تواصلت معاناة إتحاد الحراش في بداية الموسم الجديد بعدما سقط على ميدانه أمام شباب قسنطينة وسجل ثاني هزيمة له على التوالي في البطولة.. مما جعله يقبع في المركز الأخير في الترتيب العام للبطولة في أكبر مفاجآت بداية الموسم وسيناريو لم يتوقعه محبو "الصفراء"، خاصة الهزيمة أمام "السنافر" التي أصابتهم بصدمة كبيرة بعدما كانوا يراهنون على تدارك ما حدث في بشار أمام شبيبة الساورة في الجولة الإفتتاحية. "الصفراء" دخلت المواجهة جيدا وحقّقت الأهم سريعا ولعل ما زاد من حسرة الحراشية بهذه الهزيمة الجديدة هو أن تشكيلة المدرب شارف دخلت اللقاء بشكل جيد منذ الوهلة الأولى بالنظر إلى السيطرة التي فرضتها على المنافس، وخلقت بعض الفرص قبل أن تتمكن من تحقيق الأهم مبكرا وفي الدقيقة 18 فقط من الشوط الأولى بهدف يونس، وهو ما جعل الجميع ينتظر أن يتواصل المد الحراشي ويحقق الفريق فوزا عريضا بالنظر للأداء المتواضع الذي ظهر به الشباب في هذه المرحلة. التشكيلة تدفع ثمن الفرص الضائعة وانهيار في الشوط الثاني وأهم ما أثار دهشة الأنصار هو أن الحراش كانت قادرة على إنهاء المرحلة الأولى بأكثر من الهدف الذي سجله يونس، لكن المهاجمين تفننوا في إضاعة الفرص أمام مرمى الشباب بسبب التسرع بالدرجة الأولى والضغط الذي كانوا يلعبون تحته خوفا من أي تعثر، لتكون الدهشة الأكبر في بداية الشوط الثاني حين انهار رفقاء هندو بشكل غريب، مما أتاح الفرصة للزوار للسيطرة على أطواء المباراة والضغط أكثر على الحراش، وجعلهم ذلك يعودون في النتيجة ثم التقدم في النتيجة، في سيناريو لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين من جانب الحراش. استفاقة متأخرة والتحكيم في قفص الإتهام وما يزيد من طرح التساؤلات أكثر هو أن أداء التشكيلة الحراشية تحسن بمجرد تلقي الهدف الثاني من طرف شباب قسنطينة، إذ فرضت ضغطا رهيبا على منطقة "السنافر" كاد يثمر في الكثير من الأحيان بهدف التعادل، لكن التسرع كان سببا في عدم تحقيق ذلك أمام التساؤلات حول عدم لعب التشكيلة بذلك الأداء وتراجعها إلى الخلف في بداية الشوط الثاني والذي شكل منعرج المباراة، في حين أن التحكيم في نهاية اللقاء كان في قفص الإتهام من جانب أبناء "الصفراء" الذين حملوا الحكم بشير مسؤولية تعثر فريقهم، بعد تغاضيه عن ركلة جزاء واضحة إثر عرقلة أمادا في الدقائق الأخيرة حسب محبي الفريق الحراشي. خيارات شارف محل انتقادات كبيرة من جانب آخر، أجمع كل من تابع المباراة على أن المدرب الحراشي بوعلام شارف يتحمل جزء من الهزيمة، بالنظر إلى خياراته التي تبقى محل انتقاد من طرف الجميع بالنسبة لبعض اللاعبين، لكن أهم الإنتقادات التي طالت شارف أمام شباب قسنطينة تبقى تأخره في عملية التغييرات التي لم يقم بها إلا بعد فوات الآوان، إذ يرى الأنصار أنه كان يجدر به إحداث تغييرات عندما كانت التشكيلة تمر بمرحلة فراغ وضرورة منحها دفعا وروحا جديدا بإقحام بعض الإحتياطيين. الفريق منهزم وشارف يدعّم وسط الميدان بدلا من الهجوم ولم يقتصر الأمر عند تأخر شارف في إحداث التغييرات فقط وإنما أيضا في نوعيتها، ففي الوقت الذي كان يتطلب من