يواصل وليد شرفة في هذا الجزء الثاني من الحوار، الحديث عن أمور تخص المنتخب، كاشفا أن الإتصال الذي تلقاه كان من رئيس “الفاف” روراوة وهو في انتظار اتصال الناخب الوطني رابح سعدان، كما يبرز أهم نقاط قوته في اللعب، مشيرا إلى أن لاعبه المفضل في “الخضر” هو عنتر يحيى الذي تشبهه والدته به كثيرا.. “أقول برافو للاعبين الذين أهّلوا الجزائر إلى نهائيات كأس العالم” “أحب شجاعة عنتر يحيى على أرضية الميدان ووطنيته، أنا أشبهه كثيرا في طريقة اللعب وفي أمور أخرى” “أتمنّى أن آتي بالإضافة إلى المنتخب بطريقتي المميّزة في تنفيذ التماس” “سفيان شرفة شقيقي الأكبر، يلعب في نادي شاتورو وينشط في المحور ويحب الجزائر إلى درجة الجنون” “تلقيت إتصالا في منتصف الليل أخبروني فيه أنهم قرؤوا إسمي في القائمة المعنية بتربص كوفرتشيانو على جريدة “لوبيتور”، صدقوني أن الدموع حينها غلبتني، ورغم أنني لم أكن متأكدا من المعلومة إلا أن هذا الأمر كان كافيا لأكون سعيدا” من هو لاعبك المفضّل في المنتخب الوطني الجزائري؟ لما أشاهدهم على أرضية الميدان يعجبونني كلهم، من شاوشي وڤاواوي مرورا بزياني ومنصوري والمدافعين بوڤرة وحليش، لكن يوجد لاعب أحبه بشكل زائد عن الآخرين. من هو؟ عنتر يحيى، لا أعرف لماذا ولكنني معجب بكل ما يقوم به خارج أرضية الميدان على وجه الخصوص، ربما لطريقة حديثه باللغة العربية والتي توحي بأنه عاش في الجزائر طوال حياته، بالإضافة إلى كرمه وتواضعه أمام الجميع، ومساعدته لحليش من أول يوم له في المنتخب، أقول إنه أمر رائع أن تلعب في المنتخب الوطني الذي يضم لاعبا بسيطا مثله، حيث أحاول في العديد من المرات أن أتشبه به، كما أن طريقته في الحديث عن الجزائر والدفاع عنها تجعلني أحب تقليده. هل تشعر بأنك تشبهه؟ أنا صورة طبق الأصل له، أحب شجاعته على أرضية الميدان وهو يقدّم مستوى رائعا إلى جانب بوڤرة، بلحاج، يبدة والآخرين، أرى أن يحيى يستطيع أن يلهب أحاسيس الجمهور وهمه الوحيد هو رفع رأس الجزائر في كل المحافل حيث أحب هذا الأمر كثيرا وهو مثال يُحتذى به، كما أكن له احتراما شديدا على غرار كل اللاعبين الذين خاضوا تصفيات كأس العالم... بكل صراحة كانوا في المستوى وأقول لهم “برافو”. تتكلّم عن عنتر يحيى كأنّك مولع به. إلى حد بعيد على غرار كل لاعبي “الخضر”، لقد كنت أتفاعل مع كل إنجازاتهم... يا أخي أحب بلدي ومما لا شك فيه أنني لا يمكن إلا أن أكون مولعا بمنتخبها الوطني. إذن، انضمامك إلى “الخضر” سيكون بمثابة حلم لك. أكيد، ولن أصدق عيناي لأنه الحلم الذي ظل يراودني منذ الصغر والدليل على ذلك هو أنني أملك العديد من أقمصة المنتخب الوطني والتي أحضرتها من “البلاد”، ولكي أكون صريحا أقول إني لست الوحيد المعجب بيحيى، بل حتى والدتي تحبه، وقبل كل مواجهة تتصل بي وهل تعرفون ماذا تقول لي؟... تقول لي هيا عنتر يحيى، سجل اليوم هدفا. أنت من بين ال 30 لاعبا الذين سيكونون معنيين بتربص كوفرتشيانو القادم، كيف تلقيت خبر إنضمامك؟ إتصلوا بي في منتصف الليل ليخبروني بأنهم قرؤوا الخبر عبر موقع “لوبيتور”، لم أصدق الأمر وغلبتني الدموع من شدة سعادتي، لم أستطع التأكد من صحة المعلومة لكني كنت سعيدا وقلت: “أتمنى أن تكون صحيحة”... أمر رائع أن ألتحق بالمنتخب الوطني الذي أعتبره أغلى شيء في العالم. ماذا كان يدور في ذهنك حينها؟ كنت أفكر في عائلتي وخاصة أمي المسكينة التي كانت تحلم بذلك منذ فترة طويلة. ومتى تم الاتصال بك رسميا؟ تلقيت إتصالا رسميا من “الحاج” روراوة منذ حوالي عشرين يوما، وكنت سعيدا بذلك ووضعت في ذهني بأن مسؤوليتي أصبحت كبيرة خاصة وأن دعوة المنتخب الوطني أتت في وقتها، على كل، منذ تلك الفترة وأنا أحلم أن يتصل بي سعدان (يبتسم)، وأتمنى أن يحصل ذلك قريبا. وماذا عن مدربك الجديد في “تاراڤون” لويس سيزار؟ الجميع يحترمه هنا في “تاراڤون” لأنه يعرف الفريق جيدا، حيث سبق له أن دربه موسم 2005/2006 لما حقق الصعود، ومنذ قدومه لا يتوانى عن القول بأنه لا يوجد لاعب أساسي وآخر احتياطي في الفريق، كما أن طريقة عمله مختلفة عن سابقه كثيرا، حيث تساعدني تلك الطريقة كثيرا وهو ليس من المدربين الذين يسمعون كل ما يقال لهم. تملك تسديدات قوية، هل تتدرب عليها في الحصص التدريبية؟ نعم، وأخصص حوالي 20 دقيقة من أجل التمرين على الكرات الثابتة والتي أضعها على بعد 40 مترا عن المرمى، أو حتى لما تكون اللقطة سريعة... صحيح أن هذا الأمر موهبة من الله عز وجل، لكني أحاول في كل مرة أن أضاعف العمل من أجل أن أحسن نوعية تسديداتي. لكن، حتى طريقة تنفيذك للتماس مميزة... هذا صحيح، لقد أدركت بأني أستطيع أن أنفذ تماسا طويلا، وأرى أن هذا الأمر يساعد فريقي. يقال إن مدربك السابق كان يحرمك من تنفيذ المخالفات، هل هذا صحيح؟ نوعا ما، وفي إحدى المرات بعد مباراتنا أمام “هويسكا” بقيت لوحدي على أرضية الميدان من أجل التدرب على المخالفات المباشرة من بُعد 40 مترا، ففي بعض الأحيان كانت الكرة تدخل الشباك وفي أخرى كانت تمر جانبا، فاقترب مني مصرحا: “تعلّم أن تسجل من بُعد 20 مترا، ثم تعلم أن تسدد من مسافات بعيدة”، وفي إحدى المباريات كانت النتيجة (1-1) وتحصلنا على مخالفة من بعد 40 مترا في اللحظات الأخيرة، فوضعت الكرة لأسددها ثم قذفت بقوة مسجلا هدف التفوق... لقد برهنت للمدرب بأني كنت على حق، وبعد اللقاء صرح لي بأنه سعيد بما فعلته وأكّدها في ندوته الصحفية لأنه كان يراني أتدرب على ذلك في الحصص التدريبية. حتى شقيقك ينشط في شاتورو. إنه سفيان شقيقي الأكبر، يلعب في شاتورو ضمن القسم الثاني في منصب محور الدفاع وهو أيضا يحب الجزائر بجنون، حيث تربينا تربية جزائرية (يصمت قليلا ثم يواصل) لقد لعب مع ناصر واضح ولعب أيضا مع المنتخب الجزائري للآمال، إنه يعمل من أجل أن يكون في المنتخب الأول، حيث سبق له أن لعب في موناكو وكنا قريبين جدا من بعضنا إذ كنا على اتصال دائم... أتمنى أن يوفقنا الله لأكون سويا مع شقيقي في المنتخب الوطني ونحقق حلمنا، وهو الأمر الذي سيشكل مفخرة لعائلتنا. ستكون حرا مع نهاية الموسم، ماذا ستفعل؟ لا أعرف ماذا سأفعل... سأنتظر إلى نهاية الموسم وسأدرس كل العروض التي تصلني من الدرجة الأولى سواء في إسبانيا أو في أي بطولة أخرى، وإذا عاد اهتمام “ديبورتيفو لاكورونيا” بي فسأدرس عرضه بجدية، ولكن الأكيد هو أنني لن أغادر “تاراڤون” إن وصلني عرض من القسم الإسباني الثاني. لكن إذا أصبحت لاعبا دوليا جزائريا فإن نظرة الفرق إليك ستتغير. هذا الأمر سيساعدني كثيرا لأن التعامل مع لاعب دولي ليس نفسه مع لاعب عادي، على العموم سأقدم كل ما في وسعي للمنتخب وهذه هي طبيعتي حتى في البطولة الإسبانية، كيف إذن سيكون الحال إذا تعلق الأمر بمنتخب بلدي؟، حيث سيكون التحفيز شديدا. ما تعليقك على اللاعبين الذين تم استبعادهم في الوقت الذي كانوا يأملون أن يكونوا ضمن ال 23 لاعبا الممثلين للجزائر في المونديال؟ أنا متأسف لهم، وأعتقد بأنهم استقبلوا الأمر بمرارة لكن هذه هي حال كرة القدم فمشوار اللاعب مرشح للصعود كما هو مرشح للنزول، لكن أنصحهم بأن لا ييأسوا من أجل أن يقنعوا المدرب الوطني، كما أنه لا أحد يرغب في تضييع هذا الموعد الهام. هل تعتقد أن قدوم لاعب مثل لحسن سيجعل المدرب الوطني يضحي بلاعب قدم الكثير في الإقصائيات؟ شخصيا، أتفهم أن أي لاعب ضحى من أجل تأهيل المنتخب إلى المونديال لا يرغب في أن يكون مصيره كذلك، غير أن المدرب هو الأدرى بخياراته واللاعبين القادرين على تمثيل الألوان الجزائرية... أنا أتكلم الآن بصفتي مناصرا وليس لاعبا لأني لم أنضم بعد، حيث يمكن القول إنه يجب جلب لاعب يملك العديد من المباريات في قدميه ويجب ألا نكون عاطفيين عندما يتعلق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية. هل ترى أنك قادر أن تكون ضمن قائمة ال 23 في المونديال؟ والله سأتقبل كل شيء يصدر في حقي، وأنا سعيد لأن روراوة اتصل بي وفكر فيّ، وسأكون أسعد إن قام سعدان بذلك أيضا، حيث لن أجد أي مشكل إذا ضيعت المونديال ثم عدت للانضمام من جديد إلى المنتخب، فالمهم بالنسبة لي هو أن أكون لاعبا دوليا مع النخبة الجزائرية سواء قبل كأس العالم أو بعدها حيث سأكون تحت تصرف وطني وهذا الأمر كفيل بأن يجعلني فخورا جدا. -------------------------- “داداس وليد... أنت عمري وحبي'' لم نتمكن من الإتصال ب وليد شرفة إلا بعد وصولنا إلى مدينة “تاراڤون”، حيث أعلمناه هاتفيا بقدومنا، فاستحسن موعد وصولنا لأنه كان قد فرغ لتوه من التدرب مع ناديه، لكن بمجرد وصولنا إلى المكان المتفق عليه لم نجد أثرا للاعب الجزائري .. وحتى زميله في النادي لم يتمكن من الاتصال به عبر الهاتف، لكن بعد خمس دقائق اتصل به المدير الإداري للفريق، فرد عليه شرفة قائلا: “سأكون عندكم بعد دقيقة واحدة”، وإذا بسيارة زرقاء من نوع 307 تدخل موقف السيارات بسرعة فائقة. “أزور الجزائر مرتين في العام