تبدو سعيدا بالفوز العريض الذي حقّقه زملاؤك أمام رواندا منذ قليل (الحوار أجري بعد اللقاء). بطبيعة الحال أنا سعيد لفوزنا على رواندا في أوّل ظهور لنا لحساب تصفيات كأس العالم 2014، وسعيد أيضا لأن الفوز تحقّق بالأداء والنتيجة، حيث فرض زملائي منطقهم وضغطوا منذ البداية على مرمى المنافس، وهو ما أثمر في نهاية المطاف بأربعة أهداف كاملة، وعلى كل فإن الفوز في أول جولة من تصفيات كأس العالم مهم جدّا لنا، يرفع معنوياتنا، ويشجعنا ويحفزنا على المواصلة بنفس العزيمة فيما تبقى من مشوار. وما رأيك في المستوى الذي قدمه اللاعبون، وفي الرباعية التي آلت إليها المباراة، علما أنها لم تتحقق منذ فترة؟ زملائي قدموا مستوى رفيعا للغاية، لقد أمتعونا، هم لم يكتفوا بضمان الفوز وفقط، بل إن الفرجة كانت حاضرة، حيث استمتعنا بنسوج كروية جميلة وعروض شيقة، وفي النهاية تمكنوا من تسجيل رباعية وكان بوسعهم تسجيل أكثر لولا الفرص التي ضاعت، أعتقد أن فوزنا بهذه النتيجة اليوم سيكون محفزا لنا كي نواصل بنفس الثقة والإرادة مستقبلا لتحقيق نتائج أخرى بنفس الأداء الذي كان رائعا. والبداية ستكون في لقاء مالي الأسبوع المقبل، فكيف تتوقع أن تكون المهمة ضدّه؟ كل المباريات التي نلعبها في هذا المستوى تكون صعبة للغاية، لأن المنتخبات كلها تتنافس من أجل الوصول إلى “المونديال”، ومنتخب مالي يبقى منتخبا قويا، والدليل على ذلك الوجه الطيب الذي ظهر به في نهائيات كأس إفريقيا الماضية، أعتقد أن المباراة ستلعب بآمال متكافئة بيننا، والأفضل والأكثر تركيزا سيحسمها لصالحه في نهاية المطاف. هل ترى أنّ مواجهة مالي بملعب محايد في “واڤادوڤو” في صالحنا؟ على كل حال يبقى أنّنا سنواجه مالي خارج ديارنا، لكن أن أؤكد لك بأن اللعب في بوركينافاسو في صالحنا فلا، لأن لاعبي مالي هم أيضا سيدافعون عن ألوان بلدهم بقوة، هم أيضا سيلعبون من أجل الفوز وإسعاد أنصارهم، هم أيضا يرغبون في التأهل للمونديال، وبالتالي فتحويل اللقاء إلى بوركينافاسو لن يثني من عزيمتهم، أتوقع أن يكون التنافس بيننا وبينهم كبيرا للغاية. وهل ستكون جاهزا لأخذ مكانك ضمن تشكيلة “الخضر” في هذه المباراة بعدما تماثلت للشفاء من الإصابة التي كنت تعاني منها؟ لا أدري، كل الأمور ستتضح خلال الأسبوع، أنا أتدرب بجدية صباحا ومساء، وأخضع لعمل خاص حتى أكون جاهزا لمساعدة المنتخب، لكن كل شيء سيتضح خلال الأسبوع، وحينها الكلمة ستعود للمدرب إن كنت سألعب أم لا. لكنك تريد اللعب... قلت إني أتدرب صباحا ومساء منذ 15 يوما، وأخضع لعمل مضن كي أتدارك ما فاتني، لكن قرار مشاركتي بيد المدرب، ومن الطبيعي أن أرغب في اللعب حتى أساعد منتخب بلدي وأساعد زملائي. وهل لك أن تعطينا رأيك حول ما يقدمه الثنائي مجاني - بوزيد في محور الدفاع؟ ما قدمه من مردود في لقاء اليوم أو في لقاء النيجر لم يفاجئني، لأني أعرفه جيدا وأعرف مستواه، صراحة لقد ظهر بوجه جيدا، وأبدى انسجاما كبيرا رغم أنه من قبل لم يحصل على فرص اللعب سويا كثيرا، والدليل على ذلك أن منتخبنا وفي مبارتين لم يتلق أي هدف، وبالمناسبة أستغل الفرصة كي أحييه وأشجعه على ما قدمه. أكيد أنك كنت تسدي له النصائح اللازمة قبيل المباراة. هذا أكيد، وهذا واجبي أيضا، بحكم أن اللاعبين لم يلعبا كثيرا مع بعض في الفترة السابقة، فمن الضروري أن أسدي النصائح لهما والتشجيعات اللازمة، كنت أحدثهما وأطالبهما بالسعي من أجل عدم ارتكاب الأخطاء حتى لا نتلقى أهدافا، وكانا يسمعان لنصائحي، الحمد لله لقد وفقا في مهمتهما وهذا دليل على أننا نملك مجموعة قوية، الآن علينا أن نواصل على نفس المنوال، لأن مغامرة تبدو رائعة في انتظارنا وعلينا فقط أن نؤمن بإمكاناتنا وآمالنا حتى ننجح ونحقق الأهداف المنشودة. في الأخير هل أنت متفائل بذهاب الجزائر بعيدا في هذه التصفيات، ولم لا تكرار “سيناريو 2010” بالوصول إلى “المونديال” مجددا؟ لم لا؟ علينا أن نتفاءل، لدينا مجموعة شابة وقوية، علينا فقط كما قلت لك أن نؤمن في قدراتنا، نحن نسير في الطريق الصحيح مع المدرب الجديد، الكل واع بالمسؤولية الملقاة على عاقته، سنتعامل مع ما ينتظرنا من تحديات بذكاء، سنسيّر المباريات لقاء بلقاء إلى غاية تحقيق هذا الهدف، لأننا كلاعبين قدامى نرغب في خوض تجربة “مونديالية” ثانية، ولأن اللاعبين الذين انضموا حديثا يرغبون في خوضها هم أيضا، لهذا فلنؤمن بآمالنا إن أردنا الذهاب بعيدا في هذه المغامرة الجديدة.