تفاجأ كل المتتبعين أمس حين اطلاعهم على القائمة الأولى، التي أعدها الناخب الوطني حليلوزيتش التي ضمت أسماء 36 لاعبا، سيختار منهم اللاعبون الذين سيكونون معنيين بالسفر إلى "واڤادوڤو" لمواجهة بوركنيافاسو يوم 12 أكتوبر القادم، بعدم وجود اسم صانع ألعاب "باستيا" الجديد رياض بودبوز فيها رغم أنها ضمت أسماء الكثير من اللاعبين، الذين يوجدون دون منافسة مع أنديتهم أو الذين لا يقدمون أفضل مستوياتهم منذ بداية الموسم. وتأكد الآن أكثر من أي وقت مضى أن بودبوز دخل القائمة السوداء للناخب الوطني، والتي تضم أسماء العيفاوي، عبدون، مترف، شاوشي، غزال، مفتاح، بن موسى وشعلالي. البوسني لم ينس حادثة "الشيشة" ويبدو أن حليلوزيتش لم يهضم ما اقترفه اللاعب في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حين وجد "الشيشة" في غرفة نومه بعد مغادرته جنوب إفريقيا، ما اعتبره خطأ جسيما لا يمكن أن يمرر الاسفنجة عليه وقتها. وبعد أن ظن الجميع أن إبعاد بودبوز سيكون للقاء أو اثنين، فإن الواقع عكس ذلك لأن صاحب الكرة الذهبية الجزائرية لسنة 2012، سيكون غائبا عن لقاء الذهاب أمام بوركينافاسو للمرة السادسة على التوالي، بعد غيابه عن لقاءي البينين ذهابا وإيابا ولقاء رواندا وبعدها غينيا وأخيرا مالي. قد يحرمه من "المونديال" مهما كان مردوده مع ناديه ويتوجه مشوار بودبوز مع المنتخب الوطني للتوقف نهائيا، مادام حليلوزيتش يشرف على تدريبه خاصة أن كل المؤشرات توحي أن الناخب الوطني لن يعول عليه في المستقبل القريب، خاصة في نهائيات كأس العالم إذا تأهل "الخضر" إليها بعد اجتيازهم عقبة "بوركينافاسو" بسلام في الدور الفاصل، مهما كان الأداء الذي سيقدمه بودبوز في الموسم الحالي مع ناديه الجديد "باستيا"، خاصة أن المدرب البوسني معروف عنه أنه لا يسامح اللاعبين بسرعة، في حال ارتكابهم أي حالة تنافي الانضباط المعمول به داخل النادي أو المنتخب الذي يدربه. كان سيفيد "الخضر" كثيرا مع وضعية فغولي وحتى جابو ودون انتقاد خيارات الناخب الوطني الذي يبقى حرا في اختيار اللاعبين، الذين يراهم الأفضل لتقديم الإضافة لتشكيلة "الخضر"، فإن الأرقام تؤكد أن وجود بودبوز على الأقل في قائمة 36 الموسعة التي أعلن عنها أمس، كان سيكون منطقيا جدا مثلما سيكون وجود اسم اللاعب في قائمة 23 التي سيستدعيها لمواجهة واڤادوڤو منطقيا أيضا، لما نأخذ بعين الاعتبار أن الثنائي الذي ينشط في منصبه بالمنتخب الوطني حاليا لا يلعب كثيرا، حيث أن فغولي أصبح احتياطيا مع "فالنسيا" بدليل أنه لم يشارك ولو لدقيقة في لقاءها الأخير أمام نادي إشبيلية، في وقت أن جابو ضحية عدم انطلاق البطولة التونسية حتى الآن، ما جعله في حالة بطالة مع فريقه النادي الإفريقي. الجزائر تتجه لخسارة موهبة وقضية "الشيشة" كان يمكن معالجتها بشكل آخر ويبقى الأكيد في كل هذا أن المنتخب الوطني في طريقه لخسارة موهبة حقيقية، حتى إن كانت أسهم اللاعب تراجعت في الأشهر الأخيرة ما جعل أكبر الأندية الأوروبية التي كانت مهتمة بخدماته في المواسم الفارطة، تغير نظرتها تجاهه ما دفعه للانضمام إلى "باستيا". وكان يمكن أن تعالج قضية "الشيشة" التي اتهم فيها اللاعب الذي يبلغ من العمر 23 سنة بطريقة أخرى، حتى لا يتم تحطيمه مشواره وإحباطه معنويا من خلال فرض عقوبة مالية عليه إلى جانب تحديد مدة غيابه عن المنتخب الوطني، وليس إهانته بهذه الطريقة وهو الذي رفض اللعب مع منتخب فرنسا للآمال واختار اللعب للجزائر ولم يكن عمره يتعدى 19 سنة.