وأصلي من البليدة” وما لبث أن خرج من السيارة شاب وسيم، تقدم نحونا وحيانا قائلا: “السلام عليكم” فسألناه عن سر إجادته للغة العربية فقال: “في الحقيقة، أزور الجزائر مرتين في العام، ولا أفوت أي فرصة لزيارة أهلي وأصدقائي كوني من ولاية البليدة”، (قالها بالدارجة). أحسسنا منذ الوهلة الأولى بأنه خلوق وبسرعة، وجد وليد نفسه في أجواء مريحة للغاية وسط مجموعة من الجزائريين الذين كانوا يطالبونه بفعل عدة أشياء في آن واحد، فبالإضافة إلى مجموعتنا المتكونة من ثلاثة أشخاص، كان هناك مواطنان كانا في زيارة سياحية لإسبانيا، أبيا إلا أن يلتقيا اللاعب القادم ل “الخضر”، كما كان برفقتنا فوزي ومالك المقيم بفالنسيا والذي كان يعرفه مسبقا كونه شاهد بعض مقابلاته في التلفزيون. منذ الوهلة الأولى أدركنا أننا أمام شاب ذي ابتسامة جميلة وعبارات موزونة، ما جعلنا نحس أنه تلقى تربية مميزة من والديه اللذين يستحقان كل تقدير. “فخور لأني أول جزائري حمل الراية الوطنية في تاراڤون” لم يتردد وليد شرفة في أن يفتح لنا أبواب الملعب استجابة لطلبنا المتمثل في تصويره على العشب الطبيعي للميدان، حيث لم نكف عن الانتقال به من مكان إلى آخر دون توقف والابتسامة لا تفارق محياه، ما شجعنا على أخذ مزيد من الصور، ولما أخرجنا العلم الجزائري، كشف لنا وليد عن ابتسامة عريضة وكأنه ينتظر هذه اللحظة منذ صباه... لقد أحسسنا بأنه كان يتمنى تواجد كل أفراد عائلته ليشاطروه افتخاره كونه أول لاعب جزائري يرفع العلم الوطني على أرضية “تاراڤون”، والحق يقال تجلت لنا في عينيه كل هذه الأحاسيس والعواطف المؤثرة تجاه وطنه. “أعتبر حسن وفريدة كأفراد عائلتي” بعد الإنتهاء من التصوير، تنقلنا على متن سيارته بحثا عن مطعم نتناول فيه الفطور، لكن وليد اقترح علينا أحد مطاعمه المفضّلة دون أن ينسى دعوة أحسن صديق له بالمدينة، ويتعلق الأمر ب “حسن بلعربي” صاحب محل هاتف عمومي ب تاراڤون، وهو أيضا لاعب سابق في شبيبة القبائل، “سبق لي أن حملت ألوان الشبيبة في صنف الآمال ثم تنقلت إلى برج منايل ولعبت مع شاوشي، لكن الإصابة عجّلت بنهاية مشواري، لأتفرغ بعده إلى دراستي” أسر لنا حسن بعد إلتحاقه بنا، والحقيقة أن حسن اطلعنا على عدة أشياء عن وليد الذي لا يُفارقه أبدا “لما أنتهي من الحصص التدريبية، أذهب إلى الهاتف العمومي لأبقى مع حسن حتى المساء ثم نذهب إلى بيته أين تستقبلنا زوجته فريدة التي تعتبرني كفرد من أفراد العائلة، كما أتسلى كثيرا مع إبنتهما المحبوبة الدمية أمينة” أوضح لنا وليد الذي وجد من هذه العائلة كل المساعدة كونه يعيش وحيدا في هذه المدينة. “أتعلّم القبائلية مع الصغيرة أمينة التي تُناديني داداس وليد” وقد أدركنا مدى إرتباط وليد بهذه العائلة خاصة لما يحمل الصغيرة أمينة بين ذراعيه وكأنها فلذة كبده، حيث قال: “إنها تناديني داداس وليد، ثم إنني أتعلم القبائلية معها، لقد لقنتني كلمات كثيرة مثل “أرويغ” ومعناها “شبعت” و”أويد” (جيب) و”إياد” (أرواح)... إلخ”، يقول وليد الذي يقدّر كثيرا تلك الحرارة العائلية لدى آل بلعربي، وهو الشعور نفسه الذي ينتاب الزوجين اللذين يقدّران كثيرا كرمه، خاصة وأنه لا يتردد في إعارة سيارته للعائلة كلما اقتضت الحاجة، حيث قال حسن: “لقد استعملت سيارته أكثر منه في المدة الأخيرة”، كما أن الصغيرة أمينة أجابت عندما طلبنا رأيها عن وليد، قائلة: “داداس وليد أنت حبي”. “أريد منزلا على شاطئ البحر ومسبحا وسريرا معلّقا” (أرجوحة) بعد ذلك، دعانا شرفة إلى التنقل للهاتف العمومي الذي يملكه صديقه الحميم حسن، حيث يساعده بسرور في عمله كما حصل عندما قال له حسن: “زيدلو نص ساعة وليد”، فأجاب وليد: “نعم، لقد أضفت للزبون نصف ساعة في المخدع رقم 3”. وفي اليوم الموالي، دعانا وليد إلى بيته وهو منزل الأحلام الذي يبعد 50 مترا فقط عن شاطئ البحر، يتوفر على مسبح كبير وأرجوحة، كما أن المنزل مؤثث كما ينبغي لكنه خال نظرا لغياب والدته وأخواته اللائي يعشن في مدينة تولوز الفرنسية. أراد أن يدفع لنا ثمن تذكرة القطار “قبل يومين إحتفلنا بعيدة ميلاد أختي”، همس لنا وليد لما وقف لأخذ صورة بإلحاح من مصورنا رغم شعوره بالخجل، ولما انتهت زيارتنا، اقترح علينا مرافقتنا إلى محطة القطار لتوديعنا، لكنه أصرّ على أن يدفع لنا ثمن تذكرة القطار، ما تطلب منا جهدا كبيرا لإقناعه بالعدول عن قراره، ثم ودعناه على أمل الالتقاء به في أقرب وقت مع “الخضر”. ------------------ البليدة أجمل من تاراڤون لما كنا نتجوّل في شوارع مدينة تاراڤون رفقة وليد شرفة، اندهشنا لوجود شارع يشبه كثيرا مدخل البليدة مدينته الأصلية، ولما طلبنا رأيه حول هذا التشابه، قفز وليد من مقعده قائلا: “واللّه، البليدة شابة عليها، إنها مدينتي ياخويا، لست متفقا معك على هذا التشبيه”. يسمع أغاني “الخضر” في الأقراص المضغوطة و معجب بالشاب توفيق عندما يكون وليد في سيارته، لا يستمع سوى الموسيقي الجزائرية، حيت تمر الأقراص المضغوطة تباعا الواحدة تلو الأخرى و التي تمجد كلها المسيرة المظفرة ل “الخضر”.” لقد اقتنيت كل الأغاني التي تمجد الفريق الوطني و أستمع إليها طوال النهار دون انقطاع . أحب كل الفنانين مع أفضلية صغيرة إلى الشاب توفيق. نموت عليه، و بإمكانكم كتابتها” يضيف وليد قائلا. منزل شرفة تعرض مرات إلى السطو المنزل الفاخر ل شرفة كان قد تعرض عدة مرات إلى السطو كون اللصوص يختارون دائما الوقت المناسب لسرقته باعتبار أن وليد لم يتزوج بعد، فعقب عودته من مباراة خاضها خارج الميدان، سرقت من منزله عدة أشياء على غرار جهاز إعلام آلي يضم عدة ملفات هامة، وقد عاد اللصوص مرة ثانية بعد أيام، حيث كان وليد وقتها نائما في غرفته، بعدها وجد باب المطبخ محطما، حيث قال لنا: “لقد وجدت الحل هذه المرة، حيث ركبت جهاز إنذار قوي جدا، كما أطلب من زوجين صديقين لي أن يقضيا الليل بالمنزل عندما ألعب خارج المدينة”. -------------------- الأسباب