نجح وسط ميدان “وولفرهامبتون”، الجزائري عدلان ڤديورة، سهرة أول أمس السبت في أداء مباراة قوية أمام العملاق مانشستر يونايتد. مباراة كانت فيها أعين كثير من الجزائريين مسلطة على مردوده من أجل الوقوف على مستواه الحقيقي، وما إذا كان يستحق أن يحظى هو الآخر بفرصة تقمص ألوان “الخضر” لا سيما أن اسمه من بين العناصر المعنية بالمعاينة. ومن بين الذين وضعوه تحت المجهر، ولكن عن قرب مساعد المدرب الوطني زهير جلول الذي يكون قد دوّن تقريرا إيجابيا بخصوص مردود ابن اللاعب السابق لإتحاد العاصمة ناصر ڤديورة، لا لشيء إلا لأن عدلان ڤديورة تألق على كافة المستويات بدليل حصوله على أعلى نقطة في فريقه، حدث هذا بالرغم من أنه لم يكمل المباراة وخرج في (د83) تاركا فريقه منهزما بنتيجة هدف مقابل صفر وهي النتيجة التي آلت إليها المباراة في النهاية. دخل دون عقدة، قوي في الصراعات وعمل متواصل في الإسترجاع ڤديورة لم ينتظر كثيرا للدخول في جو المباراة، فمنذ أول دقيقة تمكن من استرجاع أولى الكرات، كما ظهر أنه قوي في الصراعات الثنائية على الرغم من قوة خط وسط ميدان مانشستر الهجومي، وحتى مهاجميه، حيث لم يكن ذلك مانعا بالنسبة إليه في التفوّق في العديد من المناسبات في الكرات الرأسية التي أكدت أن مستواه البدني جيد جدا بدليل أنه يتعامل وكأنه يملك خبرة سنوات في البطولة الإنجليزية، وفضلا عن هذا بقي عدلان مركزا على شغله الحقيقي وهو استرجاع الكرات، حيث استعاد العديد منها في مختلف مراحل اللقاء، معطيا قوة لفريقه الذي ظهر على العموم أمام العملاق مانشستر بوجه طيب. يحتفظ بالكرة جيّدا، رغم بعض الزيادات ڤديورة في مواجهة نجوم مثل سكولز، ناني، برباتوف، ايفرا، فيردناند وغيرها لم يكتف بمجرد دوره الدفاعي، ولكنه حاول مساعدة زملائه في الهجوم مستغلا حسن تحكمه في الكرة وتمتعه بإمكانات فنية جيدة، حيث قاد بعض الحملات من الخلف وساهم في أخرى من خلال مساعدته رفقائه، وحاول في عدة مناسبات الاحتفاظ بالكرة والمراوغة التي كانت زائدة نوعا ما بالنسبة للكرة الإنجليزية التي تعتمد على السرعة في التنفيذ، ولو أن هذا هو الأمر الوحيد الذي يؤخذ على اللاعب السابق لشارل لورا البلجيكي. فيديتش لم يُوقفه إلاّ بتدخل خشن نال بسببه بطاقة صفراء وما يؤكد أن ڤديورة ليس لاعب وسط ميدان بمواصفات دفاعية كاملة هو انطلاقته الهجومية (د58) مثل السهم حيث راوغ أكثر من عنصر قبل أن يضطر لاعب مانشستر فيديتش الى إيقافه بتدخل خشن ومن الخلف، جعل الحكم يتدخل بسرعة ويمنحه بطاقة صفراء. وقد كان يمكن لو لم يرتكب عليه لاعب “المان” الخطأ أن يجد نفسه وجها لوجه أمام الحارس فان دير سار، وهي اللقطة التي كشفت للمتتبعين أن عدلان ڤديورة له روح هجومية، يمكن أن يساعد بها المنتخب الوطني الذي يبقى بحاجة إلى لاعبين ولو مدافعين ومسترجعين بهذه الروح من أجل حل أكبر مشكل يعاني منه سعدان في الوقت الحالي، وهو مشكل الخط الأمامي