يبدو أن السيناريو الذي كان يخشاه الأنصار والطاقم الفني لشباب بلوزداد، بخسارة الركائز قد حدث فعلا حيث بدأت تغادر الواحد تلوى الأخر... فبعد "باسكال أنڤان"، مهدي بن علجية والياس بوكرية، جاء دور الحارس نسيم أوسرير الذي قرر هو الآخر مغادرة الشباب وهو ما كان متوقعا منذ البداية، حيث أعلن أمس عن قراره بعد سبع سنوات قضاها في حراسة مرمى الشباب. لم يتحمل الضغط وسيناريو معمري يتكرر معه وبرر الحارس رغبته في الرحيل من الشباب بالضغط الذي عاشه في الأيام الأخيرة، بسبب قضية المستحقات المالية بعدما كلفه اللاعبون بالحديث نيابة عنهم مع المسيرين لكن في كل مرة يأتيهم بوعود لا تتجسد، لتنقلب الأمور ضده ومطالبة اللاعبين بإيداع صكوك الضمان أمام العدالة وهو سيناريو ذكرنا بما حدث في "الميركاتو" الشتوي مع كريم معمري، الذي غادر الشباب للسبب نفسه وتأثر علاقته بزملائه بسبب توسطه لهم لدى الإدارة. غير أن بعض الأخبار تحدثت عن عدم رغبة أوسرير في عيش مشاكل الموسم الماضي عمن سيكون الحارس الأول للفريق، وما حدث بينه وبين شويح الذي قرر البقاء ونال تسبيقا بشهرين منذ أيام، ما جعله يراجع قرار بقائه في الفريق. اجتماع اللاعبين الأخير لم يغير قراره وكان أوسرير قد قاد اجتماعا إداريا منذ أيام التقوا خلاله المسيرين، وناقشوا موضوع المستحقات المالية حيث شرحت الإدارة موقفها وما يحدث، ووعدت بمنح اللاعبين 60 في المائة من مستحقاتهم المالية في أقرب وقت. ففي وقت كان يعتقد الجميع أن الاجتماع من شأنه أن يقلل الضغط على الحارس البلوزدادي، تفاجأ الجميع بأنه لم يزده إلا رغبة في الرحيل من الشباب في انتظار لقائه المسيرين، من أجل الحديث عن ورقة تسريحه باعتباره مرتبطا موسما آخر مع الشباب. وجهته ستكون العلمة بنسبة كبيرة أو البرج وحسب الأخبار التي بحوزتنا فإن الوجهة المقبلة ل أوسرير ستكون مولودية العلمة بنسبة كبيرة أو أهلي البرج. ومن المنتظر أن يفصل أوسرير في وجهته المقبلة في الساعات المقبلة بعد جلوسه إلى طاولة المفاوضات مع الفريقين، بعدما سبق له أن أجل ذلك مع مولودية العلمة حتى تتضح أمورها أكثر، قبل أن يدخل الأهلي البرايجي السباق بعدما قرر الرحيل نهائيا عن الشباب. وفي حال مغادرته سيكون ثالث لاعب يغادر بعد البينيني "أنڤان"، مهدي بن علجية وبوكرية، دون احتساب اللاعب سوجي الذي غادر بعد فراق بالتراضي. حديث عن ضيف، ليمان أو معزوزي لتعويضه لكن... وكانت الإدارة تتوقع مغادرة الحارس البلوزدادي بين عشية وضحاها، بعد تصريحاته عقب نهاية الموسم أنه قد لا يبقى في الشباب ما جعل المسيرين يبحثون على البدائل. ومن بين الأسماء المقترحة على المسيرين نجد حارس اتحاد العاصمة ضيف الذي كان محل اهتمام الشباب منذ الموسم الماضي، إضافة إلى الحارس الحراشي ليمان الذي كثر الحديث عنه وحتى حارس وداد تلمسان معزوزي المقترح منذ أيام على الشباب. لكن تبقى مجرد أسماء لأن الإدارة الحالية فشلت في استقدام لاعب واحد، ولم تكلف نفسها