الحقيقية التي جعلت سعدان مهتما بجلب شرفة “مرحبا بكل من باستطاعته منح الإضافة للمنتخب الوطني“، هي العبارة التي يرددها كل متتبعي شؤون “الخضر” في الآونة الأخيرة، ومن يشاهد اللاعب وليد شرفة يتأكد بأنه قادر على أن يكون احتياطيا مثاليا، كما باستطاعته اللعب أساسيا إذا استفاد من فرصته في ذلك، لكن من يريد أن يمنح الإضافة يجب أن يكون لديه الإمكانات لإقناع المدرب الوطني بها، وارتأينا أن نمنح لقرائنا الأوفياء بعض الأمور التي من الممكن أن تسمح لسعدان بضم شرفة إلى صفوف “الخضر” قبل أسابيع من المونديال.. تسديدات على طريقة روبرتو كارلوس ومن بين الإمكانات التي يحوزها شرفة هي طريقة تسديده للكرات الثابتة، والتي يجب أن تشاهدها لكي تقتنع بأنها على شاكلة اللاعبين الكبار، وهو ما صرح به أحد الصحفيين الإسبان لنا هنا بأن تسديدات شرفة صواريخ حقيقية وكل مدافعي الدرجة الثانية الإسبانية يخشونه ويحترمونه إلى درجة كبيرة (هناك فيديو على موقع “لوبيتور” يصوّر شرفة وهو ينفّذ إحدى المخالفات)، كما أنه ليس قويا فقط بالتسديد من مسافات تصل إلى 30 و40 مترا لكنه يحاول فعل ذلك من كل زوايا الملعب، وإذا ساعد الحظ حارس المنافسين في صد الكرة، فإن هذه الأخيرة عادة ما يكون القائم والعارضة أو الشباك مستقرًا لها، وما يمكن قوله هو أن انضمام شرفة إلى المنتخب الوطني سيكون مفيدا بكل المقاييس بما أن سلاح القذفات الذي يتوفر عليه لا يوجد لدى أغلب لاعبي منتخبنا الحاليين. أحد المهاجمين ل شرفة: “من فضلك شرفة، لا تفعلها اليوم..!“ وخير دليل على أن قذفات شرفة تصنع الحدث في إسبانيا، هي ما تناقلته صحيفة إسبانية قبل أسابيع، لمّا كان نادي “تاراغون” منهزما أمام نادي “ه. ويسكا”، ولما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، اقترب أحد مهاجمي الفريق المنافس من وليد شرفة الذي كان يهمّ بتنفيذ مخالفة من بعد 30 مترا وقال له بصريح العبارة : “من فضلك شرفة، لا تفعلها اليوم لأننا بحاجة إلى النقاط الثلاث..” الأمر الذي رد عليه لاعبنا الجزائري بابتسامة عريضة، وسدّد بقوة مرت الكرة بعد ذلك بجوار القائم بقليل، وهنا تنفست جماهير “ه. ويسكا” الصعداء بعد أن خيّم صمت رهيب على الملعب عند تنفيذ شرفة للمخالفة. طريقة فريدة في تنفيذ التماس وما يمكن قوله عن وليد شرفة أنه متعدّد المهام على أرضية الميدان، فهو يدافع ويهاجم بطريقة جيدة، ويسدّد كرات على الطريقة البرازيلية، فهو “حار” جدا على أرضية الميدان ويملك مهارات ستفيد “الخضر” لا محالة، وهي طريقة تنفيذ التماس، وزملاؤه في النادي يسعدون كثيرا لما تكون الكرة بين يديه، وهو أمر يعتبر إيجابيا خصوصا إذا علمنا أن الكرات الثابتة هي من أسلحة المنتخب الوطني مؤخرا. أنصار “تاراغون” يُردّدون إسمه في كل كرة ثابتة أو تماس وما يدل على إمكانات شرفة الكبيرة هي الطريقة التي يردّد بها أنصار “تاراڤون” إسمه كلما تحصل فريقهم على تماس، وكأن الأمر يتعلّق