أرقام و تعاليق في مشوار الشاوية الجميع مسؤول عن تضييع الصعود و مٌطالب بأخذ العبرة بعد تضييع اتحاد الشاوية لفرصة التنافس على اقتطاع تأشيرة الصعود إلى حظيرة الرابطة المحترفة الثانية، حمل المتتبعون المسؤولية للسلطات المحلية و على رأسها البلدية التي أدارت ظهرها للفريق و لم تقدم له الدعم الكافي سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية، لكن الحقيقة أن الجميع مسؤول عن الوضعية الحالية للفريق من سلطات المحلية، طاقم مسير، رجال مال و حتى الأنصار. ياحي أخطأ حين قرر البدء من الصفر يعلم الجميع أن الاتحاد حقق صعودا تاريخيا من بطولة ما بين الرابطات إلى القسم الثاني للهواة، حيث سيطر بالطول و العرض على فرق مجموعته و حطم العديد من الأرقام القياسية، و في الوقت الذي كان الكل ينتظر أن يقوم الرئيس ياحي بالحفاظ على نفس التركيبة البشرية مع تدعيمها بعناصر ذات خبرة، كان لهذا الأخير رأي آخر، حيث قرر بناء فريق جديد مقابل تسريح معظم اللاعبين الذين صنعوا الصعود، كما فاجأ الجميع بالاستغناء عن خدمات جيجيو و تعويضه بمواطنه أنجليسكو و هو ما جعل الفرق يفقد نقطة قوته المتمثلة في الاستقرار. و تأخر في إبعاد أنجليسكو رغم إخفاقاته ثاني أهم نقطة تحسب على الرئيس ياحي هي أنه راهن على المدرب أنجليسكو الذي تعامل معه في سنوات التسعينيات و حقق معه نتائج جيدة، لكن هذا الأخير فشل منذ أول يوم شرع فيه في العمل بالاكتفاء ببرمجة حصة تدريبية واحدة في بداية التحضيرات، قبل أن يتم نقل الجميع إلى مدينة خنشلة التي احتضنت تربص الفريق تحسبا للموسم الجديد، لكن هذا الأخير كان بمثابة عطلة صيفية بشهادة اللاعبين الذين وصل بهم الأمر إلى حد مطالبة المدرب بتكثيف حجم العمل لأنهم شرعوا بعدم الاستفادة، و تواصلت عثرات أنجليسكو الذي لم تكن نتائجه في مستوى التطلعات مما جعل العديد من الأصوات تطالب بإبعاده لكن الرئيس ياحي كان له رأي آخر و قرر تجديد الثقة فيه بعد كل عثرة، قبل أن يفاجئ الجميع بإقالته بعد مباراة الجولة الثانية من مرحلة العودة. رجال المال و السلطات المحلية نقطة ضعف الفريق إذا كان الرئيس ياحي يتحمل جزء مهما من مسؤولية نتائج الفريق سواء كانت ايجابية أو سلبية، إلا أن ما يجب أن يقال أن هذا الأخير لم يلق الدعم الكافي من السلطات المحلية و من رجال المال بأم البواقي، حيث وجد نفسه يصارع وحيدا و لولا تكفله بجميع مصاريف الفريق على مدار الموسم لكان مصيره الهلاك، و مما يعاب على رجال المال أنهم لم يلعبوا الدور المنتظر منهم بالوقوف إلى جانب الرئيس و مساعدته ماديا، حيث لم يتلق الفريق من هؤلاء طوال الموسم أكثر من 50 مليون سنتيم، و هو أمر يدعو إلى الحيرة خاصة أن أي سنتيم يقدمه هؤلاء للفريق سيخصم آليا من مستحقاتهم الضريبية، و لحسن الحظ أن اللاعبين كانوا "أولاد فاميلية" و لم يتأثروا بالأزمة المالية حيث أكملوا الموسم إلى نهايته و غادروا دون تلقي مستحقاتهم و هي نقطة تحسب لهم. الأنصار هجروا المدرجات و ساهموا في التراجع من المعروف أن الأنصار هم نقطة قوة أي فريق، لكن هذا الأمر لم يعد موجودا في اتحاد الشاوية الذي لعب اغلب مباريات الموسم المنقضي أمام مدرجات شبه خالية، و ارجع الأنصار هذا الآمر إلى عدم تنافس الفريق على الصعود، مما يوحي بأنهم يساندون الفريق في السراء فقط، و هو أكبر خطأ وقع فيه هؤلاء، لأن دورهم في وقت الشدة أهم بكثير منه في وقت الرخاء، لذلك وجب على هؤلاء الالتفاف من جديد حول فريقهم و المساهمة في دفعه إلى الأمام من اجل إعادة هيبة أبناء سيدي ارغيس الذين كانوا إلى وقت قريب الشبح الأسود للعديد من الفرق الكبيرة بفضل دعم أنصارهم.