لم تسر الأمور بشكل جيد مع كيسوكي هوندا المستقدم الجديد لنادي ميلان مثلما كان متوقعا في البداية، لأن نجم سيسكا موسكو الروسي السابق الذي كان ينتظر منه الكثير نظرا لإمكاناته الكبيرة المعروفة لدى العام والخاص لم يتمكن حتى الآم من فرض نفسه في تشكيلة المدرب كلارينس سيدورف، الذي لم يبخل عليه بثقته منذ البداية واعتمد عليه في التشكيلة الأساسية، قبل أن يتراجع عن ذلك ويحيله على مقاعد الاحتياط بسبب فشل صاحب الرقم 10 في تقديم الإضافة، ورغم أن كل الظروف كانت مهيأة لنجاح هوندا مع الروسونيري، إلا أن صفقة الدولي الياباني يبدو وكأنها تتجه نحو الفشل مثلما يراه الكثير من المتتبعين على الأقل في الوقت الراهن. جمهور سان سيرو سبب له عقدة يصعب حلّها تتفق الأغلبية أن هوندا بحاجة لمزيد من الوقت للتأقلم مع الفريق مثلما سبق للمدرب سيدورف تأكيده في العديد من المناسبات، ومن الواضح جدا أن مرور الأيام دون تحقيق الوثبة بالنسبة للاعب لن يكون أبدا في صالحه، فمن جهته جمهور ملعب سان سيرو لم ينتظر طويلا لتأكيد غضبه وعدم رضاه من مردود اللاعب في آخر المباريات، وما الصافرات التي أطلقت عليه لما كان يهم بمغادرة الملعب في المباراة الأخيرة أمام بولونيا إلا خير دليل على ذلك، وبالتالي فإن لاعب سيسكا موسكو السابق أضحى أمام عقدة جديدة يصعب فكها خاصة لما يتعلق الأمر بجمهور فريقه.
الخبراء يكشفون سبب عدم تأقلمه وخطة سيدورف في قفص الاتهام رغم أن هوندا لديه إمكانات فنية وبدنية ما يرشحه للتألق مع ميلان، لكن الدولي الياباني فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك حتى الآن، وهو ما دفع بالعديد من الخبراء والمحللين للبحث عن الأسباب الرئيسية التي أبعدت النجم الياباني عن سكة النجاح، وحسب الأغلبية منهم فإن خطة المدرب كلارينس سيدورف تبدو أحد المشاكل الرئيسية التي يواجهها هوندا مع فريقه الجديد، لأن لاعب سيسكا موسكو السابق الذي يحبذ اللعب في الوسط مباشرة خلف المهاجمين وجد نفسه مع التقني الهولندي مضطرا للعب دور لاعب الجناح في خطة 4/2/3/1، وهو التبرير الذي يبدو منطقيا لأبعد الحدود، وظهر أن صاحب الرقم 10 لم يتمكن تماما من إيجاد معالمه، عكس اللقاء الأول الذي دخله بديلا مع ميلان حين لعب في منصبه الأصلي وتمكن من تقديم مستوى كبير.
الإدارة كررت خطأ الرقم 10 مع الياباني واكتفت بالربح المادي فقط يبدو أن الرقم 10 لم يعد يعني الكثير بالنسبة لإدارة ميلان في الوقت الراهن، لأن منحه لأي لاعب لم يعد يأخذ وقتا طويلا من التفكير، في حين أن لاعبين كبار وأساطير حملوه طيلة عقود من الزمن، فبعدما قامت إدارة ميلان بخطأ كبير جدا حين منحت الرقم 10 ل كيفن برانس بواتينغ اللاعب السابق للفريق وحملته مسؤوليته لا يطيقها، ها هي من جديد تكرر نفس الغلطة وتمنح هذا الرقم ل كيسوكي هوندا الذي لم يكن يحلم به أصلا، لكن نية المسؤولين في النادي اللومباردي لم تكن بريئة لأنها كانت تتجه منذ البداية نحو تحقيق الربح المادي من وراء صفقة الياباني، الذي يملك محبين كثر في آسيا عامة واليابان خاصة.