في مطلع مارس 2013، وبينما كان ريال مدريد وبرشلونة يخوضان آخر مواجهة كلاسيكو إسباني حتى الآن، كان جيراردو مارتينو يقود فريقه نيويلز أولد بويز المليء بالاحتياطيين نحو فوز على بلغرانو المتواضع في الدوري الأرجنتيني... لم يكن أحد يظن حينها أن المدرب سيكون بعد نحو ثمانية أشهر، أحد الأبطال الرئيسيين في الموعد التالي بين أقوى فريقين في عالم كرة القدم الإسبانية. سيتولى "تاتا" مارتينو ذاك، الذي لا يزال يرتدي قميصا بلون الفستق خلال العديد من المباريات، الذي يتحدث ببساطة تتناقض مع المكانة العالمية لفريقه، خيوط برشلونة في اللقاء الأهم هذا الأسبوع، وسيضع تحت الاختبار نحو ثلاثة أشهر قضاها في تدريب الفريق الكتالوني. وقال مارتينو قبل أشهر من تحوله إلى الخليفة خارج التوقعات للنموذج الذي اتبعه كل من جوسيب غوارديولا وتيتو فيلانوفا في الفريق الأفضل في العالم خلال الأعوام الخمسة الأخيرة: "هناك فرق تقتحم عيني المرأ للطريقة التي تلعب بها، للطريقة التي تظهر عليها وهناك فرق أخرى تعجبك للطريقة التي تلعب بها، لكنها تتسبب في شعورك بالضيق. برشلونة سينتهي بك الأمر وأنت تحبه". وبإحصائيات أكثر من إيجابية، مع دور قيادي واضح داخل فريق مدجج بالنجوم، وبنموذج لعب لم يتم التوصل بعد إلى شكله النهائي، بدأ مارتينو يبدد صورته كشخص مجهول (يحميه ليونيل ميسي) في كرة القدم الإسبانية. وقد تكون نتيجة "الكلاسيكو" أمام ريال مدريد حاسمة في تدعيم صورة "تاتا" داخل النادي، وكذلك صورة قيادته وسط جماهير الفريق. وقال المدرب الأرجنتيني قبل أيام: "إنه أسبوع من المباريات الهامة، لكنه ليس حاسما". ويعرف المدرب السابق ل نيويلز جيدا أن الترمومتر الذي يتم به قياس عمله في النادي الكتالوني أعلى بكثير وأكثر تطلبا، بالنظر إلى خبرته شبه المنعدمة في كرة القدم الأوروبية. وقالها مارتينو بنفسه قبل أسابيع، عندما أكد: "شخصيتي تخلق جدلا أكبر لأنني لست من أبناء النادي ولا هولندي". وتأكدت النظرية على مدار الأسبوع الماضي في ظل الانتقادات التي انهالت من جانب الصحافة الكتالونية بعد التعادل أمام أوساسونا وميلان. وذكرت صحيفة "سبورت" بعد التعادل أمام ميلان: "كان لدينا الأمل في رؤية برشلونة متفوقا على سبيل الاستعداد لخطة كلاسيكو السبت، لكن الأمور لم تكن كذلك". وخاض برشلونة مع مارتينو 14 مباراة رسمية، فاز في عشر منها وتعادل في أربع، ويتصدر الدوري الإسباني فضلا عن مجموعته في دوري الأبطال، كما عادل الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية في مستهل الدوري المحلي. وقال اليوم منافسه في لقاء غد كارلو أنشيلوتي: "تدريب برشلونة ليس سهلا، ولاسيما بعد فيلانوفا وغوارديولا. أعتقد أن مارتينو يقوم بعمل جيد لأن برشلونة فريق قوي وصلب". ومع ذلك، لا تزال شخصية المدرب الأرجنتيني تحت الاختبار. وسيحاول "تاتا" ليس فقط الدفاع عن صدارة الدوري، بل أيضا تغيير المسار السلبي ل برشلونة في مواجهات "الكلاسيكو" الأخيرة، فالفريق الكتالوني مضت عليه خمس مواجهات كلاسيكو رسمية متتالية لم يحقق فيها أي انتصار على ريال مدريد. سيتألق "كامب نو" غدا بحضور الفريقين الأقوى في الوقت الحالي. ولن تكون نتيجة مباراة "الكلاسيكو" الأول هذا الموسم حاسمة، لكن بالنسبة لرجال مثل مارتينو تمثل تجربة حيوية قبل أن يختم 2013 في قيادة برشلونة.