عناء الدخول في مفاوضات مع لاعبين رغم الحديث عن عودة الاتصالات مع عطفان. --------- الشباب في خطر وصيف 2008 قد يتكرر والحل في تدخل الدولة في وقت يبقى البلوزداديون يترقبون خبرا من شأنه أن يثلج صدورهم ويعلن عن نهاية مشاكل فريقهم، يحدث العكس بسبب الوضعية التي يعيشها الفريق وبدأت تتحول إلى كابوس مع مرور الوقت. ولم يتردد أنصار الشباب في التأكيد على أن فريقهم بات في خطر حقيقي، بسبب الوضعية الكارثية التي تزداد سوءا من يوم إلى آخر جراء غياب الإدارة، والأزمة المالية التي يتخبط فيها منذ عدة مواسم وباتت أكثر سوءا مع مرور الوقت. الإدارة فقدت السيطرة على زمام الأمور ومع مرور الوقت بدأ التأكد أن الإدارة الحالية لم تعد قادرة على التحكم في مجريات الأمور، ولا على عقد اجتماعاتها بعدما كان من المنتظر أن يجتمع أول أمس مسيرو الشباب، حدث العكس واتفق الجميع على تأجيل الاجتماع إلى الأسبوع المقبل وهو ما يثير الحيرة. حتى أن بعضهم علقوا على أن المسيرين يتصرفون كأنهم في وضعية مريحة، وأغرب ما في الأمر أن الإدارة مشكلة من رئيس النادي الهاوي كالام وأشخاص يتحدثون عن أنهم موجودون للمساعدة فقط، في وقت يشكك البعض في أن هناك أيد تحرك أمورا في الكواليس ما يبقي الغموض حول ما يحدث في البيت البلوزدادي. ما حدث في صيف 2008 بدأ يتكرر ويخشى البلوزداديون سيناريو أسوأ في الأيام المقبلة، بسبب الأزمة التي يتخبط فيها الفريق ما أعاد إلى الأذهان صيف 2008 الذي عاش فيه النادي السيناريو نفسه لما خسر ركائز الفريق الواحد تلوى الآخر، وغياب الإدارة والصراع حينها بين كالام ولفقير الذي عاد إلى الواجهة وجعدي أيضا قبل أن يستقيل كالام نهائيا، حتى أن البعض بات يشك أن الفريق سيستعيد توازنه، والأمر نفسه تكرر هذه الصائفة لاعبون يغادرون، إدارة غائبة ورئيس مهمته التوقيع على العقود ومستقبل غامض ينتظر الفريق. الشباب لا يملك رئيسا أو إدارة حقيقية وتبقى السابقة التي يعيشها الفريق بعدم امتلاكه رئيسا فعليا، بما أن ڤانة يؤكد استقالته من رئاسة الشركة ولو أن في الاجتماع الأخير طلب منه وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، البقاء في منصبه ريثما تتضح الأمور وتأتي "كناب" للاستثمار في الشباب. ولكن ڤانة واصل الغياب كما حدث في اجتماع اللاعبين الجمعة الماضي، وبات الأمر مقتصرا على حضور بعض الوجوه المألوفة في بداية كل موسم للتفاوض مع اللاعبين، لكن الجميع يتحدث عن حضورهم من باب المساعدة لا غير، حتى أن الأنصار تساءلوا عمن سيتفاوض مع اللاعبين الذين يرغب الشباب في جلبهم الموسم المقبل. الأنصار طالبوا بتدخل الدولة وإنقاذ فريق يحمل اسم الشهيد "بلوزداد" وفي هذه الأثناء فإن الحل الوحيد يكمن في تدخل السلطات العليا للبلاد من أجل إنقاذ الفريق، حتى أن بعض الأنصار الذين تحدثوا معنا أكدوا أن الحل الوحيد هو مجيء شركة تستثمر في الشباب وتقوم بإبعاد كل من له علاقة بالإدارة من قريب أو من بعيد. ولا حديث في