سيكون عشاق المنتخب الوطني الجزائري سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة والنصف بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة على موعد مع مباراة ودّية تجمعه بمنتخب غينيا، وهي المباراة التي تدخل ضمن تحضيرات منتخبنا لمباراتي السد في شهري أكتوبر ونوفمبر ما دام أنه ضمن تأهله رسميا على الميدان إلى الدور التصفوي الأخير لمونديال البرازيل 2014، دون أن يكون بحاجة إلى نقاط مباراته الأخيرة أمام منتخب مالي في العاشر من شهر سبتمبر المقبل. الهدف الفوز للحفاظ على وتيرة الانتصارات ورغم أن المباراة تكتسي طابعا ودّيا إلا أنّ هذا لا يعني أن أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سيلعبونها من أجل اللعب وفقط ومن دون أن يتحلوا بالجدّية اللازمة، بل بالعكس فهم سيستغلونها أحسن استغلال لتحقيق أهدافهم على حدّ قولهم في مختلف تصريحاتهم لدى وصولهم للجزائر أوّل أمس الاثنين، وأوّل الأهداف التي يريدون تحقيقها من وراء هذه المباراة الحفاظ على وتيرة الانتصارات التي هم بصدد تحقيقها منذ أشهر، فمنتخبنا أتى على الأخضر واليابس منذ عودته من جنوب إفريقيا حيث خاض دورة فاشلة، وحقق سلسلة من الانتصارات المتتالية على كل من البينين ذهابا وإيابا، بوركينافاسو ودّيا ورواندا في كيغالي، وها هو يبحث عن فوز خامس على التوالي ما دامت فرصته في ذلك مواتية أمام جماهيره وعلى أرضه. الفوز مهم للغاية للحفاظ على ترتيب "الفيفا" ويوجد هدف آخر يجعل الفوز في المباراة مهماّ للغاية، ويتمثل في البقاء ضمن أفضل خمسة منتخبات قارية في الترتيب العام ل "الفيفا"، وهو ما يضمن لمنتخبنا تفادي مواجهة المنتخبات القوية في صورة كوت ديفوار مثلا في مباراة السدّ، إذ أنّ فوز منتخبنا بنقاط لقاء اليوم ونقاط لقاء مالي سيجعله يتفادى العمالقة ممن سيكونون ضمن الخماسي الأول قاريا، ناهيك عن أن هذا الفوز سيسمح لمنتخبنا بتحسين تصنيفه الشهري قبل إجراء عملية قرعة الدور التصفوي الأخير للمونديال في منتصف شهر سبتمبر المقبل. اللاعبون سيأخذونها بجدّية للتحضير للقاء السّد وتكتسي المباراة طابعا خاصا لأنها تحضيرية لمبارتي السد في أكتوبر ونوفمبر المقبلين، والبوسني ولاعبوه سيستغلونها أحسن استغلال لاسيما أنهم قبل شهري أكتوبر ونوفمبر لن يستفيدوا سوى من موعد ثان عندما يواجهون مالي، وبالتالي فإن مواجهة غينيا اليوم ومواجهة مالي يوم 10 سبتمبر ستكونان أفضل محطتين تحضيريتين لمباراتي السدّ، وهو ما يجعل اللاعبين سيتعاملون اليوم مع المباراة بجدّية. العائق الوحيد أنّ المباراة تتزامن مع مرحلة تحضيرات الفرق وقد يواجه البوسني حليلوزيتش عائق التعب والإرهاق لأن توقيت المباراة غير مناسب بتاتا، فاللاعبون استنفدوا طاقاتهم مع أنديتهم في تحضيراتها للموسم الجديد، وإن كان من ينشطون في البطولة الفرنسية قد استهلوا موسمهم الجديد في الأسبوع الجاري، فإنّ أغلبية المحترفين أو المحليين لا زالوا في مرحلة التحضيرات للموسم المقبل، وهم يخضعون لعمل بدني شاق في هذه الصائفة الحارة تأهبا لما ينتظرهم مستقبلا، وهو ما يجعلنا لا نتوقّع مستوى فنّيا كبيرا منهم في مباراة اليوم، التي لن يهم فيها ما سيقدمونه بقدر ما يهم أن يحافظوا على وتيرة الانتصارات وأن يستغلوها تحضيرا للقاء السد، وذلك بالحفاظ على الانسجام بين الخطوط الثلاثة وطمأنة الشعب الجزائري على أنهم قادرون على مواجهة أي فريق في أكتوبر ونوفمبر والتغلب عليه والمرور إلى بلاد "السامبا". بلفوضيل سيُلهب المدرجات وسيستقطب الجماهير وستعرف المباراة أمام غينيا حدثا مميزا يتمثل في الظهور الأول للمهاجم إسحاق بلفوضيل الذي وافق على اللعب للجزائر منذ قرابة سنة لكنه أجّل مجيئه إلى غاية