عرفت المرحلة الأولى من “الداربي القبائلي” تنافسا شديدا في وسط الميدان واندفاعا بدنيا من كلا الجانبين. وأول محاولة في هذه المرحلة كانت لأصحاب الأرض في (د14) عن طريق تجار الذي يسترجع كرة من وسط الميدان، يتقدّم بها ويقذف بكل قوة والحارس سدريك بروعة يتصدى لها. دقيقة بعدها هجمة سريعة على الجهة اليسرى من بلخضر الذي يفتح في العمق وخطأ فادح في دفاع شبيبة القبائل يستغله زرداب الذي يُغالط الحارس حجاوي الذي كان متقدّما نوعا ما ويفتتح باب التسجيل. هذا الهدف دفع لاعبي “الكناري” إلى الخروج من منطقتهم من أجل العودة في النتيجة، وكان لهم العديد من المحاولات على غرار محاولة تجار في (د26) الذي ينفذ مخالفة مباشرة قوية والحارس سدريك يتصدى لها ويبعد الكرة إلى الركنية التي نفذها تجار و”أزوكا” برأسية كاد يعادل النتيجة لو يقظة الحارس البجاوي. وفي (د32) تجار يفتح على الجهة اليمنى ويحيى الشريف وحده يُضيّع بعدما خرجت كرته جانبية. محاولات “الكناري” تجسّدت في (د36) فبعد عمل جماعي، مفتاح ينفرد على الجهة اليمنى ويفتح ناحية يحيى الشريف الذي يعادل النتيجة برأسية ممتازة. بداية المرحلة الثانية كانت محتشمة من كلا الجانبين، حيث تمركز اللعب في وسط الميدان، لكن مع مرور الوقت اندفعت الشبيبة المحلية كلية إلى الهجوم وفرضت سيطرة واضحة. وأول فرصة في هذا الشوط كانت لأصحاب الأرض في (د63) فبعد عمل جماعي جميل جدا أخذ وردّ داخل منطقة بجاية وتجار يقذف والكرة تزور الشباك، لكن الحكم يلغي الهدف بحجة وجود تسلل. وفي (د71) مفتاح ينفذ مخالفة مباشرة على الجهة اليمنى وحميتي برأسية محكمة، لكن سدريك في المكان المناسب ويتصدى للكرة. دقيقة بعدها زرداب ينفذ مخالفة، لكن الكرة تعلو العارضة. وفي (د77) يحيى الشريف ينفذ ركنية مباشرة كاد يباغت بها الحارس سدريك الذي أخرج الكرة من فوق خط المرمى. دقيقتان بعدها مفتاح ينفذ مخالفة ورأسية حميتي تعلو فوق العارضة. وفي (د82) نساخ يسترجع كرة على الجهة اليسرى يقذف بقوة ومرّة أخرى سدريك بصعوبة يبعد الكرة إلى الركنية. لينتهي “الداربي” القبائلي بالتعادل الإيجابي مثلما أراده الحكم بيشاري الذي رفض ل “الكناري” ضربة جزاء يُشاهدها حتى الأعمى -كما قال الجميع- ورفض لهم أيضا هدفا لا غبار عليه. ------- ملعب أول نوفمبر، أرضية صالحة، جمهور قليل، طقس غائم. تحكيم للثلاثي: بيشاري - قريشي - بوديبة. الإنذارات: بلكالام (د44)، مفتاح (د63)، يحيى الشريف (د75) من القبائل. زافور (د27)، حملاوي (د71)، بلخضر (د48)، مڤاتلي (د70)، بولمدايس (د91) من شبيبة بجاية. الأهداف: زرداب (د15) بجاية. يحيى الشريف (د36) القبائل. القبائل: حجاوي، مفتاح، أوصالح (نساخ د80)، بلكالام، برشيش، مروسي (عكوش د 87)، دويشر، تجار، يحيى الشريف، أزوكا (لمهان د 89)، حميتي. المدرب: ألان ڤيڤر. بجاية: سدريك، هاشم، بلخضر، مهية، مڤاتلي، زافور، زرداب، حملاوي (بلطرش د83)، نجونغ، دغيش، بلخير (بولمدايس د77) المدرب: مناد. ------ حناشي: “بيشاري جاء من أجل تكسير الشبيبة” بدا رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي في قمّة الغضب عقب نهاية اللقاء وصرّح قائلا: “هذا التعادل لا يساعدنا تماما، لكن تعرفون السبب الذي جعلنا لا نحقق الفوز رغم الفرص العديدة التي أتيحت لنا والأهداف التي سجلناها... الحكم بيشاري هو الذي فعلها بنا وعمل المستحيل حتى لا نفوز، أقول إنه جاء لكي يكسرنا، فما الذي ربحه من كل هذا!؟ هذه الأمور هي التي تجعل الكرة الجزائرية لا تتطوّّر على الإطلاق”. “بالنسبة لي فزنا وبيشاري سرق منا الفوز” وواصل الرئيس حناشي حديثه في هذا السياق وقال:” بالنسبة لي لم نتعادل، بل حققنا الفوز بما أن الحكم حرمنا من ركلة جزاء كانت واضحة للجميع ولم يحتسب لنا الهدف الثاني الذي وقعه أزوكا .. اللاعبون أدوا مباراة كبيرة وسيطروا على مجرياتها، لكن بيشاري سرق منا الفوز.. أعرف جيدا كرة القدم وأزوكا لم يكن متسللا على الإطلاق... صحيح سدريك أنقذ مرماه، لكن تمكن من التسجيل والحكم حرمنا من الفوز”. حناشي تحدث مع مناد وطياب قبل بداية المباراة التقى الرئيس محند شريف حناشي قبل انطلاق مباراة فريقه مساء أمس مسيري شبيبة بجاية، وعلى رأسهم طياب والمدرب جمال مناد، حيث تبادلوا أطراف الحديث عن عدة جوانب أخذت منها مواجهة “الداربي“ حصة الأسد، كما تمنوا أن تجري المباراة في روح رياضية. يحيى الشريف: “الحكم أهلكنا رغم السيطرة التي فرضناها” “صراحة، من الصعب التحدّث بعد الذي حدث، تعرفون جيدا أننا كنا نستحق الفوز في مباراة اليوم بالنظر إلى السيطرة المطلقة التي فرضناها منذ انطلاقة المباراة، ليس فقط هذا، بل تمكنا من التسجيل، لكن للأسف الحكم حرمنا من الهدف و“هلكنا بزاف”.. علينا نسيان هذه المباراة والتفكير في المواجهات التي تنتظرنا مستقبلا”. مفتاح ينهي المباراة بإصابة أنهى قائد “الكناري” ربيع مفتاح المباراة بصعوبة كبيرة جرّاء الإصابة التي تعرّض لها قبل نهاية المباراة بعد التدخلات العنيفة من لاعبي شبيبة بجاية، إلا أنه لم يغادر أرضية الميدان بل واصل اللقاء بشجاعة كبيرة، لكن بعد أن أخذ حمامه شعر بآلام حادّة على مستوى الرقبة، الشيء الذي أجبره على الاستعانة بواقي الرقبة. بلخضر: “عانينا الكثير،لكن حققنا هدفنا” “المباراة كانت في غاية الصعوبة لكلا الجانبين، ولا ينسى الجميع أنها داربي محلي. هذا التعادل يخدمنا كثيرا لأنه يبقينا في المركز الثاني، وهو ما يعني أن حظوظنا وفيرة للعب على ورقة اللقب. على العموم المباراة كانت في المستوى، وصراحة الشبيبة القبائلية سيطرت كلية وعانينا الكثير أمامها، لكن حققنا هدفنا وهو العودة التعادل”. ڤيڤر: “الحكم فعل كلّ شيء حتى لا نفوز” “صراحة لم أفهم شيئا مما يحدث، الحكم يرى أشياء، لكنه يتغاضى عنها وكأنه ليس حكم المباراة... منح الأفضلية للفريق المنافس وتسامح معه كثيرا. كان من المفترض أن يخرج البطاقات الصفراء، لكنه تغاضى النظر عنها ولم يحم لاعبينا. شاهدتم اللقاء جيدا، كانت لدينا عدة فرص حقيقة للتهديف، لكن لسوء الحظ الحكم وقف ضدنا وقام بكل شيء حتى لا نخرج منتصرين... سجلنا أهداف لم يحتسبها... وبالنسبة لي انهزمنا لأننا ضيّعنا نقطتين. الروح الرياضية كانت حاضرة، لكن أقول إن الحكم عليه أن يتحمّل مسؤوليته. علينا الآن أن نفكر في اللقاءات المتبقية واحدة بواحدة”. مناد: “النتيجة منطقية والحكم لم يكن في صالحنا” “أعتقد أن كلّ مدرب يتمكن من العودة بنقطة خارج القواعد يكون سجل نتيجة إيجابية، وأعتقد أن نهاية المباراة بالتعادل نتيجة منطقية وإيجابية بالنسبة لنا.. نحن الآن