بعد تردد أعلن الناخب الوطني حليلوزيتش صبيحة أمس عن أسماء اللاعبين المعنيين بالمشاركة في التربص الذي سيسبق مواجهتي البينين ورواندا لحساب الجولتين الرابعة والخامسة من تصفيات كأس العالم 2014... وهي القائمة التي ضمت 25 لاعبا وعرفت وجود اسمين جديدين ويتعلق الأمر بكل من لاعب وسط ميدان "كون" الفرنسي "أغوازي" الذي شكّل استدعاؤه مفاجأة كبيرة بالنظر إلى المستوى الذي يلعب فيه وتقدّمه في السن (يبلغ 29 سنة) وإلى جانبه حارس مرمى وفاق سطيف خذايرية. وإذا كانت قائمة المدرب البوسني على غير العادة قد اقتصرت على لاعبين جاهزين يملكون وتيرة تنافسية ولم يعانوا من نقص المنافسة مع أنديتهم، فهذا الأمر لا يعني أنّ القائمة كانت منطقية وعرفت تواجد اللاعبين الأكثر استعدادا لتمثيل المنتخب الوطني في لقاءين مصيريين سيكون مطالبا فيهما بحصد 4 نقاط على الأقل للإبقاء على حظوظه قائمة للعب اللقاء الفاصل المؤهّل إلى المونديال. بلايلي متألّق في الترجي والجميع متّفقون على أنّه يستحق الاستدعاء أوّل لاعب لا يمكن أن ينكر أحد أنه كان يستحق التواجد في قائمة حليلوزيتش هو يوسف بلايلي صاحب 21 سنة والمتألق بشكل لافت للانتباه هذا الموسم مع ناديه الترجي الرياضي التونسي، إذ ساهم بشكل مباشر في تواجده حاليا في المركز الأول في دورة لقب البطولة التونسية ووراء تأهيله أيضا إلى دور المجموعات من كأس رابطة أبطال إفريقيا. اللاعب السابق لمولودية وهران لعب منذ بداية الموسم 23 لقاء بمجموع 1728 دقيقة وسجّل 5 أهداف ويعتبر بشهادة أهل الاختصاص مفاجأة الموسم وهو الأمر الذي جعله محل اهتمام أندية أوروبية كثيرة تتنافس الآن للظفر بخدماته في نهاية الموسم. تهميش ماندي متواصل رغم موسمه الرّائع في "ليغ 1" اللاعب الثاني الذي يبقى عدم تواجده في قائمة حليلوزيتش لغزا كبيرا هو الظهير الأيمن ل "رامس" الفرنسي عيسى ماندي الذي لا يختلف اثنان على أنه أفضل ظهير أيمن جزائري ينشط في البطولات الأوروبية، فإضافة إلى أنه يلعب في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية فإنه بصدد تأدية مشوار استثنائي هذا الموسم وهو الذي يبلغ من العمر 23 سنة فقط. بلغة الأرقام ماندي الذي يبدو أن حليلوزيتش لم يقتنع يوما بمردوده ويحبّذ أكثر الترقيع من خلال إصراره على إشراك مهدي مصطفى في منصب ظهير أيمن رغم أنه ليس منصبه الحقيقي، لعب هذا الموسم 29 لقاء حتى الآن (مازالت جولة في ليغ 1 ستلعب الأحد المقبل) وقد جمع من كل مشاركاته 2461 دقيقة وسجّل هدفين وهي حصيلة جيدة. عبدون أفضل لاعب في الدوري اليوناني لكنه غير مُستدعى وواصل حليلوزيتش إبعاد عبدون لأسباب انضباطية حسبه ومرّة أخرى لم يضعه في قائمته رغم أنّ اللاعب أدّى موسما مثاليا جعله ينال لقب أفضل لاعب في البطولة اليونانية للموسم الحالي، خاصة أن أرقامه رائعة