العقيم. يُساعد كثيرا الظهير الأيمن زوبار وهذا ما ينقص المنتخب الوطني وبالإضافة إلى كل هذا، فإن ڤديورة المولود في 12 نوفمبر 1985 يدافع بطريقة ممتازة، حيث أغلق كلية الرواق الأيمن والذي لم تنطلق منه حملات كثيرة محررا زميله الفرنسي رونالد زوبار الذي يشغل منصب ظهير أيمن ومكنه من الصعود في بعض فترات اللقاء، وهو أيضا ما ينقص المنتخب الوطني، حيث غاب مثلا في لقاء صربيا اللاعب الذي يدعم المدافع رحو على الجهة اليمنى، حيث كان مدافع وفاق سطيف دون أي مساعدة الأمر الذي مكّن المنافس الصربي من اختراق هذه الجهة بكل سهولة، وهو ما قد لا يحدث مستقبلا بوجود مسترجع كرات من طراز ڤديورة. يذكر أن زوبار نال علامة ڤديورة. معلّق “كنال +“ أثنى عليه كثيرا وقد اعترف معلق قناة “كنال +“ الفرنسية أن الجزائري ڤديورة قدّم مباراة قوية للغاية، مثنيا على القدرات التي يمتاز بها، والتي يحلم أي مدرب أن يمتلك لاعبا بهذه المواصفات في فريقه. وإذا كان المعلق المذكور لم يشر إلى جنسية هذا اللاعب على الرغم من أن اسمه يشير بصراحة إلى أنه عربي، فإن الصحافة الإنجليزية أشارت في المدة الأخيرة إلى أصوله وعبّرت الكثير من الصحف ومواقع الأنترنيت المتخصصة أنه ابن لاعب كرة قدم كبير في إتحاد العاصمة، هو ناصر ڤديورة، الذي حمل أيضا ألوان المنتخب الوطني، ما يعني بصفة آلية أصوله جزائرية 100 بالمائة، وإن تكوّن في فرنسا وبدأ من مركز تكوين فريق “سودن أردان“. نحو توقيعه 3 سنوات في “وولفر“والبقاء في إنجلترا يُساعده وقد تم الاتفاق بين مسؤولي فريقه شارل لورا البلجيكي على أن يوقع اللاعب الجزائري عقدا مدته 3 سنوات في نهاية الموسم، حيث أشارت تقارير انجليزية نهاية شهر فيفري أن ذلك جاء عقب المردود الجيد الذي يقدمه هذا اللاعب ورغبة مسؤولي فريقه “وولفر“ الإستثمار فيه وفي إمكاناته الفنية والبدنية، وهو ما سيكون في صالحه البقاء في أقوى بطولة في العالم. وكان اللاعب في تصريحات صحفية قد أكد أنه يريد أن يثبت للمدرب والجماهير أنه جيد بما يكفي للبقاء في انجلترا، حيث قال في هذا السياق: “عليّ إظهار ما يمكنني القيام به على أرض الملعب لتحقيق مكاسب وتوقيع العقد“. كما أضاف عن مستوى البطولة الإنجليزية المحترفة: “لم أجد البطولة الممتازة صعبة عليّ، ولكن من ناحية المستوى فهي أعلى بكثير من نظيرتها البلجيكية“. موقع “ڤول” منحه أعلى نقطة في “وولفرهامبتون” وعلى صعيد التنقيط في مقابلة أول أمس، فإن موقع “ڤول” العالمي لم يتردد في منح ڤديورة 7 نقاط وهي أعلى نقطة يحصل عليها لاعب في فريق “وولفرهامبتون” بالإضافة إلى زوبار. كما أنه احتل بها المرتبة الثالثة من مجموع اللاعبين الذين شاركوا في اللقاء وحتى من دخلوا احتياطيين، لأن سكولز نال 8 علامات، وبعده يأتي مباشرة برباتوف ب 7 علامات ونصف، ما يؤكد أن اللاعب الذي يتردد اسمه بقوة وسط عشاق المنتخب الوطني في المدة الأخيرة دخل البطولة الإنجليزية دون مقدمات بدليل