“لاعبون مثل زياني لا يُمكن تغييرهم ولا أعتقد أن نقص المنافسة سيؤثّر عليهم” بصفتك مدربا فرنسيا يعرف خبايا الكرة الفرنسية جيّدا، نريد أن نأخذ رأيك حول بعض اللاعبين الذين ينشطون في هذه البطولة. تفضّل، لكني أؤكد أني لا أعرف معظمهم لأني لا أتابع حاليا البطولة الفرنسية كثيرا. هل تعرف اللاعب رياض بودبوز؟ أعتقد أنه يلعب في سوشو أليس كذلك؟ نعم، الناخب الوطني يُفكر في استدعائه من أجل المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، ما رأيك؟ لا أعرفه جيّدا ولا يمكنني الحكم على مستواه من خلال بعض اللقطات التي شاهدتها، لكني سمعت كلاما جيدا عنه، المهم إذا كان يلعب في البطولة الفرنسية ويُشارك بانتظام مع فريقه فهذا يعني أنه يملك مستوى جيّدا، وإذا كان الناخب الوطني الجزائري يرى أنه قد يقدم الإضافة اللازمة في “الخضر”، فمن الطبيعي أن يحاول جلبه، خاصة إذا كانت فيه مواصفات اللاعب الذي ينقص التشكيلة الجزائرية. وماذا عن فغولي، لاعب ڤرونوبل، وفابر حارس “كلارمون فيرون“، هل تعرفهما؟ لا أعرفهما لأنني لم أشاهد أية مباراة ل ڤرونوبل هذا الموسم لأني أتابع أكثر فريقي مرسيليا وسانت إيتيان، ومثلما قلت لك أنا حاليا لا أتابع كثيرا البطولة الفرنسية ولا يُمكنني أن أعطي الكثير من المعلومات عن مثل هؤلاء اللاعبين، خاصة إذا كانوا شبانا. معظمهم هؤلاء اللاعبين شاركوا مع منتخب آمال فرنسا، هل تعتقد أن ضمهم إلى المنتخب الجزائري سيكون مفيدا؟ بالطبع، اللعب مع المنتخب الفرنسي ليس بالأمر الهيّن ويجب أن تكون لديك إمكانات كبيرة حتى تضمن مكانة مع منتخب “الديكة“ حتى وإن تعلق الأمر بمنتخب الآمال... فكما تعلمون، ريمون دومينيك كان مدرب منتخب آمال فرنسا سابقا وهو ما يؤكد أن هذه الفئة تحظى بأهمية بالغة في فرنسا واللاعبين الذين يتمكنون من فرض أنفسهم يجب أن يكونوا ذوي مستويات عالية، ومن دون شك هؤلاء اللاعبين سيقدمون الإضافة اللازمة إلى المنتخب الجزائري بما أنهم موهوبون ويلعبون في بطولة أوروبية قوية ولا أعتقد أن الناخب الجزائري سيجد أحسن منهم في الجزائر وهذا بسبب ضعف البطولة المحلية مقارنة بالبطولات الأوروبية هذا مع كل إحترامي للكرة الجزائرية، ويجب على الجزائريين إستغلال الفرصة من أجل ضم أفضل اللاعبين. أنت تقصد المشاركة في المونديال. بالضبط، المشاركة في المونديال أمر مهم للغاية بالنسبة لأي لاعب كرة قدم، حيث سيكون متحمّسا للمشاركة في هذا الموعد العالمي مهما كان الثمن. هل تقصد أن دافع هؤلاء اللاعبين هو المونديال فقط؟ بطبيعة الحال، سأكون صريحا معك، مادام هؤلاء اللاعبون نشطوا في الفئات الصغرى للمنتخب الفرنسي فهذا يعني أنهم على استعداد للعب للمنتخب الأول، لكنهم يعرفون جيّدا أن اللعب في المنتخب الفرنسي الأول صعب للغاية وقد لا يتمكنوا من فرض أنفسهم هناك بالتالي يُفّضلون أن يلعبوا للجزائر، خاصة بعد تأهلها إلى المونديال الذي حمّس كل هؤلاء اللاعبين، وهم الآن يفكرون بطريقة إحترافية وأنا أشاطرهم الرأي. لكن بعض اللاعبين الذين لعبوا مع آمال فرنسا، على غرار يبدة ومغني وعبدون، إختاروا اللعب للجزائر حتى قبل أن تتأهل إلى المونديال؟ أنا لست هنا من أجل التشكيك في نواياهم، لكني متأكد أن هؤلاء اللاعبين لو سنحت لهم الفرصة للعب في المنتخب الفرنسي الأول لإختاروا فرنسا لأسباب رياضية محضة، وهو أمر عادي للغاية وأي لاعب كرة قدم كان سيُفكر بهذه الطريقة لأنك عندما تتخذ مثل هذه القرارات هناك العديد من المعطيات تدخل في الحسبان، وتحاول دائما أن تختار الأفضل، لكن بما أنهم وجدوا أنّ فرص اللعب في تشكيلة دومينيك ضئيلة، فقد إختاروا اللعب للجزائر وهم محقون في قرارهم. هؤلاء اللاعبون شاركوا في بطولة أمم أوروبا للفئات الشبانية، هل تعتقد أنها تجربة قد تخدمنا في المونديال؟ هذا طبيعي، لعب كأس أمم أوروبا للآمال أو أقل من ذلك يعد أمرا مفيدا للغاية وليس بالأمر الهيّن، خاصة أن المنتخب الفرنسي يصل دائما إلى أدوار متقدمة في هذه المنافسات، لهذا يُمكن الجزم أن كل هؤلاء اللاعبين سيقدمون شيئا ما مع المنتخب الجزائري في المونديال لأنهم يملكون الخبرة اللازمة في مثل هذه المنافسات حتى وإن كان المونديال شيئا آخر. بما أنه سبق لك أن درّبت منتخب غينيا، نريد أن نطرح عليك سؤالا فنيا؟ تفضّل ... المدرب سعدان تخلّى عن 7 لاعبين من تشكيلة “الخضر“ شهرين فقط قبل المونديال، هل تعتقد أن قراره سليم؟ نعم، إنه أدرى بما تحتاجه تشكيلته وإذا رأى أنه يستطيع جلب أفضل منهم فقراره صائب 100 % ... كرة القدم الحديثة لا تعتمد على العواطف بل الأقوى والأفضل هو الذي يفوز دائما وعلى أي مدرب أن يفكر كيف يحصل على لاعبين أفضل من الذين يملكهم. صحيح أن الأمر من حيث الآليات معقد نوعا ما، حيث أن الوقت قصير من أجل إدخال لاعبين جدد، لكن إذا كانوا جيدين سيقدمون ما عليهم ولا خوف على المنتخب الجزائري. لكن الخوف على الجزائريين بسبب نقص المنافسة لدى لاعبيهم الأساسيين، حيث يُعاني معظم لاعبي “الخضر“ من التهميش في فرقهم أو الإصابة، ما تعليقك؟ نقص المنافسة عامل مؤثر على أي لاعب وعلى أية تشكيلة لكن البطولات الأوروبية لازالت لم تنته ولازال الوقت أمام هؤلاء من أجل استرجاع مكانتهم في فرقهم ويجب ألا يقلق الجزائريون كثيرا من هذه النقطة، وهناك أمر مهم يجب أن يفهمه الجميع وهو أن أي لاعب عندما يكون في كرسي إحتياط فريقه فهذا يعني أنه جيّد وجاهز وكل ما في الأمر أن المدرب فضّل لاعبا آخر عليه أو أن اللاعب الذي ينشط في هذا المركز أفضل منه في تلك الفترة، ولا يُمكن الحكم عليهم بنقص المنافسة. في رأيك، هل يجب على الناخب الوطني التخلّي عنهم وجلب لاعبين آخرين في المونديال؟ لا أعتقد ذلك، فالتخلّي عن لاعبين مهمين في المنتخب أمر صعب ولا يمكن أن يحدث ذلك إلاّ إذا وجدنا أحسن منهم، فلاعب مثل زياني لا يُمكن التخلّي عن خدماته في المنتخب الجزائري، لكن إذا وجدنا لاعبا أفضل منه حاليا يجب أن نغيّره وإلاّ فإنه على سعدان الإعتماد على هؤلاء اللاعبين رغم مشاكلهم مع أنديتهم وهذا لأنهم قيم مطلقة في المنتخب. كلمة أخيرة تريد أن تختم بها الحوار. أوجه تحياتي الخالصة إلى الجماهير الجزائرية وأتمنّى حظا موفقا لمنتخبها في كأس العالم وأتمنّى أن يدخل “الخضر” الفرحة إلى قلوب الجزائريين الذين يعشقون كرة القدم.