مع بدأ العد التنازلي لأولمبياد سوتشي الشتوي سنة 2014 فإن المسؤولين الروس في حالة تامة من التفاؤل... رغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى الفضائح التي أحاطت بالدورة. وتجول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود هذا الاسبوع، ويسعى المنظمون إلى الاحتفال اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء على انطلاق مؤشر ال100 المتبقية على انطلاق فعاليات الدورة. وافتتح بوتين وباخ اليوم الثلاثاء محطة سكة حديدية في سوتشي، والتي ستخدم الأعداد الكبيرة من الزائرين خلال الأولمبياد، حيث تبلغ المساحة التي تغطيها السكك الحديدية 75 كيلومترا بين سوتشي ومنتجع كراسنايا بوليانا الجبلي، حيث تقام العديد من المنافسات هناك. وفي إشارة إلى سيل من الانتقادات الدولية ضد قانون حظر "الدعاية لمثلي الجنس" الذي تم توقيعه في جوان الماضي، شدد بوتين على أنه عقب حفل الافتتاح ينبغي أن يشعر جميع الزائرين بالراحة في الأولمبياد "بصرف النظر عن جنسيتهم، العرق أو الميل الجنسي". ويسعى بوتين بصفته لاعب هوكي جليد ومشجع لكل أنواع الرياضات، إلى استضافة البطولات الرياضية الكبرى في ظل خطته الساعية إلى إعادة روسيا إلى عهدها الذهبي خلال حقبة الاتحاد السوفيتي السابق. وسيعقب دورة الألعاب الأولمبية أول سباق ضمن بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 في روسيا، والذي سيقام أيضا في سوتشي عام 2014 أو 2015، وكذلك تستضيف روسيا كأس العالم 2018 لكرة القدم، حيث ستقام بعض مباريات البطولة في المنتجع المطل على البحر الأسود أيضا. ومع حجم انفاق بلغ 50 مليار دولار، فإن أولمبياد سوتشي أصبحت الدورة الأولمبية الأكثر تكلفة على مدار التاريخ. وهاجم المنتقدون ارتفاع معدل الفساد في روسيا بجانب المهمة الهائلة التي تقع على عاتق البلاد لتأمين أجواء شتوية في منتجع استوائي، تحيط به أشجار النخيل من الجانبين. وطالبت هيومن رايتس ووتش الاسبوع الحالي باخ، الذي يقوم بأول زيارة له إلى روسيا منذ انتخابه رئيسا للجنة الأولمبية الدولية في أيلول/سبتمبر الماضي، بحث موسكو على "تطهير قوانينها وممارساتها التعسفية". ودافع المنظمون عن ارتفاع تكاليف استضافة الدورة الأولمبية بشكل ضخم مستندين إلى أن كل أعمال البنية التحتية تعين بناؤها من الصفر، بالإضافة إلى أنه تم استثمار أموال طائلة فى شراء مئات من مدافع الثلوج وتخزين كميات هائلة من الثلوج في تجويفات الجبال ، أعلى مزيمتا كانيون. ولكن رغم كل شيء فإن هناك بعض الصعوبات التي مازالت تواجه أولمبياد سوتشي، فيما يتعلق بأحوال 379 موقع بناء أولمبي بجانب أن استاد فشت الضخم الذي يتسع ل45 الف مشجع لم يكتمل بعد. ومن بين أسباب التأخر في أعمال بناء استاد فشت هو إضافة إلى سقف للملعب مما يعني أن بروفات الحفل الافتتاحي لأولمبياد سوتشي في السابع من شباط/فبراير المقبل ينبغي أن تتأجل، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الروسية. ومن المفارقات أن الاستاد الذي تكلف أكثر من 700 مليون دولار، سيستضيف فقط الحفل الافتتاحي والختامي للأولمبياد، ولن يحتضن أي أحداث رياضية أخرى. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالعمال، حيث قام عامل بناء من العاملين في بناء مركز إعلامي، بتخييط فمه اعتراضا على عدم حصوله على آجره، فيما قال نشطاء أن ذلك يعد مثالا على طريقة تعامل السلطات مع عمال أغلبهم من المهاجرين ، المشاركين في أعمال البناء المتعلقة بالدورة الأولمبية. وأشارت وزارة العمل الاتحادية في روسيا أن 100 الف عامل ليسوا كافيين، وطالبات الحكومات الإقليمية الاستعانة بالعاطلين عن العمل، مشددة على أن المواقع الأولمبية في حاجة إلى 7000 عامل إضافي. وفي الوقت الذي قد تتلاشى فيه كل هذه التحديات فإن تدهور الأوضاع الأمنية يهدد الأولمبياد خاصة في ظل التوتر الناشب على حدود سوتشي مع شمال منطقة القوقاز، حيث دعا زعيم إمارة القوقاز دوكو عمروف إلى شن هجمات ضد أولمبياد سوتشي. وحتى الآن لم تقع حوادث كبرى، ولكن حدوث هجوم انتحاري على حافلة في وسط مدينة فولجوجراد الاسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، يذكر الجميع بأن الارهاب مازال يشكل خطرا كبيرا في روسيا.