جاء تألق بعض اللاعبين الشبان في المباراة الأخيرة أمام جمعية الشلف ليضع المدرب كوربيس في حرج، لأن هذا الأخير سيجد نفسه مجبرا على الاحتفاظ على الأقل ببعضهم، وهو ما سيجبره في الجهة المقابلة على مواصلة إبعاد الركائز التي عاقبها بعد لقاء العلمة وهي العقوبة التي مست كل من كودري، جديات، بوعزة وڤاسمي، بالإضافة إلى بدبودة رغم أنه من البدلاء، لذا يوجد التقني الفرنسي أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما المواصلة بالتشكيلة نفسها التي عادت بنقطة من الشلف وإما بالعفو عن الركائز والعودة إلى التشكيلة القديمة، وفي كل الأحوال سيكون هناك غاضبون، وفي حال مواصلة إبعاد الركائز فإن الرئيس حداد سيكون قلقا جدّا، لأنه لم يكن يخطر على باله أن يجد لاعبين يدفع لهم مئات الملايين خارج قائمة 18. الركائز يرفضون أن يكونوا كباش فداء الإبعاد التي تعرّض له اللاعبون الذين ذكرناهم آنفا رآه البعض عقوبة على الأداء الهزيل في العلمة حسب كوريبس، لكن ما لا يقبله اللاعبون المبعدون ويشاطرهم الرأي الكثير من المتتبعين هو أن يكونوا كبش فداء ويحملهم الطاقم الفني مسؤولية مرور الفريق بفترة فراغ، وعلى ضوء هذه المعطيات فإن الهوة ستتسع بين المدرب ولاعبيه المبعدين في حال بقائهم خارج الحسابات في مباراة من المباريات القادمة. حداد متخوّف من انقسام الفريق من جهتها، تتخوّف الإدارة من أن تكون قرارات الطاقم الفني سببا في اتساع رقعة الخلاف بين الطرفين، مما سيجعل الفريق ينقسم إلى مجموعتين، مجموعة تقف في صف المدرب لأنها تشارك بانتظام وتحصل على فرص ويعتبرها المدرب ركيزة أساسية يستحيل الاستغناء عنها، وأخرى ستبقى في خلاف مع المشرف الأول على العارضة الفنية مادامت خارج الحسابات، وعلى ضوء هذه المعطيات فإن المدرب كوربيس مطالب بإيجاد حل لهذه المعضلة، وما يؤرّقه أكثر هو أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك. من تهميش الشبان إلى معاقبة الركائز، وكوربيس يريد إمساك العصا من الوسط واستعمل المدرب كوربيس سياسة الحفاظ على استقرار التشكيلة، وهو ما جعل اللاعبين الجدد وبدلاء الموسم الماضي خارج الحسابات لفترة طويلة انتهت قبل الجولة الماضية، فالفترة الأولى تم فيها تهميش الشبان واللاعبين المتعوّدون على مقعد الاحتياط، في حين تم الاعتماد على ركائز الفريق الذين أحرزوا لقبين الموسم الماضي، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب ويبعد خمسة عناصر كاملة دفعة واحدة، وفي المقابل يمنح الفرصة للاعبين الشباب، وهي سياسة أراد من خلالها المدرب أن يمسك العصا من الوسط، لكنه لا يدرك أن الخلاف بينه وبين اللاعبين سيزداد أكثر. قائمة الغاضبين تتوسع وكوربيس لن يكون في راحة وتوسعت قائمة الغاضبين من المدرب أكثر فأكثر، ففي وقت سابق كان الشبان وبعض البدلاء فقط من أبدوا غضبهم من عدم منحهم الفرصة، لكن لسوء حظه أن الفترة الموالية عرفت إبعاد قائمة جديدة، وحتى في حال عودتها فإن عدم تواجد لاعب أساسي في قائمة 18 يفتح باب الخلاف مهما حدث بعدها، لذا يرى المتتبعون أن المدرب كوربيس