لا يفهم الكثير من متتبعي الكالتشيو الايطالي الطريقة التي يتعامل بها مدرب نابولي الإيطالي مع اللاعب الدولي الجزائري حسان يبدة، حيث أنه يشركه في مباراة أساسيا ويتألق هذا اللاعب ويقدم خدمات كبيرة للنادي تسمح له بالفوز، ليجد نفسه بعدها احتياطيا، وهو أمر غريب للغاية، فيبدة يقنع كلما دخل الميدان، وكل الملاحظين للكالتشيو الإيطالي يؤكدون استحقاقه مكانة أساسية،وحتى مدربه يمدحه في العديد من المرات ويؤكد أنه لاعب ممتاز يساعد طريقة لعبه كثيرا، بما أنه لاعب كلاسيكي في وسط الميدان، يعرف كيف يتحكم في الكرة، ويتحكم أيضا في وتيرة اللقاء، حيث أنه يقوم بدور محرك الفريق، ويكسر هجمات المنافسين في الوقت نفسه، وهو أمر إيجابي للغاية، قلما تجده في لاعب كرة قدم، لكن حسب ما يبدو فإن عدم الاعتماد على يبدة في جميع المباريات لديه أهدافه من قبل إدارة النادي، بما أن يبدة معار فقط من بنفيكا، والنادي يسعى إلى إنقاص قيمته حتى يتمكن من شراء عقده في الأخير. جعله لاعبا احتياطيا سيسمح للفريق بشراء عقده بثمن أقل ولعل أقرب وجهة نظر تفسر سبب عدم إشراك يبدة بصفة دورية في الكالتشيو مع فريقه، رغم تألقه في كل مباراة يدخلها، هي أن إدارة نابولي تسعى إلى شراء عقده من بنفيكا، بعد أن أقنع هذا اللاعب الجميع في نابولي بإمكاناته، لكن المشكلة في الأموال التي ستتطلبها هذه الصفقة، حيث أن تألق يبدة يعني أن إدارة بنفيكا ستطلب فيه أموالا طائلة، لكن إذا بقي لاعبا احتياطيا يشارك في بعض المباريات فقط، فهذا سيسهل مأمورية نابولي لشراء عقده، وتكون الصفقة بثمن أقل من الذي تستحقه، فقد سبق أن عرض الفريق الإيطالي على نظيره البرتغالي مبلغ 2 مليون أورو من أجل شراء عقد يبدة، ويعمل الفريق والمدرب ماتزاري على جعل يبدة لاعبا يساوي هذا الثمن لا أكثر، وهو ما يتطلب إحالته على الاحتياط كثيرا وعدم الاعتماد عليه. التّخلي عن كرڤانو مشكلة أخرى من جهة أخرى هناك مشكلة اللاعب والتر كارڤانو، والذي يعاني نوعا ما هذا الموسم، خاصة بعد قدوم يبدة، حيث أن مستواه متذبذب، والكل يؤكد أن يبدة يستحق مكانه، لكن كرڤانو يلعب لموسمه الثالث في نابولي، ولازال مرتبطا بعقد مع الفريق، بينما يبدة لاعب جديد في الفريق وبقاؤه غير مضمون، وبالتالي منحه الفرصة وعدم الاعتماد على كرڤانو قد يسبب مشكلة للفريق، خاصة إذا رفض بنفيكا بيع يبدة لنابولي في نهاية الموسم، وهو ما يعني أن نابولي بعد ذلك سيكون خسر لاعبين الموسم القادم، وهو ما لا يريده حتما المدرب ماتزاري، وبالتالي فإن إزاحة كارڤانو من التشكيلة الأساسية صعب للغاية وهو ما يجعل مدرب نابولي يشرك يبدة في مكان لاعبين آخرين في العديد من المرات. ماتزاري يسعى إلى إبعاد الأنظار عن يبدة والعديد من المدربين يتابعونه ومن الواضح أيضا أن المدرب ماتزاري يسعى إلى إبعاد الأنظار عن يبدة، في موسمه الأول مع نابولي، وهذا في انتظار التعاقد معه بصفة نهائية، فالإدارة تخشى أن يلفت يبدة الأنظار إليه، ويصبح مطمع الأندية القوية، سواء في إيطاليا أو أوروبا، ويغير وجهته في نهاية الموسم، ولا يستفيد النادي من شيء، فلو كان متعاقدا مع النادي لا يضر أن يلفت الأنظار لأن نابولي سيستفيد ماديا، لكن الآن نابولي سيكون الخاسر الأكبر، خاصة أن مصادر صحفية عديدة أكدت اهتمام مدربين كبار بخدمات هذا اللاعب، حتى أن مورينيو مدرب ريال مدريد تحدث عنه في إحدى المناسبات، وبالتالي فإن الاهتمام به موجود فعلا، ولابد لنابولي أن يحمي مصالحه سواء في الاحتفاظ باللاعب وشراء عقده من بنفيكا بأقل سعر، أو بإبعاد الأنظار عنه أيضا حتى لا تزاحمه الأندية الأخرى على صفقته. رغم هذا لعب كثيرا و”الخضر” المستفيد الأكبر ورغم أن مشاركات يبدة غير منتظمة مع فريقه نابولي، ودخوله في العديد من المرات احتياطيا رغم تقديمه أداء مقنعا، إلا أن اللاعب كسب العديد من المباريات، حيث شارك لحد الآن في 18 مباراة، 8 منها أساسيا و10 احتياطيا، وخاض 937 دقيقة، مسجلا هدفا واحدا، وهي حصيلة مقبولة للغاية بالنسبة للاعب “الخضر” قبيل المباراة المهمة أمام المنتخب المغربي، حيث أنه من بين اللاعبين الأكثر مشاركة في لاعبي المنتخب الوطني، وهو جاهز تماما للدخول في غمار المنافسة مع المنتخب الوطني، ووضعيته مع فريقه لا تقلق، لأن نابولي الذي يسعى إلى تحقيق اللقب بحاجة إلى خدماته فعلا، والمدرب ماتزاري لا يقدر على تجاهله كثيرا، بل يحاول تسيير محطات دخول اللاعب، ولا يمنحه فرصا عديدة في وقت متتال، حتى لا يفرض نفسه.