قرر الإتحاد العربي لكرة القدم بصفة رسمية عودة مسابقة "دوري أبطال العرب" إبتداء من الموسم الرياضي القادم وذلك بعدما صادق على برنامجها خلال الإجتماع الذي عقدته نهاية الأسبوع الماضي بالكويت لجنة المسابقات التي يتزعمها رئيس "الفاف" محمد روراوة، كما تم الإعلان أيضا عن عدة قرارات أخرى تخص دورة الألعاب العربية لسنة 2011 المزمع إجراؤها في قطر، وأيضا مسابقات المنتخبات السنية لكرة القدم ومسابقة كأس العرب للأمم التي يبدو أنها سترى النور أخيرا. ألغيت قبل سنتين بفعل الصعوبات المالية وإسمها الجديد "كأس العرب للأندية" وجدير بالذكر أن النسخة الجديدة من مسابقة الأندية العربية لن تحمل الإسم السابق "دوري أبطال العرب"، بل إسم "كأس الأندية العربية" بما أنها ستتم وفق صيغة جديدة ولن تشهد بالضرورة مشاركة الأندية الفائزة بالبطولة المحلية في بلدانها، هذا ومعلوم أيضا أن هذه المسابقة لم تجر في آخر موسمين بسبب الصعوبات المالية التي واجهتها، حيث يتذكر الجميع أن شبكة راديو وتلفزيون العرب "آرتي" أعلنت إفلاسها وباعت حقوقها الكروية وغير الكروية لشبكة الجزيرة الرياضية قبل سنتين، وهو ما أثر مباشرة على المسابقة التي ألغيت بما أن "آرتي" كانت الراعي الرسمي لها وتصرف عليها أموالا كبيرة. ضغط الرزنامة يعتبر مشكلا مؤرقا أيضا وبالإضافة إلى مشكل التمويل، كان لضغط الرزنامة دور كبير في توقيف دوري أبطال العرب بعد ست نسخ فقط من إنطلاقتها، حيث كانت الأندية قد إشتكت كثيرا من عامل الإرهاق بسبب بعد المسافة بين البلدان العربية، وأيضا تداخل المواعيد بفعل وجود مسابقات رابطة الأبطال وكأس الإتحاد على المستويين الإفريقي والآسياوي، وكأسي الأندية البطلة والحائزة على الكأس على المستوى الخليجي، وكلها مسابقات صنفتها أغلب الأندية العربية أنها ذات أولوية مقارنة بالمسابقات العربية رغم القيمة المالية الكبيرة لجوائزها. قرعة النسخة القادمة ستجرى مبدئيا يوم 27 جويلية القادم هذا وقد إتفقت لجنة المسابقات أيضا خلال إجتماعها في العاصمة الكويتية على إجراء قرعة النسخة القادمة يوم 27 جويلية القادم في أحد المدن المغربية، وذلك على هامش مسابقة كأس العرب للمنتخبات دون 18 سنة التي ستحتضنها المملكة الشريفية ما بين 14 و28 من ذلك الشهر، وبالتالي يتوجب على الإتحادات العربية ترشيح فرقها قبل هذا التاريخ، وهو ما قد يطرح إشكالا آخر على إعتبار أن البطولات المحلية في ليبيا وسوريا واليمن متوقفة حاليا لظروف سياسية قاهرة، ومن المستبعد عودتها على المدى القريب. النظام تم إعتماده منذ ديسمبر ويقضي بمشاركة فريق واحد من كل بلد أما عن نظام المسابقة فقد تم إعتماده منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي، ويقضي بمشاركة فريق واحد من كل بلد على أن يكون هذا الفريق قد أنهى موسمه ضمن الأندية الخمسة الأوائل في البطولة المحلية، كما تأكد أيضا أن مباريات المسابقة ستقام بنظامي خروج المغلوب والمجموعات، وستجمع فرق القارة الواحدة إلى غاية الدور ربع النهائي وذلك تفاديا للسفريات الطويلة، كما رُسَم الإثنين كيوم لإقامتها بإعتبار أنه اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي لا يشهد منافسات قارية في آسيا وإفريقيا. 