يواجه دييغو سيميوني واحدا من أصعب الاختبارات منذ عودته إلى أتلتيكو مدريد الأسباني كمدرب في 2012 .. وذلك عندما يستضيف أتلتيكو العملاق برشلونة غدا الأربعاء في إياب دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا. ويعلم المدرب الأرجنتيني جيدا أنه لو نجح في قيادة أتلتيكو إلى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال على حساب برشلونة فسيصبح بذلك المدرب الأكثر نجاحا وشعبية في أتلتيكو منذ لويس أراجونيس الذي توفي مؤخرا. فمنذ عام 1974 ، عندما اعتزل أراجونيس اللعب ليتولى تدريب أتلتيكو ، لم يتمكن فريق العاصمة الأسبانية "الثاني" من بلوغ المربع الذهبي للبطولة الأوروبية. ولم ينجح أتلتيكو في الاقتراب من المربع الذهبي لدوري الأبطال بالتعادل 1/1 في مباراة الذهاب على ملعب "كامب نو" الكاتالوني وحسب ، وإنما يتصدر الفريق أيضا ترتيب الدوري الأسباني حاليا للمرة الأولى منذ عام 1996 عندما أحرز الفريق ثنائيته الشهيرة ، لقبي الدوري والكأس المحليين ، حيث كان سيميوني نجم خط الوسط النادي. وربما تتحول الأسابيع الستة المقبلة إلى أكثر الفترات مجدا في تاريخ أتلتيكو مدريد ، وسيرجع الفضل حينها بشكل كبير إلى سيميوني. كان أتلتيكو في حالة مزرية عند وصول سيميوني لتولي تدريبه قادما من نادي راسينج الأرجنتيني في جانفي 2012 ، فقد كان في المركز السادس من القاع بترتيب الدوري وخرج من منافسات الكأس المحلية على يد فريق الدرجة الثانية ألباسيتي وذلك بعد تفكك الفريق الذي أحرز لقب الدوري الأوروبي في 2010 وبيع أبرز لاعبيه مثل دافيد دي جيا وسيرجيو أغويرو ودييغو فورلان. ويقول سيميوني متذكرا هذه الفترة : "لم يكن النادي في أفضل حالاته .. ولكنه كان يضم بعض اللاعبين الجيدين الذين يمكن الاعتماد عليهم في بناء النادي مثل جابي وخوانفران و(راداميل) فالكاو ودييغو كوستا". ووضع سيميوني على الفور ثقته في اللاعبين الشباب حيث أصر على تمديد فترة الإعارة لحارس مرمى الفريق البلجيكي تيبو كورتوا من تشيلسي فيما صعد صانع الألعاب كوكي من فريق الناشئين بأتلتيكو. وقرر سيميوني الاعتماد على أسلوب لعب واقعي غير أخاذ ، وربما حتى يصفه البعض بأنه لا متعة فيه ، يعتمد على الجري المتواصل والهجمات المرتدة. وأثبت هذا الأسلوب نجاحا يفوق بكثير توقعات سيميوني نفسه عندما بدأ اللعب به. وجاء أول نجاح لسيميوني كمدرب لأتلتيكو عن طريق الفوز بلقب الدوري الأوروبي عام 2012 ، عندما سجل فالكاو هدفين ليقود الفريق المدريدي للفوز على مواطنه أتلتيك بلباو 3 / 0 في النهائي. وبعدها سجل فالكاو ثلاثة أهداف (هاتريك) ليقود أتلتيكو للفوز 4 / 1 على تشيلسي الإنجليزي في مباراة كأس السوبر الأوروبية ، ليعود أتلتيكو فجأة إلى قائمة فرق الصفوة الأوروبية. وجاء إنجاز سيميوني التالي مع أتلتيكو بفوز الفريق بلقب مسابقة كأس ملك أسبانيا عام 2013 عندما حقق الفريق فوزه الأول على جاره العملاق ريال مدريد منذ عام 1999 في مباراة النهائي. وتم بيع فالكاو بعدها لفريق موناكو الفرنسي ، ولكن كوستا لم يلبث أن برز كرأس الحربة الجديد لفريق أتلتيكو. وأكد سيميوني بعدها أن بناء فريق أتلتيكو سيكون مشروعه طويل الأمد بالنادي ، وبدأ الأمر بتمديد عقده التدريبي مع أتلتيكو لعام 2017 . ورغم ما حققه أتلتيكو من نجاحات في 2012 و2013 ، لم يثق الكثير من الناس في قدرة الفريق على منافسة ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري الأسباني هذا الموسم. وهو ما حدث بالفعل متزامنا مع انطلاقة أخرى لأتلتيكو بمسابقة دوري الأبطال ، وذلك بعكس توقعات معظم الخبراء الذين شككوا في قدرة أتلتيكو على مجاراة سرعة البطولين. ولكي يصبح الإنجاز أكبر وأهم ، فقد اعتمد سيميوني على 13 لاعبا فقط طوال رحلته بهذا الموسم في الوقت الذي اعتمد فيه ريال مدريد وبرشلونة على 15 أو 16 لاعبا أساسيا. وقال سيميوني الحائز على جائزة أفضل مدرب في الدوري الأسباني لعام 2013 بعد فوز فريقه 1 / 0 بصعوبة على ضيفه فياريال السبت الماضي : "أعرف أن لاعبي الفريق مجهدون ، على المستويين الذهني والبدني". وأضاف : "ولكنني طلبت منهم ستة أسابيع أخرى من العمل الشاق والتركيز. وأعرف أنهم بمقدورهم منحي هذا. وبعدها سيحظون بفترة راحة جيدة وسنحتفل بما سنكون حققناه".