بعيدا عن الخرجة الأخيرة الرسمية التي تنتظر شبيبة الساورة أمسية يوم الثلاثاء المقبل أمام إتحاد بلعباس بملعب 20 أوت ببشار... وقبل جولة واحدة من إسدال الستار عن البطولة، لا يمكن غض الطرف عن المسيرة الإيجابية التي حققها أشبال حجار في أول موسم لهم في حظيرة النخبة والإنجاز المحقق بترسيم البقاء بتشكيلة شابة وتفتقر للخبرة المطلوبة على هذا المستوى، ومع ذلك نجحت في الوقوف الند للند مع أندية كبيرة، وهو ما يعود بالدرجة الأولى لاحترافية الإدارة في التسيير والاستقرار الفني ودعم الأنصار، ما جعل ممثل الجنوب في حظيرة النخبة أحد الأمثلة الحية لحسن التسيير. الفريق ظُلم كثيرا في بداية الموسم لا يجب أن نتحدث عن المشوار الحسن لشبيبة الساورة هذا الموسم دون أن نتجاهل الظلم الكبير الذي عاشته، والذي كاد يؤثر عليه في الكثير من الفترات لولا التسيير الجيد من طرف إدارة رئيس مجلس الإدارة محمد زرواطي، والذي أكد في الكثير من الأحيان أنه لا يوجد فريق كبير دون إدارة محترفة، وتجسد الظلم في العقوبات القاسية التي طالت الفريق على خلفية الأحداث التي جرت في مواجهة إتحاد الحراش في مرحلة الذهاب، إلى جانب المؤامرات الذنيئة التي نسجت خيوطها في الخفاء للنيل من عزيمة حجار وأشباله، لكن مع ذلك نجح رفاق بوسماحة في رفع التحدي والتأكيد في مناسبات عديدة أنهم يستحقون التواجد مع كبار حظيرة النخبة. "النسور" جنت ثمار الاستقرار جعل الاستقرار الذي عرفته شبيبة الساورة طيلة موسم كامل على مستوى مجلس الإدارة وحتى في العارضة الفنية، النادي يسير في الطريق الصحيح في الوقت الراهن الذي يعيش فيه أزهى أيامه، خاصة أنه استفاد من دعم الشركة الوطنية "سوناطراك"، كما أطلق مجموعة من المشاريع الاستثمارية التي سترى النور قريبا، والتي ستجعل من النادي أحد أكبر الفرق على المستوى الوطني. الشبان غيّروا خريطة كرة القدم الجزائرية وفي الوقت الذي سارعت العديد من الأندية إلى انتداب أسماء كبيرة تتمتع بخبرة طويلة في الرابطة الأولى المحترفة، راهنت إدارة شبيبة الساورة على ورقة الشبان، وهو الرهان الذي كان في محله بعدما نجح رفاق قدور بلجيلالي في إحداث تغيير جذري في خريطة كرة القدم الجزائرية، إذ تأكد الجميع أن الجنوب مخزن كبير للمواهب الشابة وتحول أنظار رؤساء عدة أندية إلى تعداد شبيبة الساورة التي أضحت قبلتهم عل أمل استقدام أبرز عناصر ركائز التشكيلة، خاصة بعدما أثبتوا على علو كعبه بمستوياتهم الجيدة وأكدوا أنهم لا يقلون شأنا عن أسماء لها تجربة طويلة في حظيرة النخبة. حنكة حجار كان لها مفعولها السحري وإلى جانب احترافية التسيير وإرادة اللاعبين التي أحدثت الفارق في مناسبات عديدة، فإن الإنجاز الذي حققته شبيبة الساورة بترسيم البقاء في حظيرة النخبة على حساب أندية معروفة يعود الفضل فيه أيضا للطاقم الفني، وبصفة خاصة للمدرب شريف حجار الذي كان لحنكته في تسيير المجموعة مفعولها السحري