10 أندية من إفريقيا و12 من آسيا إضافة للترجي التونسي وبعملية حسابية، نجد أن عدد الفرق المشاركة في النسخة القادمة سيقدر ب22 فريقا تمثل 22 إتحادا عربيا، وبالتالي فعدد الأندية من عرب إفريقيا هو 10 ويمثلون كلا من: المغرب، موريطانيا، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السودان، جزر القمر، جيبوتي، الصومال، و12 من عرب آسيا يمثلون: عمان، اليمن، قطر، الإمارات، السعودية، الكويت، العراق، البحرين، سوريا، الأردن، لبنان وفلسطين، وبعد إقامة الدور الأول سيتأهل 5 فرق من إفريقيا و6 من آسيا، يضاف لهما الترجي الرياضي التونسي بطل آخر نسخة والتي أقيمت في 2009. أندية شمال إفريقيا ستشارك بصدر رحب ويبقى الشيء الأكيد من كل هذا هو أن الأندية المغاربية ستستقبل قرار ترسيم هذه المنافسة بصدر رحب، خاصة أن أغلبها يحبذ المشاركة في هذه المنافسة ذات العائدات المالية الكبيرة على كأس الكاف مثلا التي تكبد الفريق خسائر مالية كبيرة خاصة إذا ما فشل في الوصول إلى دور أبعد من ربع النهائي، علما أن قيمة الجوائز المالية لكأس الأندية العربية لم تحدد بعد، لكن المسؤولين كشفوا من قبل بأنها ستكون مغرية أكثر "دوري أبطال العرب" الذي كان يتحصل حامل لقبه على جائزة 1.5 مليون دولار. المنافسة ستشتعل على المراتب الرابعة والخامسة في البطولات الوطنية كما سيؤثر هذا القرار بصفة غير مباشرة على البطولات المحلية الحالية للدول العربية، فبالنسبة للجزائر مثلا سيكون المركز الرابع محل تنافس بينما كان الأمر يقتصر في الموسم الماضي على المراتب الثلاثة الأولى فقط، فالأول والثاني يتأهلان لمسابقة رابطة أبطال إفريقيا، بينما حامل الكأس وثالث الترتيب لكأس الإتحاد الإفريقي، وبالتالي سيكون الرابع للمشاركة العربية، ما يعني أن التنافس سيزيد إحتداما، علما أن نفس الأمر ينطبق على بطولات مصر وتونس والمغرب والسودان، بينما ثاني الترتيب في ليبيا وموريطانيا هو الذي سيشارك في المسابقة. المشكل الأكبر في إقناع الأندية المصرية والسعودية والإماراتية ويبقى الإشكال الأكبر الآن متمثلا في كيفية إقناع الأندية الجماهيرية والرائدة في مصر والسعودية والإمارات بالمشاركة في المسابقة، فأندية مثل الأهلي والزمالك المصريين أو الهلال والإتحاد السعوديين أو العين الإماراتي لديها شعبية واسعة في بلدانها ومشاركتها تعني ظفر الشركة الراعية للكأس بعقود سبونسور ذات قيمة أكبر تساعدها كثيرا على تغطية النفقات وزيادة الأرباح، لكنها –الأندية- تفضل دائما المشاركة في المسابقات القارية التي تجعل الفائز بلقبها يخوض كأس العالم للأندية، ما يجعل تواجد فرق أقل صيتا من هذه البلدان هو الإحتمال الأقرب. محاولة جديدة لبعث كأس العرب للأمم وفي شأن آخر، قرر الإتحاد العربي كذلك إعادة بعث مسابقة كأس العرب للأمم من جديد، وتقرر أن تقام رسميا خلال النصف الثاني من شهر جويلية لسنة 2012 في أحد البلدان التي ستقدم ملف ترشحها لإستضافة الحدث خلال قادم الأسابيع، علما أن مرحلة تصفوية ستقام بين المنتخبات المتأخرة في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك حتى يتأهل 16 منتخبا للمرحلة النهائية التي ستجرى وفق صيغة مشابهة لكأس أمم أوروبا. آخر نسخة لهذه المسابقة أقيمت سنة 2002 هذا وتجدر الإشارة إلى أنها ليست أول مرة يتم فيها تحديد موعد لإقامة كأس العرب للأمم، حيث تأجلت المسابقة لعدة مرات وآخرها عندما تقرر شهر ديسمبر الماضي إقامة البطولة في النصف الأول من جويلية للسنة الجارية 2011، لكن الرزنامة الدولية حتمت اللجوء لخيار التأجيل الذي بالكاد يصبح عادة، إلى درجة أن الإتحاد العربي فشل في إقامة هذه المسابقة منذ النسخة الثامنة سنة 2002 التي أقيمت بالكويت وسط مشاركة عشرة منتخبات أغلبها جاءت بالصف الثاني، وتوج ببطولتها آنذاك المنتخب السعودي تحت قيادة مدربه الهولندي فاندر ليم. موعدها سيتداخل مع تصفيات كأس العالم 2014 وإذا ما قمنا بنظرة أولية على التوقيت الجديد، نلاحظ أن إمكانية التأجيل ستكون واردة مرة أخرى، ذلك