إذ شارك في 35 لقاء هذا الموسم مع ناديه في مختلف المنافسات التي لعبها وجمع خلالها 2674 دقيقة وسجّل 7 أهداف. عدم استدعاء عبدون كان مفاجأة كبيرة لوسائل الإعلام اليونانية التي لم تتوان في فتح النار على حليلوزيتش بعد أن استغربت قراره، إذ وصفت صحيفة "غافروس" وشبكة "غازيتا" الشهيرة إبعاد عبدون المتواصل بالإجحاف في حقه وذهبت إلى حد التأكيد على أن المنتخب الجزائري الخاسر في كل هذا وليس عبدون. "الخضر" خسروا بودبوز بسبب "الشيشة" رغم أنّه أحد أفضل محترفينا ومثلما كان متوقعا لم يستدع الناخب الوطني حليلوزيتش صانع ألعاب "سوشو" رياض بودبوز بسبب ما اصطلح تسميته بقضية "الشيشة"، إذ فضّل معاقبته للمرة الثانية على التوالي رغم أن ما قام به اللاعب ليس جسيما مقارنة بالحالات الانضباطية الأخرى التي تحدث في المنتخب والتي يتم المرور عليها مرور الكرام. حليلوزيتش حرم المنتخب الوطني بقراره هذا من لاعب يوجد في حالة تنافسية جيدة بعد أن لعب هذا الموسم 34 لقاء حتى الآن مع ناديه بدون احتساب مشاركاته مع المنتخب الوطني وهو الذي جمع 2591 دقيقة وسجل 6 أهداف، وهي الحصيلة التي لم يبلغها من اللاعبين الذين يلعبون في منصبه إلاّ فغولي مادام أن براهيمي، قادير وحتى جابو لعبوا أقل منه بكثير. بلفوضيل كان يمكن أن يشارك لو تمّ التعامل مع موضوعه جيّدا على صعيد آخر، كان يمكن أن يكون المهاجم الواعد ل "بارما" الإيطالي إسحاق بلفوضيل الذي يوجد محل متابعة من أكبر الأندية الأوروبية في صورة نابولي وتوتنهام حاضرا في التربص الحالي للمنتخب الوطني لو تعامل حليلوزيتش ومسؤولو "الفاف" جيدا مع الموضوع، خاصة أن اللاعب شاب ويعيش ضغطا رهيبا لم يسبق له أن عاشه وكان يمكن الصبر عليه في البداية من أجل استدعائه الآن وليس إدراج اسمه في قائمة لقاء ليبيا في شهر سبتمبر الفارط رغم أن تأهيله لم يتم وقتها حتى مع "الفيفا"، في خرجة فاجأت اللاعب كثيرا وزادت الضغط عليه وهو ما جعله الآن مترددا في قبول أول استدعاء للعب مع المنتخب الوطني رغم أنه أكد دائما استعداده لحمل قميص الجزائر. حليلوزيتش أبعد تجّار هذه المرّة لكن العاطفة دائما موجودة في خياراته في الأخير وإن كان ليس بمقدورنا انتقاد خيارات الناخب حليلوزيتش فإن مهنتنا تحتم علينا قول كلمة الحق والتأكيد على أنّ لاعبين كثيرين كانوا يستحقون التواجد في قائمة حليلوزيتش للعب لقاءين مصيريين ينتظران المنتخب الوطني، لأن اللاعبين الذين يوجدون في مناصبهم ليسوا أفضل منهم ف بلايلي، ماندي، عبدون، بودبوز وحتى بلفوضيل كانوا يستحقّون التواجد في هذه القائمة، لكن حليلوزيتش فاجأ بعدم استدعائهم وفضّل عليهم لاعبين آخرين أقل مستوى وحالة تنافسية منهم، ليؤكّد مرة أخرى أن العاطفة دائما تبقى حاضرة في خياراته حتى وإن كان هذه المرة قد أبعد لاعبه المدلل ساعد تجّار.