مدرب "الصفراء" تدعيم خط الهجوم لتحقيق التعادل على الأقل بعدما كان منهزما بإقحام عامر يحيى المهاجم الصريح الوحيد في كرسي الإحتياط بعدما فضل عدم توجيه الدعوة ل عبيد وحنيستار، فضل شارف تدعيم خط الوسط من خلال تغييرات لم يفهم إلى ماذا كان تهدف من خلال إشراك آيت واعمر، حراق وبلعروسي. مركز أخير بصفر نقطة الهزيمة الثانية للحراش والأولى لها داخل القواعد جعلت الفريق يتذيل سلم الترتيب رفقة الصاعد الجديد شباب عين فكرون مع أفضلية لهذا الأخير من حيث فارق الأهداف، إذ لم يحصد أشبال شارف أية نقطة وبمركز أخير بات يشكل مفاجأة من العيار الثقيل في بداية هذا الموسم لعشاق "الصفراء"، والذين لم يكن أحد ينتظر هذه البداية السلبية لفريقهم بعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الثانيو وكانت نتائجه في هذه الفترة نفسها من الموسم الماضي انتصارين على التوالي. الضغط يزداد على شارف قبل مواجهة الأربعاء ويبدو واضحا أن هذه البداية السيئة والغير متوقعة من جانب التشكيلة الحراشية وضعت اللاعبين وأيضا المدرب بوعلام شارف تحت ضغط رهيب من طرف الأنصار، والذين بدؤوا يتشاءمون مما قد يحدث مستقبلا، مما يجعل الأنظار مشدودة نحو لقاء هذا الثلاثاء أمام أمل الأربعاء بملعب براكني، والذي لا يملك أبناء الحراش سوى الفوز فيه للعودة إلى الواجهة ووقف مسلسل النتائج السلبية.
فيما بقي اللاعبون أكثر من ساعة في غرف الملابس شارف يتجنب الحديث عن الهزيمة ويطالب عناصره بنسيانها مرة أخرى تفادى المدرب الحراشي بوعلام شارف السماح للاعبيه بمغادرة غرف تغيير الملابس بعد الهزيمة داخل الديار أمام شباب قسنطينة، وهذا تجبنا لأي احتكاك مع بعض الأنصار الذين تجمّعوا أمام غرف تغيير الملابس، قبل أن يغادروا بعدما تأخر اللاعبون في الخروج بسبب برمجة شارف حصص تدليك بهدف الإسترجاع. أغلب الأنصار غادروا في قمة الغضب قبل نهاية المباراة ويبقى أبرز مشهد لفت الأنظار أن العديد من الأنصار لم ينتظروا نهاية المباراة أو حتى التحدث مع اللاعبين، ففور الهدف الثاني لشباب قسنطينة راحوا يغادرون مدرجات ملعب أول نوفمبر إدراكا منهم أن الهزيمة من نصيب فريقهم وكلهم غضب على أداء بعض اللاعبين، وأيضا من خيارات شارف الذي بدا عليه عدم التحكم في زمام الأمور بعد هدف بولمدايس. حديث شارف للاعبيه كان ديبلوماسيا وفي السياق نفسه، ذكرت مصادرنا أن المدرب الحراشي بوعلام شارف لم يرغب في التحدث كثيرا حول الأداء والهزيمة أمام "السنافر" مع لاعبيه في غرف تغيير الملابس، إذ اعتمد على الديبلوماسية في حديثه من خلال المطالبة بنسيان ما حدث وعدم العودة إلى ذلك، في مشهد حدث في اللقاء السابق أمام شبيبة الساورة مؤكدا على ضرورة التركيز على لقاء أمل الأربعاء فقط. قرب مواجهة أمل الأربعاء سبب لجوئه إلى ذلك وبناء على ما اتضح، فإن سبب عدم تطرق شارف للحديث عن الهزيمة أمام شباب قسنطينة راجع أساسا لرغبته عدم التأثير على المعنويات، باعتبار أن الفريق سيكون معنيا بمواجهة الجولة الثالثة هذا الثلاثاء أمام الصاعد الجديد أمل الأربعاء، وتركيزه على الجانب النفسي أكثر لتحقيق نتيجة إيجابية في ملعب براكني.
