سيتعرف العالم أخيرا على الشكل الجديد لملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو حين يستضيف مباراته الرسمية الأولى يوم الأحد المقبل بعدما خضع لبرنامج لإعادة بنائه تأثر بتأخير المواعيد وبارتفاع التكلفة والقلق من فشل عموم المشجعين في دفع ثمن الجلوس في مقاعده البلا وستمثل أول زيارة لمنتخب انجلترا لكرة القدم إلى البرازيل منذ 29 عاما نهاية برنامج مقلق قدرت قيمته بنحو 500 مليون دولار لتحديث الملعب الذي سيستضيف سبع مباريات في نهائيات كأس العالم 2014 بينها المباراة النهائية. وقال بيبيتو المهاجم السابق الذي فاز بكأس العالم مع البرازيل في 1994 وعضو اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم متحدثا للصحفيين "استاد ماراكانا يبدو رائعا ومن الرائع أن نعود اليه. أسعد دائما بالعودة اليه. أشعر بأني في بيتي." لكن روماريو شريك بيبيتو في هجوم منتخب البرازيل سابقا وهو الآن عضو في البرلمان البرازيلي اشتهر بمواقفه الحادة عارضه وقال إن الاستاد لم يعد الدرة التي شهدت تسجيله عدد من الأهداف التي لا تنسى. وقال روماريو للصحفيين "ما قاموا به أمر فظيع. الاستاد كان أروع ملعب في العالم ونجح السياسيون والمسؤولون في تدميره. إنه الآن أمر مختلف تماما." وشيد املعب ماراكانا من أجل كأس العالم 1950 وكان المخطط أن يعاد افتتاحه بعد عملية إعادة البناء في ديسمبر كانون الأول الماضي أي قبل ستة أشهر من كأس القارات المقررة في جوان المقبل. وبعد تأخير متكرر تمت إعادة افتتاح الاستاد رسميا في 27 ابريل نيسان الماضي. لكن المباراة الاولى كانت بين فريقين قادهما النجمان السابقان بيبيتو ورونالدو وبدا الاستاد بعيدا عن الاكتمال حينها وسمح فقط بدخول 30 ألف متفرج. وستكون مباراة الأحد أول مباراة رسمية يستضيفها الملعب قبل كأس القارات التي ستنطلق في 15 جوان ولطالما اعتبر ملعب ماراكانا القلب الملهم لكرة القدم البرازيلية. وشهد ذلك الملعب هزيمة البرازيل في نهائي كأس العالم 1950 أمام اوروجواي والهدف الألف لبيليه ومهارات لاعبين مثل جارينشا وزيكو وروماريو. ولنصف قرن كان الملعب يكتظ بأكثر من مئة ألف متفرج وحدث مرارا أن شاهد ضعف هذا العدد مباريات الفرق الأربعة الكبرى في ريو وكذلك مباريات لمنتخب البرازيل ولسانتوس النادي الذي لعب له بيليه والذي خاض مبارياته المهمة في هذا الاستاد في الستينيات. لكن الملعب تعرض لازمات وقتل ثلاثة أشخاص فيه حين انهار حاجز أمام الطابق العلوي من المدرجات في نهائي الدوري البرازيلي عام 1992 ليسقط عشرات المشجعين على مقاعد في الاسفل. وبحلول منتصف التسعينيات تحول الاستاد إلى منطقة غير نظيفة وسيئة السمعة كانت في أيام المباريات تفوح منها رائحة البول والجعة وباتت معقلا للعصابات. وفي إحدى المراحل مرت خمس سنوات لم يشهد فيها الاستاد أي مباراة لمنتخب البرازيل. وخضع الملعب لأول عملية تحديث شاملة في 1999 لإعداده لبطولة كأس العالم للأندية في العام التالي حيث تم خفض سعته لأقل من مئة ألف للمرة الأولى. وتم تجديده مرة أخرى من أجل دورة ألعاب الأمريكتين في 2007 وأزيلت منطقة للمشجعين الواقفين بالقرب من أرض الملعب لتقل بذلك الاجواء الملتهبة التي كانت تميزه. وبدأت أحدث عمليات التجديد للملاعب في أواخر 2010 وكلفت حتى الآن 500 مليون دولار لترتفع التكلفة الإجمالية لعمليات التطوير خلال 14 عاما إلى نحو مليار دولار. وخفضت السعة الآن إلى 73838 شخصا وفي الاستاد الآن مستويان من المدرجات وأزيلت المقاعد زاهية اللون التي كانت تحدد كل جزء من المدرجات. وفي مكانها وضع مستوى من المدرجات باللون الأصفر والأزرق والرمادي وسقف كبير وشاشات تلفزيونية عملاقة. وقال جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد زيارته للملعب في الأسبوع الماضي "الملعب مبهر. لا يمكنني تخيل كأس القارات أو كأس العالم بدون مباراة في استاد ماراكانا."