يبدو أن حسم المنتخب الوطني تأهله قبل جولة واحدة من اختتام تصفيات كأس العالم في مرحلتها الثانية سيجعل التشويق قائما بخصوص هوية منافس "الخضر" المقبل في المباراة الفاصلة من بين 5 احتمالات... وبما أن لا شيء ثابت مادامت المنتخبات العشرة التي تأهلت أو ستتأهل إلى الدور الأخير تواجه الخمسة الأفضل ترتيبا خلال ترتيب شهر سبتمبر، فإن كل شيء وراد بما في ذلك تغير موازين القوى وصعود منتخبات وسقوط أخرى، مثلما سيحصل مع منتخب تونس الذي بتعادله في الجولتين الماضيتين مقابل فوز بوركينافاسو بلقاءين خارج أرضه سيتقدم على حسابه، بل وسيزيحه مبدئيا في ترتيب 12 جويلية المقبل لأفضل 5 منتخبات التي تأهلت أو مرشحة للتأهل، والتي هي مبدئيا كوت ديفوار (متأهل)، نيجيريا، غانا، الجزائر (متأهل) وبوركينافاسو. بوركينافاسو تطيح بتونس في ترتيب جويلية وتنضمّ إلى الخمسة الكبار ووفقا لموقع "الفيفا" الذي يتيح فرصة حساب ترتيب مختلف المنتخبات، فإن الترتيب القاري ككل سيكون ب كوت ديفوار في الريادة 1009 نقطة، ثم غانا 830، فنيجيريا 785 (عدد النقاط قابل للتغيّر لأن نيجيريا تلعب حاليا كأس القارات في البرازيل)، ومالي 774 التي تراجعت قليلا ثم الجزائر 730، ليكون المنتخب السادس هو بوركينافاسو وليس تونس، بعد أن أطاح الأول بالثاني وتقدمه عليه بعدد النقاط بعد فوزيه الأخيرين في النيجر والكونغو (كلاهما ب 0-1)، وصار لمنشط نهائي كأس إفريقيا الأخيرة مبدئيا 656 نقطة مقابل 626 نقطة لتونس التي أصبحت السابعة إفريقيا والسادسة في ترتيب المنتخبات التي تأهلت أو يفترض أن تتأهل، وبالتالي تنزل إلى التصنيف الثاني (أفضل 5 منتخبات في التصنيف الأول)، نقول هذا بتحفظ لأن بوركينافاسو لم تتأهل بعد وعليها الفوز باللقاء الأخير على الغابون لضمان المرور رسميا، كما أنه لا يزال هناك ترتيب شهر أوت قبل ترتيب شهر سبتمبر الذي ستصنَّف على أساسه المنتخبات. الجزائر أمام فرصتين يوم 14 أوت و6 سبتمبر لاقتلاع مكانها رسميا مع الخمسة الكبار وبما أن لا شيء لعب، فإن منتخبي نيجيريا وغانا مطالبان رفقة بوركينافاسو في الجولة الأخيرة يوم 6 سبتمبر وحسم تأهلهم، وبما أن الترتيب جاهز لأي تغيير وفقا لنتيجة أية مباراة، فإن الجزائر ستكون أمام فرصتين لتؤكد تواجدهما مع الخمسة الكبار وفرصة المباراة الودية يوم 14 أوت القادم، إذ يجب الفوز باللقاء بأي شكل من الأشكال وكذلك يوم 6 سبتمبر على حساب منتخب مالي في مباراة تبدو شكلية، لكنها ليست كذلك أمام رابع منتخب إفريقي (حسب ترتيب جويلية المقبل)، إذ يفترض أنه يبعد علينا حاليا ب 34 نقطة، ما يفرض الانتصار عليه لأخذ مكانه والاطمئنان على أن الجزائر ستكون مع الخمسة الكبار، ومعلوم أن ترتيب يوم 12 سبتمبر هو الذي سيصنف المنتخبات العشرة المتأهلة من 1 إلى 5 ثم في التصنيف الثاني من 6 إلى 10. الفرصة صارت قائمة الآن لمواجهة 3 منتخبات عربية في المباراة الفاصلة وتبدو الفرصة لأن نرى 3 منتخبات عربية في التصنيف الثاني يمكن أن تواجه الجزائر، وهي مصر المتأهلة رسميا، تونس التي تأهلت بدورها، وحتى في حال استفادة الرأس الأخضر من نقاط مباراة غينيا الاستوائية على البساط (الفيفا مازالت تحقق) يكفي "النسور" الفوز باللّقاء الأخير على أرضهم أمام الرأس الأخضر للتأهل، في حين توجد ليبيا كاحتمال ثالث وهي التي تحتاج إلى التعادل في الكاميرون للمرور، إلا إذا منحت "الفيفا" نقاط مباراة الطوغو - الكاميرون لصالح الأخير، وفي هذه الحالة سيكون "فرسان المتوسط" بحاجة للفوز في ياوندي، وهكذا صارت فرصة مواجهتها 3 منتخبات عربية ممكنة رغم أن تونس تبقى في تنافس شديد مع بوركينافاسو، لكن في حال إقصاء منتخبها مثلا من تصفيات كأس المحليين شهر جويلية المقبلة، فستترك الطريق مفتوحا لأشبال بول بوت للتقدم أكثر. المنتخبات الخمسة التي ستأتي في التصنيف الثاني كلها معقّدة ولا مجال للاختيار وبات من المؤكد أن المنتخبات الخمسة من التصنيف الثاني التي تأهلت أو التي تأجل تأهلها إلى الجولة الأخيرة لن تكون في المتناول، ففي المجموعة الأولى أثبت منتخب إثيوبيا قوته أمام منتخب جنوب إفريقيا، فهو يلعب بحرارة شبانه وطموحهم والثاني يملك خبرة المنافسات الكبيرة والتأهل سيلعب بينهما في الجولة الأخيرة (إن منحت "الكاف" بوتسوانا نقاط مباراتها أمام إثيوبيا)، وفي المجموعة الثانية توجد تونس مبدئيا في أحسن رواق للتقدم على بوركينافاسو، فضلا عن مصر في السابعة وليبيا والكاميرون في الثامنة، دون أن ننسى السنغال أو أوغندا في المجموعة العاشرة، ووكلها منتخبات صعبة المراس لا مجال فيها للاختيار. في كل الحالات تفادي نيجيريا، كوت ديفوار وغانا أفضل من الاصطدام بها إذا كان التواجد في التصنيف الأول مع الخمسة الكبار يضعنا أمام فرصة مواجهة 3 منتخبات عربية، فضلا عن أخرى قوية مثل السنغال وربما الكاميرون، فإن امتياز التواجد مع الأقوياء ستعفي المنتخب الوطني من مواجهة المنتخبات الأربعة الأحسن في القارة بعد إقصاء مالي وهي كوت ديفوار، غانا ونيجيريا، فضلا عن بوركينافاسو (مبدئيا)، وهذه المنتخبات تملك خبرة كبيرة وتعوّدت على المشاركة في المنافسات الكبيرة وتجاوزها يبقى صعبا للغاية خاصة على أرضية ميدانها، وبالتالي فتجنّب هذه المنتخبات يبقى أحسن من الاصطدام بها وإن كان في الجهة المقابلة- مثلما قلنا- منتخبات محترمة وتملك تقاليد، فإن الأكيد أن مواجهة أمام السنغال أو حتى الكاميرون لن تكون بصعوبة اللّعب أمام نيجيريا مثلا، كوت ديفوار أو غانا.