كشف الشق الأول من الدوري الإسباني هذا الموسم عن عدة متغيرات لم يتعود عليها متتبعو الكرة الأوروبية بشكل عام و"الليغا" خاصة، ويكفي التذكير أن المتصدرين الحاليين أتلتيكو مدريد وبرشلونة التقوا ثلاث مرات هذا الموسم ما بين مباراتي كأس إسبانيا الممتازة ذهابا وإيابا، ومواجهة واحدة في "الليغا" انتهت كلها بالتعادل. ومنحت هذه الندية وجها آخر للدوري الإسباني وأنست الجميع في الصراع التقليدي بين البارصا والريال، وكأكبر دليل على ذلك نجد أن مرحلة الذهاب التي لعبت هذا الأسبوع آخر جولاتها منحت متصدرين جديدين وهما برشلونة وأتلتيكو مدريد، وهو ما لم يتعود عليه الإسبان ولا غيرهم من المتتبعين الرياضيين، وبغض النظر عن الصدارة المشتركة بين "البلاوغرانا" و"الروخي بلانكوس"، فإن أشبال الأرجنتيني دييغو سيميوني كشفوا عن نواياهم الحقيقية في لعب الأدوار الأولى هذا الموسم ووضعوا جارهم اللدود ريال مدريد في حرج، بعد أن خطفوا منه منصبا من الثنائية القطبية في الدوري حتى الآن على الأقل. الأتلتيكو يبعث صراعا جديد بين العاصمة والإقليم بالحديث عن أتلتيكو مدريد وتألقه اللافت هذا الموسم، يجب التذكير أن النادي الثاني للعاصمة كان قد عاد للأضواء منذ بداية الألفية الجديدة، خاصة مع جيل فيرناندو توريس سنة 2004، ثم تألق جيل آخر سنوات 2008، 2009 و2010 مع سيرجيو أغويرو، دييغو فورلان والبقية، ولا يمكن للنادي أن ينسى موسم تتويجه بلقب "أوروبا ليغ" سنة 2010 أين حرم الإنتير آنذاك من سداسية تاريخية عندما خطف منه كأس أوروبا الممتازة، وأعاد الأتلتيكو الضربة وتوج بنفس اللقب الأوروبي سنة 2012 بجيل القناص الكولومبي فالكاو وحرم تشيلسي الإنجليزي من كأس أوروبا الممتازة أيضا، ليظهر دييغو كوستا الموسم الماضي ويحرم الريال من الكأس ويضرب هذا الموسم ويقتسم الصدارة مع البارصا في الذهاب.
اقتسما الألقاب الموسم الماضي والصدارة والإحصائيات هذا الموسم إذا كانت ألقاب إسبانيا الرسمية قد انشطرت بين مدينة برشلونة بالنسبة للدوري، وإلى العاصمة مدريد بالنسبة لكأس الملك التي توج بها الأتلتيكو، فإن لقب الكأس الممتازة عاد للنادي الكتالوني في بداية الموسم، ولكن دون فوز في مجموع المباراتين (1-1 ذهابا في كالديرون و0-0 إيابا في كامب نو)، وهو ما يؤكد درجة التطور التي وصلها إليها نادي العاصمة الثاني، أما هذا الموسم فيقتسم الأتلتيكو مع البارصا الصدارة برصيد 50 نقطة لكل فريق، وحتى الإحصائيات شارك "الروخي" غريم جاره فيها أين أنهى برشلونة الذهاب بأفضل هجوم ب 53 هدفا والأتلتيكو كأفضل دفاع بتلقيه 11 هدفا فقط، وبخسارة واحدة وتعادلين و16 فوز لكل فريق. الأفضلية ل البارصا بالأهداف فقط والرقم القياسي للصدارة يتواصل بغض النظر عن ألقاب الموسم الماضي وإحصائيات هذا الموسم، فإن البارصا والأتلتيكو التقوا في نصف الموسم الأول فقط في ثلاث مواجهات كاملة انتهت كلها بالتعادل، وصنعت البارصا الفارق في جدول الترتيب حتى الآن بفارق الأهداف فقط (+41 ل البارصا و+36 ل الأتلتيكو)، ولكن مجرد التواجد في الصدارة يمنح برشلونة فرصة دخول التاريخ من بوابة الزمن، بما أن "البلاوغرانا" لم يغادروا المركز الأول في الترتيب منذ موسم ونصف، وتحديدا منذ أول جولة في دوري الموسم الماضي 2012-2013، وبعد إنهاء رفقاء ميسي دوري الموسم الماضي في الصدارة من أول جولة حتى آخر جولة في الموسم فإنهم لم يفارقوها منذ أول جولة وإلى غاية الجولة 19 والتي واجه فيها برشلونة أتلتيكو مدريد في قمة انتهت بالتعادل 0-0.