مثلما كان مقررا سجل الأسطورة البرازيلية "بيلي" وجوده أمس في ملعب تشاكر بالبليدة، حيث تابع جزءا من المباراة الودية التي لعبها المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني، وهو الذي لبّى دعوة من شركة المشروبات الغازية "كوكا كولا". وكان المتوج بكأس العالم ثلاث مرّات سنوات 1958، 1962 و1970، نجم المباراة أمس دون منازع بعد أن خطف كل الأضواء في ملعب تشاكر رغم مغادرته دقائق بعد بداية اللقاء، حيث لفت نحوه انتباه الجميع منذ أن وطأت قدماه المنصة الشرفية، إذ تابع المباراة الاستعراضية التي نظمتها "كوكا كولا" للاعبين قدامى جزائريين أمام نظرائهم البرازيليين، قبل مواجهة أشبال حليلوزيتش منتخب سلوفينيا. أعطى إشارة انطلاق اللقاء وسط هتافات مدوية باسمه وقبل بداية مباراة "الخضر" التي انطلقت على الساعة السادسة مساء، نزل "بيلي" إلى أرضية ميدان تشاكر وأعطى إشارة الانطلاقة وسط أجواء رائعة في المدرجات، صنعها الأنصار الذين هتفوا باسم اللاعب البرازيلي السابق، الأمر الذي استحسنه اللاعب الأسطورة الذي بدا سعيدا جدا بالاستقبال الذي لقيه من الجمهور الجزائري، ما جعله يرد عليه التحية بحركة يديه في عدة مناسبات، طيلة فترة وجوده على أرضية الميدان. التقط صوراً مع روراوة في المنصة الشرفية وقبل دقائق قليلة من بداية المباراة، التقى "بيلي" في المنصة الشرفية لملعب تشاكر رئيس "الفاف" روراوة، وقد ظهر جليا أن الرجلين يتعارفان جيدا بدليل أنهما تبادلا أطراف الحديث قبل أن يلتقط لهما بعض المصورين الذين كانوا بالقرب من المنصة الشرفية بعض الصور التذكارية. وقد حدث كل هذا قبل أن ينزل "بيلي" من المنصة الشرفية إلى أرضية الميدان، حيث قام بتحية اللاعبين وإعطاء إشارة انطلاق المباراة والتقاط صور مع ثلاثي التحكيم الذي أدار اللقاء. تحدث مع سوداني وبعض لاعبي سلوفينيا وأثناء وجوده في الدائرة المركزية لأرضية الميدان لإعطاء إشارة انطلاق المباراة، رصدت أعيننا "بيلي" يتجاذب أطراف الحديث مع المهاجم سوداني، حيث يفترض أن يكون مهاجم "الخضر" قد تحدث معه باللغة البرتغالية، التي يتقنها بعد أن لعب موسمين في "فيتوريا ڤيماريش" والتي يتحدث بها البرازيليون أيضا. "بيلي" من جانب آخر كان له حديث قصير أيضا مع بعض لاعبي المنتخب السلوفيني، حيث يكون قد رحب به الجميع وتمنى هو بدوره للاعبين أداء مباراة جميلة. غادر تشاكر على 18:33 وسط تصفيقات الجمهور ولأن "بيلي" كان على موعد لامتطاء الطائرة مساء أمس، للعودة إلى العاصمة الفرنسية باريس التي قدم منها إلى الجزائر أول أمس الثلاثاء، فإنه اضطر في تمام الساعة السادسة و33 دقيقة لمغادرة ملعب مصطفى تشاكر بعد مرور 29 دقيقة من بداية اللقاء. ورغم أن تركيز كل الحضور كان على المباراة وقتها إلا أن وقوف "بيلي" لمغادرة مكانه في المنصة الشرفية جلب كل الأنظار نحوه، حيث وقف جميع من كان في المنصة الشرفية وأيضا في المدرجات المغطاة، لأجل تحية الأسطورة البرازيلية الذي غادر الملعب وسط تصفيقات مدوية. ------------------------ أسطورة الكرة العالمية أعجب كثيرا بالاستقبال بيلي: "مشواري الكروي عرف انطلاقته بعد أولى زياراتي إلى الجزائر" احترم الأسطورة بيلي برنامج زيارته للجزائر رغم كل العراقيل بسبب