تسيل القضية التي كشفت عنها يومية "الهدّاف" يوم الثلاثاء الفارط الكثير من الحبر، بعدما تمّ التأكّد من أن رأس حربة "إنتر ميلان" الإيطالي إسحاق بلفوضيل لن يكون ضمن القائمة الرسمية للمنتخب الوطني ... في تنقله إلى بوركينافاسو لحساب ذهاب الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم 2014، قرار تباينت حوله الآراء لا سيما أن أرقام بلفوضيل والمستوى الذي يلعب فيه بالدوري الإيطالي أفضل بكثير مثلا من أرقام صاحب الصفر دقيقة غيلاس وأكبر بكثير من مستوى البطولة البرتغالية، كما أن القرار الذي يعود بدرجة الأولى لأسباب انضباطية -حسب ما علمناه- بات مخيفا للبعض، لا سيما أن الجزائر صارت تفقد ألمع نجومها بسبب قرارات انضباطية بعدما فقدت من قبل خدمات بودبوز، صاحب الإمكانات الكبيرة الذي أبعد منذ "كان 2013" بسبب ما اصطلح تسميته قضية "الشيشة". الخلاف الحقيقي بدأ قبيل لقاء مالي وليس بعده وقبيل الحديث عما قد ينجرّ عن إبعاد بلفوضيل من القائمة في لقاء بوركينافاسو، وربما إبعاده حتى عن لقاء العودة ما دام السبب بات معروفا ألا وهو انضباطي أكثر ما متعلق بلغة الأرقام التي تصب في صالح مهاجم "الإنتر"، فضلنا أن نعود إلى بداية الخلاف بين الرجلين، إذ كشفت لنا مصادرنا الخاصة أن تلاسنات حدثت بين "حليلوزيتش" وبلفوضيل في مركز سيدي موسى قبيل مباراة مالي وليس بعدها، إذ تلاسن بلفوضيل مع مدربه على مرآى من بعض اللاعبين ومرآى أعضاء طاقمه الفني، وهذا ردا على كلام قاله "حليلوزيتش" عنه مثلما تعوّد على قوله للعديد من اللاعبين، وهو ما رفضه اللاعب الذي ردّ على مدربه بطريقة جادة، فكان ردّ البوسني أن أقحمه في الوقت بدل الضائع أمام مالي، فحدثت القطيعة بينهما رغم جلسة الصلح التي عقدت بينهما عقب المباراة، وها هو البوسني يردّ من جديد بتنحية اللاعب من حساباته تحسبا للقاء بوركينافاسو. البوسني لا يتلاعب بالانضباط، أمر منطقي ولكنه مخيف ويبقى ل"حليلوزيتش" الحق أن يبعد من يشاء ويبقي من يشاء عندما يتعلق الأمر بالأمور الانضباطية في المنتخب، ويبقى الرجل محقا أيضا إن سعى للحفاظ على استقرار المجموعة بإبعاد من يتجاوزون خطوطهم الحمراء حتى يكونوا عبرة لزملائهم، فهذا مفروغ منه، لكن أن يبعد اللاعبين أو بالأحرى الركائز في كل مرة لسبب أو لآخر، فهذا ما قد يبدو مخيفا لأن الجزائر وبعدما افتقدت للاعب من طينة بودبوز الذي كان قادرا على أن يعطي الكثير لها مستقبلا بفضل الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، فقد تفقد الآن لاعبا آخر سعى روراوة وكل المسؤولين جاهدين من أجل ضمه للمنتخب، ولما نجحوا في ذلك، ها هي مجهوداتهم تذهب أدراج الرياح بخلافاته مع "حليلوزيتش" وإبعاده عن قائمة مباراة بوركينافاسو، وهو الإبعاد الذي لن يمر دون أي ردّ فعل من بلفوضيل. القضية قد تخيف المستهدفين في صورة ماندي، بن زية، رشيد غزال وزفان والخوف كل الخوف من ردّ فعل المستهدفين مستقبلا من اللاعبين الفرانكو-جزائريين، لأن لاعبين مثل ماندي، بن زية، رشيد غزال وزفان وكل من تستهدف "الفاف" ضمهم إلى صفوف "الخضر" قد يتخوفون من الإلتحاق بالمنتخب، وهذا بعدما يشاهدون كيف انتهت القصة بالنسبة ل بودبوز الذي لن تطأ أقدامه المنتخب مع "حليلوزيتش" مستقبلا بسبب قضية "الشيشة" التي تجاوز فيها اللاعب حدوده، لكنها لا تعتبر جريمة يعاقب عليها بهذا الشكل، وعندما يروا ما حدث ل بلفوضيل في ظرف وجيز منذ التحاقه بالمنتخب، فلا غرابة إن ترددوا في الالتحاق بالمنتخب بسبب صرامة "حليلوزيتش" المبالغ فيها بشهادة من يحيطون به. جيل بأكمله اعتزل منذ قدوم "حليلوزيتش" عهدة "حليلوزيتش" هذه لم تعرف إبعاد بودبوز سابقا وإبعاد بلفوضيل حاليا، بل أنها عرفت اعتزال جيل بأكمله اللعب دوليا، في صورة بلحاج، مطمور، عنتر يحيى مثلا، فهؤلاء لا نقول أنهم تخوّفوا من عدم فرض نفسهم معه، بل أنهم من نشوب خلافات بينهم وبين البوسني كانت ستعصف بالمنتخب، فقرروا الانسحاب، إذ انسحب بلحاج ومطمور بمجرد نشوب أوّل خلاف لهما معه (الأول بسبب عدم تفهم قضية القضاء مع زوجته الأولى والثاني بسبب مطالبته بالإعفاء من مباريات تصفيات كان 2013)، وعنتر يحيى فضل أن يبدأ العمل معه وحضر مباراة غامبيا، قبل أن يعلن انسحابه بشكل مفاجئ رغم أنه كان لا يزال قادرا على العطاء. ...والشعب الجزائري يرجو ألا تؤثر القضية على نتيجة لقاء بوركينافاسو ويتابع الشعب الجزائري ما يحدث باهتمام شديد بما أن موعد مباراة بوركينافاسو بات قريبا، ويتمنى ألا تؤثر قضية بلفوضيل سلبا على استقرار المجموعة وعلى نتيجة مباراة الذهاب، لأن العودة بنتيجة جيدة من "واڤادوڤو" تكتسي أهمية أكبر بالنسبة للشعب الجزائري من مصلحة البوسني أو مصلحة بلفوضيل في اللعب والتواجد ضمن القائمة، وذلك حتى يتسنى له الاحتفال بتأهل المنتخب إلى "المونديال" في مباراة العودة يوم 19 نوفمبر المقبل بملعب مصطفى تشاكر.