انطلق صبيحة أمس بمركز سيدي موسى تربص المنتخب الوطني تحضيرا للقاء مالي في العاشر من سبتمبر الحالي، لحساب الجولة الأخيرة للمجموعة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2014، وعلى غرار التربص التحضيري السابق للقاء غينيا الودّي، فإن تربص أمس تميز بحضور جميع اللاعبين الدوليين (ڤديورة تأخّر بسبب توقيعه مع كريستال بالاس)، ما يكشف الرغبة والإرادة في التعامل مع مباراة مالي بجدّية رغم أنّ الأمر يتعلق بلقاء شكلي، بما أن منتخبنا اقتطع تأشيرة التأهل للدور المقبل بعد فوزيه المتتالين على حساب كل من البينين ورواندا، وبعدما تعثر زملاء "سايدو كايتا" أمام هذين المنافسين على التوالي. 7 حصص في سيدي موسى وتحضيرا لهذا التربص الذي سيمتد منذ أمس 3 سبتمبر إلى العاشر من الشهر الجاري، ضبط الناخب وحيد حليلوزيتش برنامجا تحضيريا مكّثفا بعض الشيء يتضمن 9 حصص تدريبية، 7 منها في مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، حيث كانت البداية أمس بحصة استرخائية مسائية، على أن يجري رفاق الحارس مبولحي يومي الأربعاء والخميس برنامجا مكثفا بعض الشيء، يرغب من خلاله البوسني في شحن بطارياتهم حيث سيجرون حصتين تدرييبيتين في اليوم بسيدي موسى، على أن يعودوا لتطبيق البرنامج التدريبي العادي يوم الجمعة بحصة أخرى في المركز، وحصة في توقيت المباراة (20سا و30 دقيقة) يوم الأحد بمركز سيدي موسى أيضا. حصتان في تشاكر يومي السبت والاثنين وخوفا من تأثر العشب الطبيعي لملعب مصطفى تشاكر بالبليدة جراء التدرب عليه يوميا، تفادى الناخب الوطني برمجة العديد من الحصص التدريبية بهذا الملعب وقرر أن يكتفي ببرمجة حصتين تدريبيتين فقط، واحدة مساء يوم السبت والثانية والأخيرة مساء يوم الاثنين على الساعة الخامسة ونصف، على أن يستفيد منتخب مالي من التدرب فيه خلال توقيت المباراة. البوسني يتعامل مع المباراة كأنها مصيرية وهذا جيد والظاهر أن البوسني قد رسّخ لدى لاعبيه قاعدة الالتحاق المبكر بتربصات المنتخب الوطني، بدليل أن اللاعبين الدوليين وبعدما كانوا في وقت ليس ببعيد يلتحقون متأخرين، متحججين بتأخر الرحلات أو بالإصابات إلى غير ذلك، صاروا يلتحقون بالتربصات قبيل مواعيدها. لأن التربص الذي انطلق أمس عرف حضور عدد كبير من اللاعبين مساء يوم الإثنين، مع أن التربص بُرمجت انطلاقته يوم الثلاثاء، ما يؤكّد أن البوسني فرض الانضباط داخل المجموعة، وأنّ حليلوزيتش يتعامل مع مباراة مالي بجدية وكأنها مصيرية، وهذا جيد لمنتخبنا حتى يعود لتحقيق الانتصارات من جديد بعد تعثره في المباراة الودّية أمام غينيا. لا يريد أن يدخل لاعبوه في عطلة قبل أن يحققوا الأهمّ والظاهر أن البوسني لا يرغب في دخول لاعبيه في عطلة مدفوعة الأجر قبل الأوان، ولا يرغب في إشعارهم بأنهم حققوا الأهم من خلال وصولهم إلى مباراة السدّ، لأن ما يصبو إليه وما يتطلع له الجمهور الجزائري أكبر بكثير من أن يكتفوا بذلك، فالهدف المنشود يبقى التأهل إلى "المونديال"، والدخول في فخ التساهل من الآن من شأنه أن يجعل الشك يتسرب إلى نفوس اللاعبين قبيل مباراة السد، لذلك يتعامل البوسني مع لقاء مالي بجدية، ويرفض أن يصدّق لاعبوه إشاعات وصول المنافس بلاعبيه الاحتياطيين، ويصر على تحقيق الفوز لاكتساب الثقة من جديد قبيل مبارتي السدّ.