تمكن الجمهور الجزائري من متابعة المباراة التي جرت بين المنتخب الوطني ونظيره البروكينابي مساء أمس، حيث أصرّ المسؤولون الجزائريون على نقل اللقاء بأي طريقة كانت، وهذا بعدما تعثرت المفاوضات بينها وبين الجزيرة الرياضية بصفتها المالك الحصري لحقوق البث في المنطقة العربية. وبالرغم من رغبة مسؤولي التلفزيون الجزائري الحصول على حقوق البث واشتراء الحقوق من المالك الحصري، إلا أن المطالب التعجيزية التي اشترطتها القناة القطرية هي التي حالت دون حصول التلفزيون الجزائري على النقل من الجهة المكلفة بتغطية المنطقة العربية، فلجأ مسؤولي التلفزيون الجزائري إلى نقل المباراة من إحدى القنوات الإفريقية. القطريون اشترطوا فتح مكتب ل "الجزيرة" في الجزائر ومنحهم الاعتماد وتأكد أمس أن السبب الرئيسي لتعثر المفاوضات بين التلفزيون الجزائري والباقة التلفزية القطرية متعلق بضرورة سماح وزارة الداخلية الجزائرية ل "الجزيرة" بفتح مكتب جديد لها في العاصمة بعد أن أغلق مكتبها السابق سنة 2004 حيث نزع منها الاعتماد للنشاط في الجزائر. واعتبر التلفزيون الجزائري هذا المطلب بالتعجيزي وهو ما جعله يغلق باب المفاوضات مع "الجزيرة الرياضية" بخصوص مباراة مساء أمس وهذا بطلب من الجهات العليا في البلاد. ...ومبلغ 1,5 مليون دولار مقابل البث الأرضي فقط ولم تكتف شبكة "الجزيرة الرياضية" في مفاوضاتها مع التلفزيون الجزائري بابتزازها مقابل فتح مكتب جديد ل "الجزيرة" في الجزائر ومنح الإعتماد لهذه الشبكة لمزاولة نشاطها في بلدنا بكل حرية، بل ذكرت تقارير صحفية أمس أن هذه الأخيرة طالبت بمبلغ 1,5 مليون دولار (ما يعادل 12,5 مليار سنتيم) وهو المبلغ الذي اعتبر خياليا خاصة وأن "الجزيرة الرياضية" اشترطت نقل اللقاء عبر القناة الوطنية الأرضية فقط. القضية أصبحت شرفا والتلفزيون رفض أي مساومة وكان التلفزيون الجزائري وشبكة "الجزيرة الرياضية" المالك الحصري لحقوق بث اللقاء في بلدان شمال إفريقيا رغم أن إدارة التلفزيون الجزائري كانت قد توصلت سهرة الثلاثاء الفارط إلى اتفاق مع مجمع "سبورت فايف" الذي اشترى حقوق نقل اللقاء ومنح حصرية بثه المباشر لبعض القنوات ومن بينهم "الجزيرة الرياضية" التي رفضت في نهاية المطاف طلب مجمع "سبورت فايف" وأصرت على عدم منح ترخيص للتلفزيون الجزائري لنقل اللقاء على قناته الأرضية على الأقل لتصل المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود وتغلق صبيحة أمس بقرار من الفوق حسب ما علمناه حيث تمّ رفض أي مساومة من قبل القطريين وأصبح الأمر قضية شرف ومبدأ للجانب الجزائري. "الفاف" راسلت "الكاف" من أجل التدخل لكن دون جدوى وكحل أخير من أجل إجبار شبكة "الجزيرة الرياضية" على منح حق نقل المباراة للتلفزيون الجزائري عبر قناته الأرضية دون شروط تعجيزية فإن الإتحادية الجزائرية راسلت الكونفدرالية الإفريقية بطلب من التلفزيون الجزائري لأجل التدخل في الموضوع. وذكرت تقارير صحفية عربية أن هيئة "حياتو" طالبت من الشبكة "البرتقالية" عدم المزايدة على عرض المباراة وعدم المبالغة في طلباتها إلى جانب عدم تجاوز الأسعار المتعارف عليها، لكن يبدو أن كل هذا لم يغير في الموضوع شيئا مادام أن الاتفاق لم يحدث بين "الجزيرة الرياضية" والتلفزيون الجزائري ليلجأ هذا الأخير إلى نقل المباراة عبر التلفزيون "البوركينابي". المهم أن الجمهور الجزائري لم يحرم من مشاهدة "الخضر" ويبدو أن التلفزيون الجزائري قد فاز بالمعركة الإعلامية مع الشبكة القطرية بعدما نقل المباراة، حيث استطاع أن يضمن النقل مهما كانت الجهة التي ضمنت له ذلك، فالمناصر الجزائري البسيط الذي لا يملك هوائيا مقعرا همّه الوحيد هو متابعة المباراة، لأن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني، ولا يشغل باله بالمشاكل الخاصة بحقوق البث أو ما شابه ذلك، وبالتالي فإن التلفزيون الجزائري نقل اللقاء وضمن البث للمشاهد الجزائري البسيط حق المتعة ومشاهدة منتخب بلده. "الجزيرة الرياضية" لن تسكت وتتهم التلفزيون الجزائري ب "السرقة" ويبدو أن صراعا في الأفق منتظر الآن بين التلفزيون الجزائري والشبكة "البرتقالية" التي لم تهضم يتم نقل لقاء أمس في القناة الأرضية الوطنية من التلفزيون البوركينابي وهو الأمر الذي أشارت إليه بعد نصف ساعة من بداية اللقاء حين أوضح المعلق الجزائري حفيظ دراجي في تعليقه على اللقاء عن نقل التلفزيون الجزائري للمباراة بطريقة غير قانونية. قبل أن تركز "الجزيرة الرياضية" في نهاية اللقاء على صورة من الملعب توضح فيها ما قام به التلفزيون الجزائري رفعها تقني بوركينابي يبدو أنه مأجور. تجدر الإشارة أن ما قاله حفيظ دراجي أثناء تعليقه عن اللقاء كان مجبرا لفعله مادام أن أملي عليه من قبله مسؤوليه ولو أن الأكيد أن ما قاله سيفتح المجال للكثير من التأويلات في الأيام القادمة.