تقدمه في السن، الرحلة الشاقة من ساو باولو إلى العاصمة والفارق الزمني بين البلدين، حيث حضر أمس إلى الندوة الصحفية بعد دقائق فقط من نزول طائرته بمطار هواري بومدين الدولي، في البداية لم يكن مبرمجا أن يطرح عليه الصحفيون الأسئلة، إلا أن بيلي فضل عدم الالتزام بهذه الرسميات وترك لنا الحرية لطرح أسئلتنا، وأولها عن عودته إلى الجزائر بعد 48 سنة من أولى زياراته لها، وقال عن ذلك: "هذا بعيد جدا، لأن الكثيرين في الوقت الحالي لم يكونوا قد ولدوا أصلا، زيارتي الأولى إلى الجزائر منحتني السعادة لأنه منذ ذلك التاريخ عرفت مسيرتي الانطلاقة، الكثير من الأبواب فُتحت وكنت قد خطوت خطوة كبيرة في مشواري". "الجزائر تغيرت نحو الأحسن ووجدت حفاوة الاستقبال نفسها" تحدث أسطورة كرة القدم البرازيلية جانبيا معنا عن الجزائر، وهو الذي زارها في مناسبتين مع منتخب "السامبا" في السنوات الفارطة، وعلق بيلي على رأيه في الجزائر في الوقت الراهن باعتباره زارها قبل سنوات طويلة، ليقول لنا: "صحيح أن الجزائر تغيرت ولكنها تغيرت نحو الأحسن، مقارنة بالسنوات الفارطة". كما أثنى بيلي على حفاوة الاستقبال التي حظي بها في مطار هواري بومدين الدولي وبعدها، ليتابع قائلا: "وجدت حفاوة الاستقبال نفسها اليوم وفي السنوات الفارطة، وتأكدت من حب الشبان لي مثلما أحبهم كثيرا". "كأس العالم مكان للمفاجآت والجزائر يمكن أن تكون مفاجأة جميلة" كشف بيلي بأن المنتخب الوطني قادر على إحداث المفاجأة خلال نهائيات كأس العالم التي تجرى في البرازيل الصائفة القادمة، وقال أيضا: "كأس العالم دائما ما تكون مكان للمفاجآت، الجزائر إذن لديها جميع الحظوظ حتى تحقق المفاجآت في الصائفة المقبلة، وهذا مثلما حصل في سنة 1982 عندما فاجأت الجزائر العالم ولم ينتظر أحد ذلك"، كما قام الأسطورة البرازيلية بمصافحة المدير العام لشركة "كوكا كولا" مازحا حتى يدعوان لأجل نهائي المونديال يجمع بين البرازيلوالجزائر مثلما قال بيلي، وذلك تحت تصفيقات الحضور من الصحفيين. "كأس العالم 1970 هي الأفضل في مسيرتي" تحدث النجم البرازيلي أيضا عن ذكرياته في كؤوس العالم، وهو المتوج ب3 ألقاب في مسيرته، إذ أضاف قائلا: "بالنسبة لي، الأفضل والأصعب كانت كأس العالم 1970 لأنها جرت في ظرف سياسي صعب في البرازيل مع توترات كثيرة، في 1958 كنت أبلغ من العمر 17 عاما فقط، لم يكن عليّ أي ضغط، لكن في 1970 كان الأمر صعبا والجميع انتظر مني الكثير". وتذكر بيلي الحارس الإنجليزي الشهير ڤوردون بانكس بعدما سُئل إن كان أغمض عينيه في الهدف الذي سجله في نهائي كأس العالم أمام إيطاليا، فأجاب قائلا: "نعم أغمضت عيني، أغمضت أيضا عيني في رأسية أخرى أمام إنجلترا، لكن الحارس كانت عيناه مفتوحتين". "إذا طُلب من لاعب الذهاب إلى القمر عليه فعل ذلك" تطرق ضيف الجزائر إلى خيار استضافة قطر نهائيات كأس العالم 2022، حيث أجاب بيلي بصفته رياضيا وليس شخصاً سياسياً، وقال: "صحيح أن الظروف في قطر تلائم أفضل اللاعبين الأفارقة، اللاتينيين والأمريكيين الجنوبيين، لكن لاعب كرة القدم يجب أن يتأقلم مع ظروف اللعب، في حال طُلب منه الذهاب للعب على القمر عليه فعل ذلك". ليضيف قائلا: "هذه وجهة نظري، والفيفا هي التي تقدر هذه الخيارات".