عند الدقيقة الستين أطلق ناصر الشمراني تسديدة فيها من الذكاء أكثر من القوة حصلت بها السعودية على الفوز 2-1 على العراق وصمنت مكانا في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم أمس الجمعة. ولم تبد الكرة بتلك القوة من على حافة منطقة الجزاء لكنها شقت طريقها بين أقدام لاعبي العراق والسعودية على حد سواء لتذهب مباشرة على يسار الحارس محمد حميد لتفوز السعودية وتبلغ النهائيات القارية قبل جولتين من نهاية التصفيات. وفي مبارة متكافئة في الدمام صنع الشمراني الفارق بهدفه الذكي بعدما ساهم في تقدم السعودية بتمريرة لزميله تيسير الجاسم في الشوط الأول قبل أن يتعادل يونس محمود قائد العراق لفريقه قبل نهاية ذلك الشوط. ولم تكن المساحة كبيرة جدا ولم يكن المكان الضيق على حافة منطقة الجزاء يوحي بأن الشمراني الذي يقضي موسمه الأول في الهلال سيختار التسديد لكنه استلم الكرة بشكل جيد من الجاسم وأطلقها بقدمه اليمنى في شباك حميد. واختار الشمراني الحديث عن الأداء الجماعي لزملائه وعن طريقة مدربه الاسباني لوبيز كارو لكن المدرب العراقي حكيم شاكر قال وهو يصف هدف الشمراني الذي جعل المهمة صعبة على فريقه في بلوغ النهائيات التي أحرز لقبها بطريقة مفاجئة في 2007 بالفوز على السعودية في النهائي "الهدف الذي سجله ناصر واحد من الأهداف التي يسجلها إلا لاعب مثله وفي إمكانياته." وأضاف "لا يوجد لاعب آخر يقدر يسجله.. استلام (للكرة) في مساحة ضيقة.. دوران على ثلاثة لاعبين وتصويب.. أكيد فارق خلقه لاعب وليس طريقة لعب." ويعيش الشمراني أياما سعيدة في الهلال منذ انتقاله المفاجيء من الشباب بعد نهاية الموسم الماضي وهو الآن الثاني في قائمة هدافي الفريق المتصدر لدوري المحترفين السعودي بستة أهداف مقابل ثمانية لزميله البرازيلي تياجو نيفيز. وقال الشمراني في تصريحات تلفزيونية "طريقة المدرب كانت أكثر من رائعة وكنا معتمدين على الارتداد الهجومي بسرعة اللاعبين وهذا بتكاتف الجميع وأتمنى أن تستمر هذه الروح مع زملائي." وتابع "إن شاء الله أمامنا مباراة الصين لتكتمل الفرحة." وتحل السعودية بطلة كأس آسيا ثلاث مرات آخرها في 1996 ضيفة على ملاحقتها الصين صاحبة المركز الثاني يوم الثلاثاء المقبل في المجموعة الثالثة. وقال مدرب السعودية لوبيز كارو الذي سبق له قيادة ريال مدريد "لعبنا من أجل هدف واحد هو الفوز والخروج من المباراة بالنقاط الثلاث لنحقق صدارة المجموعة وبطاقة التأهل لنهائيات الامم الآسيوية. سعيد بالفوز وما قدمه اللاعبون من اداء امتع الجماهير التي ملأت المدرجات وكانت وراء الفوز والتأهل." ونقلع عنه صحف محلية القول "لم يكن الفوز سهلا فالفريق المنافس من أقوياء آسيا فقد كان ندا عنيدا وقدم اداء رائعا في الشوط الاول وتمكن من معادلة النتيجة والتأهل لا يعني الراحة بل سنواصل حساباتنا نحو الفوز امام الصين والمباراة الاخيرة امام اندونيسيا لأننا لا نفكر بغير الصدارة ولن نلعب إلا من أجل الفوز وتحقيق كامل نقاطنا بالتصفيات."