مما لا شك فيه أن امتلاك ريال مدريد لأرمادة من النجوم يجعله من أبرز المرشحين في كل موسم للتتويج بالألقاب سواءً المحلية منها أو القارية، لكن ثراء التعداد بات مشكلا حقيقيا هذا الموسم بالنسبة للمدرب كارلو أنشيلوتي والذي يسعى في كل مرة إلى إيجاد حلول ترقيعية يشارك بموجبها معظم اللاعبين لبغض دقائق أو مباريات، ورغم أن أغلبية مدربي الفرق الأوروبية يحسدون أنشيلوتي على التعداد الذي يمتلكه إلا أن النعمة تحولت إلى نقمة ب سبب عدم شجاعة المدرب الإيطالي في اتخاذ القرارات التي تخدم الفريق الملكي بغض النظر عن ما تسببه من ضغوطات. تغيير التشكيلة في كل مباراة لن يحسن من أداء الفريق وتعود المدرب كارلو أنشيلوتي على التصريح بعد كل مباراة ب مقولة واحدة تتمثل في أمله الكبير في تحسن أداء الفريق في المباراة الموالية، لكنه وبطريقة غير مباشرة يساهم في إعادة الفريق لنقطة الصفر ب تغييراته المؤثرة على التشكيلة سواءً من ناحية التركيبة البشرية أو الطريقة وخطة اللعب، ب دليل أن الإحصائيات تؤكد أن المدرب أنشيلوتي استعمل 15 تشكيلة مختلفة في 16 مباراة رسمية لعبها "الميرنغي" حتى الآن في "الليغا" ورابطة الأبطال وهو أمر غير معقول لفريق يبحث عن الاستقرار. إيسكو، دي ماريا وخضيرة يشعرون بالظلم وب عودة النجم غاريث بايل من الإصابة بات المدرب أنشيلوتي يعتمد عليه أساسيا سواءً في منصبه الأصلي أو كمهاجم ثاني أحيانا، وهو ما أجره على تغيير الخطة للعب على الأجنحة بدل الاعتماد على صانع ألعاب، ليكون النجم الصاعد إيسكو ضحية الأسلوب الجديدة رفقة دي ماريا الذي برهن على قدراته وقدم مستوى باهر هذا الموسم، ووفقا للمعطيات التي نقلتها أغلب الصحف الإسبانية فإن ايسكو ودي ماريا يشعرون بالظلم ويعيشون على أعصابهم في المباريات الأخيرة خاصة بالنسبة للأول. راموس، كاسياس وأربيلوا يرفضون مبدأ التناوب ولا يعتبر الثنائي ايسكو ودي ماريا مصدر الخطر الوحيد على استقرار الفريق بل تعداه ليمس ركائز الفريق في صورة كاسياس، راموس وحتى أربيلوا الذي يعتبر من أقدم العناصر في الفريق، حيث رفض راموس مبدأ التناوب مع فاران أو حتى مع بيبي وهو ما جعل أنشيلوتي يعتمد عليه كظهير أيمن في المباراة السابقة أمام "اليوفي"، لتنشب النار الهادئة من جهة أربيلوا الذي حتما لم يتقبل القرار شأنه شأن الحارس كاسياس الذي أدى مباراة كبيرة وأشار إلى أنه لا يستطيع أن يلعب مباراة خلال كل أسبوعين بدل 4 أو 5 ل لوبيز، وهي معطيات على المدرب أنشيلوتي أن يعي مخاطرها قبل فوات الأوان. المطلوب قرارات صارمة وتحديد الفريق الأساسي ما ذكر سابقا قد يجعل بعض المراقبين للشأن المدريدي يردون بأن أي مدرب للفريق الملكي كان سيقع في نفس الإشكالية بسبب كثرة النجوم، لكن ما يجب توضحيه أن على مدرب في حجم أنشيلوتي أن يعي تماما أن طريقته في التعامل مع نجوم "الميرنغي" ليست صائبة، بل الأجدر به تجريب طريقة مورينيو الذي كان يملك 11 لاعبا أساسيا لا يتغيرون إلا لظروف معروفة كالإصابات أو العقوبات وهو ما ساهم في تطور أداء الريال كثيرا، بل أن "سبيشل وان" تحدي الجميع وأكد مرارا أنه لا يستطيع التغيير في كل مرة إرضاءً للاعبين لأن هدفه هو جعل ريال مدريد أقوى وليس إبراز صورة النجوم الذين يتقاضون الملايين سنويا. المقربون من أنشيلوتي يؤكدون تدخل بيريز في صلاحياته ولأنه لا يوجد دخان دون نار تحدث بعض المقربين من المدرب كارلو أنشيلوتي في اليومين الماضيين عن معاناة المدرب الإيطالي من ضغوط شديدة من طرف الإدارة والرئيس بيريز، حيث باتوا يتدخلون في قراراته الفنية وفرضوا عليه إشراك بايل أساسيا في أكبر عدد من المباريات فضلا عن بن زيمة، كما كشفت نفس المصادر أن إشراك كاسياس في رابطة الأبطال كان قرار بيريز وليس أنشيلوتي لأن هذا الأخير ليست مقتنعا لحد الآن بهذا الخيار خاصة وأنه سيشعر بحرج شديد في حالة تراجع مستوى لوبيز مع التألق اللافت ل إيكر كاسياس. فيغو : "بيريز كان يتدخل في عمل المدرب ويغير اللاعبين أيضا" في نفس السياق أكد لويس فيغو نجم ريال مدريد الأسبق أن فلورنتينو بيريز رئيس الفريق الملكي كان يتدخل في الخيارات الفنية للمدربين ويغير حتى اللاعبين في وقته بداية الألفية الثالثة، وقال في حديثه مع "ماركا" : "نعم كان بيريز يتدخل في التشكيلة، بعض القرارات كانت فنية وبعضها لم يكن كذلك، كان يغير حتى اللاعبين حين يريد"، وتابع حول وضعية الريال الحالية : "لقد خسرت الفرق الإسبانية الكثير من الكفاءات ما بات يعني أن هناك هوة كبيرة بين مدريد وبرشلونة والآخرين، أحب أن أرى كرة قدم جميلة وأتمنى أن يفوز ريال مدريد دائما لكن أحيانا لا يحدث هذا"