أوّل أمس، إذ وصل إلى الجزائر وحظي باستقبال الأبطال من طرف زملائه اللاعبين بمركز سيدي موسى، وسيسجل ظهوره الأول بألوان منتخبنا سهرة اليوم. وإن كنا لا نتوقع إقحامه أساسيا إلا أن البوسني الذي لهث وراء ضمه سيمنحه فرصة اللعب في المرحلة الثانية على الأقل، كي يختبره عن كثب ويكتشف الجميع مهارات لاعب "الإنتير" وما باستطاعته تقديمه للمنتخب في الهجوم بقدومه، ومن المؤكد أن تواجد بلفوضيل ضمن قائمة البوسني في هذه المباراة سيستقطب جماهيرا غفيرة قد توقف عطلتها لمشاهدة "الخضر" بحلتهم الجديدة مع بلفوضيل. ------------- مثلما كشفنا عنه أمس... حليلوزيتش يسرّح فغولي واللاعب سافر إلى إسبانيا صبيحة أمس كما كشفت عنه "الهداف" أمس فإنّ المهاجم الدولي سفيان فغولي لن يكون حاضرا في مباراة اليوم أمام منتخب غينيا بسبب الإصابة التي يعاني منها على مستوى الفخذ، إذ ثبت أنه مصاب ولا يمكن المجازفة به فقرر المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش تسريحه صبيحة أمس، وقد توجّه اللاعب إلى إسبانيا على جناح السرعة كي يواصل علاجه هناك عوض تضييع الوقت بالبقاء في الجزائر لمتابعة مباراة ودية لن يكون حضوره فيها مهمّا. الفحص الذي أجراه أثبت عجزه عن الرّكض ومثلما كشفنا فإنّ فغولي خضع فور التحاقه بمركز سيدي موسى ظهر يوم الاثنين إلى فحص طبّي من طرف الطاقم الطبي للمنتخب الوطني، وهو الفحص الذي تأكّد من خلاله الجميع من استحالة مشاركة اللاعب في المباراة وعدم قدرته على الركض أيضا، لأنّ تدرّبه مع المجموعة من شأنه أن يجعل إصابته على مستوى الفخذ تتفاقم، وتفاديا لكل هذا منح طبيب المنتخب تقريرا مفصلا عن إصابة اللاعب للبوسني حليلوزيتش الذي قررّ عدم إشراكه. حليلوزيتش سرّحه حتى يعالج قبل انطلاق "الليڤا" ومباشرة بعد اطلاعه على التقرير قرر البوسني تسريح مهاجم "فالنسيا" وسمح له بالعودة إلى إسبانيا، لذلك سافر اللاعب صبيحة أمس إلى فرنسا ومن هناك إلى إسبانيا كي يواصل العلاج المكثف على يد الطاقم الطبي لناديه لعلّ وعسى يتمكن من اللحاق بمباريات "الليڤا" التي ستنطلق يوم السبت المقبل، وإن كانت حظوظ فغولي في المشاركة خلال أوّل جولة مع فالنسيا ضئيلة جدّا بما أنه مصاب، لكن حصص العلاج المكثف قد تسمح له على الأقل بأن يكون ضمن قائمة 18 هذا السبت، أما إذا أراد مدربه عدم المجازف به هو أيضا فذلك أمر آخر. اللاعب تصرّف باحترافية والبوسني أُعجب بتصرّفه وتفيد مصادرنا بأنّ التصرف الاحترافي من فغولي أعجب كثيرا البوسني وحيد حليلوزيتش الذي ثمّنه وأثنى عليه لدى مقربيه، فاللاعب حسبه وضع نجوميته وقيمته ووزنه في المنتخب جانبا وشدّ الرحال للجزائر رغم التعب والإرهاق الذي نال منه جراء السفريات التي خاضها مع فريقه في جولته مؤخرا ورغم الإصابة، وأثبت تواجده رفقة زملائه في سيدي موسى وخضع للفحص الطبي ثم غادر صبيحة أمس، وهو تصرف يريد البوسني أن يقتدي به كل اللاعبين لاسيما من تعوّدوا على الاكتفاء في وقت سابق بإرسال التقارير التي تثبت أنهم مصابون دون أن يحضروا، وكم هي أمثلة هؤلاء كثيرة ومنهم من هو مبعد من المنتخب حاليا ومنهم من اعتذر وهو متواجد. حليلوزيتش لديه البدائل الهجومية ولن يضر غياب فغولي عن التعداد كثيرا بالمنتخب، فصحيح أن الجميع كانون يتمنون مشاهدة الثنائي فغولي- بلفوضيل في الهجوم، إلا أنّ إصابة اللاعب أجّلت ذلك لكنها لم تخلط أي حسابات، لأن المباراة ودّية وغيابه اليوم عن لقاء ودي أفضل من غيابه عن لقاءي السد من جهة، ومن جهة ثانية فإن البوسني يملك أوراقا رابحة كثيرة في الهجوم لتعويضه في صورة قادير، براهيمي، سوداني وجابو وغيرهم، وهؤلاء جميعا بإمكانهم اللعب في نفس المركز الذي تعوّد فغولي على شغله سابقا.