الشارع البلوزدادي إلا عن المستقبل الغامض الذي ينتظر فريقهم خاصة أنهم سئموا الانتظار، وسط صمت الإدارة البلوزدادية وصمت السلطات عن الدفع عن فريق يحمل اسم الشهيد بلوزداد حسب تعبيرهم، بعدما بات رئيس نادي آخر يدافع عن فريقهم في إشارة منهم إلى حناشي رئيس شبيبة القبائل وانتقاده صمت السلطات حيال ما يحدث للشباب. محبو الفريق اختفوا والحل في فتح رأس مال الشركة ولم يقتصر الصمت على السلطات فقط بل حتى محبي الفريق الذين لم يحركوا ساكنا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالحفاظ على ركائز الفريق على أقل تقدير، ويرى الجميع أن الحل يكمن في فتح رأس مال الشركة من أجل استقطاب المستثمرين في أسرع وقت. يحدث هذا في وقت تضاربت الأخبار عن مجيء الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط من عدمه، ويبقى الشباب يسير نحو المجهول ويدفع ثمن الصراعات الكثيرة الموجودة في الكواليس. ----------- أوسرير: "قررت مغادرة الشباب لأنه حان وقت التغيير" "أطلب من الأنصار يسمحو لي لكني غير قادر على تحمل المزيد من الضغط" علمنا بأنك قررت مغادرة الشباب، هل تؤكد هذه المعلومة؟ للأسف المعلومة صحيحة، لقد قررت تغيير الأجواء ومغادرة الشباب، بعدما قضيت سبع سنوات كانت فيها أيام رائعة وأخرى صعبة ولكن هذا هو حال لاعب كرة القدم، لم أكن أرغب في هذا السيناريو ولكن بعد تفكير عميق قررت مغادرة الفريق، لأنه لا يمكنني البقاء والمواصلة. هل لك أن تطلعنا عن سبب قرارك المغادرة؟ عدة أمور جعلتني أفكر في المغادرة خاصة الضغط الذي عشته الموسم المنتهي، ولا أزال أعيشه في الأيام الأخيرة حاولت بذل كل ما في وسعي لكي أساعد الفريق الذي يمر بظروف صعبة، لكن في كل مرة مجهوداتي تصطدم بصعوبات ونعود إلى نقطة الصفر، ولم أعد قادرا على التحمل أكثر ولهذا فكرت مطولا في الموضوع، وتوصلت إلى قناعة بمغادرة الشباب. لكن في الاجتماع الأخير مع الإدارة تلقيتم وعدا من أجل الشروع في تسوية مستحقاتكم المالية، ما قولك؟ اجتماعنا مع المسيرين كان من أجل توضيح ما يحدث، وقاموا بشرح الوضعية الراهنة والمسيرون أكدوا أن الفريق سيستفيد من سيولة مالية، وسيستغلونها في تسوية مستحقاتنا المالية لكن بنسبة 60 في المائة، ونحن في الانتظار لكن من الوهلة الأولى الأمور تبدو بأنها باقية على حالها، ولا شيء تغير أو يوحي بأنه سيتغير. من الوهلة الأولى يبدو أن سيناريو زميلك السابق كريم معمري تكرر معك في نهاية الموسم، ما قولك؟ ليس تماما ربما ما حدث مع معمري أمر آخر، ولكن يمكنني القول لم أعد أستطيع تحمل الضغط الذي أعيشه يوميا، وكل يوم يتكرر السيناريو نفسه وأفضل التريث ومراقبة الأمور، حيث أصبحنا لا نعرف ما يحدث في الفريق ومع من تتحدث، إلى غاية الاجتماع الأخير مع المسيرين، حيث قاموا بمصارحتنا ولكني أصبحت مقتنعا بضرورة مغادرة الشباب. تحدثت عن الضغط هل تقصد ضغط زملائك بسبب مستحقاتهم المالية؟ زملائي "مساكن يا حليل" يعيشون وضعية صعبة بسبب مستحقاتهم المالية، وليس لديهم حل غير الاتصال بي باعتباري قائدا للفريق، لكي أنقل انشغالاتهم ولكن ضغط الوضعية وأحيانا لا أدري ما يمكن قوله للاعبين، إضافة إلى الاتصالات التي أتلقاها تضطرني إلى إغلاق الهاتف، فلم أعد أتحمل ما يحدث وأشعر بالتعب. وإلى أين ستكون وجهتك المقبلة؟ لحد الساعة لم أفصل في وجهتي، ولكن أؤكد أن لدي عرضين سأشرع في دراستهما كما ينبغي قبل أن أعلن عن وجهتي المقبلة، لقد تلقيت عدة عروض في وقت سابق لكن في كل مرة أفضل التريث، حتى تتضح الأمور في الشباب ونرى ما يحدث. هناك حديث عن اتصال من مولودية العلمة، ما قولك؟ هذا صحيح، سبق وتحدثت عن هذا الفريق لكنه ليس الوحيد الذي طلب خدماتي، ويمكن القول إني قد سأنضم إلى فريق من شرق البلاد، فلدي عرض آخر من أندية الشرق الجزائري، وسأفصل في وجهتي في وقت لاحق. ستكون ثالث اللاعبين المغادرين للشباب... للأسف هذا ما سيحدث، لأني قررت المغادرة وأتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت، لقد قضيت سبع سنوات في الفريق بحلوها ومرها، توجت بكأس الجمهورية وخسرت نهائيا وكنت أرغب في البقاء، لكن لم أعد أتحمل الضغط الذي يزداد من يوم إلى آخر. كلمة للأنصار الذين قد يفاجأون بقرار مغادرتك الشباب قبل كل شيء أطلب منهم السماح لقراري الذي قد يفاجئهم أو يزعجهم، وأملي أن يتفهموا قرار المغادرة، هذا هو حال اللاعبين "الخبزة" تجبرني على الرحيل وأتأسف على ذلك، وأتمنى أن يتفهموني وأن يخرج الشباب من الأزمة التي يعيشها، وتعود الأمور إلى طبيعتها وتكون على أحسن ما يرام، لأن الشباب لا يستحق ما يحدث له. ----------------- لجنة المنازعات تؤجل الفصل في قضية سليماني وأنڤان إلى اليوم كان من المفترض أن يكون الموعد صبيحة أمس في لجنة المنازعات، للفصل في قضية إسلام سليماني، أحمد مكحوت و"باسكال أنڤان" الذين رفعوا شكاوى إلى اللجنة لفسخ عقودهم. وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن القرار جاهز لكن الشخص المكلف بتسليمه أو الإعلان عنه، غاب أمس ما جعل اللجنة تؤجل الأمور إلى اليوم. محامي الفريق يؤكد للمسيرين أن الشباب سيكسب القضية وحسب محامي الشباب رشيد طرافي فإن الأمور شبه محسومة للفري وأنه سيكسب القضايا الثلاث، وهو ما أكده للمسيرين لأنه قدم ملفا ثقيلا ومليئا بالدلائل على كل حالة. حيث اعتبروا انتقال "أنڤان" إلى الإسماعيلي غير شرعي لأنه غير مسرح ونال كل مستحقاته المالية، بينما استلم سليماني كل مستحقاته المالية في إشارة منهم إلى صرفه صكا بقيمة 525 مليون سنتيم. في حين يواجه مكحوت مشكل التخلي عن منصب. اللجوء إلى "الطاس" ممكن في حال العكس لكن إمكانية حدوث العكس بأن لا تكسب الإدارة القضية واردة هي الأخرى، خاصة أن البعض يخشى من نجاح سليماني في فسخ عقده ون يسرّح "أنڤان" رسميا إلى الدراويش بسبب قضية المستحقات. ويهدد المسيرون باللجوء إلى المحكمة الرياضية من أجل استعادة حق الفريق في انتظار ما سيحدث اليوم.