوياتهم، والأدهى والأمر أن اللاعبين وجدوا أنفسهم لوحدهم في طريق العودة وكادوا يتناولون وجبة العشاء في اليشير من أموالهم الخاصة، بحيث لمّا بدؤوا في جمع الأموال لهذا الغرض، اتصل أحد المرافقين برئيس مجلس الإدارة ليعلمه بالأمر، فتدخل في آخر لحظة لإنقاذ الموقف خوفا من الفضيحة. ماضي: "الحكم ساهم في الخسارة باحتسابه هدفا من تسلل" في اتصال بصانع ألعاب التشكيلة أيمن ماضي، أرجع النتيجة الثقيلة التي انهزموا بها إلى لعب "النية" للعديد من اللاعبين الذين لم يتمكنوا على حد تعبيره من الحد من خطورة لاعبين "شيوخة" مثل خرخاش الذي سجل لوحده ثلاثة أهداف وكان وراء الفوز العريض لفريقه، وأضاف أنه لم يدر سر ما حدث خاصة وأنهم كانوا عازمين على العودة على الأقل بالتعادل. وأضاف ماضي أن من بين الأسباب التي جعلتهم ينهزمون في هذه المواجهة الطريقة التي أدار بها حكم اللقاء المواجهة، بحيث كان مستواه ضعيفا على حد تعبيره ولم يكن نزيها في لقطة الهدف الثاني الذي سجل من تسلل واضح، وهو الهدف الذي أثر كثيرا في معنويات التشكيلة ما جعلها تمر جانبا رغم تقليص النتيجة من طرف حنيفي. "سنعمل على الفوز في المقابلات الثلاث القادمة" أمّا عن مستقبل التشكيلة في ظل تراجعها في المقابلتين الأخيرتين ، قال ماضي: "من يعلم، فقد يكون الانهزام الثقيل أمام مروانة بمثابة الصفعة التي ستفرض علينا عمل كل ما في وسعنا للفوز في المقابلات الثلاث المقبلة، خاصة وأننا سنلعبها كلها في العاصمة وهو ما سنحاول تحقيقه بإذن الله". أوبراهيم قد يخلف رمّان كشفت مصادر مقربة من المدرب السابق لرائد القبة حليم أوبراهيم أن هذا الأخير تمّ اقتراحه لتولي منصب مدير فني للفئات الشبانية خلفا لأرزقي رمان الذي رفض العمل في ظل "التخلاط"، وأضافت ذات المصادر أن الإدارة جست نبض أوبراهيم الذي مازال لم يرد على اقتراحها ومن المنتظر أن يلتقي الطرفان هذا الأسبوع لحسم الأمور بصفة نهائية.