في مباراة ماراطونية وبحضور 60 ألف متفرج في ملعب “سان باولو” غادر “نابولي” منافسة كأس إيطاليا في دورها ربع النهائي أمام “إنتير ميلان” بعد خسارته بالركلات الترجيحية في مباراة انتهت بالتعادل السلبي، وعرفت مشاركة يبدة احتياطيا فيها حيث لم يقحمه مدربه “ماتزاري” إلا في (د96) في مكان زميله “بازينزا”. “ماتزاري” فاجأ الجميع بوضعه في الاحتياط وتفضيل “غارغانو” عليه وعكس كل التوقعات لم يشرك “ماتزاري” يبدة أساسيا رغم أن هذا الأخير كان مرشحا فوق العادة لبدء المباراة خاصة أنه شارك في الأدوار السابقة كأساسي وكان له الفضل في تأهل الفريق إلى دور الثمانية بعد أن سجل في مباراة “بولونيا” هدفا جميلا، كما أن الملاسنة الكلامية التي جمعت بين “ماتزاري” ولاعبه “غارغانو” الأحد الفارط في نهاية مباراة “باري” جعلت الجميع متأكدا من مشاركة يبدة أساسيا، غير أن مدربه كان له رأي آخر وجدد ثقته مجددا في الدولي الأوروغواياني الذي فضّله على اللاعب الدولي الجزائري. أشركه في وقت متأخر جدا ويبدة كالعادة منح الإضافة وإذا كان يبدة قد تعوّد في المباريات السابقة ل “نابولي” أن يدفع به “ماتزاري” في بداية الأشواط الثانية فإن الأمر لم يكن كذلك أول أمس الأربعاء، حيث لم يدخل يبدة إلا بعد مرور 6 دقائق عن انطلاق الشوط الأول الإضافي ورغم أنه لم يلعب إلاّ 24 دقيقة إلا أنّ لمسته كانت واضحة ومنح الإضافة لناديه، بدليل أن نابولي سجل سيطرة كلية في الوقت الإضافي على “الإنتير” وكان قاب قوسين أو أدني من التهديف في عدة مناسبات لولا تسرّع مهاجميه. سجل ركلة جزاء بطريقة فنية وألهب “سان باولو” يبدة الذي كان من الناحية البدنية بعد نهاية 120 دقيقة أفضل كثيرا من العديد من زملائه خاصة أنه لم يلعب كثيرا، سجل مدربه اسمه ضمن منفذي السلسلة الأولى للركلات الترجيحية وقد وُضع كخامس لاعب منفذ، ورغم صعوبة الموقف خاصة أن المنافس هو الإنتير وأن زميله “لافيزي” ضيع الركلة الثانية إلا أن يبدة سدد الركلة بطريقة فنية رائعة عن طريق “بانينكا” بالطريقة التي نفذ بها زيدان ركلته في نهائي كأس العالم أمام إيطاليا في مونديال 2006، وهي الطريقة التي ألهبت مدرجات “سان باولو” وجعلت جماهير “نابولي” تصفق مطولا على يبدة. ألتوبيلي: “يبدة سجل هدفا جميلا جدا وبثقة شديدة في النفس” وإذا كانت ركلة جزاء يبدة لم تمنع فريقه من تجرع مرارة الإقصاء خاصة أن الإنتير سجل ركلته الأخيرة عن طريق الروماني “كيفو”، فإن التعاليق في نهاية المباراة كانت على الطريقة الرائعة التي سجل بها يبدة ركلة الترجيح، وفي هذا الصدد عبّر محلل الجزيرة الرياضية ولاعب المنتخب الإيطالي سابقا ألتوبيلي عن إعجابه بالطريقة التي سجل بها يبدة هدفه، حيث قال إنه سجل هدفا جميلا جدا والأكثر من ذلك أنه سدد ركلة الترجيح بثقة شديدة في النفس وهو أمر لا يقوم به إلا اللاعبون الكبار على حد تعبيره. ------------------------- يبدة: “أنا من طلب الركلة الأخيرة أمام الإنتر وتعمّدت “la Panenka من دون شك أنك محبط بعد الإقصاء في الكأس، أليس كذلك؟ بالتأكيد أنا محبط عقب هذا الإقصاء المرّ من ربع نهائي كأس إيطاليا، وجميعنا محبطون في نابولي من هذا الخروج خاصة أنه جاء بعد الاحتكام لركلات الترجيح، ومن جهة أخرى علينا أن نكون فخورين بأنفسنا وباللقاء الذي قدمناه أمام الإنتر، لأننا أظهرنا مستويات كبيرة وخلقنا عدة فرص سانحة للتسجيل ناهيك عن الأداء الذي كان مقبولا إلى أبعد الحدود، لكن الحظ لم يبتسم لنا في نهاية المطاف غير أن هذه هي كرة القدم، وللأسف خرجنا من الكأس التي كنا نعوّل عليها كثيرا، ولكن لا يجب أن نعتبر ذلك نهاية العالم فلا يزال أمامنا استحقاقات أخرى في الكالتشيو والدوري الأوروبي. كنت من بين مسدّدي ركلات الترجيح، هل أنت من طلب ذلك أم كان خيار المدرب ؟ المدرب تقدّم إلي واستفسرني إن كنت أشعر بأنني في أحسن أحوالي وقادر على التسديد فوافقت من دون تردد، ويمكنني أن أضيف لك بأنني طلبت أن أكون آخر المسدّدين وأنفّذ الركلة الأخيرة لفريقي، وهو ما كان لي في نهاية المطاف وتمكنت من تسجيل آخر ركلة جزاء، لكن للأسف هذا لم يكن كافيا لنا حتى نتأهل إلى الدور المقبل. نفّذت الركلة بطريقة فنية فريدة من نوعها تسمى “البانينكا”، هل كان ذلك متعمّدًا منك أم صدفة ؟ كانت متعمّدة نوعا ما لأنني قمت بهذا الخيار عندما كنت متجها نحو نقطة تنفيذ ضربة الجزاء للتسديد، فقد لاحظت الحارس من البداية أقصد في الركلات السابقة التي سدّدها رفاقي واكتشفت بأنه يرتمي كثيرا على الجهة اليمنى، وبذلك اتضح بأنه يختار الجهة مسبقا، وبذلك فإنني تعمدت تسديد الكرة في الوسط بكل هدوء ونجحت في تسجيلها، لكن كما قلت لك فإنها لم تفد فريقنا في أي شيء لأننا أقصينا في الأخير. لو ضيّعت تسديدتك لكان فريقك قد أقصي مباشرة قبل الركلة الأخيرة للإنتر، ألا تشعر بأنك قمت بمجازفة كبيرة عند اختيارك تلك الطريقة الفنية ؟ لا، إطلاقا، لقد كنت واثقا من قدرتي على تحويل ركلة الترجيح إلى هدف ولم أشك إطلاقا في ذلك، وهذا ليس مبالغة مني بل هي الحقيقة لا غير. ماذا قال لك المدرب عند انتهاء اللقاء ؟ لا شيء استثنائي، فقط هنّأ الجميع على المباراة التي قدمناها أمام إنتر ميلان والأداء المقبول إلى أبعد الحدود، لكن رفاقي هنّؤوني على طريقة تسجيلي للركلة والشجاعة الكبيرة التي تحليت بها عند التنفيذ، وأكدوا لي بأن روعة اللقطة أنستهم بعض الشيء مرارة الإقصاء.