بينما يشكك عدد قليل للغاية من المشجعين الإسبان في مواصلة برشلونة وريال مدريد لسيطرتهما على لقب الدوري الإسباني ومركز الوصيف مثلما كان الحال في المواسم الخمسة الماضية.. يترقب الجميع بلهفة مواجهة من نوع خاص في الموسم الجديد للمسابقة والذي تنطلق فعالياته بعد غد الخميس. ويمثل الصراع بين الأرجنتيني خيراردو مارتينو والإيطالي كارلو أنشيلوتي المديرين الفنيين الجديدين ل برشلونة والريال على الترتيب مواجهة من نوع خاص في الموسم الجديد. ويترقب الجميع لمعرفة أي من المدربين سيستقر مع فريقه بشكل أسرع وأيهما سينجح في الحصول على أكبر فائدة ممكنة من الفريق، وأيهما يستطيع قيادة فريقه للوصول أبعد من الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، بعدما فشل كل من الفريقين في الوصول لأبعد من هذا الدور في الموسمين الماضيين. وما يجعل المنافسة أكثر إثارة بين الفريقين هذا الموسم هي أنها المرة الأولى منذ 2003 التي يستعين فيها كل من الفريقين سويا بمدرب جديد. وتولى مارتينو قيادة برشلونة في ظروف أكثر صعوبة من أنشيلوتي، وكان الوقت المتاح أمامه لإعداد الفريق قبل بداية الموسم الجديد أقل منه بالنسبة ل أنشيلوتي. وتعاقد البارصا مع مارتينو في 23 جويلية الماضي، بعدما أبلغ تيتو فيلانوفا المدير الفني السابق للفريق إدارة النادي بأنه لا يستطيع استكمال مسيرته مع الفريق لحاجته إلى مزيد من العناية المكثفة بسبب معاناته من مرض السرطان. وبعدها، اضطر "تاتا" للسفر مع الفريق في رحلة إعداده الآسيوية والتي انتقدها المدرب الأرجنتيني بشكل شخصي، ولكنه لم يستطع إلغائها لاتفاق النادي عليها سلفا. ولم يبرم برشلونة أي صفقة لضم لاعب جديد لصفوف الفريق هذا الصيف باستثناء المهاجم البرازيلي الدولي الشاب نايمار دا سيلفا، وتشير تقارير إعلامية إلى أنه سيظل الصفقة الوحيدة للفريق هذا الصيف. وطالب فيلانوفا النادي بالتعاقد مع قلب دفاع جديد بعد السقوط المدوي للفريق صفر/7 أمام بايرن ميونيخ الألماني في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. ولكن على ما يبدو أن مارتينو يرى أن الفريق قادر على خوض الصراع في الموسم المقبل بما يمتلكه من لاعبين في صفوفه حاليا. ونجح مدرب نيويلز أولد بويز المعروف بتواضعه ودبلوماسيته في التعامل بشكل جيد مع لاعبي الفريق، ويعمل جاهدا لدمج ومزج نايمار في صفوف الفريق وتحسين قدرات الفريق على استعادة الكرة سريعا من المنافس. وقال مارتينو قبل أيام: "إنه فريق رائع مفعم بالإمكانيات والشخصية. إنني محظوظ للعمل مع هؤلاء اللاعبين". ولكن الأمر الذي يشغل الكثيرين في الوقت الحالي هو مدى قدرة هذا الفريق على عبور الموسم الجديد الذي سيكون طويلا وعصيبا بالتأكيد، خاصة بعد رحيل اللاعبين الفرنسي إيريك أبيدال والموهوب تياغو ألكانتار عن صفوف الفريق. وبينما واجه برشلونة هذا الصيف سلسلة من المشاكل والصدمات، مر الريال بصيف هادئ وساكن مقارنة بما قابله في سنوات مضت. وركز أنشيلوتي الذي وصفه الإعلام بلقب "صانع السلام" على إعادة الانسجام بين لاعبي الفريق بعد الانقسامات الهائلة التي سببها المدرب البرتغالي جوزي مورينيو في صفوف الفريق قبل رحيله عن تدريب الفريق في المراحل الأخيرة من الموسم الماضي. وتحلى المدرب الإيطالي مثل نظيره الأرجنتيني بالدبلوماسية والتواضع، وقال بعد رحلة إعداد الفريق الناجحة في الولاياتالمتحدة: "إنه أفضل فريق دربته في مسيرتي الرياضية... لدينا فريق جيد وشاب وقوي". ويشعر أنشيلوتي بسعادة خاصة للصفقات التي أبرمها النادي مع لاعبين شبان هم داني كارفاخال وكاسيميرو وأسيير إياراماندي وإيسكو. كما يعمل مدرب "البياسجي" السابق جاهدا على استعادة المستوى المعهود للبرازيلي كاكا، الذي كان لاعبا لديه في صفوف ميلان الإيطالي من قبل، بعد أربع سنوات من المعاناة وظروف الإصابة في ريال مدريد. وقد يراود الأمل أنشيلوتي في التعاقد مع اللاعب المتألق غاريث بيل من فريق توتنهام، ولكنه لن ينزعج إذا لم يتعاقد النادي مع النجم الويلزي في النهاية. وربما تكون نقطة الضعف الوحيدة في الريال هو عدم وجود رأس حربة صريح في الفريق يستطيع أن يسجل 20 هدفا في الموسم، حيث انتقل الأرجنتيني غونزالو هيغواين هذا الصيف إلى فريق نابولي الإيطالي. ولا يرغب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يجدد عقده مع الفريق حتى الآن في أن يلعب دور رأس الحربة الصريح، بينما لا يزال المهاجم الفرنسي كريم بن زيمة مفتقدا للشجاعة وللثقة بالنفس، كما يعاني ألفارو موراتا من نقص الخبرة.