نبقى في المرتبة الثانية ولم يسبق لنا أن وعدنا أنصارنا باللقب. أما بخصوص الحكم فلم يكن إلى جانبنا بل بالعكس في اللحظات الأخيرة من المباراة كان يعلن الكثير من المخالفات أمام مرمى الحارس سدريك، ولهذا أقول إن الحكم لم يكن ضعيفا... والشيء الإيجابي من كل هذا هو الروح الرياضية العالية”. مرزقان: “الحكم حرم ''الكناري'' ركلة جزاء وهدفا شرعيا” اعترف الدولي السابق شعبان مرزقان الذي نزل ضيفا مساء أمس على قناة “كنال ألجيري” لتحليل مباراة شبيبة القبائل أمام شبيبة بجاية أن الحكم بيشاري حرم فعلا “الكناري” من الفوز، حيث قال:” لاعبو شبيبة القبائل أدوا مباراة كبيرة وكانوا يستحقون الفوز.. أعتقد أن الحكم حرم الشبيبة من ركلة جزاء شرعية في الشوط الأول، أما في الشوط الثاني فقد حرمها أيضا من هدف شرعي، لأن مسجّل الهدف لم يكن في وضعية تسلل، وبالتالي كان عليه أن يحتسب الهدف”. ولعل الإعادة على الشاشة الصغيرة أكبر دليل على ما كان يقوله مرزقان، لتدفع شبيبة القبائل في الأخير ثمن أخطاء لم تقترفها. بيشاري يفضح نفسه! أبدى مسيّرو الشبيبة القبائلية استياءهم من الحكم بيشاري الذي – حسبهم- حرم فريقهم من نقاط اللقاء، وأنه جاء خصيصا لأجل تكسير فريقهم خدمة لمولودية الجزائر التي تتنافس على اللقب هي الأخرى، وهذه ليست المرّة الأولى التي يسيء فيها بيشاري إلى “الكناري” – حسب المسيرين- ، فهو معروف بمناصرته للمولودية لأنه إبن باب الواد، ولهذا فضّل أن يحطم القبائل كالعادة حتى يخدم “حبابو”. يحيى شريف يعود إلى التشكيلة الأساسية عاد مدلل “الكناري“ يحيى شريف أخيرا إلى التشكيلة الأساسية بعد غياب دام بضع جولات بسبب الإرهاق الذي نال منه خلال الجولات السابقة، حيث تمكن من العودة بقوة بدليل مشاركته مع المنتخب الوطني المحلي في اللقاء الودي التحضيري أمام منتخب “ليشتنشتاين“ بملعب القليعة والإمكانات الكبيرة التي أظهرها. عودية وسوڤار خارج القائمة، بلعباس وعكوش يعودان عرفت هذه المواجهة عدة غيابات من جانب “الكناري“، فإضافة إلى الشرڤي بسبب الإصابة وشريف الوزاني بداعي العقوبة، لاحظنا أيضا غياب المهاجمين عودية وسوڤار اللذين كانا خارج القائمة التي شاركت أمس أمام بجاية، في حين سجلنا عودة عكوش والمدافع بلعباس إلى القائمة الاحتياطية. “كوليبالي“ في الإحتياط وبرشيش غير موفق عانى دفاع “الكناري“ أمس، لاسيما خلال الدقائق الأولى من المباراة بسبب غياب المدافع المالي “إدريسا كوليبالي” الذي كان على كرسي الإحتياط بما أن “أزوكا“ كان ضمن التشكيلة الأساسية، ويمكن القول إن دخول برشيش مكان “كوليبالي“ كان غير مناسب تماما نظرا للأخطاء الكثيرة التي ارتكبها، خصوصا في الشوط الأول، حيث كان بإمكان الطاقم الفني أن يعتمد على المدافع بلعباس الذي كان أكثر جاهزية من كل النواحي. إستغناء سعدان عن رحو يثير إستياء القبائل أثار شطب المدرب الوطني رابح سعدان إسم مدافع وفاق سطيف سليمان رحو من المنتخب الوطني إستياء أنصار شبيبة القبائل الذي عبروا عن ذلك مساء أمس بمناسبة الدربي القبائلي الذي جمع “الكناري“ بشبيبة بجاية. حيث يرى أنصار “جياسكا” أن رحو سليمان لازال يتمتع بإمكانات كبيرة تجعله يبقى في المنتخب الوطني، معتبرين أن ظهوره غير الموفق في المواجهة الودية ل “الخضر“ أمام صربيا