أشادت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية مؤخرا بالجرأة الكبيرة التي تحلى بها جيراردو مارتينو مدرب نادي برشلونة في بعض المواقف الصعبة هذا الموسم، خاصة فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها وبعض الخيارات التكتيكية التي مست أسماء ثقيلة جدا في الفريق الكتالوني وأكثر ما أثنت عليه الصحف الإسبانية في طريقة تعامل المدرب الأرجنتيني منذ أول يوم له على رأس النادي هو صرامته مع نجوم "البلاوغرانا" في أول موسم له مع البارصا، ورغم أن الجميع يدرك حجم الضغط الموجود في مثل هذه الأندية العالمية، والذي عادة ما تفشل أسماء بارزة بمجال التدريب في تحمله، لكن تاتا مارتينو واحد من الأسماء التي تحدت كل تلك العوائق في سبيل تحقيق المزيد من الانتصارات، وآخر ما يحسب لصالح الأرجنتيني تعامله الحازم مع الثنائي نايمار دا سيلفا ولوينيل ميسي اللذين أجلسهما على مقاعد البدلاء في مباراة القمة أمام أتلتيكو مدريد. صرامة "تاتا" أكسبته احتراما أكبر في غرف تغيير الملابس وفي نفس السياق، أكدت صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" الكتالونية في تقرير لها أن هذه الشخصية القوية التي فرضها المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو على لاعبيه أكسبته المزيد من الاحترام والتقدير في غرف تغيير الملابس، حيث أصبح الرجل يحظى بمكانة مرموقة بين اللاعبين، رغم أنه مدرب غير معروف في الساحة الكروية العالمية، وبين الفينة والأخرى وجدا نفسه مشرفا على نجوم عالميين من الدرجة الأولى، لكن تعامله بحكمة مع اللاعبين أكسبه محبتهم منذ الوهلة الأولى، لأنه مدرب كثير الاتصال بلاعبيه، وهو ما أكده نجوم البارصا في مناسبات سابقة عبر وسائل الإعلام.
قراراته لم تستثن حتى إنييستا، ميسي وتشافي ومما يؤكد حزم المدرب الأرجنتيني أيضا في تعامله مع اللاعبين هو إقدامه على فرض مبدأ المداورة على اللاعبين، والذي لم يستثن من خلاله حتى اللاعبون الذين يشكلون العمود الفقري للتشكيلة، في صورة القائد الثاني تشافي هيرنانديز وزميله "الرسام" أندريس إنييستا اللذان يحظيان باحترام كل الإسبان نظرا لمكانتهما المرموقة، لكن مدرب نيويلز أولد بويز فرض عليهما هذا المبدأ كغيرهم من اللاعبين حتى لا يقع في مشكلة العصيان الذي قد ينتهجه البعض بمجرد أن يشعروا بقليل من التمييز، إلى درجة أن إنييستا أبدى تذمره سابقا من الجلوس على مقاعد الاحتياط، دون أن ننسى مواطنه ليونيل ميسي الذي لازم الاحتياط في مناسبات كثيرة مع أنه أفضل لاعب في العالم.
كان مجبرا على انتهاج الصرامة والإدارة منحته البطاقة البيضاء وبالعودة إلى آراء الفنيين وبعض الإعلاميين الذين تناولوا الموضوع في مقالاتهم اليومية عبر الصحافة الإسبانية، ندرك أن صاحب 51 عاما كان مجبرا على التعامل بهذا الأسلوب مع اللاعبين، لأن أي تهاون منه كان سيجره إلى مخلفات لا يحمد عقباها، وأكبر دليل ما حدث مع الإيطالي روبيرتو مانشيني في مانشستر سيتي، وبالأخص مع بالوتيلي، من جانبها منحت إدارة النادي الكتالوني البطاقة البيضاء للمدرب، ولم تتدخل أبدا في قراراته مهما كانت، وهو ما شكل دعما إضافيا ل مارتينو، وبالتالي سيكون بمقدوره اتخاذ قرارات أكثر حزما مستقبلا.
ضغط بيلباو وأجاكس كاد يجبره على الاستقالة لكنه عاد بقوة حكمة "تاتا" في التعامل مع الإعلاميين الإسبان تطورت تدريجيا، وذلك بعد اكتشافه للضغط الكبير الذي تشكله عليه بعد أي تعثر بسيط، وهو ما حدث له بعد هزيمتي أتلتيك بيلباو وأجاكس أمستردام في الدوري ودوري الأبطال على التوالي، وهو ما كاد أن يجبره على الاستقالة من منصبه، إلى درجة أن بعض التقارير تحدثت عن رغبته في الرحيل نهاية الموسم ورشحت أسماء كثيرة لخلافته، لكن مارتينو عرف كيف يعود بقوة مع الفريق في الجولات الأخيرة رغم معاناته من مشكل الإصابات الكثيرة، وهو ما جعله يكتسب احترام وسائل الإعلام التي هللت باسمه، بعدما ضمن اللقب الشتوي، في انتظار التتويج نهاية الموسم.