لا تتوقف طموحات جوزيب غوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ الألماني عند أمله في أن يكون مدربا جيدا فقط... بل يتطلع ايضا إلى أن يكون مدربا لامعا قادرا على صناعة التاريخ. ولذا فإن غوارديولا يعلم تماما أن فوزه ببطولة الدوري الألماني في هذا الوقت المبكر من الموسم، وهو ما لم يحققه أي فريق في 51 عاما هي تاريخ الدوري الألماني، لن يكون كافيا لتحقيق ما يصبو إليه ولكن يجب عليه أن يفوز بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا. ويمتلك غوارديولا الذي يفتخر بحصوله على البطولة المحلية الأولى له مع فريق بايرن ميونيخ فرصة ذهبية ليحقق رقما قياسيا جديدا لفريقه بأن يجعله الفريق الأول الذي يحصل على بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين. ويسعى غوارديولا منذ اللحظة الأولى لتوليه مسئولية البطل الألماني في الصيف الماضي أن يحافظ على الانجاز التاريخي الذي حققه فريقه في الموسم الماضي بالحصول على الثلاثية (بطولة الدوري وكأس ألمانيا وبطولة دوري ابطال أوروبا). وأشار غوارديولا: "لم أغير كثيرا في الاستراتيجية التي وضعها يوب هاينكس للفريق، غيرت طريقة التفكير فقط ولازال العمل الذي قام به هاينكس يساعدني كثيرا". وأضاف غوارديولا أنه يريد أن يحافظ على المجهود الذي قام به هاينكس مع الفريق وأن جزءا من النجاح الذي حققه بايرن ميونيخ يعود الفضل فيه الى المدير الفني السابق ولكنه في نفس الوقت يريد أن يترك بصمته الشخصية. وأوضح قائلا: "أتمنى ان أترك بصمة حقيقية على الفريق عند رحيلي، نحن كمديرين فنيين نستفيد من تجارب السابقين، آمل في أن أساهم في الحفاظ على استقرار هذا الفريق". وبينما يرى الجميع أن الفريق الألماني وصل إلى القمة في روعة الأداء إلا أن جوارديولا يؤكد أن لاعبي فريقه لديهم الكثير ليقدموه "أعتقد أنه بإمكاننا تحسين أدائنا وتطوير أنفسنا، مستوانا ارتفع كثيرا يجب علينا الحفاظ على هذا المستوى". وتمكن فريق بايرن ميونيخ من تطوير أدائه بعد شهور من التخبط في بداية الموسم وتحقيق أرقام قياسية متتالية بالفوز بجميع المباريات على أرضه والفوز في 19 لقاء على التوالي ولم يذق طعم الهزيمة خلال 52 مباراة في البونديسليجا. وبرغم أن غوارديولا تمكن من الحصول على ثلاثة ألقاب مع بايرن ميونيخ (بطولة كأس السوبر الأوروبية وبطولة كأس العالم للأندية والدوري الألماني ) إلا أنه لازال بعيدا عن المجد الذي حققه مع فريقه السابق برشلونة الإسباني عندما حصد 14 لقبا. وقال فيليب لام قائد الفريق البافاري بعد حصول فريقه على لقب بطل الدوري الألماني: "لم نصل إلى النهاية، لازال أمامنا الكثير من الألقاب التي لم تحسم بعد". وأشار غوارديولا إلى المجهود الكبير الذي قام به فريقه قائلا "أحترم لاعبي فريقي جدا، أنا فخور بهم للغاية، لقد تمكنوا من الحفاظ على تركيزهم مباراة تلو الأخرى وهذا ليس بالشيء السهل". ومن الواضح أن طريق بايرن ميونيخ إلى نهائي بطولة دوري أبطال اوروبا لن يكون سهلا برغم من مواجهته لفريق مانشستر يونايتد المترنح في دور الثمانية للبطولة. وأكد "بيب" أن جل تركيزه مع فريقه منصب الآن على عبور دور الثمانية إلى الدور قبل النهائي عبر الفريق الإنجليزي والحصول على البطولة الأوروبية التي تمكن من الفوز بلقبها يوب هاينكس الموسم الماضي، وهو ما اعتبره المدير الفني الإسباني حدثا استثنائيا يمكن ألا يتكرر هذه المرة أيضا. ويضع غوارديولا نصب عينيه أنه بفوزه بلقب الدوري أصبح واحدا من ضمن 11 مدربا تمكنوا من تحقيق ذلك مع الفريق الألماني وإذا تمكن من أن يضيف بطولة اخرى سيكون واحدا من تسعة مدربين أخرين تمكنوا من تحقيق هذا الإنجاز، أما إذا تمكن من تحقيق الثلاثية سيكون واحد من اثنين فقط استطاعا تسجيل هذا الإنجاز في تاريخ النادي البافاري. ورغم من ذلك إذا تمكن بايرن ميونيخ من أن يحسم لقب بطولة دوري أبطال أوروبا فقط سيصبح الفريق الأول في تاريخ البطولة الذي يحصل على لقبها في موسمين متتالين. ويمتلك الفريق الألماني فرصة كبيرة في تحقيق الثنائية عندما يواجه فريق كايزرسلاوترن الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية في قبل نهائي كأس ألمانيا، ولكنه إذا ما أراد أن يحصل على الثلاثية التاريخية عليه أن يواجه الفرق الأكبر في أوروبا. واختتم غوارديولا قائلا: "نحن المديرون الفنيون نتكلم كثيرا واللاعبون هم من يقومون بتحويل الكلام إلى أفعال، نحن وسائل مساعدة لا أكثر".