بمخالفة خطيرة، كما صرح حسن أحد أصدقائه في إسبانيا، ومع كل هذا، يبقى قدوم لحسن مفيدا ل”الخضر” في ظل وجود بوڤرة، حليش، عنتر، وخصوصا مع مغني الذي يتحصّل على الكثير من المخالفات التي سيحوّلها شرفة لا محالة إلى أهداف. إستولى على قيادة الفريق.. وكان قريبا من “ديبورتيفو لاكورونيا” ووجد شرفة لمّا حل ب تاراغون ظهيرا أيسر اسمه مينغو وهو لاعب ينشط في نفس منصب لاعبنا، فضلا على أنه قائد الفريق، ومع ما أظهره الجزائري من إمكانات استطاع أن ينزع القائد من منصبه وأصبح لاعبا أساسيا ومكانته لا نقاش فيها، والفرق بين أداء شرفة و”مينغو” كان واضحا، وأصبح الأول محل أطماع العديد من الأندية الإسبانية في درجتها الأولى، وهو ما حصل فعلا، لما اقترب مبعوثون من نادي “ديبورتيفو لاكورونيا” من شرفة لضمه في “الميركاتو” الفارط لكن المحادثات توقفت بسبب بعض الأمور التي عرقلت السير الحسن لعملية المفاوضات. يُلقّب ب”الصلب”... وأداؤه يذكّرنا ب مرزقان وبما أن منافسي شرفة الذين يلعبون في رواقه يعانون الأمرّين كلّما واجهوه، فقد تم إطلاق تسمية “الصلب” على لاعبنا الجزائري، وهو سيد رواقه الأيسر وتدخلاته موفقة إلى حد بعيد، ونادرا ما يرتكب أخطاء بسبب ذلك أو ينال إنذارات، وطريقة لعبه تذكرنا بلاعب من بين أحسن لاعبي الرواق الذين عرفتهم الجزائر في تاريخها وهو شعبان مرزقان، وعندما أخبرنا شرفة بملاحظتنا، أخبرنا أنه من بين أشد المعجبين بنجم النصرية السابق، وطلب منا بعض أشرطة الفيديو عما كان يصنعه مع “الخضر” سنوات الثمانينات. يستطيع اللعب أيضا ظهيرا أيمن وفي محور الدفاع بالإضافة إلى أنه “سيّد” الرواق الأيسر، فإن شرفة يستطيع اللعب ظهيرا أيمن، الأمر الذي يجعل منه أحد العصافير النادرة في كرة القدم العصرية، وصرح لنا في هذا الصدد : “في بعض الأحيان أشعر براحة أكبر على الجهة اليمنى أكثر من اليسرى”، ولقرائنا الأوفياء إذن أن يتخيلوا الحلول التي سيمنحها هذا اللاعب ل سعدان الذي يبحث عن بديل ل بلحاج، ولن يكون شرفة إحتياطيا للاعب بورتسموث فقط، بل سيكون ورقة مهمة يمكن استغلالها على الجهة اليمنى. مع شرفة، بلحاج سيلعب بشكل كلّي في الخط الأمامي وما استعرضناه إلى حد كتابة هذه الأسطر هي صور حية عن شرفة الذي سيُعاينه الطاقم الفني ل”الخضر” بقيادة سعدان في المواعيد القادمة، وما يمكن استخلاصه أيضا، أنه يمكن الاستفادة من بلحاج جناحا أيسر في ظل وجود شرفة، خصوصا أن لاعب بورتسموث يهوى المغامرة في الهجوم، الأمر الذي جعله عرضة لانتقادات عديدة على أخطائه الدفاعية ونقص تغطيته، ووجود شرفة - الذي يدافع أكثر - سيحرّره نوعا ما ويمكّن سعدان من استغلال مهارات بلحاج على الجهة اليسرى في المباريات. وللإشارة، فقد أخبرنا شرفة أن ميله إلى الدفاع راجع إلى عوامل وراثية، بما أن لديه شقيقا اسمه سفيان ويلعب في نادي “شاتورو” في القسم الثاني الفرنسي ويلعب في محور الدفاع، وأخبرنا وليد أنه ينتظر زيارتنا أيضا.