كشف لنا مصدر موثوق أن مقر "الفاف" عرف في الأيام القليلة الماضية اجتماعات متواصلة بين مسؤولين من الاتحادية وكذلك ممثلين عن مناصري المنتخب الوطني بعضهم يقود لجان الأنصار لفرق عاصمية من القسم الأول، والغرض من هذه الاجتماعات هو تهيئة ظروف مناسبة لمباراة مالي المقبلة يوم 10 سبتمبر، بناءً على أهميتها بالنسبة إلى المنتخب الوطني حيث يعد هذا اللقاء الأخير قبل المباراة الفاصلة، كما يأتي بعد تعثر مفاجئ أمام غينيا، وسيكون على لاعبي "الخضر" أن يبرقوا رسائل اطمئنان إلى الجمهور الجزائري أن المنتخب الوطني جاهز لمباراة السد التي ينتظره ذهابها وإيابها في شهري أكتوبر ونوفمبر. الاجتماعات دامت عدة أيام وتكشف تخوف "الفاف" من لقاء مالي وقال مصدرنا إن الاجتماعات التي انعقدت بين العديد من الأطراف وكذلك مسؤولين من الاتحادية منهم الأمين العام بوزناد دامت عدة أيام تم التركيز خلالها مع ممثلي الأنصار على ضرورة دعوة المناصرين إلى التحلي بالروح الرياضية في هذه المباراة وتفادي التصفير على نشيد المنتخب المالي فضلا عن توعية الجمهور إلى ضرورة عدم اصطحاب أي شيء يمكن استعماله فيما بعد كمقذوفات لا سيما استعمال الألعاب النّارية التي تبقى محظورة، وتكشف الاجتماعات المطولة أن الاتحادية الجزائرية خائفة من هذه المباراة ومحتاطة للغاية. مصدر القلق الكبير تأثير تصرفات قد تلحق الضرر بالمنتخب في مباراة السد ويبقى التبرير الحقيقي لتخوف الاتحادية الذي كانت قد عبّرت عنه ببيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" هو أن المباراة المقبلة سيعقبها مباشرة اللقاء الفاصل، إذ ستلعب الجزائر شهر أكتوبر أو نوفمبر على أرضها والعكس صحيح بالنسبة إلى المباراة التي ستجرى خارج الجزائر، وفي حال تصرفات غير لائقة يمكن ل "الكاف" و"الفيفا" معاقبة الجزائر بحرمانها من الجمهور أو حتى اللعب خارج الجزائر إن حصلت أمور خطيرة بسبب التطورات التي يمكن أن تحصل خلال هذه المباراة. وكان جمهور ملعب تشاكر غضب للغاية من مردود الشوط الثاني أمام غينيا وصب جام غضبه على الجميع وهو ما أعطى إشارات إلى ضرورة توعيته مسبّقاً. احتمال لجوء لاعبي مالي إلى الإستفزاز وإثارة أعصاب الجمهور يبقى واردا وتم مناقشته وتبقى الاتحادية محتاطة للغاية من تصرفات الجمهور، حيث تحذّر من احتمال وقوع أشياء غير متوقعة خلال التسعين دقيقة من المباراة، مثل لجوء المنافس الذي يضم لاعبين من أصحاب الخبرة لاستفزاز الجمهور ومحاولة التأثير في أعصابه ما دام أنه مقصى وما دام أن الجزائر هي التي أبعدت منتخب مالي من المنافسة، فهذا الأسلوب "الإفريقي" احتمال حدوثه وارد، وهذه النقطة تمت مناقشتها بالتفصيل وتم تقديم توصيات إلى ممثلي الأنصار على ضرورة الهدوء والتعامل مع المباراة ببرودة طالما أن الجزائر متأهلة إلى المباراة الفاصلة وستكون مع "رؤوس المجموعات" مهما كانت نتيجتها أمام مالي. الجمهور سيعطي أفضل مثال لأنه يعرف مصلحة المنتخب ووعد ممثلو مناصري المنتخب بلعب دورهم في هذه المواجهة طالما أن الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية، في الوقت الذي من الواضح فيه أن الجمهور الجزائري الذي سيحضر اللقاء من مدرجات تشاكر سيقدم كل الدعم لرفقاء فغولي لضمان تحقيقهم الانتصار لأن الأمر يتعلق بمباراة رسمية وهامة بالنسبة للجزائر التي تبقى بحاجة إلى انتصار خامس هذه السنة سيعطي الكثير من الناحية المعنوية للمنتخب، ويساعده في اللقاء الفاصل، ومن المؤكد أن الجمهور الجزائري الذي يمتاز بحس وطني سيتجنب كل التصرفات التي بإمكانها أن تؤثر على مصلحة "الخضر" أو قد تنعكس عليه في مباراة السّد.