لن تنطلق نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم قبل منتصف العام القادم، لكنها ألقت بظلال قاتمة في بعض الأوقات على البرازيل وعالم اللعبة في 2013. ومع المنافسة بين المنتخبات من أجل الصعود إلى النهائيات عانت البرازيل من احتجاجات في أكثر من 100 مدينة ضد الأموال الباهظة التي أنفقتها البلاد لاستضافة البطولة. واستهدفت الجماهير البرازيلية الغاضبة كأس القارات في جوان الماضي للحصول على أكبر دعاية لغضبها بسبب ندرة التمويل الحكومي للصحة والتعليم ووسائل النقل العام والشؤون الاجتماعية، بينما تكلفت الاستادات مليارات من الدولارات. وتسبب بناء هذه الملاعب في مشاكل لا حصر لها ايضا بسبب التأخر في مواعيد تسليمها، وهو ما أثار قلق الاتحاد الدولي (الفيفا) ومنظمي كأس العالم. وبعد حادث تسبب في مقتل اثنين من العمال في ساو باولو خلال نوفمبر الماضي سيتأجل الانتهاء من الملاعب الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية في جوان القادم الى أفريل المقبل. كما أن شغب الجماهير في الدوري البرازيلي يمثل مشكلة أخرى تؤرق بال المنظمين في الفترة الأخيرة. وتدرك السلطات جيدا ما قد يحدث خارج أرض الملعب في العام المقبل، لكن ما سيحدث داخله يثير اهتمام باقي العالم. وتحت قيادة المدرب لويس فيليبي سكولاري تأتي البرازيل كمرحشة للحصول على اللقب العالمي السادس في تاريخها، وهو ما قد يخفف من تأثير ما حدث عام 1950 عندما خسر الفريق البطولة في آخر مباراة على أرضه أمام الأوروغواي. وأسهب سكولاري في الحديث عن الجماهير في كأس القارات وكيف أنها أثارت حماس لاعبين مثل نايمار وفريد وباولينيو وقادتهم للفوز 3-صفر على إسبانيا بطلة العالم وأوروبا في المباراة النهائية. وستعود إسبانيا للدفاع عن لقبها التي فازت به في جنوب إفريقيا عام 2010 وستحاول أن تصبح أول دولة أوروبية تفوز بالبطولة في أمريكا اللاتينية. وتأهلت إسبانيا تحت قيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي بسهولة ولم تخسر في التصفيات واحتفظت بصدارة التصنيف العالمي للمنتخبات طوال العام. لكن ستواجه إسبانيا منافسة حامية في البرازيل وخاصة مع وجود منتخبات متطورة من أمريكاالجنوبية مثل الأرجنتين والشيلي. وكانت ألمانيا هي الأفضل على المستوى الأوروبي بعدما أنهى منتخبها العام بصورة قوية كما أحرز بايرن ميونيخ لقب دوري الأبطال. ومع تشكيلة شابة بقيادة المدرب يواكيم لوف حققت المانيا تسعة انتصارات وتعادلت مرة واحدة في عشر مباريات بالتصفيات ليرفع الفريق سقف التوقعات والامال بتتويجه باللقب للمرة الأولى منذ 1990. وتحتل ألمانيا المركز الثاني في تصنيف الفيفا ويحتوي خط وسط فريقها على مواهب هجومية عديدة مثل مسعود أوزيل وماريو جوتزه وتوماس مولر ما يخفف الضغط عن خط الدفاع المبهر أيضا. وأنهت المانيا العام بالفوز 1-صفر على إنجلترا في ويمبلي، وهو نفس الملعب الذي شهد انتصار بايرن على بروسيا دورتموند 2-1 في نهائي الماني خالص لدوري أبطال أوروبا. وشهدت المباراة إثارة بالغة بعدما أحرز الهولندي ارين روبن هدف فوز بايرن قرب النهاية ليعوض اهداره لركلة جزاء امام تشيلسي الانجليزي في نهائي 2012. واضافة لدوري ابطال اوروبا فاز بايرن بالدوري والكأس في المانيا وحقق مع غريمه المحلي دورتموند تفوقا ملحوظا على إسبانيا في قبل نهائي البطولة القارية. وفاز بايرن 7-صفر على برشلونة في مجموع المباراتين بينما تأهل دورتموند بعد تفوقه 4-3 على ريال مدريد، لكن تأثير هذا في ميزان القوى سيتضح العام القادم في البرازيل. وتغيرت موازين القوى في احد أعرق الأندية الأوروبية بعد رحيل الأسكتلندي اليكس فيرغسون عن تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي عقب نحو 27 عاما في منصبه. وتألق فيرغسون في ثمانينات القرن الماضي مع أبردين الأسكتلندي قبل أن يحرز 49 لقبا مع يونايتد كمدرب من بينها الفوز 13 مرة بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري ابطال اوروبا مرتين. وبعد رحيل فيرغسون عقب تتويج يونايتد بلقب الدوري الممتاز تولى ديفيد مويز المدرب السابق لإيفرتون مسؤولية الفريق الذي عانى في الشهور الأولى تحت قيادة جديدة ليبتعد عن اصحاب الصدارة في المسابقة المحلية. ودفع ريال مدريد 100 مليون يورو في أوت الماضي ليضم غاريث بيل من توتنهام هوتسبير الإنجليزي ليصبح جناح ويلز أغلى لاعب في العالم. وفقد ريال مدريد لقب الدوري الاسباني لصالح غريمه التقليدي برشلونة ليرحل مدربه البرتغالي جوزي مورينيو. واستمرت المنافسة الشرسة بين الارجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو جناح ريال مدريد لكن تخطاهما لاعب آخر في قائمة المجد. ففي سبتمبر الماضي ساهم رونالدينيو في تتويج أتليتيكو مينيرو بلقب كأس ليبرتادوريس في أمريكاالجنوبية ليكمل ثلاثية ذهبية من الالقاب بعد فوزه بكأس العالم مع البرازيل في 2002 ودوري أبطال أوروبا مع برشلونة في 2006. واعتزل لاعب الوسط الانجليزي ديفيد بيكام في نهاية موسم 2012-2013 بعد فوزه بالدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان. وشهد العام الحالي عودة احد النوادي القديمة إلى السطح مرة أخرى بعد غياب نحو ثلاثة عقود عن الدوري الامريكي للعبة. وكان نيويورك كوزموس يضم بين صفوفه فرانز بيكنباور وبيليه وكارلوس البرتو في سبعينات القرن الماضي قبل الابتعاد عن الدوري لكنه عاد ليحرز اللقب في موسمه الأول بالمسابقة. وتأهل منتخب الرأس الأخضر المغمور الى نهائيات كأس الأمم الافريقية للمرة الأولى في تاريخه قبل ان يخسر في دور الثمانية امام غانا. وشاركت تاهيتي بطلة الاوقيانوس في كأس القارات لكنها خسرت 10-صفر امام اسبانيا بطلة العالم واوروبا في مباراة من جانب واحد تماما.