على اللاعبين الذين قدموا مباريات في كبيرة من حيث المستوى الفني بشهادة العديد من المتتبعين حتى خارج الديار، لتبقى مواجهة البطل وفاق سطيف بملعب الثامن ماي في لقاء العودة بمثابة مرجع، وهذا بعدما وقف رفاق بكايوكو الند للند أمام أشبال فيلود وأسالوا لهم العرق البارد، باعتراف أنصار "الكحلة" الذين أكدوا أن مباراة الساورة من بين أصعب اللقاءات التي لعب فريقهم بملعب "النار والانتصار". ... ووقفة الأنصار وراء الانتفاضة "والخير مازال" وتبقى مساهمة الأنصار في كل ما حققته تشكيلة شبيبة الساورة من إنجازات منذ نشأتها- وبصفة خاصة هذا الموسم- كبيرة، وهذا بعدما قدم عشاق اللونين الأصفر والأخضر دروسا بالجملة في مدرجات ملعب 20 أوت في الروح الرياضية وتقبل الخسارة، وهذا باعتراف أنصار الفرق الزائرة، ليبقى الأكيد أن شبيبة الساورة في ظل السياسة المنتهجة من قبل المسؤولين سيكون لها شأن كبير في الموسم القليلة المقبلة، بشرط مواصلة العمل واستخلاص الدروس جيدا من الأخطاء التي وقعت فيها. بوسماحة: "البقاء تحقّق نتيجة تضحيات كبيرة والمستقبل سيكون أفضل" عبر لنا وسط ميدان شبيبة الساورة نبيل بوسماحة عن سعادته بنجاحه ورفاقه في قيادة الفريق إلى تحقيق البقاء في حظيرة النخبة، مؤكدا أن الإنجاز المحقق جاء نتيجة للتضحيات كبيرة بذلتها جميع الأطراف الفاعلة في الفريق بداية من الرئيس زرواطي إلى أبسط مناصر، مبديا تفاؤله الشديد بشأن مستقبل الفريق في المواسم القادمة في ظل الاحترافية الكبيرة التي يسير بها الفريق. مرباح: "لم أشك يوما في قدرتنا على ضمان البقاء" أما المدافع عبد المالك مرباح، فقال أن الشك لم يراوده يوما في قدرة الفريق على كسب تأشيرة البقاء، مستعرضا في حديث خصنا به أبرز المحطات التي عاشها الفريق في أول تجربة له في حظيرة النخبة، قبل أن يؤكد أن الفوز المحقق أمام شبيبة القبائل في بداية الموسم هو من منحه الثقة ورفاقه في قدرتهم على الذهاب بعيدا في البطولة، وهذا بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تحقق فيها. بكايوكو: "كان بإمكاننا تحقيق مشوار أفضل" أما اللاعب الأجنبي الوحيد في تعداد "النسور" لهذا الموسم "سايكو بكايوكو"، والذي وصفه الأنصار في وقت سابق ب "هدية من السماء"، فقال أن شبيبة الساورة كانت تستطيع تحقيق مسيرة أفضل لولا النقاط العديدة التي أهدرها الفريق داخل الديار، وهو ما أرجعه إلى افتقار جل التعداد للخبرة، مهديا الإنجاز المحقق بضمان البقاء للأنصار بعد الاستقبال الحار الذي خصوه به منذ أول أيامه في بشار. عامري: "هذا الموسم اكتسبنا الخبرة والموسم المقبل سيكون أفضل" أما محفوظ عامري الذي تألق في منصب وسط ميدان هجوم هذا الموسم، فقد أكد أن تجربة الفريق الأولى في حظيرة النخبة مكنت العناصر الشابة باكتساب الخبرة التي كانت تنقصها، على أمل أن يكون الموسم المقبل أفضل بكثير من كافة النواحي، مؤكدا على ضرورة المواصلة