بومشرة: "ضيّعنا الفوز في الشوط الأول والتحكيم حرمنا من التعادل" تحدث صانع ألعاب إتحاد الحراش سليم بومشرة عن الهزيمة التي سجلها فريقه أمام شباب قسنطينة بعقر داره، واعترف أنها لا تعكس الوجه الحقيقي للصفراء التي كانت تستحق نتيجة أفضل من ذلك، وأشار بومشرة أن الرغبة في تحقيق الفوز كانت واضحة لدى الحراش منذ صافرة البداية لتدارك الهزيمة السابقة أمام شبيبة الساورة، بدليل الضغط الذي فرضته التشكيلة على المنافس وكلل بهدف التقدم في وقت مبكر. "دفعنا ثمن الفرص الضائعة لقتل المباراة في الشوط الأول" ولم يتوان ابن وهران في التأكيد أن "الصفراء" دفعت ثمن الفرص التي ضيعتها في الشوط الأول، فقد كان بمقدورها قتل المباراة أمام أخطاء دفاع الشباب، لكن لم يتم استغلال تلك الفرص جيدا بسبب- حسب بومشرة- التسرع والضغط الكبير الذي كان على التشكيلة خوفا من أي تعثر جديد، مع اعترافه أن ذلك كله منح الثقة للمنافس في الشوط الثاني للعودة في المباراة. "لم نفهم كيف لم يشاهد الحكم عرقلة أمادا" وأنهى بومشرة حديثه بالتأكيد أن الحراش لا تعاني من أزمة رغم أنه ثاني انهزام على التوالي ولم تحصد أية نقطة، وقال أن الأمور في بدايتها والموسم مر عليه جولتين فقط وكل شيء سيتحسن بداية من لقاء الأربعاء، ليختم بالحديث عن التحكيم الذي- حسب محدثنا- كان خارج الإطار وحرم الحراش من تعادل على الأقل، بعدما تغاضى عن ركلة جزاء شرعية لصالح الحراش بعد عرقلة أمادا في الوقت بدل الضائع، وقال بومشرة أن الجميع شاهدها إلا الحكم.
الإدارة توجه انتقادات ل شارف لم يتوان العديد من محبي إتحاد الحراش وحتى المسيرين في توجيه انتقادات لاذعة مرة أخرى للمدرب بوعلام شارف عقب الهزيمة أمام شباب قسنطينة داخل الديار، إلى درجة أن عددا من المسيرين اعتبروا أن شارف يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في هذا التعثر الجديد، بسبب طريقة تعامله مع الأمور وطريقة نظرته لأداء اللاعبين في الميدان. تأكيد على أن خياراته لا تحقّق الإجماع وانضم العديد من المسيرين الفاعلين في بيت "الصفراء" إلى الآراء التي أكدت منذ مباراة الساورة أن خيارات المدرب شارف لا تحقق الإجماع، وأنه كان من الواجب عليه إحداث تغييرات على التشكيلة الأساسية بعد الذي حدث مع شبيبة الساورة، لكنه بقي مصمما على موقفه وراح يجدد الثقة في التشكيلة نفسها، مما انعكس سلبا على الأداء وكانت النتيجة هزيمة جديدة. ... وانتقادات جديدة للحكم بشير حول طريقة أدائه وإضافة إلى ذلك، راح المسيرون يوجهون انتقادات لاذعة للحكم بشير الذي- حسب رأيهم- لم يكن في مستوى المواجهة، والتي حتى وإن جرت في روح رياضية عالية إلا أنه كان سببا في الهزيمة التي تكبدتها "الصفراء"، عندما تغاضى عن ركلة جزاء شرعية لصالح الحراش في الوقت بدل الضائع ولم تكن لديه الشجاعة في الإعلان عنها.
غازي يؤكد وجود ركلة جزاء شرعية للحراش اعترف لاعب وسط ميدان مولودية الجزائر كريم غازي خلال نزوله ضيفا على حصة "دوري المحترفين" أن الحراش كانت تستحق ركلة جزاء، إثر عرقلة لاعب خط الوسط أمادا في الوقت بدل الضائع، وأكد غازي أن الصور تثبت وجود خطأ من المدافع القسنطيني بولحية على اللاعب الملغاشي للصفراء.
العوفي: "صراحة لم نفهم ما حدث في بداية الشوط الثاني" ربط المدرب المساعد للصفراء سالم العوفي التعثر الجديد للتشكيلة أمام شباب قسنطينة بنقص التركيز عند اللاعبين رغم أنهم بدؤوا- حسبه- اللقاء بشكل جيد، مرجعا ذلك للضغط الكبير الذي عانت منه التشكيلة بعد الهزيمة أمام شبيبة الساورة، لكن العوفي لم يفوت الفرصة ليؤكد أن أداء التشكيلة في بداية الشوط الثاني وتراجعها إلى الخلف يبقى سؤالا يثير العديد من علامات الإستفهام ويتوجب الوقوف عند أسبابه. "الحكم بلا تعليق لأن الجميع شاهد ركلة الجزاء" وفي نهاية حديثه، أكد العوفي أن الحراش حرمت على التعادل على الأقل بالنظر لما حدث في نهاية المباراة وتغاضي الحكم عن ركلة جزاء شرعية لصالح أمادا قال عنها أن الجميع شاهدها باستثناء الحكم بشير، وهي النقطة التي تبقى تثير الدهشة وتخوفات من عامل التحكيم مجددا هذا الموسم.
