مباشرة بعد إطلاق الحكم أونديانو مايينكو صافرة نهاية الكلاسيكو، طوى كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد وكتيبته صفحة الهزيمة القاسية التي يتفق جميع الأخصائيين على أنها لم تكن مستحقة... ليفتح صفحة جديدة عنوانها الثأر في نهائي كأس الملك الذي سيجمع من جديد عملاق مدريد بغريمه برشلونة في ملعب "ميستايا" ب فالنسيا بعد 20 يوم من الآن، وبغض النظر عما تتحدث عنه مختلف وسائل الإعلام من قرارات الحكم وأخطائه وتأثيرها على نتيجة المباراة، لا يختلف اثنان على أن أنشيلوتي أجاد جيدا التعامل مع المباراة مع وجود بعض النقائص التي تم تدوينها لتفاديها في نهائي 16 أفريل القادم. "كارليتو" يدرك أخطاءه جيدا ويعد بالتصحيح كما سبق الإشارة إليه، فإن أنشيلوتي تعامل بذكاء أمام برشلونة رغم أنها مباراته الثانية أمام هذا الفريق كمدرب ل الريال، لكن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه هو عدم استغلاله للوضعية عندما كان فريقه يملك أسبقية النتيجة، وهو الأمر الذي حدث في مناسبتين خلال الكلاسيكو، حيث تقدم "الملكي" في الشوط الأول ب 2-1، كما تقدم مرة أخرى في الشوط الثاني ب 3-2، وكان الأجدر بالمدرب الإيطالي هنا استغلال الموقف جيدا وتهدئة الأوضاع بالسيطرة على الكرة وحرمان عناصر "البلاوغرانا" منها، وهذا ما من شأنه أن يؤثر عليهم، خاصة من الناحية النفسية، لكن الفريق اندفع إلى الهجوم لإضافة الأهداف، وهو ما منح الفرصة ل البارصا بالعودة في مناسبتين والتفوق أخيرا بعد طرد راموس.
عودة كاسياس قد تغير الكثير من الأمور في نهائي الكأس ومن المنتظر ألا يحدث أنشيلوتي الكثير من التغييرات على التشكيلة التي خاض بها كلاسيكو "الليغا" خلال نهائي كأس الملك، لكن التغيير الوحيد والمنتظر من قبل كل المتتبعين هو عودة الحارس إيكر كاسياس للظهور أخيرا في أول كلاسيكو له هذا الموسم، والكل يعرف قيمة "القديس" عندما يكون في التشكيلة الأساسية ل الريال، إذ يؤثر بشخصيته القيادية على كامل زملائه، يلعب دور المنظم للخط الخلفي ويساهم في بناء الهجمات المعاكسة وهو من قلائل الحراس في العالم الذين يجيدون ذلك (إلى جانب مانويل نوير حارس البايرن)، بالإضافة إلى تفوقه الواضح على نظيره دييغو لوبيز الذي لم يعد ذلك الحارس الاستثنائي مثلما كان عليه الحال الموسم الماضي.
عمل نفسي كبير ينتظر أنشيلوتي واللاعبين وعلى صعيد آخر، لا يجب أن نهمل تأثير هذه الهزيمة القاسية على لاعبي ريال مدريد، خاصة من الناحية النفسية، فهناك عمل كبير ينتظر كارلو أنشيلوتي رفقة طاقمه التقني، خصوصا في هذه النقطة بالذات، وأكدت بعض المصادر داخل النادي الملكي أن الفني الإيطالي اجتمع أمس مع اللاعبين وكامل أفراد طاقمه قبل بداية التدريبات الجماعية، ودار حديث مطول حث فيه كارلو أشباله على نسيان الهزيمة، لاسيما أن الفريق مقبل على تنقل خطير إلى الأندلس لمواجهة إشبيلية، ويبدو أن زين الدين زيدان سيكون له دور كبير في إعداد اللاعبين من الناحية النفسية، فهو أفضل من يجيد ذلك في الريال بشهادة الجميع.