سيكون منتخبنا الوطني مساء اليوم بداية من الساعة الثانية ونصف زوالا بتوقيت الجزائر، الثالثة ونصف بالتوقيت المحلي في "كيڤالي" على موعد مع مباراة الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2014... أمام منتخب رواندا متذيّل ترتيب المجموعة الثامنة. مباراة تبدو على الورق في صالح "الخضر" من باب الفرق الشاسع في المستوى بين المنتخبين، ناهيك عن أنّ منتخبنا الوطني يمرّ بفترة زاهية بعدما صار متصدّرا لمجموعته بفارق نقطتين عن ملاحقه المباشر منتخب مالي، في وقت يقبع منافسه اليوم في مؤخّرة الترتيب، دون أن نغفل أنه مقصى نهائيا من التصفيات العالمية، وإن كانت هذه العوامل تبدو في صالح منتخبنا كي يعود غانما بالنقاط الثلاث، إلا أن الحذر يبقى مطلوبا من منافس لن يخسر شيئا، لاسيما بعدما أحرج مالي في عقر دارها وفرض تعادلا بطعم الخسارة على زملاء "سيدو كايتا". المعنويات في "العلالي" ورواندا في المتناول ويبدو منتخبنا في أفضل رواق لتكرار سيناريو البينين الأسبوع الماضي، في ظلّ ارتفاع معنويات أشبال البوسني وحيد حليلوزيتش المنتشين بفوز ثمين وعريض حققوه في "بورتو نوفو" على حساب منتخب البنين صاحب المركز الثالث في ترتيب المجموعة، وهو الفوز الذي تزامن مع تعثر مالي في عقر دارها أمام رواندا، فسمح لمنتخبنا بالانقضاض على ريادة الترتيب بفارق نقطتين عن ملاحقه المباشر مالي، وعلى منتخبنا أن يستغل حالته النفسية الجيدة وارتفاع معنوياته كي يحقق فوزه الثاني على التوالي خارج الديار، ويصل إلى النقطة 12 التي ستعبّد له الطريق حتما إلى مبارتي السدّ، لاسيما أن منتخب رواندا ليس صعب المنال حتى إن كان سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، إذ صحيح أن الحذر والحيطة مطلوبان أمامه غير أن المنطق والواقع يرشحان "الخضر" لتجاوز عقبته دون عناء. البوسني يستفيد من جديد من كامل التعداد وإضافة إلى المعنويات المرتفعة للاعبيه عقب الفوز الثمين الذي عادوا به من البينين في الجولة الماضية، فإن عاملا آخر يبدو في صالح منتخبنا في هذه المباراة ألا وهو اكتمال تعداده وعدم وجود أي لاعب مصاب، لأن كلا من مهدي مصطفى وهداف تصفيات كأس العالم إسلام سليماني شفيا تماما من الإصابة التي عانيا منها وباتا تحت تصرف المدرب، شأنهما شأن عدد كبير من اللاعبين الآخرين ما سيمنح حليلوزيتش خيارات بالجملة، من أجل إعداد تشكيلته المثلى في أفضل الظّروف، فسواء قرر الاحتفاظ بتعداد البينين الأساسي سيكون له ما يريد، أو حتى إن قرر إحداث تغيير في وسط الميدان الدفاعي سيكون له ذلك أيضا. استغلال الفرص إجباري يا سوداني لتفادي أيّ مفاجأة غير سارة وإن كان المنتخب الوطني قد تمكن من إثقال كاهل منتخب البينين بثلاثية في لقاء الجولة الماضية، إلا أن هذا لا يعني أن الهجوم يومها كان في يومه بل إن سليماني هو من كان فعالا في وقت غاب سوداني عن المباراة، وأهدر فرصا بالجملة وأجبر مدربه على إخراجه قبيل نهاية اللقاء مستبدلا إياه بزميله غيلاس صاحب الهدف الثالث، وحتى لا يتكرر سيناريو تضييع الفرص ولتفادي أي مفاجأة غير سارة من الروانديين الذين يدافعون جيدا، على سوداني أن يستفيق من سباته العميق وأن يستغل الفرص المتاحة له أفضل استغلال، لاسيما أن البوسني سيجدد فيه ثقته رغم فترة الفراغ التي يمرّ بها، أما بخصوص سليماني فإنه جاهز لأداء واجبه مثلما جرت العادة، وهزّ مرمى المنافس ما سيكون من اختصاصه مجدّدا. ثلاث نقاط تضمن اللعب في آخر لقاء براحة أكثر ولا تكمن أهمية العودة بالنقاط الثلاث في الحفاظ على المركز الريادي فحسب، بل إنّ منتخبنا الوطني سيضمن اللعب براحة أكثر في آخر جولة، عندما يستقبل بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ملاحقه المباشر منتخب مالي، ويومها وإن بقي الفارق على حاله أي نقطتين، فإن التعادل سيسمح لمنتخبنا بأن يعبر إلى الدور المقبل، أما في حال التعثّر فإن الأمور قد تنقلب رأسا على عقب، وسيكون على منتخبنا الوطني تحقيق الفوز على مالي، ولتفادي الحسابات فإن الفوز اليوم على رواندا سيكون أفضل سيناريو، للمرور إلى الدور المقبل في ظروف مريحة. الآذان في باماكو وأي تعثر ل مالي سيعلن عن بداية الأفراح ومن يدري؟ فقد يقتطع منتخبنا تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل اليوم، ودون أن ينتظر إلى غاية الجولة الأخيرة، لأن منتخب مالي يبقى في ظل تدهور معنويات لاعبيه مهدّدا بالتعثر أمام منتخب البينين مساء اليوم، في مباراة سيصوّب الجزائريون إليها أنظارهم وآذانهم، لعل وعسى يتعثر منتخب مالي ويُفرض عليه التعادل أو يتكبّد الخسارة، ما سيسمح لمنتخبنا إن هو حقق الفوز على رواندا بالتّأهل مباشرة إلى الدور المقبل، ودون أن يكلّف نفسه عناء إجهاد نفسه في الجولة الأخيرة التي لن يصبح لها أي معنى حينها، وإن حدث ذلك فإن الإعلان عن انطلاق الأفراح والليالي الملاح سيكون سهرة اليوم. "ريو دي جانيرو" باتت قريبة فلا تحرمونا من هذه الفرحة وعلى لاعبينا أن يدركوا جيدا أن منعرج الوصول إلى البرازيل سيكون في هذه المباراة، التي سيلعبونها أمام منتخب رواندا، والفوز يعني وضع قدم في الدور المقبل والبقاء على بعد خطوة واحدة من "ريو دي جانيرو"، وعليهم ألا يحرموا الجمهور الجزائري العريض من هذه الفرحة، وهو الذي لم يفرح منذ إنجاز الشيخ سعدان وأبطاله سنة 2009 عندما قادوا الجزائر للوصول إلى "مونديال" 2010 بجنوب إفريقيا، ثم إن هذا الإنجاز إن تحقق سيحسب لهؤلاء اللاعبين الجدد وهذا الناخب الذي رفع التحدي، وحقق كل ما حققه من نتائج جيدة على رأس المنتخب الوطني حتى اليوم.