فاز كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني بالمعركة المالية لحد الآن أمام منافسه الأبرز ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة، حيث قام بتجديد عقده مؤخرا إلى غاية العام 2018 مقابل 17 مليون أورو سنويا ليصبح بذلك اللاعب الأعلى راتبا في العالم متقدما على زلاتان إبراهيموفيتش نجم باريس سان جرمان ورادميل فالكاو مهاجم نادي موناكو ب14 مليون أورو لكل منهما بالإضافة إلى "البرغوث" الأرجنتيني الذي يتقاضى في كتالونيا راتبا سنويا قدره 13 مليون أورو، وبالنظر إلى الصراع الدائم بين الأرجنتيني والبرتغالي فإنه من المتوقع أن نسمع قريبا عن رفع راتب الأول أو تجديد عقده لموسم آخر كونه جدد شهر فيفري الماضي إلى غاية 2018 بشرط جزائي يقدر ب250 مليون أورو. رفع راتبه سيضطره لتجديد آخر وقبول شروط الإدارة وسيكون ليونيل ميسي مرشحا للتجديد لموسم آخر على الأقل أو موسمين حسب ما تقضي إليه الحاجة في حال رفع راتبه فعلا من إدارة برشلونة، ورغم أن الحديث عن الأمر يبقى مبكرا بعض الشيء، غير أن الكتالان قد يحدثون المفاجأة في أي لحظة بإعلانهم خلال فترة قادمة عن قرب تجديد النجم الأرجنتيني لموسم آخر سيما إن علمنا بأنه يريد البقاء مع برشلونة لأكبر فترة ممكنة قبل أن يعود إلى الأرجنتين للإعتزال مع نيويلز أولد بويز، وهو ما لن يكون بيده وحده بالنظر إلى المنافسة الشديدة التي تفرض عليه البقاء تحت الأضواء، وفي حال حدوث ذلك فإن ليو قد يكون مضطرا للقبول بشروط إدارة ساندرو روسيل وعلى رأسها رفع شرطه الجزائي إلى 300 مليون أورو فأكثر وهو الأمر الذي عارضه شهر فيفري الفارط بحكم أنه كان في موقع قوة.
البارصا يحكم عليه القبضة وقد يجدد له مدى الحياة ومن هذا المنطلق فإن نادي برشلونة يكون قد أحكم قبضته على نجمه الأول في حال حدث هذا التوقع وتم الحديث عن رفع راتبه ليتساوى مع راتب كريستيانو أو يقترب منه على الأقل وهو ما لا يعتبر كثيرا على ميسي صاحب الكرات الذهبية الأربع والمنقذ الأول لبرشلونة خلال السنوات الخمس الماضية، ويرغب النادي الكتالوني منذ مدة طويلة ربط ميسي مع الفريق بعقد مدى الحياة ليضمن بقاءه هناك إلى غاية إعتزاله وهو ما يعارضه "البرغوث" الراغب في إكرام فريقه الأول "أولد بويز" بالإعتزال ضمن صفوفه، غير أنه قد يتراجع عن قراره بضغوط عائلية، جماهيرية وإعلامية إلى جانب الرغبة الشخصية المتمثلة في التربع على عرش لاعبي كرة القدم من الناحيتين الكروية والمالية.
قد يبدأ الضغط إذا توفر عقده على بند يسمح برفع راتبه وبما أن نادي برشلونة لم يكشف عن بنود العقد الأخير ل ميسي والذي تم التوقيع عليه يوم 7 فيفري الفارط، فإن وسائل الإعلام العالمية وحتى الكتالونية منها تبقى في حيرة من أمرها كونها لا تعرف إن كان العقد يتوفر على بند يتيح زيادة اللاعب لراتبه وفقا لشروط يتفق عليها مع الإدارة من عدمه، فإن لم يتوفر فإن الحل الوحيد لرفع الراتب هو تجديد العقد لموسم آخر أو مدى الحياة علما بأن عقده الحالي يربطه مع الفريق إلى غاية بلوغه 31 سنة من العمر، وإن توفر ذلك البند فإن ليو سيصبح في موقع قوة ولن يطيل الإنتظار حتى يطالب بزيادة في راتبه، وبالنظر إلى معطيات سابقة نجد أن والده والمعني بترتيب أموره المالية ووكيل أعماله في نفس الوقت سيكون المبادر للمطالبة بهذه الزيادة وقد يفاوض طويلا للحصول على مبتغاه.
الساسة الإسبان يطالبون بوضع سقف للرواتب ويعارض السياسيون ورجال الإقتصاد في إسبانيا إرتفاع رواتب اللاعبين بهذا الشكل منذ مدة طويلة، حيث تحدثوا كثيرا عن الأمر شهر ماي الفارط مؤكدين أن الراتب السنوي لكل من رونالدو وميسي (13 مليون أورو في تلك الفترة بالنسبة لكليهما) يعادل رواتب الآلاف من العمال الإسبان، وإنتقد هؤلاء رؤساء الفرق وخاصة ساندرو روسيل وفلورنتينو بيريز مطالبين إياهم بضرورة الإلتفات إلى الأزمة المالية التي تضرب إسبانيا والبلاد الأوروبية منذ مدة، وضربت بعض الأطراف أمثلة حية عن الأندية الإيطالية التي وضعت سقفا لرواتب اللاعبين وحددت الأسعار التي تستقدم بها خلال فترتي الإنتقالات الشتوية والصيفية وهو ما كان إيجابيا على الإقتصاد الإيطالي الذي إستفاد من تظافر جهود كل الفئات في المجتمع بمختلف التخصصات، إذ تحدثت الأخبار الأخيرة عن تحسن كبير في إقتصاد البلد مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في آخر 12 سنة.