تفجرت الأوضاع مجددا بين نادي بايرن ميونيخ بطل "البوندسليغا" هذا الموسم وغريمه بوروسيا دورتموند، الذي يصارع لضمان المركز الثاني المؤهل لرابطة الأبطال الموسم المقبل وذلك بعد التصريحات النارية المتبادلة بين مسؤولي الفريقين في الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها تصريحات يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي للنادي الأصفر أمس، والتي أكد من خلالها أن بايرن ميونيخ لم يقدم أي دعم أو مساعدات للفريق في 2004، ما أغضب مسؤولي البافاري الذين اضطروا للرد عليه عن طريق رئيسهم الجديد هوبفنير، الذي أكد بدوره ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام. البافاري قدم مساعدات ل دورتموند ولكن بفوائد وبالعودة إلى هذا المشكل الذي عكر صفو العلاقة بين الفريقين على مدار سنوات، كان بايرن ميونيخ قدم مساعدات بقيمة 2 مليون أورو ل "المارد الأصفر" موسم 2004، وهو الموسم الذي كان فيه بوروسيا دورتموند قريبا من الإفلاس بسبب الضائقة المالية التي كان يتخبط فيها، غير أن المشكل بدأ عندما صرح فاتسكه لصحيفة "آس" الإسبانية أن هذه القضية مجرد هراء وليس لها أساس من الصحة، ليرد عليه هوبفنير وينتقده على إنكاره لمساعدة البايرن، لكن فاتسكه كشف في آخر تصريح له أن إدارة بايرن ميونيخ قدمت 2 مليون أورو ل دورتموند، ولكن بفوائد وصلت إلى 8 بالمائة، وهو ما لا يعتبر –حسبه- مساعدة. ملامح أزمة جديدة تلوح في الأفق يبدو أن الهدنة التي عقدها الفريقان في الماضي القريب، حين أعلن كل طرف التزامه بالهدوء وعدم التطرق للجانب الآخر، ستبقى مجرد حبر على ورق إلى إشعار آخر، فالفريقان مرشحان للدخول في متاهة جديدة وأزمة هما في غنى عنها، تضاف إلى الأزمات الكثيرة التي ميزت علاقة الفريقين في المواسم القليلة الماضية، وما صاحبها من تصريحات نارية من جانب الناديين، ورغم التغيير الكبير في المجلس الإداري للنادي "البافاري"، باستقالة أولي هونيس عقب إدانته بالتهرب الضريبي، والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف، إلا أن خليفته يسير على خطاه، خصوصا أن هونيس كان أول من صرح بالمساعدات التي قدمها بطل "البوندسليغا" لغريمه. الصراع الكروي ينتقل من الميدان إلى الصحف من جانب آخر، يبدو أن الصراع الكروي الذي اندلع بين الفريقين منذ قرابة أربعة مواسم، والذي عرف تنافسا كبيرا بين الناديين على الألقاب المحلية والأوروبية، أثر بشكل كبير على علاقة الفريقين وإدارتيهما، وما زاد الطين بلة هو استهداف بايرن ميونيخ لأبرز نجوم "الفريق الأصفر" من خلال التعاقد مع ماريو غوتزه وروبيرت ليفاندوفسكي، وهو ما لم تتحمله إدارة "أسود فيستيفاليا"، لينتقل الصراع الكروي الذي كان منحصرا على أرضية الميدان إلى مختلف الصحف والمواقع، ما يؤكد أن العلاقة بين الفريقين مرشحة للتوتر مستقبلا بسبب رغبة كل فريق في السيطرة محليا، رغم الأسبقية الواضحة ل بايرن ميونيخ في الوقت الحالي، والذي استطاع كسر هيمنة دورتموند.