مرة أخرى يؤكد الفرانكو جزائري رومان حمومة مستواه وإمكاناته العالية في بطولة الرابطة الفرنسية الأولى، حيث لم يكتف سهرة أول أمس في براست أمام الملعب المحلي بالمردود الذي تعود أن يقدمه، وإنما تعدى ذلك إلى الحصول على ركلة جزاء وتسجيل الهدف الثالث، وهو الثاني له على التوالي بعد أن سجل في الجولة الماضية والأخيرة من مرحلة الذهاب الهدف الوحيد لفريقه أمام رين، ليساهم بالتالي في آخر انتصارين لناديه. وبدأت وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث عن هذا اللاعب وتقدمه إلى الجماهير المتتبعة، مشيدة بإمكاناته وقدراته. فعل كل شيء في مباراة براست أول أمس ولعب رومان أول أمس مباراته رقم 17 أساسيا (لم يسبق أن جلس على الاحتياط) في “كون” وهي المباراة التي كانت حافلة، حيث لعب فيها زملاؤه وقتا طويلا ب 10 لاعبين ومع هذا حققوا انتصارا كبيرا بنتيجة 3-1. ونجح رومان على مستوى وسط الميدان الهجومي تحديدا الرواق الأيمن في تشكيل خطر كبير، حيث كاد يسجل في الشوط الأول (عندما كان فريقه متفوقا بهدف يتيم) بعد انفراد صريح لولا التدخل الرائع للحارس. وفي الوقت الذي كان فيه المنافس يضغط لتسجيل هدف السبق الثاني انفلت رومان من جديد وعرقل ليحصل على ركلة جزاء (د81) سجلها المغربي العربي، قبل أن يسجل هدفه الثالث في (د87) بعد أن ارتدت إليه الكرة من الحارس وكان ذلك برأسية جميلة. مردوده مستقر منذ لقاء ليون في الجولة الأولى ويحمل رومان منذ انطلاق الموسم الرقم 20 والقاسم المشترك في معظم المباريات التي لعبها هو مردوده المستقر، وهذا منذ أول لقاء أمام أولمبيك ليون، وإضافته الواضحة، فضلا عن تمريراته الحاسمة، حيث منح عدة كرات أهداف إلى زملائه، الشيء الذي جعله ورقة رابحة في تشكيلة “كون”. وتشير الإحصائيات إلى مشاركته في 1471 دقيقة منذ بدء الموسم في الرابطة الأولى مقابل عدم جلوسه على دكة الاحتياط، عدا غيابه عن 3 لقاءات بسبب العقوبة الآلية أو الإصابة، وهي أرقام ممتازة للاعب يضع أولى خطواته في القسم الأول. يلعب بسلاسة وقد يمنح دماء جديدة في التنشيط الهجومي ل “الخضر” ويلعب رومان بسلاسة كبيرة وعفوية أكبر، دون تعقيدات كبيرة، وبالإضافة إلى هذا فإنه خفيف الحركة وسريع. وكانت يومية “ليكيب” الفرنسية قد أعدت عنه روبورتاجا الصائفة الماضية ووصفته بالعصفور النادر. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار منصبه وما يمكن أن يقدمه على مستوى التنشيط الهجومي على الجهة اليمنى ونقائص المنتخب الوطني، فإن رومان يبقى جديرا بالمتابعة من طرف بن شيخة الذي يعرف جيدا أنه يحتاج إلى لاعبين جاهزين قبل موعد المغرب. واجه مصاعب كبيرة في البداية وانتقل إلى “كون” مقابل مليون يورو ولمن لا يعرف حمومة رومان البالغ من العمر 23 سنة (من مواليد 29 مارس 1987) فإنه واجه صعوبات كبيرة في بداية مشواره، ولم يعرف سوى قسم الهواة عبر فريق بصانصيون إلى غاية انتقاله موسم 2008-2009 إلى ملعب لافال الذي شكل طفرة في مشواره على اعتبار أنه تألق وسرق كل الأنظار من خلال مشاركته في 40 لقاء في كل المنافسات وسجل فيها 12 هدفا، ما جعله محل أطماع نواد بالجملة. ومعلوم أن انتقاله إلى “كون” كان نظير مبلغ مليون يورو، ما جعله أحد أغلى لاعبي هذا الفريق. مرشح للفوز بلقب أفضل لاعب في القرن ال 21 في “لافال” هذا وتجري يومية “غرب فرنسا” استفتاء عبر موقعها الإلكتروني لتحديد أفضل لاعب في القرن 21. ويوجد اسم رومان حمومة من بين المرشحين على الرغم من كونه لم يقض سوى موسم واحد في لافال، لكنه ترك خلاله انطباعا أكثر من ممتاز، وهو نفس الانطباع الذي يخلفه في “كون” حسب مواقع الأنصار وردود أفعالهم. وحسب ما يظهر لنا من مستوى اللاعب، فإنه يسير بوتيرة تصاعدية، على اعتبار أنه كان وراء آخر انتصارين لفريقه، ما مكنه من أخذ جرعة أكسجين من شأنها أن تساعده في بقية المشوار.