آيت واعمر: "لم يكن أحد يتصور ما حدث والتدارك ضروري أمام الأربعاء" ما تعليقك على الهزيمة أمام شباب قسنطينة؟ أكيد هي نتيجة سلبية خاصة أننا لعبنا في ميداننا وكنا نامل لتحقيق الفوز لنسيان ما حدث في بشار أمام شبيبة الساورة، لكن للأسف الأمور لم تسر مثلما نشاء وتكبدنا ثاني هزيمة على التوالي. سيناريو لم يكن متوقعا خاصة بعد البداية الجيدة وتسجيلكم مبكرا؟ بطبيعة الحال، فلا أحد كان يتصور ما الذي حدث وكيف انقلبت الأمور في بداية الشوط الثاني في وقت كنا قادرين على قتل المباراة في شوطها الأول، لكننا ضيعنا العديد من الفرص ودفعنا الثمن باهضا. الحراش تبقى دون فوز وفي المرتبة الأخيرة وهو ما لم يكن متوقعا... هذا أمر مفروغ منه، فالحراش كانت وتبقى مرشحة للعب الأدوار الأولى وبالتالي بداية كهذه لم تكن على البال، لكن يتوجب علينا نسيانها والتركيز على المرحلة المقبلة لتدارك ما فات. ربما كلام المدرب معكم كان حول نسيان الهزيمة، أليس كذلك؟ المدرب طالبنا بنسيان الهزيمة أمام شباب قسنطينة خاصة أننا على موعد مع لقاء أمل الأربعاء في وقت قصير، لذا كان تركيزه كبيرا على الجانب النفسي. دخولك في المرحلة الثانية كان موفقا وأعطيت نفسا جديدا للتشكيلة رغم أنك لم تلعب كثيرا، ما قولك؟ الجميع يعرف آيت واعمر وأني كلما أشارك أقدم كل ما لدي ولا أتوان في اللعب بحرارة، أما الأمور الأخرى فكل شيء يبقى في يد المدرب وحده وأنا من جانبي أقوم بدوري فقط. رأيناك تتجه نحو الحكم بعد نهاية اللقاء ربما بسبب ركلة الجزاء التي لم يعلن عنها، فماذا حدث؟ لقد توجهت لأتحدث معه بخصوص ركلة الجزاء وقال لي أنه لم يشاهد اللقطة. هل يمكن القول أن الحراش في أزمة حاليا؟ الوقت مبكر للحديث عن أزمة، فنحن لم نلعب سوى لقاءين فقط والموسم مازال في بدايته، لكن التدارك ضروري وذلك يتطلب تحقيق الفوز أمام الأربعاء للخروج من هذه الوضعية.
أمادا يبقى أفضل لاعب في الحراش اعترف كل من تابع المباراة أن لاعب الوسط الملغاشي أمادا كان أفضل عنصر من جانب التشكيلة الحراشية أمام شباب قسنطينة، فقد كان بمثابة الرئة في وسط الميدان وفي كل ميدان وكان على بعد التسجيل في عدة مرات بقذفات قوية لولا تألق حارس "السنافر" سيدريك.
أنصار "السنافر" يعدون "الكواسر" باستقبال مماثل مع غمرة احتفال فريقهم بالفوز على إتحاد الحراش، راح أنصار شباب قسنطينة يعترفون بحفاوة الإستقبال الذي حظوا به من طرف الحراشيين، وأكدوا أن "الكواسر" سيحظون باستقبال مماثل في مباراة العودة.
أصحاب بطاقات الإنخراط ساخطون أبدى عدد من الأنصار ممن اشتروا بطاقات الإنخراط استياء من التعامل مع المنصة الشرفية وعدم تخصيص أماكن لهم، والسماح لأشخاص لم يدفعوا حقوق الإنخراط مثلهم بالجلوس في المنصة الشرفية التي فقدت هيبتها مع مرور الوقت.