يعود أساسا إلى المدرب الوطني الذي لم يمنحه فرصة المشاركة كثيرا من قبل. ورغم مرور وقت طويل على مغادرة رحو شبيبة القبائل، إلا أن أنصار الفريق لم ينسوا ما قدمه لناديهم في السنوات التي قضاها باللونين الأخضر والأصفر ولازال يحظى بكل إحترام. “مفتاح 100 بالمئة... يا سعدان” عبّر أنصار شبيبة القبائل الذين تنقلوا مساء أمس إلى ملعب أول نوفمبر عن مساندتهم الكاملة لمدافعهم وقائد فريقهم ربيع مفتاح من أجل الالتحاق بالمنتخب الوطني، حيث أحضروا لافتة كبيرة إلى الملعب كتب عليها “مفتاح 100 بالمئة يا سعدان”، وهي الرسالة التي أراد هؤلاء أن يوجّهوها إلى المدرب سعدان بأن مفتاح يستحقّ فعلا مكانة ضمن تعداد “الخضر”. خالف حاضر في غرف تغيير الملابس حضر المدرب السابق للمنتخب الوطني محيي الدين خالف كعادته إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو من أجل متابعة لقاء فريق القلب الشبيبة، لكن قبل أن تنطلق المباراة، فضل أن ينزل إلى غرف تغيير الملابس لدعم اللاعبين معنويا قبل أن يتابع اللقاء في النفق المؤدي إلى الغرف. جمهور “الكناري” غائب النقطة السوداء التي سجلناها أمس السبت هو الغياب المتواصل لجمهور “الكناري” عندما يتعلق الأمر بالمباريات التي تجرى بملعب أول نوفمبر، وذلك رغم النداءات المتواصلة من عناصر الشبيبة طيلة الأسبوع الماضي. الحكم يحرم الشبيبة من ركلة جزاء في (د29) دون شك أن الجميع لاحظ الكيفية التي حرم بها حكم المباراة بيشاري الشبيبة من ركلة جزاء حقيقية في (د29)، بعد توغل تجار داخل منطقة العمليات ثم تسديده الكرة، غير أن المدافع البجاوي لمسها بيده، إلا أن الحكم أمر بمواصلة اللقاء أمام احتجاجات لاعبي “الكناري“. زافور، دحوش وحملاوي يعودون إلى تيزي وزو كانت مباراة مساء أمس مناسبة لعودة الثلاثي البجاوي الذي سبق له وأن تقمص ألوان “الكناري“ (زافور - نسيم حملاوي - نسيم دحوش)، هذا الأخير تلقى التحية من أنصار الشبيبة فور دخوله أرضية الميدان كما حيا بدوره كلا من الحارس حجاوي ومدرب الحراس سيد أحمد محرز قبل انطلاق المباراة. يحيى شريف يهدي هدفه إلى الأنصار تمكن المهاجم يحيى شريف من توقيع هدف التعادل بطريقة رائعة جدا بعد توزيعة مليمترية من زميله تجار على الجهة اليمنى، وبرأسية محكمة ترجمها مدلل الشبيبة إلى هدف جميل، مباشرة بعد ذلك توجه “عليلو” إلى أنصار “الكناري“ للاحتفال بهذا الهدف، وكذا ليهديهم إياه عرفانا بمساندتهم للشبيبة. -------------------- “أحب من أحب وكره من كره... شاوشي هو مستقبل المنتخب الوطني” “هذا ما قلته ل شاوشي في الفندق مع الخضر... وبفضله تأهلنا إلى المونديال” “حتى بلحاج أخطأ، لكنه لم يُعاقب... والحديث إقتصر فقط على ما فعله شاوشي” “اللاعدل والحڤرة هي التي جعلت شاوشي خارج تعداد الخضر ومن المفترض القانون فوق الجميع وليس على البعض” “أعترف أنني لم أكن في المستوى في بداية الموسم”“أعرف لموشية جيّدا وليد فاميليا ... وزياية لم تعط له الفرصة“ “مفتاح بلاصتو بالسيڤار في المنتخب الوطني” “لم أصدق أنني حققت حلمي عندما دخلت ملعب نيوكامب” استطاع حارس شبيبة القبائل سمير حجاوي أن يعود إلى مستواه بعد المجهودات المضنية التي بذلها منذ التحاقه بداية هذا الموسم بالبيت القبائلي، حيث ساهم بشكل فعّال في