فتح باب الخلاف على نفسه أكثر، وفي حال تسجيل نتيجة سلبية مستقبلا سيكون منتقدوه من اللاعبين أكثر من الذين يقفون إلى جانبه. النتائج لم تتغيّر في الهجوم والتغييرات يجب أن تتواصل ورغم عودة الفريق بنقطة التعادل من الشلف، إلا أن مشوار الفريق لحد الآن يعتبر سلبيا أو متوسطا إلى أبعد الحدود خاصة في الجولات الأربع الأخيرة، لأن التشكيلة لم تسجل سوى هدفين ولم تحرز سوى ثلاث نقاط من 12 نقطة ممكنة، لذا وجد الفريق نفسه في المركز السابع، والأكثر من هذا أن التشكيلة لم تسجل سوى هدفا واحدا في هذه اللقاءات الأربعة. وإذا كان المدرب قد أجرى تغييرات من أجل إحداث الوثبة المنتظرة، فإن ذلك لم يحدث عقب إبعاد اللاعبين الذين تحدّثنا عن آنفا، لذا يتعيّن عليه أن يواصل إجراء تعديلات على التشكيلة حتى يحصل على التشكيلة المثالية. ---------------- حداد يفوز بالمعركة الإدارية مع العايب مدني، بخماسية وعبد اللاوي مؤهلون رسميا في الاتحاد استعاد اتحاد العاصمة الثلاثي مدني، بلخماسة وعبد اللاوي بعدما تم استخراج إجازاتهم هذا الأسبوع، وهو الثلاثي الذي أسال الكثير من الحبر منذ التحاقه بالحرّاش ولم يحقق الهدف الذي رسمه وهو اللعب مع أكابر ذوي الزي الأصفر والأسود، ليعود اللاعبون الثلاثة خائبين إلى الفريق الذي أمضوا فيه قبل موسم، ومع نهاية عقودهم الصيف الماضي لم يسمح لهم بالرحيل، لأن الاتحادية اعتبرت قضاءهم موسم مع أكاديمية الفاف بمثابة موسم أبيض والعقد المبرم لا يمكنه أن يبقى ساري المفعول خلال تلك الفترة، وفي النهاية العقد ممدد لموسم إضافي بشكل آلي، وهو السند الذي اعتمدت عليه الرّابطة الوطنية في تأهيل هذا الثلاثي في صفوف آمال اتحاد العاصمة وليس اتحاد الحرّاش، يذكر أن الرئيس حداد أكد في وقت سابق أنه سيستعيد اللاعبين، وفعلا كان له ذلك بعدما تلقى ضمانات من الرئيس روراوة والنهاية هي ظفره بالقضية. ------------ بن موسى: "كل الفرق تلعب أمامنا لقاء العمر وعلينا الحذر من عين فكرون" "الإطاحة بنا هدف رئيسي حتى للفرق التي تصارع على البقاء" "لم ننهزم أمام الفرق كبيرة وسقوطنا كان أمام فرق متوسطة المستوى" كيف كانت المباراة التي جمعتكم أمام الشلف؟ المباراة كانت قوية، لعبنا أمام فريق كان مرتاحا من الناحية النفسية بعدما عاد بفوز من خارج الديّار، وهو ما جعلنا نأخذ حذرنا من منافس يلعب على أرضه وبين جماهيره ويسعى لتحقيق فوز جديد، نحن أيضا كنا مطالبين بالعمل على تفادي الهزيمة على الأقل، وكان لنا ذلك رغم أننا كنا نبحث عن الفوز. كنتم أمام حتمية تفادي الهزيمة على الأقل خصوصا بعد الهزيمة المسجلة في العلمة... بالطبع، فمن غير الممكن أن نقبل هزيمتين على التوالي وعملنا كل ما في وسعنا لكي نحقق الهدف المسطر وهو العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية، لعبنا مباراة أحسن بكثير من المباراة التي لعبناها في العلمة، وهو ما يجعلني أقول أننا ضيّعنا الفوز في الشلف. ضيّعتم الفوز وهو ما جعلهم تكتفون بنقطتين في لقاءين، ألا ترى أن الحصيلة ضئيلة بالنسبة لفريق يلعب من أجل الفوز بلقب البطولة؟ نستطيع أن نقول أن الحصيلة ضئيلة، لكن لا تنسوا أن كل الفرق تبحث عن الطريقة التي تمكنها من الحفاظ على النقاط داخل ملعبها، وهو ما يجعلنا نقول أن الحصيلة ضئيلة، لكن علينا أن نقتنع بها ونعمل على تحقيق نتائج أخرى أحسن خاصة على ملعبنا وبين جماهيرنا. تتواجدون في المركز السابع وعلى بعد خمس نقاط عن الرائد، ما قولك في هذا؟ خمس نقاط ليست شيئا كبيرا خاصة أننا مازلنا في مرحلة الذهاب، لذا كل شيء وارد فيما يخص جدول الترتيب، وعلينا أن نبحث عن الطريقة التي تمكننا من حصد نقاط أخرى سواء على ملعبنا أو بين جماهيرنا، والهدف الأول والأخير هو التواجد مع كوكبة المقدمة، لأن الفريق مقبل على صعبة وحاسمة ونحن مطالبون بتسييرها لصالحنا. المهمة داخل وخارج الديّار صعبة، فكيف ترى حظوظ الاتحاد في التنافس على اللقب؟ المهمة صعبة جدا كما تقول خاصة علينا نحن، لأن الاتحاد بات الفريق الذي تريد كل الفرق الإطاحة به، وكل الفرق تبحث عن الطريقة التي تمكنه من الفوز علينا، فهم يلعبون أمامنا مباراة العمر وكأنها نهائي كأس، وهذا الأمر يحدث أمام فرق متوسطة المستوى، أما أمام الفرق الكبيرة فنجد الأمور عادية خاصة من الناحية النفسية. تعني أن تعثراتكم كانت أمام الفرق الصغيرة، في حين أن أحسن النتائج كانت أمام الفرق الكبيرة... تلقينا هزيمتنا أمام فريقين يصارعان من أجل البقاء، في حين فزنا على في داربيين وتعادلنا في تيزي وزو، الساورة والشلف، وتعادلنا على ملعبنا أمام فريق كبير مثل شباب قسنطينة، لذا يمكن القول أن اللعب أمام الفرق الكبيرة يجعلك تلعب أفضل من مواجهة فرق تغلق اللعب وتبحث عن الطريقة التي تمكنها من التعادل على الأقل، وفي بعض الأحيان يحالفها الحظ وتسجل هدفا، وهو ما يرفع الضغط علينا ويجعلنا نقع في فخ الهزيمة. هذا الكلام ينطبق على مباراتكم القادمة أمام عين فكرون، أليس كذلك؟ أجل، فالمنافس سيلعب أمامنا بشعار تفادي الهزيمة وحتما سيلعب بخطة دفاعية محضة، لذا أرى أن المهمة لن تكون سهلة، فنحن أمام حتمية الفوز ولن نجد أحسن من منح المنافس قدره من الاحترام والعمل على استعادة نغمة الانتصارات، خصوصا على ملعبنا وبين جماهيرنا. أكيد أن الضغط سيكون عليكم أكثر منه على المنافس، أليس كذلك؟ بلى، فالمنافس سيلعب من أجل تفادي الهزيمة وهدفه هو الوقوف في وجه فريق اسمه اتحاد العاصمة، وفي حال تحقيق ذلك سيكون إنجازا بالنسبة إليهم، أما نحن فلا نملك خيارا غير الفوز، لأننا أصبحنا مطالبين بذلك أكثر من أي وقت مضى، وهو ما سيجعل الضغط علينا أكثر منه على المنافس. تواصل اللعب هذا الموسم في الدفاع ورغم ذلك الأنصار يبحثون عنك دائما لكي تسجل، ما هو شعورك؟ التسجيل مسؤولية الجميع، فكل من تتاح له فرصة يعمل على وضع الكرة في الشباك مهما كان منصبه، صحيح أنني أملك حسّا هجوميا، لذا أقول للأنصار أنني عائد تدريبجيا وأنتظر أن أكون في الموعد وأسجل أهدافا، كما يعلم الجميع لم ألعب في الجولات الأربع الأولى وهو ما جعلني أفقد الكثير من مستواي، وبطبيعة الحال مشاركاتي المتواصلة هي التي جعلتني أسترجع إمكانياتي شيئا فشيئا.