أنه يلعب دون عقدة ولا مركب نقص أمام فرق عملاقة مثل مانشستر يونايتد وتشيلزي الذي واجهه أيضا دون مشكل قبل حوالي 3 أسابيع من الآن. جلول أعدّ تقريره والأمور تسير منطقيا نحو إلتحاقه وكما أشرنا إليه في “الهدّاف” في العددين الأخيرين، فإن مساعد مدرب المنتخب الوطني زهير جلول كان حاضرا في المنصة الشرفية وشاهد المقابلة عن قرب من أجل إعداد تقرير مفصل عن مستوى هذا اللاعب بعيدا عما يقال عنه وما يكتب، ولو أن الأكيد أن ڤديورة الذي كان دون شك يعلم بحضور مساعد سعدان قد أبلى البلاء الحسن، وأكد من خلال مردوده أنه قادر أن يكون ضمن اللاعبين 23 الذين سيسافرون شهر جوان لخوض مباريات كأس العالم وتسير الأمور بصفة منطقية نحو التحاقه، وهي فرصة من ذهب بالنسبة إليه لتكون منعرجا ثانيا ومهما في مسيرته الرياضية التي انطلقت من الحضيض ومن فرق هاوية في الدرجات الرابعة والخامسة الفرنسية، بعد أن كان المنعرج الأول تحوّله إلى أحد أقوى البطولات العالمية وفرضه نفسه بسرعة. وسط دفاعي نعم، لكن البقاء للأصلح قد يقول قائل إنه لا جدوى من استقدام وسط دفاعي آخر لتدعيم المنتخب إلى جانب منصوري، يبدة ولحسن، ولكن الأكيد أن قدوم لاعب بإمكانات ڤديورة يبقى أكثر من مهم ومفيد لخلق التنافس على المناصب والقضاء على “السوسيال” بصفة نهائية لأن المنتخب الوطني في الوقت الراهن بحاجة إلى لاعبين يلعبون ويخلقون التنافس، وليس إلى من يسخنون كرسي الاحتياط ولا يقحمون إلا في الحالات الطارئة مثل الإصابات، كما يبقى الأكيد أن القاعدة التي تقول “البقاء للأصلح” يجب أن تطبّق على أرض الواقع ودون مجاملات، فالمنتخب بحاجة إلى إضافة نوعية لأنه متوجه إلى المونديال ليلعب منافسة من أعلى مستوى لن ينفعه فيها لاعبون يلعبون بأسمائهم أو خبرتهم أو سجلهم، العبرة فيها ستكون بما يقدم على الميدان، ما يفرض عدم التعامل بالعاطفة إن كنا نريد مشاركة غير مخيّبة. قاسي سعيد: ” ڤديورة لاعب ممتاز ويجب منحه الفرصة” أكد قاسي سعيد محمد، اللاعب الدولي السابق، أنه أعجب كثيرا بإمكانات اللاعب عدلان ڤديورة الذي ينشط في صفوف نادي “وولفر هامبتون“ من الدرجة الأولى الإنجليزية. وأشار قاسي سعيد إلى أن هذا اللاعب يملك إمكانات رائعة ويمكنه أن يفيد المنتخب الوطني كثيرا، خاصة أنه يلعب في بطولة قوية، وهو يكسب خبرة من يوم لآخر. وقال: “ڤديورة لاعب ممتاز، أنا أقول هذا لأني لاعب وسط ميدان وأعرف جيّدا ما يتطلّبه هذا المنصب. عدلان يملك المؤهلات البدنية، فهو يملك بنية قوية للغاية، بالإضافة إلى أنه يملك امكانات فنية رائعة، فهو مسترجع ممتاز ويصنع اللعب بطريقة رائعة... كل هذه المواصفات تخوّل له التواجد ضمن تعداد “الخضر”. وصراحة يجب منح الفرصة إلى هذا اللاعب حتى يبرهن على قدراته، وأنا متأكد أنه سيفيد “الخضر”. وقد قطعت الشك باليقين بعد مشاهدة اللقاء الذي لعبه أمس (يقصد السبت) أمام العملاق مانشستر يونايتد حين قدّم لقاء كبيرا”.