هذا السؤال الذي بات يطرح نفسه بإلحاح بعد انتهاء مباريات الدور الأول من بطولة إفريقيا للمحليين، بالنظر للمستوى المتذبذب للنخبة الوطنية والذي وقف عليه الجميع خلال المباريات الثلاثة الأولى.. وقابله مستوى لافت جدا للمنتخبات الأخرى على غرار منتخب جنوب إفريقيا، الكاميرون والكونغو الديمقراطية، وبالخصوص منتخب مازيمبي صاحب اللقب الذي قدم مستوى فنيا راقيا جدا أمام منتخب مالي. وأجمع المتتبعون والفنيون هنا على أن “الخضر” خرجوا من سباق الترشيحات، الذي بات يضم هذه المنتخبات بالدرجة الأولى، لابد لرفقاء مسعود أن يقدموا مستوى أرفع بكثير من الذي شاهدناه أمام السودان... المجموعة الأولى.... متواضعة فنيا ويجمع الفنيون وحتى الصحافة السودانية على أن مجموعة الجزائر هي الأضعف فنيا من بين المجموعات الأربع المشاركة، فمنتخب السودان الغائب عن الساحة الإفريقية وتجاوز الدور الأول لثاني مرة في مشاركاته القارية (الأولى سنة 1970)، وإن كان حاضرا بفريقه الأول فقد وصل للبطولة بعد تحضير في غاية التواضع ولم يقدم الشيء الكثير في مبارياته الثلاثة، بدليله اكتفائه بهدفين فقط في ثلاث مباريات. فيما لم يحضر منتخب الغابون هو الآخر حسب مدربه، بشكل يكاد يكون كلي للبطولة وهو المنتخب الرديف للمنتخب الأول، بلاعبين ينتمون للدوري المحلي المتواضع جدا لهذا البلد الصغير، بشهادة مدربه غارنوت روهر الذي اعترف بالمشاكل الكبيرة التي يواجهه من أجل إيجاد 11 لاعبا جيدا للمنتخب الأول. فيما وصلت أوغندا للسودان بعد أن ضيعت خمسة من لاعبيها الأساسيين، الذين احترفوا بعد مشاركتهم في دورة حوض النيل ولم يتمكن مدربهم من تعويضهم. كل هذه المعطيات تؤكد أن الخروج من هذه المجموعة بإحدى بطاقات التأهل كان أضعف الإيمان بالنسبة لمنتخبنا. مستوى اللاعبين متذبذب جدا والأمر الذي يرهن طموحات بن شيخة الكبيرة في الوصول للمباراة النهائية، هو تذبذب مستوى لاعبيه وهو أكبر مشكل يواجه اللاعبين الجزائريين على العموم، فإن قدموا مباراة أولى جيدة تجدهم خارج الإطار في المباراة الموالية، كما كان الشأن مع نجم المنتخب عبد المؤمن جابو، الذي بعد أن تألق في المباراة الأولى غاب تماما أمام الغابون، قبل أن يظهر بشكل أفضل في المباراة الثالثة. سوداني بدوره كان قويا في المباراة الأولى، وتراجع بدرجات في المباراتين الثانية والثالثة، نفس الكلام ينطبق على مترف الذي لم نشاهده بالمستوى الذي عرفناه به في مباراة السودان الأخيرة. كل هذا يضاف إليه لياقة بدنية متواضعة جدا، مقارنة بما نراه لدى المنتخبات الأخرى وشاهدناه عن قرب في مباراة سهرة الإثنين بين الكونغو الديمقراطية ومالي، حيث لم تتوقف المباراة ولم تخرج الكرة إلا نادرا لخط التماس، مع قوة واندفاع بدني وسرعة لدى اللاعبين حتى صافرة النهاية، والأهم كرة جماعية وفنيات لا نجدها عند أغلب لاعبي المنتخب المحلي. جنوب إفريقيا ستكون الاختبار الحقيقي صحيح أن المباريات تختلف معطياتها في كل مرة وكرة القدم ليست علوما دقيقة كما يردد البعض، وقد تكون كل المعطيات التي ذكرناها، والتي توضح فارق المستوى بين الخضر وبقية المنتخبات المرشحة للقب، لا معنى لها على أرضية الميدان