على هذا المنوال حتى يواصل الفريق تألقه في حظيرة النخبة. ------ الساورة تدخل أجواء لقاء "المكرة" وحجار يطالب بالفوز تستقبل شبيبة الساورة الثلاثاء المقبل بملعب 20 أوت ببشار ضيفها إتحاد بلعباس في مباراة شكلية، بعد أن ضمنت "النسور" مقعدا لها في في حظيرة النخبة في مباراة الجولة ما قبل الماضية، وهو ما يجعلها تلعب مباراة الأخير من البطولة براحة أكثر، والأمر نفسه بالنسبة ل "المكرة" التي رهنت حظوظها قبل جولات في كسب تأشيرة البقاء. الاستئناف أمس بحضور كامل التعداد وشرعت شبيبة الساورة في استعداداتها الجدية لمواجهة أمسية يوم الثلاثاء المقبل أمس بملعب 20 أوت ببشار بمشاركة جميع اللاعبين، وسط أجواء كبيرة خلفها الإنجاز الثمين المحقق خارج الديار في الجولة الفارطة أمام شبيبة بجاية، وهو ما دفع اللاعبين للتأكيد على أن مواجهة "المكرة" ستكون بمثابة محطة تأكيد المسيرة الفنية الإيجابية المحققة وتكريسا لتقاليد الفريق بملعب 20 أوت. "النسور" ستلعب بعزيمة المقابلات السابقة وستلعب التشكيلة شبيبة الساورة مواجهة إتحاد بلعباس بالعزيمة التي دخلت بها مختلف لقاءاتها السابقة وكأنها بحاجة إلى النقاط الثلاث لضمان البقاء، إذ يرى الطاقم الفني أن الفوز على "المكرة" سيجعلهم يؤكدون المسيرة الإيجابية التي قطعها أشباله في أول موسم لهم في حظيرة النخبة من جهة، وتدعيم رصيدهم في سلم الترتيب من خلال احتلال مرتبة أفضل من جهة أخرى، خاصة أن الأمر سيكون أفضل من الجانب المعنوي للفريق. ... وتوديع الأنصار بفوز مهمّ معنويا وإضافة إلى ذلك، فإن تحقيق انتصار آخر أمسية الثلاثاء المقبل سيكون له وقع إيجابي من الناحية المعنوية تجاه الأنصار، بحكم أن المقابلة ستكون الأخيرة لأشبال المدرب شريف حجار بملعب 20 أوت هذا الموسم، ومن الأفضل أن يكون توديع الأنصار بفوز يكون بمثابة مسك الختام بالنسبة لعشاق اللونين الأصفر والأخضر، وهو المطلب الذي أصبح مفروضا على رفقاء عامري حتى يؤكدوا التحدي الذي رفعوه منذ بداية الموسم. تشيكو: "سنلعب من أجل الفوز أمام بلعباس" أكد عبد العزيز تشيكو أن مواجهة بلعباس حتى وإن كانت شكلية، إلا أن نقاطها الثلاث تكتسي أهمية كبيرة عند اللاعبين، مشددا التأكيد على الفريق سيعلب اللقاء بنية تحقيق الفوز وعدم التساهل أمام المنافس لتأكيد النتيجة الإيجابية المحققة في الخرجة الماضية أمام شبيبة بجاية، معبرا في ختام حديثه معنا عن ارتياحه الشديد لنجاحه هو ورفاقه في قيادة سفينة الفريق إلى بر الأمان وضمان البقاء في مرتبة جيدة. ----- بوڤلمونة: "الساورة تسيير على خطى الحراش وسيكون لها شأن كبير في المستقبل" "أنا مرتاح في الساورة ولا أفكّر في مستقبلي" أهلا الحبيب، كيف هي الأحوال؟ أهلا بك أخي، أنا في صحة جيدة وكل أموري تسير على أحسن ما يرام، خاصة أني تعافيت تماما من الإصابة التي تعرضت لها وأنا في المرحلة الأخيرة من عملية التأهل الوظيفي. هذا مؤشر إيجابي ويعني قرب عودتك إلى جو التدريبات... العودة إلى التدريبات ليس بعد، لكن سأكون حاضرا مع بداية فترة التحضيرات الخاصة بالموسم الجديد، حاليا أنا ملتزم ببرنامج العمل الخاص الذي سطره لي الطبيب وغدا (الحوار أجري أمس) سأكون في العاصمة لمواصلة عملية التأهل الوظيفي. في الحقيقة اتّصلنا بك لمعرفة مستجداتك،وأخذ انطباعاتك بشأن مشوار الفريق إن أمكن... نعم تفضل على رحب والساعة، وشكرا على الاتصال بي وأتحت لي فرصة مخاطبة جمهورنا من جديد. قبل جولة عن نهاية البطولة، كيف تقيّم المشوار العام للفريق؟ في الحقيقة ودون مجاملة أرى أن شبيبة الساورة حققت مشوارا جد إيجابي في أول موسم لها في حظيرة النخبة، وكل ما تحقق مستحق وجاء نتيجة لتضحيات كبيرة من طرف الجميع في الفريق دون استثناء، ولو أني أرى أن الفريق كان بمقدوره تحقيق مشوار أفضل والتنافس على الأدوار الأولى لولا بعض الأخطاء التي تعود بالدرجة الأولى إلى افتقار التعداد لنقص الخبرة، ومع ذلك نجح التعداد في رفع التحدي بضمان البقاء على حساب أندية محترمة، كما أن إنهاء الموسم متقدما على أندية كبيرة يعني أن الفريق أثبت قوته واستحقاقه في التواجد في حظيرة النخبة. بصراحة كيف كنت تنظر لمشوار شبيبة الساورة قبل الانضمام إليها في "الميركاتو" الشتوي؟ صحيح لعبت مرحلة الذهاب في صفوف إتحاد الحراش، وأتذكر جيدا أن شبيبة الساورة نجحت في لفت انتباه الجميع ليس فقط بنتائجها الإيجابية وإنما بطريقة لعبها التي تشبه إلى حد كبير أسلوب لعب إتحاد الحراش الذي يصنع الحدث في المواسم الأخيرة، وحسب رأيي أرى أن الساورة بالتعداد الحالي وبالعمل الذي تقوم به الإدارة تسير على خطى الحراش وستصنع الحدث في المستقبل القريب وسيكون لها شأن كبير، كما بودي أن أضيف شيئا مهما وقفت عليه أنا شخصيا بحكم تجربتي في الفريق إن أمكن. نعم تفضّل... تجربتي سمحت لي باكتشاف فريق محترف بأتم معنى الكلمة "وكل حاجة تمشي على الشعرة"، بصراحة من النادر أن ترى فريقا في الجزائر يقف وراءه المسيرون ويدعمونه بكل ما لديهم على حساب وقتهم، وبصفة خاصة الرئيس زرواطي الذي أرى أنه كتب اسمه في تاريخ كرة القدم الجزائرية بقيادته أول فريق من الجنوب لتحقيق مسيرة مماثلة في حظيرة النخبة. وماذا بشأن مستقبلك مع الفريق؟ أنا مرتاح في ولا أرى مستقبلي في الوقت الراهن خارج شبيبة الساورة، وأنتظر فترة انطلاقة التحضيرات بشغف كبير حتى أرد دين الثقة التي وضعها في المسؤولين، والذين لم يتخلوا عني رغم الإصابة التي تعرضت لها. هل من كلمة أخيرة؟ أشكر كل زملائي في الفريق على الاستقبال الحار الذي خصوني به في الفريق منذ أيامي الأولى، كما أشكر الأنصار على الدعم الكبير الذي قدمه للفريق، ومن جهتي أعد ببذل المستحيل لأعود بقوة والمساهمة في إنجاح مسيرة الفريق الموسم المقبل، كما أطلب من رفاقي بذل المستحيل لتحقيق الفوز أمام بلعباس حتى يكون الانتصار مسك ختام مشوار طويل وشاق.