أن فترة الصيف من العام القادم ستشهد بكل تأكيد إقامة بعض المباريات من تصفيات كأس العالم 2014 المزمع إجراؤها في البرازيل، وبالتالي فالمنتخبات العربية قد تعارض فكرة المشاركة مفضلة التركيز على الإستحقاق المونديالي، أو قد يتم الإستنجاد بلاعبي الصف الثاني وبالتالي فلن تشهد النسخة ذلك النجاح المأمول الذي يتمناه الجميع. الإتحاد العربي لم ينس الفئات الشابة وعلاوة عن كأس الأندية العربية وكأس العرب للأمم، خرجت لجنة المسابقات كذلك بقرارات تمس الفئات السنية، حيث تأكد بصفة رسمية إقامة كأس العرب للمنتخبات دون 16 سنة شهر جويلية القادم بالسعودية، وأيضا كأس العرب للمنتخبات دون 18 سنة بالمغرب خلال النصف الثاني من نفس الشهر، وهي خطوة لاقت إستحسان الجميع كون هذه الفئات كانت مهملة على الصعيد الإقليمي طيلة السنوات الماضية. هل سيتم فتح صفحة جديدة ؟ أم أن زمن المشاكل والفتن سيعود ؟ وعموما، يمني الرياضيون العرب أنفسهم بأن تكون عودة هذه المسابقات بداية لطي صفحة الماضي ومحاولة فتح صفحة جديدة ناصعة البياض، فلطالما شهدت منافسات الأندية العربية خلال السنوات الماضية فتنا كبيرة خاصة بين الفريق الخليجية والمغاربية، ولعل أبرز هذه الأمور التي يتذكرها الجمهور الجزائري جيدا هي تلك الأزمة التي حدثت بين وفاق سطيف والأهلي السعودي في أعقاب نصف نهائي رابطة أبطال العرب 2007، فحينها زعم السعوديون أنهم تعرضوا لإستقبال في غاية السوء خلال تواجدهم في الهضاب العليا وقرروا عدم المشاركة في المسابقة مجددا، في حين فندت إدارة الرئيس سرار آنذاك تلك الأقاويل، فهل ستتغير العقليات في قادم المناسبات وتصبح الفتن من الماضي ؟ الجزيرة الرياضية سترعى المسابقة بنسبة كبيرة خلفا ل"آرتي" أصبح تولي شبكة الجزيرة الرياضية لرعاية كأس الأندية العربية بداية من الموسم القادم مسألة وقت حسب الكثير من التقارير الإعلامية الخليجية، خاصة أن المفاوضات بين الشبكة والإتحاد العربي تعود لأكثر من سنتين، وتحديدا عند إفلاس شبكة راديو وتلفزيون العرب "آرتي" وبيعها حقوق البطولات التي كانت تمتلكها للقنوات التي تتخذ من دولة قطر مقرا لها، ومن جهة أخرى يبقى عامل المفاجأة واردا من شبكة "شووتايم" أو "أبو ظبي الرياضية" والتي نافست مؤخرا على عديد الحقوق الرياضية، لكن فرصها تبقى ضئيلة جدا. عرب آسيا غير متحمسين ويحبذون المسابقة الآسياوية بسبب مونديال الأندية لم يلق هذا القرار ترحيبا كبيرا من الشارع الرياضي الخليجي حسب الأصداء الأولية والمستقاة من كبار المواقع والمنتديات العربية، ويعود ذلك إلى تذمرهم الشديد من النسخ السابقة لدوري أبطال العرب والتي شهدت إقصاء أنديتهم وحدوث فتن كبيرة مع الأندية المغاربية، ناهيك عن الضغط الشديد للرزنامة والتشفير الذي كان ممارسا على المباريات من قبل "آرتي"، هذا دون نسيان أنهم يركزون إهتمامهم بصفة عامة على رابطة أبطال آسيا التي يتأهل الفائز بها لكأس العالم للأندية. فرص مشاركة أندية ليبيا، سوريا واليمن ضئيلة أولى المشاكل التي ستصادف لجنة المسابقات التابعة للإتحاد العربي ستكون قبل عملية القرعة نهاية شهر جويلية القادم، ذلك أن بعض البطولات الوطنية لن تنتهي قبل ذلك التاريخ بسبب ظروف سياسية قاهرة، ويتعلق الأمر بكل من ليبيا وسوريا واليمن التي توقف النشاط الرياضي فيها، وربما أيضا مصر التي أدركت بطولتها الجولة 18 فقط من أصل 30 لحد الآن دون إحتساب الكأس، وعليه فقد يلجأ الإتحاد إلى إختيار الأندية من هذه البلدان بناء على ترتيب الموسم ما قبل الماضي، أم سيعوضها بفرق من بلدان أخرى ما يعني أن بعض الإتحادات المحلية ستتحصل على مقعدين إثنين.