النتائج الايجابية التي حققتها الشبيبة إلى حد الآن. وفي هذا الحوار الشيّق فضّل ابن عاصمة الزيانيين كشف النقاب عن العديد من القضايا الراهنة، خاصة تلك المتعلقة بالمنتخب الوطني. كما تطرّق أيضا إلى بداياته في عالم الكرة المستديرة، التحاقه بالشبيبة، تألقه مع الوفاق، والأسباب التي جعلته يغادر فريق “العقيبة”، وأمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار. المنتخب الوطني مني بهزيمة ثقيلة في المباراة الودية التي جمعته الأربعاء الماضي أمام منتخب صربيا، فما هو تعليقك؟ تابعت المباراة وتأسفت كثيرا لهذه الهزيمة... لكن حسب رأيي، فإن ذلك لا يؤثر في معنويات اللاعبين والمسيرين أيضا، لأنها مباراة ودية تحضيرية بالدرجة الأولى والغرض منها هو الوقوف عند استعدادات اللاعبين قبل موعد المونديال المقبل. بالنسبة لي أفضّل أن أنهزم في المباراة الودية أحسن من المواجهة الرسمية، ويمكنني القول إنه لو حققنا الفوز أمام صربيا فإن لاعبينا سيدخلهم الغرور وبالتالي سندخل المونديال بنقائص لكن هذه الهزيمة ستكون بمثابة درس لهم لإعادة التفكير في العديد من المسائل وتصحيح الأخطاء قبل المونديال. كثر الحديث في المدة الأخيرة عن شاوشي الذي تم شطب اسمه من المنتخب الوطني، هل تعتقد أن هذه العقوبة مستحقة؟ بالنسبة لي شاوشي يبقى الحارس رقم واحد في الجزائر، ومكانته في المنتخب الوطني مستحقة ولا أحد يمكنه أن ينكر ذلك، فهو مستقبل المنتخب الوطني، بالنظر إلى الإمكانات التي أظهرها خلال مشاركته في مباراة الفصل أمام المنتخب المصري بالسودان. لا يمكن أن ننكر أن بفضله تأهلنا إلى كأس العالم، لأنه يملك مؤهلات قلّ ما نجدها عند الحراس الآخرين، هذا دون أن ننقص من قمة الحارس ڤاواوي. نفهم من كلامك أن شاوشي لا يستحق هذه العقوبة. نعم، شاوشي لا يستحق هذه العقوبة لأنه لا زال شابا ولا يملك الخبرة الكافية التي تجعله يفكّر بالطريقة الصحيحة، لكن أعتقد أن هذه المسألة زادت عن حدها وتم تضخيمها. صراحة الجميع تعامل معه بقسوة، وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يقفوا إلى جانبه ويحاولون رفع معنوياته شاهدنا العكس، وحُمّل كامل المسؤولية وكأنه لم يساهم في التأهل إلى المونديال. في رأيك، لماذا كل هذا الكلام حول شاوشي؟ أعرف أمرا واحدا فقط، وهو لو كان حارسا آخر لما سلطت عليه هذه العقوبة، و لما تعاملوا معه بهذه الكيفية. أقولها وأعيدها الخطأ الذي ارتكبه شاوشي لا يستحق التضخيم، هذا لا يعني أني أشجع شاوشي على ما قام به. صحيح أنه أخطأ خاصة في مسألة الحكم، لكن على الجميع أن يعترف أن شاوشي قام بما لم يقم به الحراس الآخرين في مباراة مصر في السودان خلال المواجهة الفاصلة، ولهذا يجب أن يكون القانون فوق الجميع وليس على حساب البعض فقط، لكني أرى حاليا أنه لا يوجد قانون على المحترفين. ماذا تقترح أنت عقوبة؟ لا يمكنني أن أضع نفسي مكان الطاقم الفني الذي أحترمه كثيرا، لكن حبذا لو تم استدعاء شاوشي لمباراة صربيا، على الأقل ليكون احتياطيا. تحدثت من قبل وقلت القانون فوق الجميع، فماذا تقصد بكلامك بالضبط؟ نعم قلت يجب أن يكون القانون فوق الجميع، وليس على حساب البعض فقط، من المفترض أن تكون العدالة في المعاملة مع كل اللاعبين. الجميع شاهد المباراة، ولم يكن شاوشي الوحيد الذي ارتكب أخطاء، بل حتى بلحاج تعمّد التدخل الخشن على اللاعب المصري وبالرجلين أيضا، بدليل أنه خرج بالبطاقة الحمراء، لكن في نهاية المطاف اللوم ألقي على شاوشي وحده دون بلحاج الذي عاد إلى المنتخب الوطني بصفة عادية جدا، أقوله هذا وأؤكد للجميع أنني لا أحمل أي ضغينة تجاه بلحاج، بل أحترم الجميع، من لاعبين ومسيرين، لكن هذه حقيقة لا يمكن أن نغطيها. أقولها بصوت عال أحب من أحب وكره من كره شاوشي هو مستقبل المنتخب الوطني، ويجب على الجميع أن يقف إلى جانبه ولا يحطمونه، وأنا متأكد أن شاوشي سيعمل المستحيل لتغيير طريقة تعامله مستقبلا. هل التقيته وحدثته فيما يخص طريقة تفكيره ورؤيته للأشياء والمعاملة كذلك؟ نعم، لقد سبق لي وأن حدثته في هذا الموضوع بمناسبة تواجدنا في المنتخب الوطني في المرة الأولى، كنا في غرفة واحدة وتطرقنا إلى هذا الموضوع لمدة طويلة. ماذا قلت له بالضبط؟ قلت له أنت حارس بارع تملك إمكانات نادرا ما نجدها عند الحراس الآخرين، عليك استغلالها، كما قلته له أيضا عليك بتغيير “عقليتك” فأكد لي أنه سيعمل كل ما بوسعه للقيام بذلك. المنتخب الوطني عرف عدة مراحل وفي كل مرة يبرز حارس معيّن، اليوم أقول أنه جاء دور شاوشي، أنا متأكد أنه لو يتم إعادته إلى المنتخب الوطني سيكون ما حدث له بمثابة درس، أنا متأكد أنه سيستفيد منه ويتألق بشكل ملفت للانتباه. أعتقد أن أكثر من 20 سنة من ابتعادنا عن المونديال لم نستفد منها وأخطاء الماضي نفسها تتكرّر اليوم، بدليل ما حدث لشاوشي الذي تعرّض لعقوبة دون الآخرين. يجب أن لا نفكّر في المصالح الشخصية بل علينا التفكير في المصلحة العامة التي تخدم الوطن، لأن المنتخب الوطني ليس ناديا، بل إنها قضية “لعلام” ووطن ضحى من أجله رجال ويجب عدم الاستهتار. لكن لا أحد يستطيع أن ينكر بأن المنتخب الوطني عاد بقوة وحقق نتائج جيدة... لم أقل العكس، بل ساندت “الخضر” في كل خرجاتهم وعشت مبارياتهم على الأعصاب على غرار كل الشعب الجزائري، كما أن اللاعبين الذين التحقوا بالمنتخب قدموا الإضافة فعلا، مثل مغني ويبدة، أنا شخصيا أشكر الجميع على المجهودات التي بذلوها. ما رأيك في استقدام لاعب “سانتاندير” لحسن؟ بالنسبة لي استقدام لحسن أمر رائع، لأن بإمكانه أن يضيف الكثير للمنتخب الجزائري، لأنه يتمتع بإمكانات كبيرة. الحديث دار في المدة الأخيرة حول مفتاح، هل تعتقد أنه يستحق مكانة في المنتخب الوطني؟ سأجيبكم بكل صراحة، مفتاح مدافع كبير ومكانته مع المنتخب الوطني، هذا ليس لأننا نلعب لفريق واحد، بل أقول هذا لأنه يتمتع بإمكانات كبيرة، كما أن هناك العديد من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية يستحقون أن تمنح لهم الفرصة لإثبات قدراتهم مع المنتخب الوطني. من تقصد؟ على سبيل المثال زياية، تم استدعاؤه إلى المنتخب الوطني لكنه لم يحظ بفرصة المشاركة كثيرا لكي يثبت قدراته، أعرف إمكاناته جيدا وأؤكد لكم أنه لو تم الاعتماد عليه لأثبت أنه جدير بمكانة مع “الخضر”، فعدم الاعتماد على اللاعبين المحليين يجعل معنوياتهم محبطة. ما رأيك فيما حدث للموشية؟ لا يمكنني أن أقول شيئا بهذا الخصوص، القرار الأول والأخير يعود إلى المسيرين، فقط أقول إنني أعرفه منذ كنا معا في الوفاق، هو لاعب كبير و”ولد فاميليا“. سبق لك وأن تقمصت ألوان “الخضر”، دون شك تتذكر مشاركتك في مباراة الأرجنتين، هلا حدثتنا عنها قليلا؟ لا يمكنني أن أنسى تلك المباراة ما حييت، رغم أني شاركت في العديد من المباريات مع المنتخب الوطني الجزائري في ذلك الوقت، لأنها كانت مباراة خاصة. لماذا؟ لأنها في الحقيقة كانت حلما بالنسبة لي، ليس لأنني ألعب أمام منتخب عملاق اسمه الأرجنتين، بل لأنني حققت حلم اللعب على أرضية ميدان “نيو كامب”، قبل سنوات من هذا الموعد كنت أتحدث مع أحد أصدقائي وقلت له أدعو الله أن يوفقني لكي أحضر مباراة ما في ملعب “نيو كامب”، لكن القدر قادني إلى هذا الملعب ليس كمتفرج وإنما لألعب فيه، صراحة عندما دخلت أرضية الميدان قبل قلت لأحد زملائي لا أصدق أني سألعب على ميدان “نيو كامب”. البعض يرى أن مستوى الأندية الجزائرية ضعيف، ما رأيك؟ كيف نريد أن يتحسن مستوى الأندية الجزائرية في الوقت الذي لا تمنح لها الإمكانات اللازمة من ملاعب تليق بسمعتها وغير ذلك، على المسؤولين الكبار أن يفكروا قليلا في الأندية، لكن هذا لا يمنعني من أن أعترف بأن عودة محمد روراوة إلى قيادة أعلى هيئة في كرة القدم الجزائرية غيرت الكثير من الأمور. تنتظركم مباراة كبيرة في منافسة كأس الجمهورية أمام شباب بلوزداد بملعب 20 أوت، هل بدأتم التفكير فيها؟ مباراة شباب بلوزداد ستكون في غاية الصعوبة، أولا كون اللقاء سيلعب في 20 أوت، وثانيا لأن منافسة الكأس لا تعترف بعاملي الأرض والجمهور، كما أن طبيعة مباريات الشبيبة وبلوزداد دائما ما تكون مثيرة، هدفنا هو التأهل إلى الدور المقبل إن شاء الله، حيث سنذهب إلى 20 أوت من أجل تحقيق ذلك لا غير. هلا حدثتنا عن مشوارك الكروي؟ بدايتي كانت في وداد تلمسان أين قضيت أياما لا تنسى، بعدها تنقلت إلى شباب بلوزداد أين عرفت النجومية، لكن هناك تعرضت إلى إصابة حرمتني من المواصلة، قبل أن أتنقل إلى الوفاق الذي اكتسبت فيه الخبرة، حيث شاركت في مختلف المنافسات القارية كما توجت مرتين بكأس الجمهورية، وكأس رابطة أبطال العرب، ثم التحقت في تلك الفترة بالمنتخب الوطني أيضا، اليوم أنا في الشبيبة، أحاول أن أدافع عن ألوانها كما فعلت ذلك في الأندية التي لعبت لها من قبل. هل كنت تتوقع اللعب في الشبيبة؟ ما يمكنني أن أقوله في هذا الشأن هو أن الأمر مسألة مكتوب، عندما كنا صغارا كل واحد منا كان يتمنى أن يلعب في أحد الأندية الكبيرة، الحمد لله في مشواري الكروي لعبت لصالح أكبر الأندية الجزائرية وأنا سعيد جدا بتقمصي لألوان الشبيبة حاليا. ما الذي دفع بك للعب في الشبيبة؟ الأمر الذي حفزني للعب في الشبيبة هو الأدوار الأولى التي تلعبها في كل المنافسات التي تشارك فيها، وكذلك كان لدي أمل في العودة مجددا إلى المنتخب الوطني، اليوم أسعى وأتمنى أن أنهي هذا الموسم بأحد الألقاب. مررت بمرحلة فراغ عند التحاقك بالشبيبة، فإلام يعود السبب؟ أعترف بأني لم أكن في أحسن حال بعد التحاقي بالشبيبة، لكن إرادتي كانت قوية جدا من أجل العودة إلى مستواي الحقيقي، بذلت مجهودات كبيرة خاصة خلال التربصين اللذين قمنا بهما في المغرب، والحمد لله اليوم عدت إلى مستواي حيث أسعى دائما إلى تقديم الإضافة لفريقي. عقدك سينتهي بعد ثلاثة أشهر فقط، هل تنوي التجديد مع الشبيبة أم أنك ستغادر؟ بالنسبة لي لا يوجد أي مشكل في التجديد، لكن الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه مادام الموسم لم ينته بعد، علينا أولا أن نفكر في الطريقة التي تمكننا من الظفر بأحد الألقاب، لأن إنهاء الموسم دون أي لقب أمر صعب جدا. لنعد إلى مشاركتكم في المنافسة الإفريقية، حققتم التأهل إلى الدور الثاني على حساب القوات المسلحة، كيف تبدو لكم هذه المنافسة؟ رغم الفوز العريض الذي حققناه أمام القوات المسلحة الغامبية في الدور الأول، إلا أن منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا تبقى واحدة من أكبر المنافسات على الصعيد القاري، بالنظر إلى المستوى العالي الذي تتميّز به. لكن الشبيبة من خلال الفوز الذي حققناه ذهابا وإيابا يوضح الصورة أكثر على أننا مستعدون للذهاب بعيدا في هذه المنافسة رغم صعوبة المهمّة. ما الذي يدفعك للتحدّث بهذه الطريقة؟ من بين العوامل التي تدفعني إلى التفكير بهذه الكيفية، هو التعداد الرائع الذي تملكه الشبيبة، صحيح أن أغلبية اللاعبين يلعبون المنافسة الإفريقية لأول مرة، لكن إرادتهم قوية جدا فوق أرضية الميدان، كما أن اللاعبين الذين يملكون الخبرة على غراري أنا، مفتاح، دويشر، أوصالح وغيرهم سيعملون كل ما بوسعهم ليضعوا خبرتهم تحت تصرّف هؤلاء، وإن شاء الله سنعمل المستحيل لتحقيق أهدافنا في هذه المنافسة القارية. أكد الرئيس حناشي أكثر من مرّة أن هداف الشبيبة هذا الموسم هو التأهل إلى دور المجموعات، هل تفكرون في الاتجاه نفسه؟ وضع الرئيس حناشي التأهل إلى دور المجموعات ليس بالأمر الجديد بما أن الشبيبة في كل مرّة تلعب الأدوار الأولى، في بداية الموسم الإدارة سطرت أهدافها على حساب مشاركاتها على الجبهات الثلاث، البطولة، الكأس وكأس رابطة أبطال إفريقيا، وبما أننا حققنا التأهل في الدور الأول، سنعمل كل ما بوسعنا من أجل الذهاب بعيدا في مشوارنا القاري. ولهذا يمكن القول إننا مستعدون لتحقيق الأهداف التي تحدّث عنها الرئيس حناشي وهي التأهل إلى دور المجموعات. تعرفتم على منافسكم المقبل في رابطة الأبطال وهو النادي الإفريقي، هل تعتقد أن مهمّتكم ستكون سهلة هذه المرّة؟ بعد التأهل في الدور الأول تعرّفنا على منافسنا في الدور الثاني وهو النادي الإفريقي الذي يعدّ من بين أحسن الأندية التونسية وأعرقها أيضا، بالنظر إلى السمعة القارية التي يتمتع بها، ودون شك فمباراة الذهاب التي ستجرى في تونس ستكون في غاية الصعوبة، لكن هذا لا يمنعنا من بذل مجهودات مثل التي بذلناها في لقاء الذهاب أمام القوات المسلحة أين عدنا بفوز، سنعمل على تكرار هذا السيناريو أمام النادي الإفريقي، وبعدها سيكون لنا حديث آخر في لقاء العودة الذي سيلعب في ملعب أول نوفمبر.. علينا الآن التفكير في المباريات التي تنتظرنا أولا في البطولة والكأس، ومباراة النادي الإفريقي سيكون لها حيّز للتحدث عنها. كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار... أولا أشكر جريدتكم على هذه الالتفاتة الطيبة، كما لا أنسى أيضا أنصارنا الذين كانوا رائعين ووقفوا إلى جانبنا، ولن ننسى الدور الذي قاموا أبدا. ولهذا نحن أيضا سنعمل المستحيل لإسعادهم وإنهاء الموسم بأحد الألقاب، حتى نفرح معا في نهاية المطاف، لأنهم فعلا يستحقون أن يسعدوا بالنظر إلى التضحيات التي قدّموها.