في حفل رائع احتفى شبان ميلة وأصدقاء محمد لمين زماموش بزواج صديق الطفولة الذي خطفته منهم النجومية وعالم الكرة المستديرة، حيث ملؤوا الشوارع المحاذية لمنزل زماموش بالأعلام الوطنية وزينوا قاعة الحفلات بالألوان الوطنية بما يوحي بتعلق الكل بالمنتخب الوطني الذي يتواجد به أحد أبناء ميلة ألا وهو محمد لمين، الكثير من أصدقاء هذا الحارس المحبوب بميلة بأخلاقه وتواضعه وارتباطه بأهله وجيرانه وعشيرته جابوا الشوارع الرئيسية لمدينة ميلة حاملين الأعلام صباح أمس الأربعاء تعبيرا عن فرحتهم بزواج الابن المدلل لميلة والذي رفع التحدي وأثبت مكانته ضمن المنتخبين المحلي والأول وأحد أكبر الأندية الجزائرية مولودية الجزائر. العرس على الطريقة الميلية والشخشوخة طبق رئيسي أسال لعاب ثلاثي المولودية أقيم الحفل وسط الأهل والأقارب والجيران وبحضور عدد كبير من الجماهير المحبة للفريق الوطني ولمحمد لمين زماموش، حيث كانت قاعة الحفلات التي أقيم بها قد ضاقت بالجماهير رغم سعتها، جماهير جاءت من كل حدب وصوب لتقدم التهاني للحارس الدولي الخلوق، ولم تكن القاعة لتتحمل أكثر من الأعداد الهائلة التي توافدت عليها، والأكيد أن غالبية الجماهير لم تسمع عن هذا الحدث وإلا لكان الطوفان لأن العريس اسمه زماموش ومكانته عزيزة في كل قلب من قلوب أبناء ميلة الذين يكنون له كل الاحترام والتقدير، على طريقة الميليين كانت الأطباق متنوعة ولكن الطبق الرئيسي الذي أسال لعاب عناصر المولودية الذين حضروا هو الشخشوخة المفضلة في المناسبات والأعراس، حيث كان نسيم بوشامة وعبد القادر بصغير وبودبودة ابراهيم يأكلون متلهفين وأشبعوا بطونهم بهذا الطبق الذي له طعم خاص من يد الميليات. محبون لزماموش جاؤوا من جيجل لمجرد علمهم بالحدث عمر ونذير مناصران للمولودية ومحبان لزماموش جاءا على متن سيارة أجرة من جيجل بمجرد علمهما بهذا العرس، جاءا خصيصا لتقديم التهاني لمعشوقهما حارس مرمى المولودية، حملا له الهدايا والتقطا لهما صورا فوتوغرافية للذكرى وتحدثا إليه كثيرا وأوصياه خيرا بالمولودية والفريق الوطني، وقد قال عمر إنه يتابع باستمرار أخبار المولودية ولاعبيها وخاصة زماموش ويلتقي به كثيرا خلال فصل الصيف حين يحل بجيجل، ونفس الأمر بالنسبة لنذير الذي تمنى لزماموش حياة زوجية سعيدة. الفرحة كبيرة ولكن فرحة الوالدة موني كانت أكبر هي الفرحة إذن بالنسبة لعائلة زماموش، وقاسمتها الفرحة كل جماهير ميلة فالكل غنى ورقص والكل تمايل لكن الفرحة الأكبر كانت لمنبع العطف والحنان، لمن احتضنت لمين في حجرها وأمدته بالحب وأنشأته على الأخلاق والتربية الحسنة، فرحتها عبرت عنها ل “الهداف” قائلة: “فرحتي اليوم هي فرحة لكل الجزائريين، عرس لمين هو عرس الجزائر”، عبارات قليلة ممزوجة بالابتسامة العريضة والدعاء للابن المدلل بالسعادة الزوجية والصحة والعافية، لقد قالت أيضا: “كنت دائما أحلم بأن أعيش لأرى هذه اللحظة”، هكذا هي الخالة موني عطوفة على كل أبنائها لكن لمين صنع تاريخا للعائلة ولابد أن تكون له مكانة خاصة، فدامت الأفراح إن شاء الله في بيتك خالتي موني. رياض ووليد شقيقا لمين وراءه في كل مكان وزمان رياض شقيق لمين يشتغل في قطاع التربية لكنه كان وراء مشوار كبير لحارس بدأ صغيرا في فريق شباب ميلة ليتحول إلى نجم كبير يحرس عرين منتخبين، منتخب أول ومنتخب المحليين، أمر لم يكن يحلم به رياض الذي كان دوما يبحث لأخيه الأصغر عن مناجرة وأندية كبيرة وصحفيين يخرجونه إلى الواجهة حين كان في الفئات الصغرى، أما وليد فهو إعلامي يقتفي نشاط أخيه ويكتب عنه من حين لآخر ويسعى دائما لمعرفة الجديد. شباب ميلة ومدربوه حضروا بقوة كل من درب زماموش في الفئات الصغرى ل “السبيام” وكل من أشرف على الفريق وكل من لعب مع لمين كان ضمن قائمة المدعوين حيث لم ينس لمين أحدا، وكان بذلك بالفعل في مستوى الحدث وأرضى الجميع والتقط صورا معهم، وبالفعل كان عرس زماموش هو عرس كل ميلة كما هو عرس للجزائر كذلك. بوشامة، بودبودة وبصغير وحدهم حضروا إلى ميلة رغم أن الحارس زماموش قد أقام حفلا بمناسبة زواجه بالعاصمة لفائدة رفاقه ومحبيه من “الشناوة”، غير أن ذلك لم يمنع بعض زملائه من السفر من أجله على متن سياراتهم، حيث أبى كل من بصغير وبوشامة وبودبودة إلا أن يحضروا إلى مقر إقامة زماموش ويعيشوا معه تلك الفرحة وسط الأهل والأقارب، حيث كانت لهم دردشة مع بعض أنصار المولودية في ميلة، كما أعجب هذه الثلاثي بالمناظر الخلابة التي تتميز بها ميلة.