فإن الأكيد أن مباراة الجمعة المقبل التي تدخل في إطار ربع النهائي أمام جنوب إفريقيا، ستكون المعيار الحقيقي الذي سيقاس عليه مستوى “الخضر” بالنظر لقوة المنافس، خاصة على مستوى خط هجومه الناري. وإذا كانت الحرارة قد أثرت في المباراة الأولى أمام أوغندا والتحكيم في المباراة الثانية، والخوف من تضييع التأهل في المباراة الثالثة فإن المباراة الرابعة بلا حسابات، والخضر إن كان يريدون فعلا العودة إلى دائرة الأندية المعنية بالمنافسة، فما عليهم إلا أن يقدموا مستوى أفضل بكثير من الذي شاهدناه في المباريات الثلاث الأولى. ------------------------------------- تاسفاوت يبرئ سليم شيبوب صرح مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، بحضور مصور قناة نسمة التونسية، أنه لم يفهم لحد الآن الاتهامات التي يوجهها “التوانسة” لرئيس اللجنة الأولمبية التونسية الأسبق سليم شيبوب، بخصوص تحويل تاسفاوت إلى أوكسير وحصوله على مبالغ مالية مقابل ذلك. وكشف تاسفاوت أنه يسمع نفس الكلام في كل مناسبة يزور فيها تونس، و”الحكاية” تكررت مرة أخرى خلال الثورة التونسية الأخيرة وضمت لقائمة الاتهامات التي وجهت لرئيس الترجي التونسي السابق. وأصر مناجير المنتخب على تبرئة شيبوب، مؤكدا أن هذا الأخير لم يكن له أي دخل في تحويله إلى نادي أوكسير سنة 1995 حيث قال: “صحيح أني تفاوضت مع شيبوب للالتحاق بالترجي سنة 1994 وقبلت عرضه، ووعدته بالانتقال لناديه بعد أن أنهي واجب الخدمة الوطنية لكني تراجعت بعد أن وصلني عرض أوكسير، وتحولت للفريق الفرنسي عبر فريقي مولودية وهران، ولا دخل لشيبوب لا من قريب ولا من بعيد في تحويلي”. ----------------------------------- ليلة المولد النبوي مرّت عادية على اللاعبين عاش اللاعبون سهرة أول أمس بطريقة عادية للغاية رغم أن الأمر يتعلق بالمولد النبوي الشريف وهي الذكرى العزيزة علينا في الجزائر التي تحتفي بها مختلف العائلات الجزائرية حسب تقاليد كل منطقة، حيث تناول اللاعبون وجبة عشاء عادية قبل أن ينصرفوا نحو غرفهم دون أن يكون هناك أي شيء مميز. بعضهم عاشوا جو المناسبة مع عائلاتهم ب “السكايب” ومباشرة إثر ذلك توجه اللاعبون إلى غرفهم استعلموا حواسيبهم ليكونوا بالقرب من عائلاتهم، حيث علمنا بأن بعضهم كانوا على اتصال مباشر ب “السكايب” مع ذويهم وعاشوا شيئا من هذه المناسبة ولو من على آلاف الكيلومترات، حيث أحسوا فعلا بنوع من “البنة” والنكهة التي لم يشعروا بها في الخرطوم خاصة في غياب أي مظاهر لذكرى المولد النبوي هنا عدا بيع الحلويات في بعض المحلات. أجمل هدية لعائلاتهم وأحبائهم التأهل هذا الجمعة وأجمع اللاعبون على أنّ كل شيء يهون لأجل الوطن خاصة أن تواجدهم في السودان هو لأجل مصلحة وطنية بحتة، معتبرين ذلك حافزا كبيرا لهم من أجل الاستمرار إلى غاية الأدوار المقبلة حتى لا تذهب كل هذه التضحيات والجهود سدى، وليست المرة الأولى ولكن تكون الأخيرة التي يحرم فيها اللاعبون من قضاء مناسبات عائلية مع الأهل والأحباب لكنهم يعرفون شيئا واحدا وهو أن تأهلهم إلى الدور القادم سيكون أجمل هدية يقدمونها من الخرطوم إلى عائلاتهم وأحبائهم وكل الشعب الجزائري.