ستكون مباراة الليلة مصيرية للغاية بالنسبة ل جوزي مورينيو مدرب تشيلسي، فمتابعو السيرة التدريبية ل ابن مدينة سيتوبال البرتغالية يعلمون جيدا أنه لم يقص أبدا من قبل في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا... حيث خاض هذا الدور في سبع مناسبات تأهل فيها كلها، ما يعني أن عدم الفوز بهدفين نظيفين أو فارق ثلاثة أهداف اليوم في ملعب "ستامفورد بريدج" سيعني إطلاق رصاصة الرحمة على هذه السلسلة التي تميز بها صاحب 51 سنة، علما أن ذات الرجل لم يقص أبدا من قبل أمام منافس فرنسي في المسابقات الأوروبية، وبالتالي فقد يكون "البياسجي" أول نادي فرنسي يقهر المدرب السابق ل بورتو. لم يتأهل أبدا في رابطة الأبطال بعد خسارته بفارق هدفين أو أكثر ذهابا وإضافة لخطر الإقصاء من ربع النهائي القاري لأول مرة في مشواره التدريبي، فإن الإحصائية الأخرى التي تعكس الصعوبة البالغة لمباراة اليوم على "المو" تتمثل في أنه لم يسبق له بتاتا أن تخطى دور إقصاء مباشر (ثمن النهائي فما فوق) في الأبطال عقب خسارته بفارق هدفين ذهابا، ففي موسم 2010-2011 خسر جوزي مع ريال مدريد (0-2) أمام الضيف برشلونة في نصف النهائي، وعجز "الميرنغي" عن قلب الموازين حينها بعدما اكتفوا بالتعادل الإيجابي (1-1) في "كامب نو"، وفي الموسم الماضي خسر البرتغالي مع النادي الملكي (1-4) في دورتموند ضمن نصف النهائي دائما، ثم عجز عن تصحيح المسار في "سانتياغو بيرنابيو"، وبالتالي فقد يكون البياسجي ثالث ناد يعجز مورينيو عن تخطيه أوروبيا بعدما انهزم منه ذهابا بهدفين أو أكثر.
الإقصاء قد يعني ثاني موسم أبيض على التوالي في سياق آخر، يعلم متابعو "البلوز" أن رفقاء لامبارد ضيعوا كأس الرابطة الإنجليزية هذا الموسم بعد خروجهم من ربع النهائي أمام سندرلاند، كما تعرضوا للإقصاء من مانشستر سيتي في ثمن نهائي كأس الاتحاد، دون نسيان الصعوبات الكبيرة في الدوري والذي يعتبر أقرب ل"السيتي" أو "الريدز" مقارنة ب"الزرق"، وبالتالي فإن الإقصاء ليلة اليوم سيعني موسما أبيضا في سيناريو لم يحدث بتاتا ل"المو" مع الفريق اللندني خلال فترة تدريبه الأولى (2004-2007)، كما أنها ستكون أول مرة في تاريخ "سبيشل وان" لا يحقق فيها أي لقب في موسمين متتالين، حيث أن آخر لقب فاز به هو كأس السوبر الإسبانية في 29 أوت 2012، وهو تتويج يمكن وصفه بالشكلي، بما أنه جاء بناء على مباراتين اثنتين فقط.
يجهز مفاجآت تكتيكية وسيحث لاعبيه على الضغط العالي أما على الصعيد الفني، فإن آخر الأخبار التي نقلتها الصحافة الإنجليزية من "كوبهام" مركز تدريبات تشيلسي تشير إلى أن المدرب السابق ل إنتير ميلان يجهز عدة مفاجآت تكتيكية للكتيبة الباريسية، فرغم معاناته من عدة غيابات على مستوى التعداد، إلا أن بطل "الليغا" موسم 2011-2012 يخطط لإعطاء تعليمات خاصة للعناصر التي ستشارك منذ البداية حول كيفية التحرك فوق المستطيل الأخضر، وذلك بناء على طريقة لعب البياسجي في موقعة الذهاب، وعموما فأغلب الظن هو أن جوزي سيطالب ثلاثي الوسط الهجومي ورأس الحربة بممارسة ضغط عال في أوقات محددة على ثلاثي وسط الزوار حتى يمنعوهم من الاستحواذ، وكل هذا مع السرعة والفعالية في تنفيذ الهجمة عند افتكاك الكرة من فيراتي، ماتويدي أو موتا.
واع بكفاءة بلان وتكهن في 2004 بأن يصبح الفرنسي مدربا كبيرا من جهة أخرى، فالأمر الملاحظ في خرجات مورينيو الإعلامية مؤخرا هو احترامه الكبير لنظيره الفرنسي لوران بلان، فالصحفيون حاولوا استدراجه للإدلاء بتصريحات مقللة من مدرب بوردو السابق تماما مثلما فعل قبل أسابيع قليلة مع تقني فرنسي آخر هو أرسين فينغر مدرب أرسنال، لكن "المو" رفض مهاجمته وأثنى عليه كثيرا، الأمر الذي يعكس وعي البرتغالي بالكفاءة التدريبية العالية ل"الرئيس"، علما أن بعض المواقع التابعة لأنصار "البياسجي" تداولت قصاصة لحوار أدلى به مورينيو ليومية "ليكيب" في 2004 أيام بداياته مع "البلوز"، وقال من خلاله إن بلان "مدرب بالفطرة" ويملك صفات الشخصية، الثقافة والهدوء التي تسمح له بأن يبدع في عالم التدريب، وهو أمر بصدد الحدوث الآن، مع الإشارة إلى أن لوران لم يكن قد بدأ مسيرته التدريبية وقت ذلك الحوار.